-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 19 - 3 - الثلاثاء 7/1/2025

  

رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل التاسع عشر

3

تم النشر بتاريخ الثلاثاء

7/1/2025

شعرت «وعد» بالغضب يشتعل في صدرها عندما أدركت الخدعة التي تعرضت لها. وضعت يديها على رأسها وهي تحاول استجماع أفكارها. نظرت حولها بعيون مشتعلة تبحث عن أي أثر للرجل أو الملف، لكنها لم تجد شيئًا. همست لنفسها بغضب:


ـ ازاي قدرت اوثق فيه  ، ازاي قدرت أكون ساذجة كده؟؟ 


بدأت تفكر بسرعة، تعلم أن الوقت ليس في صالحها، وأن «أيان» أو من يعمل معه قد حصلوا على الملف الآن  . 


شعرت بالإحباط، لكنها لم تكن من النوع الذي يستسلم بسهولة  ، قررت أن تتصرف بسرعة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.


أخرجت هاتفها واتصلت بأحد رجالها الذين يعملون معها في البحث عن «أيان»  ، عندما أجاب بصوت هادئ، قالت بسرعة ولهفة :


ـ فيه مشكلة كبيرة، الملف اللي كنا بندور عليه اتسرق قدامي حالًا  ، عايزاك تراقب المستشفى والمنطقة حواليها  ،  لو شفت الراجل العجوز لابس قميص أزرق وبنطلون اسود  ،  واقرع شويه  ، وماسك عصاية  ، وبشرته قمحاوية شوية ، بلغني فورًا.


أنهت المكالمة بسرعة، وعيناها تلمعان بالإصرار  ، قررت أن تبقى في المستشفى لبعض الوقت، تراقب وتنتظر أي علامة قد تدل على الشخص الذي أخذ الملف  ، ثم تمتمت لنفسها :


ـ مش هسيب الموضوع يعدي كده، لازم أرجع الملف، واكتشف السر اللي بيخافوا منه.


بدأت تجوب المكان بعينين حادتين، متأكدة أن المواجهة لم تنتهِ بعد، وأن الخطوة القادمة ستكون لصالحها.


خرجت من الغرفة الأرشيف  ، وجلست على الكرسى  ، وتنهدت بقوة  ، تنتظر رؤية ذلك الشخص  ، أو أحد رجالها يتصلوا عليها و يعثروا عليه  ، فهي لم تستسلم بعد.. 


قطع خيوط افكارها صوت شخص يهتف بغضب ويتحدث مع الفتاة التى تجلس في مكتب الأستقبال التى تحدثت معاها منذ قليل   :  


ـ انا عايزه افهم دلوقتي ازاي واحد مجنون يدخل في الأرشيف يسرق ملفات ويمشي؟؟؟  ، ليه هى المستشفى ملهاش قوانين؟؟   ، انا محتاج الملف ده وضروري  . 


وقفت «وعد» بعد ما أدركت أن الشخص الذى قابلته في الإرشيف مجنون وليس إلا وتابعت حديثهم من قريب  . 


نظرت له الفتاة بتوتر وهتفت بهدوء تحاول أن تجعله يهدأ  : 


ـ ممكن حضرتك تهدأ  ، ما انا قولت لحضرتك انه انسان مجنون  ، وطالما الملف راح أرشيف  ، يبقي كده حسابك خلص  . 


رد عليها بغضب جهوري جعل المستشفى يخافون منه وعن ماذا يفعله بهذه المستشفي  :  


ـ انتِ مجنونه ولا اية؟؟  ، قولتلك الحساب مدفعتوش وكنت عايز اعرف مين اللي دفع  ، يعني ايه الملف اتسرق ومجنون سرقه   ، هو اي حد بيدخل الأرشيف كده ؟؟  . 


نظرت حولها الفتاة حتى تستنجد بأحدهم ولكن لم يجد أحد حولها غير المصابون بالأمراض  ، رفعت أنظارها نحو «وعد» تترجاها بعينيه أن تساعدها  . 


مما رق قلبها تجاه الفتاة  ، واقتربت من «شهاب» تهتفه بلطف واضح  : 


ـ حضرتك ممكن تهدا شوية  ، انا كنت متابعة كلامكم  ، والملف اتسرق قدام عيني  ، وكنت بجد محتاجه للملف ده جداً  ، بس زي ما الانسة قالت ده مجنون  ، وانا قاعده بدور عليه  ، ورجالتي بره بيدوروا ولو لقوا حاجه اكيد هقول لحضرتك  . 


عقدت ملامح «شهاب» بحيرة وهتف بنبرة هادئة  :  


ـ ازاى ده  ، طب مفيش كاميرات في اوضه الارشيف؟؟  . 


هنا تحدثت الممرضة بتوتر وهي تنظر له بحذر  :  


ـ لا مفيش  . 


كاد أن يغضب للمرة الثانية عليها ولكن وجد «وعد» امامه تحجب الرؤية عن الفتاة المسكينة التى كانت خائفة منه ومن غضبه  ، هتفت بحماس محاولاً تغير الجو المشحون  : 


ـ خلي بالك انا ملفى ضايع برضوا  ،  في ناس ملفها ضاع كمان   ، في ريلكس كده انت لوحدك والله  . 


ابتسم نصف ابتسامة من ملامحها البشوشة  ، كاد أن يتحدث ولكن قاطعته هي بمرح  :  


ـ من قبل ما تقول حاجه  ، بما اننا ملفنا ضايعين احنا الأتنين  ، فـ ممكن اعزمك على قهوة؟؟   . 


اهز رأسه بدون أن يتحدث  ، مما ابتسمت بإتساع على موافقة طلبه  ، والأن قد نجحت بالأمر في تهدئته  ، وحينما غادر من أمام الفتاة التي تجلس على مكتب الأستقبال  ، نظرت لها وغمزت لها بمشاكسة  ، مما أبتسمت هذه الفتاة بأمتنان لها  . 


وبعد دقائق جلسوا في كافية قريب من المشفى  ، ويشربون قهوة  ، كانت هي مشغولة في هاتفها  ، ترسل رسالة لـ «راندة» و «كاميليا» حتى تعرف ماذا فعلوا هم؟؟. 


لا تدرى بنظراته وهو يتفحص وجهها بهيام  ، فهو لا يصدق أبداً انها امامه.. 


وأمام عينيه  ، فهو وقع بحبها في شقه «أيان»  ، حينما رأها وعد نفسه بأن تكون ملكه و الى الأبد  ، فهو كان بالمشفى حتى ينهي اجراءات «أيان»  ، ولكن حينما رأى «وعد» تسأل فتاة الأستقبال عن ملف «أيان» مما لعن حظه  . 


مما تصرف بسرعة  ، واتفق مع راجل مُسن  ، واعطى له مال حتى يشغل «وعد» ويأخذ هو الملف  ، وبالفعل حدث ذلك أمام عينيه  



Flash back  .. 



كادت «وعد» أن تمسك الملف ولكن شعرت بأحد يسعل بشدة ويحتاج للمساعدة مما توقفت من الاقتراب نحو الملف  ، و استدارت «وعد» بسرعة نحو مصدر الصوت، فرأت رجلاً مسناً يبدو وكأنه يعاني من نوبة سعال حادة، ويمسك بصدره بشدة  ، تخلت فوراً عن الملف وتوجهت نحوه بخطوات سريعة، وعيناها مليئتان بالقلق.


ـ حضرتك بخير؟ محتاج مساعدة؟


أومأ الرجل برأسه وهو يحاول التنفس بعمق  ، أمسكت «وعد» بذراعه بلطف، وقادته نحو كرسي قريب :


ـ اقعد هنا، هجيبلك ميه.


ركضت نحو المكتب وخرجت من غرفة الأرشيف بسرعة  ، مما أسرع «شهاب» يأخذ الملف  ، وتخبئ  ، مما جاءت «وعد» وفي يـ ـديه كوب من الماء  ، مما استغل هذه اللحظة وخرج بهدوء بدون أصدار اي صوت  ، والباب الخروج كان بجانبه مما سهل له الخروج علي الفور  ، وحين خرج  ، اتجه الي فتاة الأستقبال هددها  :  


ـ ده انا هوريكى الويل  ، انتِ ازاي تتجرئي وتدخلي حد في اوضه الأرشيف  ، وهو مش موظف في المستشفى ؟؟  ، انا هتصل على مدير المستشفى يشوف شغله معاكى  . 


كاد أن يمسك هاتفه ويتصل ولكن هتفت بلهفة وسرعة وعينيه يبرقون من البكاء  : 


ـ خلاص يا بيه ارحمنى  ، وسامحني اول مره واخر مره  . 


عقد حاجبيه بخبث وهتف بفحيح  : 


ـ يبقي لازم تساعديني  ، وتقولي الراجل اللي كان في اوضه الأرشيف مجنون  ، ونعمل مسرحية قدام وعد  ، عشان وعد تصدق  ، فاهمه؟؟؟  . 


هزت رأسها سريعاً  ،  وبالفعل نفذت حديثه  ، وجعلت «وعد» تتحدث بالنهاية مع «شهاب» وهذا هو الذي يريده  ، أن «وعد» تتحدث معه وتبقى قريبة منه  .. 



End flash back 






ابتسم «شهاب» بهدوء وهو يراقب «وعد» التي كانت منشغلة بهاتفها  ، بدأ يشعر بأن خطته تسير بشكل جيد، لكن عليه أن يكون حذرًا في كل خطوة. أخذ رشفة من قهوته، ثم قال بنبرة ودية:


ـ لو مشغولة اوى ممكن امشي عادي  . 


تركت هاتفها وابتسمت له بلطف وهي تأخذ رشفة من قهوتها  :  


ـ لا أنا كنت بكلم اهلي مش أكتر  . 


بينما أكملت بتساؤل وهى تنظر له بجدية  :  


ـ هو انت عايز ملف مريض مين؟؟  ، وايه الملف اللي ضاع منك  . 


أجابها بهدوء وعينيه مازالت تفحص تفاصيل وجهها  :  


ـ صاحبى تعب في المستشفى  ، وفي حد دفع لي مصاريف المستشفي  ، وجيت عشان اعرف مين اللي دفع اتفاجأت أن الملف اتسرق من الأرشيف من راجل مجنون   . 


نظرت له بشك أكثر وهي تهتف بتساؤل  : 


ـ ومين صاحبك ده ؟؟  . 


أدرك الآن أنها تشك به من خلال عينيه  ، مما هتف بهدوء مثل ما كان سابق  :  


ـ اسمه صالح  . 


نظرت إليه «وعد» بعينيها اللتين تتفحصان ملامحه بتمعن، وكأنها تحاول اكتشاف أي كذبة قد تخفيها كلماته. شعرت أن هناك شيئًا غامضًا في حديثه، لكنها لم تكن متأكدة تمامًا بعد. رفعت حاجبها قليلاً وسألته:


ـ طيب ما يمكن صالح هو اللي دفع  ، مكنش مستاهله الخناقة اللي عملتها دي  . 


ضحك «شهاب» بخفه وارتشف قهوته ونظر لها بجدية  : 


ـ صالح ميزانيته متدفعش المستشفي  ، فـ اتفقنا انى ادفع انا  ، ولما جيت عشان ادفع اكتشفت من البنت أنه الملف ضاع  ، وحد تانى دفع في اتعصبت بقي  . 


ابتسمت «وعد» وهي ترتشف القهوة بهدوء  : 


ـ اللي اكتشفت فيك انك عصبي جداً  . 


ابتسم «شهاب» ابتسامة خفيفة وهو ينظر الى عينيها جعلتها ترتبك و تبعد عينيها عنه على الفور   : 


ـ ما شاء الله سريعة في قراءة الناس  . 


اكتفت بإبتسامة فقط بدون أن تتحدث  ، وقفت امامه وهى تهتف بلطف  : 


ـ طب انا هستأذن انا بقى  ، لانى اتاخرت  ، ولو عرفت حاجه عن الملف اكيد هكلمك   . 


وقف هو الأخر وهو مازال ينظر لها بهيام وهتف بهدوء  : 


ـ تمام خدى رقم تليفونى  ، وانا لو عرفت حاجه اكيد هكلمك  . 


هزت رأسها وأخذت رقمه هاتفه حتى اتصلت عليه حتى رقمها يظهر له  ، 



 ابتسمت «وعد» وهي تقول بهدوء :


ـ كده يبقى عندك رقمي، وأي حاجة تعرفها عن الملف تكلمني  . 


هز «شهاب» رأسه موافقًا وهو ينظر الي ملامحها التى سرقت قلبه وفؤاده يومها وقال:


ـ أكيد، مش هنضيع وقت.


ودعته «وعد» بابتسامة صغيرة قبل أن تغادر الكافيه، وعقلها يشتعل بالأسئلة  ، كانت تشعر أن هناك شيئًا غامضًا حول «شهاب»، لكنها لم تكن تملك الأدلة الكافية لتعرف الحقيقة.


بينما كانت تسير باتجاه سيارتها، أخرجت هاتفها وأرسلت رسالة إلى «راندة» و«كاميليا» :


" لازم نجتمع بسرعة، في حاجة مهمة حصلت وأنا في المستشفى  ، هحكي لكم كل حاجة لما نتقابل  "

الصفحة التالية