رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الخاتمة - 1 - الأربعاء 22/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الخاتمة
1
تم النشر الأربعاء
22/1/2025
وقفت أسيل أمام المرآة تمشط خصلاتها تتحاشى النظر إلى انعكاس صورته وهو يزرر قميصه بجوارها بكل هدوء وكأنه لا يعبأ بى فضولها
لكنها لم تستطيع الصمت أكثر من ذلك فالتفت إليه وقالت بانزعاج
لازم كل مرة تخرجني على عمايا كدة؟
رفع حاجبيه بمكر
_الله مراتي وانا حر فيها اخدها على عماها برضاها انا حر.
تطلعت إليه بغيظ
_يا سلام، طيب وإياد؟
اخذ الفرشاة ليمشط خصلاته وقال بهدوء
_إياد مع جده بيراجع طفولته معاه متقلقيش.
ألقى الفرشاة من يده وقال بمكر
_وبعدين هو مشوار صغير وهنرجع على طول متخافيش اوي كدة.
اغمضت عينيها بيأس منه
_يعني برضه مش هتقولي رايحين فين؟
غمز لها بشقاوة
_هخطفك.
اتسعت عينيها بذهول
_ما انت لسة خاطفنى من شهر ويادوب لسة راجعين امبارح.
هز كتفيه ببساطة
_وايه المشكلة لما اخطفك تاني وتالت ومليون..
لف خصرها بذراعيه الحانيتين وتابع
_طول ما انا عايش هفضل اخطفك لحد آخر يوم في عمري، حتى لو مت...
وضعت يدها على فمه تمنعه مسرعة وقالت بخوف
_اوعى تنطق الكلمة دي تاني (تطلعت لعينيه وبوجل) مقدرش أعيش في الدنيا دي وانت مش فيها.
الخوف الذي لاح بعينيها جعله يصر على ما انتواه
فرفع أنامله إلى وجنتها يتحسسها وتحدث بحنو
_حتى لو حصل هتلاقي روحي معاكي مش هتفارقك لحظة واحدة.
شعرت بالخوف أكثر وتذكرت مغامراته في البحر فقالت بخوف ورجاء
_داغر لو بتحبني فعلاً بلاش الجنون اللي كنت بتعمله ده، أرجوك بلاش تنزل المايه في العواصف…بلاش تنزلها خالص، عشان خاطري.
أومأ لها بحب لكنها لم تقتنع بتلك الإيماءه فمال على ثغرها يقبلها بحب ووله متناسيًا كل شيء
لا يتذكر سوى تلك الحورية التي تستكين بين يديه رغم مخاوفها.
توقفت السيارة أمام البناية وتطلع داغر إلى أسيل التي لا تعرف لما جاء بها إلى ذلك المكان فسألته بتوجس
_داغر احنا جايين هنا ليه؟
ابتسم لها يطمئنها
_تعالي نطلع وانتِ هتعرفي كل حاجة.
ترجل من مقعده والتف ليفتح لها الباب ضاغطاً على يدها بحب كي يشعرها بالأمان الذي حاول بكل الطريق أن يعيده إليها لكن دائما تبوء محاولاته بالفشل.
استسلمت له أسيل وصعدت معه ليقف كلاهما أمام عيادة لدكتورة أمراض نفسية
تطلعت إليه بتوجس فطمئنها بنظرة منه وصوته الحاني يقول
_لازم يا أسيل عشان تتخلصي من الخوف اللي جواكي.
اهتزت نظراتها وقد تلاعبت بها الظنون بأنه بدأ يستاء منها ولا تلومه على ذلك ففي كل مرة يقترب منها يعاني حتى تستسلم له
فتمتمت بصوت معذب
_انا عارفة إنك مليت مني و…..
قاطعها داغر
_هششش أوعى تقولي الكلمة دي تاني، أسيل احنا اللي بينا مش مجرد علاقة بين زوج وزوجته اللي بينا اكبر بكتير ومش ده السبب اللي جايبك عشانه
انا جايبك عشان تتخلصي من كل المخاوف اللي جواكي، انا صحيح حاولت اعوضك كتير بس مينفعش أكون انا السبب في كل اللي انتِ عشتيه وأكون انا طبيبك.
امسك يدها الباردة وقال بثقة
_انا عارف انك قوية لأن مفيش واحدة تمر باللي انتِ مريتي به وتفضل واقفة على رجليها، بس لازم نتخطي أي عقبة ممكن تقف في طريقنا وأولهم الخوف
لم تقتنع لكن عليها أن تطيعه ربما تنجح تلك الطريقة وتتخلص من مخاوفها وفور دخولهم سأل داغر الممرضة
_في حجز هنا باسم أسيل الحسيني.
نظرت في الكشف أمامها وقالت
_اه اتفضلوا.
وقف داغر بها على باب الغرفة وقال بمزاح اراد به التخفيف عنها
_ادخلي انتِ وانا هستناكي تحت في العربية لإن لو استنيتك هنا مضمنش نفسي لأن البنت اللي هنا حلوة أوي
اتسعت عينيها بذهول وهمت بتعنيفه لكنه منعها بحزم
_لأ عيب قولتلك ونبهت عليكي متغلطيش فيا قدام حد، بيني وبينك تمام قدام حد لأ.
ضحكت أسيل لعلمه بأنه يقول ذلك كي يخفف عنها وقالت بتوعد
_اصبر لحد ما اروحلك.
امسك يدها يقبلها ثم تركها لتدلف وحدها.
❈-❈-❈
كانت سعادة هايدي لا توصف عندما أخبرها الطبيب أن باستطاعتها الإنجاب
تطلعت إلى حازم بسعادة بالغة وتمتمت بفرحة
_انا مش مصدقة يا حازم حاسة كإني بحلم.
ابتسم بسعادة لسعادتها وقال
_لا يا قلبي مش حلم حقيقة بس هتقدري تتحملي التعليمات دي؟
أيدته بشدة
_اه طبعاً كل اللي قالي عليه هعمله دا انا مصدقت.
رفع حاجبيه بمكر
_ما صدقتي ايه؟ تخلصي مني سبع شهور؟
ضحكت هايدي عندما فهمت مغزى حديثه
_ ميبقاش قلبك إسود بقا، هعوضك بعدين.
قطب جبينه بضيق
_بعدين ايه بقا وانتِ هتكوني فضيالي؟
وضعت يدها على كتفه وهي تستند بذقنها عليه
_ وانا ما اقدرش برضه على زعل حبيبي.
لاح الخبث بنظراته
_خلاص يبقا تعويض قبل وبعد.
أومأت له بخجل محبب جعله يأخذها في جولة عشق من جوالاتهم.
❈-❈-❈
في المصنع
انتهى خليل من عمله ونهض كي يعود لمنزله ولذلك الصغير الذي سلب عقله وتفكيره أغلب الوقت
طرق الباب ودخلت سيلين كي تراجع معه بعض الاوراق فوجدته يستعد للانصراف.
فقالت باعتزاز
حضرتك ماشي دلوقت؟
رد خليل وهو يضع هاتفه في سترته وقال
_داغر عمال يرن من بدري بيستعجلني على الغداء وحتى خلى الشقي الصغير يكلمني عشان عارفه نقطت ضعفي.
ضحكت سيلين
_ربنا يخليهولك، خلاص يبقا نراجع الأوراق دي بعدين.
همت بالانصراف لكنه اوقفها
_بما إن الاولاد مسافرين ايه رأيك لو تيجي تتغدى معانا ونراجع الأوراق عندي، أسيل اكتر من مرة تطلب مني اعزمك على الغدا بس عارف إنك مش بتقدري تسيبي الولاد يتغدوا لوحدهم.
تراقص الأمل بعين سيلين لكنها ترددت في قبول ذلك فعلم خليل سبب ترددها وقال
_لو قلقانة أتصل على أسيل تكلمك بنفسها…
قاطعته سيلين بنفي
_لا طبعاً انت بتقول ايه الحكاية مش كدة خالص بس خليني الاول أكلم معتز واستئذن منه.
أومأ لها وقال بثبوت
_طيب انا هنزل أخرج العربية من الجراچ واستناكي نروح مع بعض بعربيتي.
أومأت سيلين وتركها خليل تتصل بابنها..
❈-❈-❈
في المطبخ
دلف داغر كي يساعد أسيل في تحضير الطاولة وهو يقول بغيظ
_انا مش فاهم ايه اللي يجبرك على التعب ده، قولتلك اجيب واحدة تساعدك.
تركت الاطباق من يدها وتقدمت منه لتحيط عنقه بذراعيها وقالت بدلال تعلم جيدًا بأنه يفقد عقله
_قولتلك مية مرة مش عايزاك تاكل من ايد حد غيري.
تظاهر داغر بالضيق
_ليه بس يا سيلا بتقطعي على غيرك…اااه..
تألم داغر عندما دعست أسيل قدمه بحذاءها وقالت بتوعد
_بقا كدة ماشي يبقى تروح تنام مع ابنك الليلة دي.
همت بالابتعاد لكنه احكم قبضته حولها وقال بمكر
_ايه مالك بقيتي شرسة كدة، وبعدين انا قصدي شريف، بقول متقطعيش رزق حد يا قلبي مش اكتر.
رمقته بعدم تصديق
_يا سلام.
أكد داغر
_اه أومال فكرك ايه، هو معقول ابص لحد غيرك، يبقى معايا القمر وابص للنجوم.
زمت فمها بغيظ
_اه ثبتني واضحك عليا.
غمز لها بشقاوة
_يعني لو مضحكتش عليكي انتِ اضحك على مين بس.
مال عليها كي يقبلها لكنها وضعت يدها على فمه تمنعه
_انت بتعمل ايه عمو زمانه جاي.
تذكر داغر امر عمه
_اه فكرتيني مدام سيلين جاية مع عمي تتغدا معانا.
ابتسمت اسيل
_بجد، طيب مقلتش ليه كنت عملت…
قاطعها داغر
_تعلمي ايه بس، ده هيكون غدا كدة وكدة
عقدت حاجبيها بعدم فهم وسألته
_يعني ايه مش فاهمة؟
_يعني عمي بدا يقتنع بكلامي لإني دخلتله دخله شمال الصراحة وانا عارف إن دي الطريقة الوحيدة اللي هتقنعه.
ضحكت أسيل وهي تخفي وجهها في صدره
_انت مجنون.
_هو انتِ خليتي فيا عقل.
سمع صوت خليل في الخارج فابتعد عن أسيل
_اهو وصل.
خرجت أسيل لترحب بسيلين
_أهلاً وسهلاً مدام سيلين نورتي.
سلمت عليها سيلين بحرارة
_منور بأهله، اومال فين ديدو؟
رد داغر الذي رحب بها بحفاوة قبل ان يجيب
_إياد نايم ثواني هطلع أجيبه.
استئذنت أسيل لتقوم بإعداد السفرة فاصرت سيلين أن تساعدها
مضى الوقت في جو عائلي سعد الجميع به حتى اصرت سيلين على العودة
قام خليل بتوصيلها حتى باب المنزل فقالت بشكر
_متشكرة اوي على الجو اللطيف ده اللي قضيته معاكم .
ابتسم خليل وقرر ان يفتح معها الحديث الذي أجله حتى الآن وقال بدون مقدمات
_ولو طلبت منك إنك تكوني واحدة مننا تقولي ايه؟
رمشت بعينيها تحاول استيعاب ما سمعته فسألته بحيرة
_مش فاهمة.
_مش فاهمة ايه انا بطلب منك تكوني من عيلتي يعني مراتي.