رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 30 - 1 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثلاثون
1
تم النشر الثلاثاء
1/1/2025
لم تعد الحياة بالنسبة له اي أهمية حتى والدته وإياد لم يعوضه عن تلك الوحدة الموحشة التي تركتها هايدي خلفها.
لا يعرف ماذا يفعل أكثر من ذلك وقد فعل المستحيل لأجل ان تعود له
دلفت أمينة الغرفة تتحسر على حال ابنها الذي أصبح هزيلاً بسبب بعاد زوجته فتقدمت منه لتجلس بجواره
_وبعدين يا حازم هتفضل حابس نفسك كدة؟
مسح حازم وجهه بكفيه ثم قال
_هروح فين؟
_تروح لمراتك وتقنعها انها ترجع لحضنك.
تطلع إليها بقلة حيلة
_عايزاني اعمل ايه اكتر من اللي عملته.
_تروح لها تاني وتالت ومليون، اتحملها زي ما اتحملتك السنين دي كلها
هي عايزة تحس باهميتها عندك وإنك فعلا مش قادر تعيش من غيرها
هي كرامتها مجروحة منك داويها انت وسيبها تداوي جروحها على حسابك زي ما انت دويت جروحك على حسابها، هايدي تستحق اكتر من كدة يا حازم وخد بالك لو خسرتها هتلاقي نفسك خسرت كل حاجة.
تنهد بألم شديد
_انا فعلاً خسرت كل حاجة وهايدي مستحيل تسامح.
ردت عليه بحكمة
_اللي بيحب ميكرهش وهايدي بتحبك مهما أنكرت ده
قوم روحلها واطلب منها تسامحك وانا واثقة إن المرة دي هترجع معاك.
❈-❈-❈
جلست أسيل بجواره على المقعد بعد ان سحبت يدها من يده عندما جلس على المقعد
سألها
_ايه مش ناسية حزام الامان
تطلعت إليه ببغض ثم مالت عليه لتربط له الحزام ويتخذها فرصة ليشم عبيرها
لكن لم يشبع قلبه من رائحتها وعادت إلى مقعدها.
سألها
_اول مرة تسافري بالطيارة؟
أجابت بفتور دون النظر إليه
_ايوة.
_انا بقا تاني مرة لأن المرة الأولى كنت في غيبوبة ومحستش بحاجة.
بس أكيد سافرتي بباخرة ولا أيه؟
اهتزت نظراتها لوهلة ثم حمحمت لتقول بكذب
_ولا مرة.
رفع حاجبيه مدعي الفهم ثم تحدث بروية
_أنا بقا 8 سنين وانا بسافر بالباخرة بحكم شغلي
كانت اجمل سنين في حياتي، لحد ما جات اللي دمرت كل حاجة.
قطبت أسيل جبينها بدهشة ودون إرادتها سألته
_هي مين؟
التفت إليها ليرد بمغزى
_واحدة حبيتها وادتها كل حاجة بس للأسف طلعت متستاهلش.
تطلع امامه وتابع
_اتخلت عني في اكتر وقت كنت محتاجلها فيه، من وقتها وانا كرهت كل حاجة بتفكرينى بيها.
تعجبت من حديثه إن كان يقصدها ماذا ينتظر منها بعد ما فعله معها
أم أنه احتاج إليها كجارية بعد عماه.
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه وانطلقت الطائرة تتجه إلى وجهتها لكن إلى عالم مجهول بالنسبة لها.
❈-❈-❈
توجه خليل إلى المصنع حيث كانت تنتظره مالكته.
لقد اصبح الآن مطمئن على ابن أخيه الذي عادت إليه حبيبته.
من قال أنه لم يلاحظ حالته منذ ان جاءت إليه وتأكد بالفعل عندما علم الحقيقة منها
هو اخطأ ويعلم ذلك جيدًا لكن كان واضحاً أنه ندم على ذلك
وهل ظن ذلك الاحمق أنه لم يلاحظ عودة نظره إليه؟
ابتسم بلؤم وسعادة كبيرة احتلت قلبه
الآن فقط اطمئن عليه أما أمر الفيديو هيرسله إليه في الوقت المناسب.
رغم شكه في أمره إذا كان ما فعله بإرادته او غير ذلك إلا إنه قادر على أن يصلح غلطته ويعتذر لها
وهي بحبها له ستغفر وتسامح.
جلس على المقعد قبالتها بارتياح شديد
فقالت سيلين بترحيب
_شرفت المصنع يا سيادة المستشار.
ابتسم خليل وقال
_بمنور بناسه، خلينا نتوكل على الله ونبدا شغل بس الأول تعرفيني كل كبيرة وصغيرة في المصنع.
أومأت له وبدأت تشرح له كل شيء متعلق بالمكان.
❈-❈-❈
فتح "علي" الباب فيهلل بسعادة عندما وجد والده أمامه، احتضنه حازم باشتياق وقال
_وحشتني أوي يا علي.
خرج عمر على صوت والده واسرع أيضاً إليه
_بابا.
احتضن الآخر بحب وشوق فقال لهم
_عاملين ايه؟
كويسين بس عايزينك معانا.
رفع عينيه لينظر إلى هايدي التي خرجت من الغرفة عندما سمعت صوته وقال بمغزى
_هترجعوا معايا عشان تيتا وإياد مستنينكم.
يلا بسرعة خلي تيتا فايزة تجهز شنطتكم.
أسرعوا إلى غرفتهم وذهب إلى هايدي التي ظلت واقفة مكانها تريد ان تستفهم منه معنى ذلك.
وقف حازم قبالتها وقال بحب
_ازيك يا هايدي.
ردت بثبات عكس حنينها
_الحمد لله ممكن افهم ايه اللي عملته ده؟
_عملت ايه؟ تقصدي يعني عشان بقولهم يجهزوا الشنط؟
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه ورمقها هو برجاء
_أظن كفاية لحد كدة وأرجعي بقا، ازعلي مني زي ما انتِ عايزة بس وانتِ في بيتنا، واوعدك إني مش هفرض نفسي عليكِ، أمي جات هي وإياد لأن أسيل سافرت النهاردة وسابت ابنها، مينفعش تسيبيها لوحدها.
لم تستطيع هايدي الرفض وخاصة ان أسيل طلبت منها ان تهتم بابنها في فترة غيابها حتى تعود.
لكن ماذا تفعل في عنادها الذي مازال هو المسيطر على وضعهم
تنهد حازم بتعب من عنادها ولم يجد أمامه سوى تلك الطريقة
بوغتت هايدي به وهو يدفعها لداخل الغرفة وأغلق الباب ليثبت ظهرها عليه وقال بثبوت
_بالذوق مش نافع يبقى نخليها عافية.
لم يمهلها فرصة لتفهم مقصده وعلى حين غرة وجدته يميل عليها ليقبلها عنوة لكن تحمل الكثير والكثير من المشاعر التي يفتقدها كلاهما.
هي تحبه مهما انكرت ذلك لكن لا تريد ان تعود لذلك الضعف
لذا وضعت يدها على صدره تبعده عنها لكنه لم يترك شيء يعكر صفو تلك اللحظة لذا قربها منه أكثر لتكون قبلته اكثر تطلب
وهو يشدد من احتضانه لها
حرر اسر شفتيها من بين شفتيه ووضع جبينه على خاصتها وهو يتمتم بأنفاس لاهثة
_عايزة تعملي فيا ايه تاني خلاص مبقتش قادر اتحمل بعدك عني اكتر من كدة.
وضع رأسها على صدره وتمتم بصدق لامسه قلبها
_بحبك يا هايدي وعمري ما حبيت غيرك ولا اقدر في يوم من الايام احب غيرك.
ازدردت لعابها بصعوبة وتمتمت برهبة
_خايفة تجرحني تاني.
ابعد وجهها عن صدره كي ينظر إليها وتمتم بنفي
_مستحيل لأن محدش بيجرح روحه وانتِ روحي يا هايدي.
انتهى ذلك العناد عندما لاحظت صدق كلماته
فاومأت له وقالت
_بابا في المكتب جوه ادخل كلمه الاول وانا هجهز شنطتي.
أومأ لها بابتسامة ثم طبع قبله حانية على جبينها وخرج من الغرفة متوجهاً إلى مكتب والدها.
❈-❈-❈
جلست وعد أمام المرآة تمشط خصلاتها بعد أن خرجت من المرحاض
ابتسمت بحب عندما تلاقت عينيها بعين سليم الذي استلقى على الفراش ينتظرها لكن يبدو انه سئم من الانتظار اكثر من ذلك
لذا نهض من فراشهم وتقدم منها وهو مأخوذ بسحرها
ثم دنى منها ليأخذ الفرشاة من يدها ويقوم هو بتمشيم خصلاتها الحالكة بكل هدوء وعيناهم تحكي قصة عشقهم التي اكتملت أخيراً بزواجهم.
ألقى الفرشاة من يده ثم جذبها لتقف قبالته وقال بصبو
_تعرفي انك أجمل حاجة في حياتي؟
ابتسمت عينيها قبل شفايها وقالت بعشق وهو يحيط خصرها بذراعيه الحانيتين
_ زي ما انت أحلى حاجة حصلت في حياتي.
ابتسمت للذكرى وهي تضيف
_كل ما افتكر أول يوم خرجت فيه من الملجأ كنت حاسة ان الدنيا دي كبيرة أوي وكنت خايفة اروح في الرجلين
شهد لما زارتني اخر مرة في الملجأ كلمتني اني اجي اشتغل معها عندكم في الفيلا
كنت خايفة ومترددة بس أول ما شفتك الخوف ده اتحول لأمان معرفش ليه
مع الوقت لقتني براقبك من بعيد لبعيد بس كنت بقول لنفسي انا فين وهو فين
بس لما لقيتك جيت واعترفتلي بحبك مكنتش عارفة افرح لأن الانسان الوحيد اللي حبيته هو كمان بيبادلني نفس الشعور ولا أحزن لأنه أكدلي إن بينا آلاف المسافات وصعب أوي إننا نتقابل.
وضعت رأسها على صدره وتابعت
_كنت بفضل طول الليل بصلي وادعي ربنا إنه يجعلك من نصيبي يا إما يشفيني من حبك.
دمعت عينيها للذكرى
_كنت بعيط طول الليل من العذاب اللي عايشة فيه.
ابتعدت عنه قليلًا لتنظر لعينيه
_ولما طلبت تتجوزني بالاجبار على اد ما كنت رافضة ومش طايقة أشوفك
رفع حاجبيه بصدمة من قولها لكنها لانت عندما تابعت
_على أد ما فرحت إني هكون من نصيبك.
تطلع إليها بعتاب
_عشان كدة قدرتي تبعدي عني طول الفترة اللي فاتت؟
_صدقني كان غصب عني ويمكن عذابي كان اد عذابك واكتر بس اللي…..
قاطعها بأن وضع انامله على فمها وقال بمزاح يغير به مجرى حديث لن يتوقف
_احنا هنقضيها كلام ولا ايه؟ فين وعدك ليا؟
ضحكت وعد بسعادة سرعان ما قاطعها سليم بشفتيه وهو يأسر شفتيها بعشق جارف.
❈-❈-❈
دلف داغر غرفة الفندق التي اصر على الإقامه به متحججاً بحاجة شقته للتنظيف قبل الإقامة بها
راقب نظراتها التي وجهتها إلى الفراش بارتباك ظنه خوفاً من النوم معه في مكان واحد
انتبه لصوتها التي حاولت إخراجه ثابتًا
_هي الأوضة بسرير واحد ليه؟ ليه مطلبتش سريرين؟
تظاهر داغر بأنه يبحث عن المقعد حتى وصل للأريكة وقال
_يظهر إن اللي حجز كان فاكر إننا اتنين متجوزين وفـ شهر العسل عشان كدة حجزها بسرير واحد
انقبض قلبها من مغزى حديثه وسألته بارتباك
_طيب ممكن أعرف انا هنام فين؟
رد ببراءة زائفة
_على السرير.
قطبت جبينها بحيرة وسألته
_وانت؟
رفع حاجبيه مدعي الدهشة
_وانا ايه؟
_اقصد هتنام فين؟
رد ببساطة
_على السرير، ايه مش مراتي برضه؟
رمشت بعينيها بوجل وتمتمت باعتراض
_انت عارف كويس انه مجرد حبر على ورق مش اكتر.
رد بتخابث
_واحنا عملناه حبر على ورق عشان نحلل حاجة زي دي، إن لو اتعرضنا إننا ننام على سرير واحد ميكنش فيه مانع ولا أيه؟
علت ضربات قلبها حتى شعرت به يسمعها بوضوح وتمتمت برهبة
_بس انا مش هقبل حاجة زي دي
تطلعت إلى الأريكة التي يجلس عليها وقالت
_انا هنام على الكنبة.
اوما لها بعدم اكتراث
_اللي تشوفيه بس السرير تحت أمرك لو غيرتي رأيك لأن نوم الكنبة متعب أوي.
نهض وهو يتابع مكره
_فضي الشنط وطلعي غيار ليا وهاتيه على الحمام.
تطلعت إليه بغضب شعر به كالسهام التي تخترق ظهره فتظهر ابتسامة ماكرة على فمه وهو يدلف المرحاض.
لعنت أسيل حظها العثر الذي اوقعها معه مرة أخرى
لذا اخرجت غضبها بتفريغ الحقائب لتضعها داخل الخزانة
قلبت عينيها بضجر حينما سمعت صوته من الداخل
_بقالي ساعة بطلب غيار.