رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 21 - 3 - الأثنين 27/1/2025
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الواحد والعشرون
3
تم النشر بتاريخ الأثنين
27/1/2025
كانت الشمس تميل نحو المغيب، تغمر الأفق بلونٍ برتقالي خافت، حين وقف «شهاب» أمام بوابة القصر الواسعة، يودع «راندة» والجدة «حميدة» بابتسامة راضية، وكأن تلك اللحظة تحمل سلامًا نادرًا في حياته المضطربة، ألقى نظرة أخيرة على القصر، ثم خطا نحو سيارته بخطواتٍ واثقة.
مدّ يده نحو باب السيارة، لكن شيئًا غير متوقع أوقفه، يـ ـدٌ قوية، ثابتة، أمسكت بالمقبض ومنعته من الفتح.
كان الأمر مفاجئًا لدرجة أنه تجمد في مكانه للحظة، قبل أن يرفع رأسه بحذر ليرى من يكون صاحب هذه اليـ ـد لم يكن بحاجة إلى التفكير طويلًا، لأن الإجابة جاءت مباشرة حين ارتطمت لكمة قاسية بوجهه.
ارتد جسـ ـده للخلف، وسقط على الأرض وهو يضع يـ ـده على فكه، الشعور بالألم لم يكن هو ما أغضبه، بل المفاجأة التي رافقته.
رفع نظره بسرعة، الغضب والدهشة يتصارعان في عينيه، ليجد أمامه «أيان»، واقفًا هناك، وجهه متجهم، وعيناه مشتعلة بنيران الغضب.
قبل أن يفتح «شهاب» فمه ليعترض، جاءه صوت «أيان» كالعاصفة، مليئًا بالعصبية، يكاد يقطع الهواء من حوله:
ـ هو أنا مش قولتلك بلاش وعد؟؟؟
تقدم «أيان» نحوه بخطواتٍ غاضبة، تكاد الأرض تهتز تحتها، حتى صار قريبًا بما يكفي ليجعل كلماته تخترق صـ ـدر «شهاب» كالسهم :
ـ ابعد عن وعد يا شهاب، وعد مش شبهك، افهم بقى يا أخي.
كانت الكلمات تنطلق منه كالرصاص، مليئة بالحدة والعاطفة التي لا تخفى، كأنما يحاول أن يزرع الحقيقة بالقوة في عقل «شهاب».
لكن، للحظة، هدأ صوته، أو هكذا بدا، وكأن الغضب الذي كان يسيطر عليه انسحب قليلًا، ليترك وراءه نبرة أهدأ لكنها لا تقل قسوة :
ـ كاميليا عندك. شخصية قادرة، ونوعك المفضل، مش غلبانة زي وعد.
كانت كلماته تقطر احتقارًا، لكن ليس لـ«شهاب» فقط، بل لفكرة أن «وعد» يمكن أن تكون جزءًا من حياة شخص مثل «شهاب»، تابع، بصوت ارتفع تدريجيًا، وكأن الغضب عاد ليحكم نبرته مرة أخرى :
ـ وعد مش هتنفعك، وعـــد مــش شــبـهك.
ارتفعت آخر جملتين في الهواء، كأنهما تحذير نهائي، كصدى صوتٍ في وادٍ عميق لا يتوقف عن التردد، نظر «أيان» إلى «شهاب» نظرة صارمة، كأنما يتحدى أي رد منه، قبل أن يدير ظهره فجأة، ويمشي مبتعدًا بخطوات سريعة، تاركًا «شهاب» على الأرض، بين يديه وفي رأسه ألف سؤال.
ظل «شهاب» جالسًا هناك، يحدق في الفراغ للحظات، لم يكن الألم في وجهه هو ما يشغل باله، بل ثقل كلمات «أيان» التي كانت كضربة أكثر عنفًا من تلك اللكمة.
"وعد مش شبهك."
رددها في ذهنه، وكأنها تحاول أن تجد مكانًا لها بين قناعاته التي بدأت تهتز، ولكن هز رأسه برفض وهو يرفض تلك الكلمات وهتف بنبرة شيطانية مثل ابتسامته الخبيثة التى تحكى الكثير والكثير عن تملكه :
ـ وعد ملكي يا أيان ومحدش هيقدر يبعدني عنها ولا حتى أنت .
❈-❈-❈
كانت الغرفة غارقة في سكون الليل، فقط صوت أنفاسه المنتظمة كان يقطع الصمت، ذلك الصمت الذي بدا وكأنه يلتف حولها كوشاحٍ ثقيل.
شعرت بحركة رمش «نوح» الخفيفة وهو غارق في النوم على كتفها، وكأن جسده المتعب يستسلم تمامًا لحـ ـضنها الذي صار ملاذًا له.
أما هي، فقد كانت مستيقظة تمامًا، كأن النوم قرر أن يقاطعها، تاركًا إياها وحيدة مع أفكارها التي لا تهدأ.
طوال الليل لم يزرها النوم، ليس بسبب الأرق الذي اعتادت عليه، بل لأنها لم تعد تنام إلا بمساعدة المنوّمات، تلك الحبوب الصغيرة التي تمنحها بضع ساعات من الراحة الزائفة، تخفي عنها الكوابيس التي تلاحقها كظلٍّ ثقيل.
لكنها لم تأخذها هذه الليلة، خوفاً أن «نوح» يستقيظ في أي وقت ، وستقطع لحظه نومه ، ولحظة شعورها بأمانه بين ذراعيها.
كان جـ ـسده ثقيلاً على كتفها، ثقل لم يكن فقط وزنًا ماديًا، بل كان مزيجًا من اعتماده الكامل عليها وإرهاقه العميق الذي لم يكن يظهر إلا حين ينام.
شعرت بالألم يتسلل ببطء عبر عضلات كتفها، وكأن جسدها يصرخ طالبًا الراحة، لكنها لم تتحرك أبدًا.
كان الخوف من أن توقظه أقوى من ألمها.
في تلك اللحظة، أدركت أنها تستطيع تحمل الألم الجسدي بسهولة مقابل أن تبقى له مكانًا آمنًا، مكانًا يستطيع فيه أن يغفو دون قلق.
نظرت إلى ملامحه النائمة، إلى خطوط وجهه التي بدت أكثر ليونة تحت وطأة النوم. في اليقظة، كان وجهه صلبًا، عيناه تحملان القوة والإرادة، لكنه الآن بدا مختلفًا.
كان كطفل صغير، ملامحه تخلت عن صلابتها لتكشف عن إنسان هشّ يحتاج للحماية.
رأت كيف يتحرك صدره بهدوء مع كل نفس، وكيف تخللت خصلات شعره العشوائية ضوء القمر الخافت المتسلل من النافذة.
كل تفصيلة، مهما كانت صغيرة، كانت كافية لتسرق أنفاسها للحظة.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحتضنه فيها، لكنها شعرت أن هذه المرة كانت مختلفة.
ربما لأنها أدركت أنها ليست فقط ملاذًا له، بل هي جزء من سلامه الوحيد وسط عاصفة الحياة.
كانت تعرف أن «نوح» لم يكن يترك نفسه للضعف أبدًا أمام أحد، لكنه الآن مستسلم بالكامل، وكأنها الحصن الوحيد الذي يثق به.
حاولت أن تخفف من حدة الألم في كتفها بتحريك أصابعها بخفة، لكنها لم تجرؤ على التحرك أكثر من ذلك.
حتى هذا الألم بدا مألوفًا، كأنه جزء من وجودها الآن.
كيف يمكن لشيء أن يكون مؤلمًا وعذبًا في الوقت ذاته؟ كانت الإجابة أمامها، تجسدها اللحظة التي تحتضنه فيها، وتراه ينام بسلام.
كانت أفكارها تتدفق بلا توقف، تتذكر كل لحظة جمعتهما.
تذكرت كيف كان يخوض معاركه في الحياة، وكيف كان دائمًا يضع الجميع أمامه، يحميهم، يحمل عنهم أعباءهم. لكن هنا، في هذه اللحظة، كانت هي من تحمله.
كان الشعور غريبًا، لكنه جعلها تشعر بأنها أقوى، وكأن حبها له منحها قدرة تحمل لا حدود لها.
طالت اللحظات، لكنها لم ترد لها أن تنتهي. ظلت تراقبه، تشعر بحرارة جسده، تسمع نبضات قلبه كأنها نغمة هادئة تملأ الصمت من حولها.
لم يكن الأمر مجرد لحظة عابرة، بل كان وعدًا صامتًا بينها وبين نفسها، أن تبقى دائمًا هذا الملاذ، حتى لو كان الثمن كتفًا متعبًا أو روحًا مستيقظة طوال الليل.
حين بدأ ضوء الصباح الأول يتسلل ببطء من خلف الستائر، شعرت بارتعاش خفيف في جسده، وكأنه يستعد للاستيقاظ. تمنت أن تستمر تلك اللحظة أكثر، لكنها ابتسمت بخفة، رغم الإرهاق الذي يثقل عينيها.
كان يكفيها أنها منحته هذه الراحة، هذا الأمان الذي يحتاجه، حتى لو كان ثمنه ليلة بلا نوم.
كانت الغرفة هادئة بشكل غريب، لا صوت سوى أنـ ـفاسه التي امتزجت مع خفقات قلبها التي لم تهدأ طوال الليل.
كانت تراقبه بعينيها المتعبتين من قلة النوم وألم كتفيها، وجهه بدا هادئًا وهو مستغرق في نومه، لكن هذا الهدوء كان يحمل شيئًا آخر، كأنه هروب مؤقت من عالم مليء بالصخب والضغوط.
فتحت عينيه ببطء، نصف مغمضتين، وكأن عقله يحاول أن يستعيد وعيه تدريجيًا.
حدّق في سقف الغرفة للحظة، كأنما يحاول أن يتذكر أين هو أو ما حدث، ثم انزلقت نظراته نحوها.
للحظة، شعر بالدهشة، وكأن فكرة أنه كان نائمًا في أحضانها تحتاج وقتًا لتثبت في ذهنه.
حين أدرك ذلك، ابتعد عنها فجأة، وكأن القرب منها كان كافياً لإشعال إحساس بالحرج والقلق في داخله.
رفع يـ ـده ليمررها على وجهه، وكأن هذا يمكنه أن يزيل آثار النعاس أو ذلك الشعور الغريب الذي تسلل إليه، بادر بالكلام بصوتٍ متوتر، يكسوه قلق صادق :
ـ أنا فضلت اليوم كله نايم على كتفك؟؟... أنا... أنا آسف.
ثم توقف قليلاً، قبل أن ينظر إلى كتفها بنظرة مليئة بالذنب وأضاف :
ـ طب حركي كتفك كده براحة.
كانت عيناه تبحثان عن أي علامة ألم في وجهها، لكنه لم يجد سوى نظرة مطمئنة، وإن كانت تحمل في أعماقها شيئًا من الإرهاق.
ابتسمت بهدوء، وكأنها تحاول أن تخفف من قلقه، وهتفت بصوت ناعم، لكنها كانت تخفي ألمًا بسيطًا في ملامحها:
ـ أنا كويسة، متقلقش.
رغم الألم الذي كان يخترق كتفها، لم تكن تريد أن يشعر بأي ذنب. كان يكفيها أن تراه قد استراح ولو قليلاً.
أضافت وهي تشير برأسها نحو الباب :
ـ قوم بس، وفوق كده لأن تيتة حميدة عايزاك تحت، وانا مرضتش أصحيك، قلت للخادمه إنك نايم.
كان صوتها هادئًا، لكنه يحمل شيئًا من المسؤولية والحرص، كأنها أرادت أن تضمن له نومًا هادئًا حتى لو كان ذلك على حساب راحتها.
أما هو، فقد نظر إليها بحيرة، وكأن كلماتها لم تفعل سوى زيادة شعوره بالذنب.
أدركت ما يدور في عقله من خلال ملامحه فقط. كان دائمًا هكذا، يرى في كل موقف فرصة لتحمل المسؤولية، حتى لو كان الأمر بسيطًا مثل نومه على كتفها.
حاولت أن تبتسم أكثر، أن تُظهر له أن الأمر لا يستحق كل هذا القلق. لكن شيئًا ما في داخله كان يجعله يرى الأمور أكبر مما هي عليه.
نهض أخيرًا، لكنه توقف للحظة، ونظر إليها مرة أخرى.
كانت تجلس هناك، متماسكة، رغم التعب الذي بدا واضحًا عليها.
لم يقل شيئًا إضافيًا، فقط اكتفى بأن يرسل لها نظرة امتنان صامتة قبل أن يغادر الغرفة.
حين دخل الى المرحاض ، أخذت نفسًا عميقًا، ثم مدت يـ ـدها بهدوء لتفرك كتفها الذي كان يؤلمها.
لم يكن الألم جسـ ـديًا فقط، بل كان هناك شعور خفي بالثقل، ثقل كلماتها التي لم تقلها، وثقل اللحظة التي جمعت بينهما، تلك اللحظة التي كانت مليئة بكل شيء ولم يُقال فيها أي شيء.
وقفت «نور» فجأة بعد ما دخل «نوح» الى المرحاض، وكأنها تحاول الهروب من شيء يطاردها داخلها، لكن حركتها كانت متثاقلة، تتأوه مع كل خطوة، كأن ألمًا غير مرئي يثقل جسـ ـدها.
بوجه شاحب ونظرات مضطربة، توجهت نحو خزانة ملابسها بخطوات متعثرة.
فتحت الباب بيـ ـدين مرتجفتين، تبحث بين الثياب بعشوائية حتى وصلت إلى مكان المنوم الذي تخفيه بحرص شديد.
لم تكن تدرك أنها تتحرك بتوتر واضح، أن لهفتها قد فضحت كل ما حاولت إخفاءه.
أمسكت علبة الدواء الصغيرة، وكأنها ممسكة بطوق نجاة وسط بحر هائج.
فتحتها بسرعة، لكن في عجلة ،مما يــ ـدها، انزلقت منها حبتان وسقطتا على الأرض.
لم تلاحظ ذلك، أو ربما لم تكترث، فقد كانت مشغولة بشيء واحد فقط ، أن تبتلع حبة تنقذها من الأرق الذي ينهش روحها.
وضعت الحبة في فمها، شربت جرعة من الماء بسرعة، ثم أغلقت العلبة ورمتها بين الثياب دون أن تبالي بترتيب أي شيء.
وكأنها فقط تريد الهروب من هذا الواقع سريعًا.
خرجت من الغرفة بخطوات أقرب إلى الهروب، شربت كوبًا آخر من الماء ، وكأنها تحاول أن تخفي آثار توترها.
عادت إلى الفراش، انسدلت تحت الغطاء بهدوء مصطنع، لكن داخلها كان عاصفة.
لم تستغرق دقائق حتى بدأت الحبة تؤتي مفعولها.
أغمضت عينيها، ووجدت نفسها تغرق في نوم عميق، هربت من كل شيء، ولو مؤقتًا.
مرت لحظات قليلة، وكان صوت المياه القادمة من المرحاض هو الصوت الوحيد في الغرفة.
باب المرحاض انفتح بخفة، وخرج «نوح»، يرتسم على وجهه علامات الاسترخاء بعد حمام ساخن.
كان جـ ـسده عـ ـاري الصـ ـدر، وبشرته تحمل حمرة خفيفة من حرارة الماء.
شعره الداكن كان يقطر ماءً، يتساقط على كتفيه العريضين، بينما كان يمسك منشفة بيـ ـده، يمسح بها شعره بحركات بطيئة.
خطى ببطء نحو الفراش، نظر إلى «نور»، وجدها مستلقية بسلام.
كانت ملامحها هادئة تحت تأثير النوم، وهو شيء نادر في أيامها الأخيرة.
ابتسم ابتسامة صغيرة، ابتسامة حملت حبًا عميقًا وامتنانًا للحظات كهذه، حيث تبدو فيها نور بعيدة عن كل توتر أو قلق.
اقترب منها أكثر، كأنه يريد أن يحفظ ملامح وجهها الهادئ في ذاكرته.
لكنها كانت نائمة بعمق، ولم تشعر بوجوده.
لم يشأ أن يوقظها، فابتعد بهدوء واتجه إلى غرفة الملابس ليجهز نفسه للعمل.
بينما كان يسير بخطوات هادئة باتجاه غرفة الثياب، لفت انتباهه شيء صغير على الأرض، قريب من دولاب الملابس.
توقف فجأة، وكأن عينيه اصطادتا تفصيلة لم تكن في مكانها.
انحنى ببطء، التقط الحبتين الصغيرتين من البلاط بين أصابعه، نظر إليهما بعناية، وعقد حاجبيه بتساؤل.
ملمس الحبوب كان باردًا وصغيرًا، ولونها الباهت أثار فضوله.
قلبهما بين أصابعه أكثر من مرة، وكأن عقله يحاول إيجاد تفسير لما يراه، لكن الإجابة لم تكن تأتي.
رفع رأسه أخيرًا ونظر باتجاه الفراش حيث كانت «نور» مستلقية في سبات عميق.
سأل نفسه بصوتٍ داخلي لم يخرج من شفتيه "هل تخصها؟"
تساؤله لم يكن مجرد شك عابر، بل كان مصحوبًا بإحساس داخلي ثقيل، خليط من القلق والتردد.
وجهه اتجه تلقائيًا نحو دولابها، وكأن الإجابة قد تختبئ هناك.
مدّ يـ ـده بحذر نحو الثياب المرتبة بعشوائية، فوجد ما لم يكن يتوقعه.
شريط من الأدوية الصغيرة كان مدفونًا بين ثيابها، كأنه سرّ لم تكن تريد لأحد أن يعرفه.
أمسك بالشريط بيده، وقربه نحو عينيه ليقرأ الاسم المكتوب عليه.
لم يكن الاسم مألوفًا لديه، لكنه كان كافيًا ليشـ ـعل في داخله نـ ـار القلق.
رفع رأسه مرة أخرى ونظر نحو «نور»، وجهها يبدو هادئًا في نومها، لكنه كان يعلم أن هذا الهدوء قد يخفي شيئًا أكبر.
سؤال آخر اخترق عقله دون استئذان " هل هي متعبة؟ و لم تخبرني؟؟
تسللت مشاعر القلق إلى قلبه، كأنها أمواج صغيرة لكنها تتزايد تدريجيًا.
خرج من الغرفة بخطوات سريعة، لكنه لم يشعر بقدميه وهما تحملانه بعيدًا.
كان الشريط في يده، وكأنه دليل يحمل معه الكثير من الأسئلة التي لا إجابات لها بعد.
أمسك بهاتفه بيـ ـدٍ أخرى، وفتح محرك البحث.
كتب اسم الدواء بعجلة، أصـ ـابعه تتحرك بسرعة على الشاشة، وكأنه يريد أن ينزع الغموض عن هذا الشريط اللعين. بعد ثوانٍ قليلة، ظهرت النتيجة أمام عينيه، وكان ما قرأه كفيلًا بأن يجعل قلبه يهبط في صدره.
ـ منوم؟؟