-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 1 - 2 - الأربعاء 1/1/2025

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

2

تم النشر يوم الأربعاء

1/1/2025

دون تفكير، علمت أنه يمزح، فرَيان شخصية طيبة على عكس شقيقه نجيب تماماً على الرغم من أن الآخر طبيب ورَيان أستاذ جامعي، إلا أنه هادئ الطبع ويحب مساعدة الآخرين، بالإضافة إلى أنه يختتم يومه بالذهاب إلى المسجد للصلاة وسؤال الإمام عما ينقصه من أعمال ليؤديها برضا وسعادة. ثم ضحكت إجلال قائلة


= كتك إيه يا ريان اللي يسمع كده يقول غيران مش انت اللي فضلت تزن على ابوك وامك مع اخوك نجيب عشان يخلوا فرحه قبل فرحك، وقلتلهم مش فارقه مين يتجوز قبل مين وكبروا دماغكم من العادات دي، بس خلاص طالما دفعت آخر قسط في الشقه يبقى أكيد فرحك انت كمان هيتحدد قريب.


هز رأسه مبتسمًا ثم أستاذن منها بلطف وسار بين المدعوين يوزع الكؤوس المملوءة وهو يتلقى عبارات التهنئة والمباركة منهما.


❈-❈-❈


في نفس الوقت في إحدى الغرف، نظرت فيروز إلى وجهها الذي أصبح أكثر نعومة و جاذبية بعد استخدام مساحيق التجميل، لتكون شبه جاهزة للخروج ومقابلة خطيبها و العائله لم ترغب في الإفراط في وضع المكياج واكتفت بالقليل الذي زين بشرتها. 


كان الجميع من حولها سعداء، لكنها شعرت بالتوتر قليلاً بسبب عدم رد نجيب على اتصالاتها منذ الصباح، ولم يصل حتى الآن!


بالإضافة إلى ذلك، كانت حالته قد تغيرت معها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، خاصة بعد آخر لقاء بينهما عندما وافقت على إرسال بعض صورها الغير المناسبة له. كانت تعلم أن ذلك كان خطأً كبيراً، لكنها ضعفت أمام حبه الكبير وثقتها العمياء به وإصراره القوي و ضغطه المستمر عليها بأنه قد يتركها، وهي لا تثق فيه.


حاولت طرد هذه الأفكار من ذهنها، فبالتأكيد سيأتي، لكنها لم تستطع تهدئة قلبها فما مضى من عمرها قبل هذه اللحظة الفارقة لم يكن يثير قلقها مثلما كانت تخشى من تلك الليلة. تخشى أن تهبط من سماء أحلامها الوردية إلى أرض الواقع، فيُكسر قلبها و يتحطم ما نما بداخلها لذا، ظلت تكتم ما يشتعل في صدرها من مشاعر متلهفة وأحاسيس متصارعة، داعية الله في سرها أن يصل نجيب بخير ويتم عقد الزواج!


سارت نحو الشرفة للمره التي لا تعرف عددها نظرت من خلف الزجاج بعدما أزاحت الستارة قليلًا وتساءلت في تحيرٍ وبقلب مقبوض


= يا رب ما يكون حصلك حاجه يا نجيب يا حبيبي وتوصل على خير.


❈-❈-❈


بجسدٍ مشدود وكتفان منتصبان وقف ريان 

خلف مقعد أبيه مأمون بمسافة خطوةٍ بين الجميع ينتظر في صمتٍ تام يشعرون بالقلق بسبب عدم ظهور نجيب ابنهما حتى الآن، فاليوم هو عقد قرانه على فيروز و منذ الصباح وهو مختفي وقد بدأ المعازيم في الوصول وحتى المأذون أيضا وهو لا يجيب على اتصالاتهم، بدأ الجميع في حاله قلق أن يكون أصابه مكروه بالأخص ابتهال والدته و والد العروسه مَسعد.. فالأمر حقا بدأ ياخذ منحنى آخر كلما مر وقت طويل على اختفاء نجيب.


نهضت ابتهال وهي تصيح بقلق شديد 


= لا انا خلاص مش قادره امسك اعصابي اكتر من كده! شوفوا ابني راح فين، ما تتحرك يا ريان روح دور عليه في اي حته عند اصحابة حتي. 


تنهد ريان وهو يقول موضحاً بجدية


= يا ماما اروح أدور فين وهم كلهم بره اصلا مستنيين زينا، هو انا لو عارفله مكان ادور عليه فيه كنت فضلت واقف معاكوا.. ما تقلقش يا ماما ان شاء الله هيجي.


نفخت ابتهال في صوتٍ مسموع ودمدمت بتأفف


= انا في ياجي عشان يتجوز ولا يكون بخير وبعد كده يتزفت، انا عاوزه اطمن عليه الاول ليكون جريله حاجه ما تتصرفوا يا جماعه يعني هنفضل كده.


استمرت النقاشات حول اين ذهب ولما اختفى كذلك فجاء، حتي تفاجأ ريان أخيرا باتصال من شقيقه ليقول بسرعه 


= أهو! نجيب بيتصل عليا أخيراً.


اقتربت فيروز من الخلف خطوه منهم، وهتف والدها مسعد مرددا بلهفة


= رد بسرعه يا ابني وطمنا. 


أجاب الآخر علي الفور وقطب جبينه متسائلاً بتوجسٍ حائر


= انت فين يا نجيب ومش بترد على حد فينا ليه؟ انا مش اخر مره شفتك الصبح وقلتلي هروح اجيب البدله وجي على طول ومن ساعتها اختفيت فين.. يا ابني الناس كلها مستنياك هنا عشان كتب الكتاب.


رد عليه ببرودٍ تام قاصدًا وهتف بنبرة أمر 


= قبل ما اقول اي حاجه افتح مكبر الصوت عشان اسمعكم كلكم الكلام مره واحده!. 


عقد ريان شقيقه الأكبر حاجيبة باستغراب لكنه فعل ما يريد، انتظر نجيب لعدة دقائق قبل أن يبلغهم بقوله النزق


= ما تقلقوش عليا انا كويس، بس انا مش عارف اجيبها لكم ازاي بس انا مش جاي كتب الكتاب بسبب الصور اللي بعتتها ليا فيروز انا صحيح فضلت ازن عليها انها تبعتهالي بس اللي كانت ما تعرفيش ان ده كان اختبار و لو كانت رفضت كنت هطمن على أخلاقها وزماني بتجوزها دلوقتي.. انما اكيد مش هتجوز واحده بعتتلي صورها بالشكل ده واكون مطمن وانا سايبها مع اي حد...وبنتكم عندكم أهي واسالوها بنفسكم. 


أنصدم ريان مكانه بملامح مبهوتة و حملق في الهاتف مصدومًا من شقيقه، حيث برزت عيناه في محجريهما وهو يكاد لا يصدق ما يتفوه به. و زاد تأثير الصدمة على قسماته عندما تابع نجيب توضيحه المتباهي


= انا هبعتلك دلوقتي الصور يا ريان وريها لهم بنفسك عشان ما حدش يقول ان انا بتبلى عليها، وانا حالياً في المطار مسافر بعثه شغل جاتلي من فتره وانا رفضتها بس حالياً بعد اللي حصل لازم اوافق عليها.. اشوف وشكم بخير ومحدش يقلق عليا لو قعدت فتره ما اتصلش بيكم ولا ارد على اتصالاتكم زي النهارده. سلام!. 


انقطعت أنفاس فيروز في صدمةٍ جلية، بينما استشاط ريان غضبًا مما اعتبره وقاحه من أخيه وغير مقبول، وهاجمه في الحال


= نجيب استنى.. انت يا مجنون استنى عاوز اكلمك.. الو.. الو.. قفل السكه الغبي.


تطلع الجميع إلي بعضهم البعض بصدمة كبيرة لعدة دقائق كثيره يستوعبون الأمر والمازق الذي أصبحوا فيه بينما عادت فيروز بخطوات الى الخلف فذلك الصمت يزيد في إرعابها، ثم اقترب مسعد من ريان مرددًا بحذر 


= وريني يا ريان الصور اللي بعتها لك مش ده صوت الرسائل عندك برده.


ازدرد ريان ريقه بصعوبة وقال واضعًا بنبرة مهزوزة حاول عبرها إخفاء حنقه المغتاظ من أخيه 


= عم مَسعد سيبك منه ده بيقول اي كلام تلاقيه وانا همسحها دلوقتي اصلا من قبل اشوفها . 


لكن الآخر أقترب منه بتصميم وصاح به بنبرة مرتفعة وهو يأخذ الهاتف رغم عنه 


= ريان ما تمسحش حاجه وقلتلك هات التلفون وريني.


حول ريان و إجلال منعه من رؤيه تلك الصور لكنه قد رآها وانتهى الأمر، تحولت أنظار مسعد إلي أبنته ورمقها بنظرة نارية لم يصدق ان يرى ابنته في موقف كذلك مخجل وتجعله مسخره للجميع، أقترب منها بهدوء مريب قبل أن يردد كلامه المهدد


= ده كلامه طلع حقيقي! انتٍ بعتيله صورلك بالمنظر ده؟ انتٍ يا فيروز تحطيني في موقف زي ده؟!.

الصفحة التالية