-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 1 - 3 - الأربعاء 1/1/2025

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

3

تم النشر يوم الأربعاء

1/1/2025

تراجعت فيروز للخلف حتى كادت ان تسقط من رعبها منه وهي تحاول التبرير والدفاع عن نفسها بخوف شديد


= بابا بالله عليك اسمعني الاول، أنا والله ما كنت عاوزه بس هو اللي فضل يزن عليا وفهمني أنه مش هيوريها لحد وأن... آآه


لم يعلموا متى وأين اقترب مسعد منها بسرعه فائقه وانهال عليها بضربات وصفعات قويه للغاية دون رحمة، وهو ينهرها على فعلتها بابشع الألفاظ وبصعوبة شديده أبعده عنها بعدما ترك الكثير من الجروح على وجهها والكدمات المتفرقه في جسدها المؤلم.


❈-❈-❈


بنوعٍ من الإحباط وقف ريان يتأمل لبضعة دقائق عبر زجاج الشرفة المعازيم والاصدقاء وهم يرحلون من المنزل بعد ان اعتذروا لهم عن إتمام عقد الزواج اليوم بحجه أن نجيب شعر بالمرض الشديد وسيتم تأجيل الاحتفال الى يوم اخر، أنزل هاتفه عن أذنه وقال بضيق شديد 


= برده مش بيرد ولا هيرد يا ماما ريحي نفسك خلاص هو فجرلنا القنبله واختفى، الله يسامحه بقى على عملتيه السوداء دي.


جلست إجلال بجانب فيروز التي لم تتوقف عن البكاء ووجهها متورم، بالإضافة إلى نظرات الجميع المليئة بالعار والخزي تجاهها، مما زاد من شعورها بالاختناق حتى كاد أن يطبق على أنفاسها، لم تستطع حتى الآن استيعاب كيف غدر بها نجيب بهذه الطريقة بسبب اختبار تافه تدفع ثمنه الآن! 


وبدأت تلوم نفسها لأنها وافقت على طلبه وثقت في شخص حقير مثله وهو فضحها أمام الجميع، أهلها وعائلته هل هناك حقارة ودناءة أكثر من ذلك؟ حتى إذا كان فعلها غير مناسب، كان يجب أن يتركها دون أن يجعلها تقع في هذا المأزق، ولا تعرف كيف تخرج منه..


نظر مسعد نحوها بغضب شديد وهو يتنفس الصعداء بصعوبة وردد باحتقار


= منك لله يا فيروز ليه كده يا بنت الـ**


كانت رغد تجلس جانبها وهي تنفخ بملل من تلك الاوضاع، لكنها سلطت نظرها على شقيقتها لترمقها بهذه النظرة الشامتة، ثم لوت شفتاها باستخفاف هامسه إليها 


= تستاهلي عامله لي فيها ناصحه وعماله تنصحيني أبطل أفكر في واحد خاطب... طب 

كنتي نصحتي نفسك الأول، جاتك ستين خيبه عليكي وعلي اختياراتك اللي شبهك.


استمعت فيروز إلى كلمات شقيقتها، لكنها كانت في وضع لا يسمح لها بالرد، فهي تعلم جيداً أنها لم تحبها يوماً والعلاقة بينهما ليست جيدة على الإطلاق ربما لأنهما ليسا شقيقتين من نفس الأم، بالإضافة إلى أن فيروز كانت دائماً تنصحها بالتوقف عن أحلامها الوهمية وحبها لريان، فهو يعشق خطيبته ولا يرى غيرها وهي بالنسبة له مثل شقيقة صغيرة أو فتاة مراهقة ستصدم في النهاية وهذا جعل رغد تشعر بالحقد تجاهها ولم تتقبل نصيحتها على الإطلاق وما زالت حتى الآن تأمل أن ينظر إليها ريان يوماً ما ويحبها ويترك منى، عشقه الأول والأخير.


انفلتت من ابتهال صيحة مغلفة بالهجوم علي فيروز وهي تلوح بيدها لها بإهانة صريحه 


= أنا حاسه اني بحلم مش قادره اصدق اللي حصل شايفين الناس واحنا بنمشيهم من البيت بصوا لنا ازاي؟ ولا الفضيحه اللي اتفضحناها من تحت بنتك يا مَسعد، هي دي اللي متربيه احسن تربيه بتبعتيله صورلك وانتٍ بالمنظر ده. 


بالكاد كبح مأمون زوجها نيران غضبه المستعرة بداخله وتوعد في نفسه وهو يكز على أسنانه ويكور قبضة يده المتشنجة


= مش لوحدك اللي مصدومه فيها عاجبك الفضايح دي مش كده، هنوري وشنا للناس دلوقتي ازاي؟ الله يحرقكوا انتم الاتنين احنا طول عمرنا الناس بتسمع عننا كل خير تختموها كده.. حد يغور البنت دي من وشي مش طايقها.


لم يرق لريان هذا الوضع، أن كان الجميع في حالة هجوم عليها فقط! ولم يذكر أحد أن نجيب مخطئ أيضاً مثلها، فهو على الأقل لم يفعل ذلك مع فتاة غريبة، بل كانت في النهاية ابنة عمه والفضيحة ستطال الجميع، وكان يجب أن يدرك ذلك قبل أن يفكر في هذا الإختبار السخيف لكن ربما كان ذلك بسبب الطاقة الغاضبة التي يشعرون بها نتيجة ما حدث ويريدون تفريغها في أي شخص، ولم يكن أمامهم سوى هي.


رفع ريان بصره إليهم وهتف في دهشة مستهجنة


= الاتنين غلطانين، انتم لو خدتوا بالكم نجيب الصور اللي باعتها ظاهر فيها كلامهم من الدردشه وقد ايه هي حاولت ترفض كثير وهو اللي كان بيصر.


أطبقت ابتهال على شفتيها محاولة ضبط أعصابها، والتفتت له في انفعال


= بتدافع على مين انت التاني هي فارقه يعني ما لو ما كانتش بعتت الصور دي ما كانش التاني اتلكك وسافر على بره، لو عارف يربيها ابوها كويس وهي محترمه ما كانتش سابته يمسك عليها حاجه زي كده ويكسر عينها وعينا معاها.. ما هي للاسف قريبتنا واي حاجه هتعملها في وشنا احنا كمان. 


اختنق صدر فيروز أكثر وغصت بالمزيد من البكاء، فتركت عبراتها تنساب على وجنتيها، لم تطق هذه الوضع مُطلقًا الجميع ضدها واصبح يراها فتاة وضيعه، حاولت إجلال التدخل وقالت بجدية 


= خلاص يا جماعه اللي حصل حصل خلينا نفكر ازاي دلوقتي هنحلها ونرجع اللي مشي بره ده، احنا قلنا للناس انه تعب واضطرينا نلغي الفرح لكن اكيد بعد كده هيسالوا الفرح امتى وهو عامل ايه دلوقتي ومش بعيد هيجوا هنا يطمنوا عليه فلازم نكون عارفين هنقولهم ايه.


نهض مأمون وهدر في غضب شديد


= هي بقى فيها حل ما خربتها بنت الكلب، لا وانا اللي عازم ناس كتير تبع شغلي بقلب جامد، خلال يوم بالظبط وكل حاجه هتتعرف هودي وشي ازاي ليهم وانا بنت اخويا بتبعت للشباب صور زي دي وهي بالمنظر ده.. عشان ما لقيتش اللي يربيها.


حدجتها ابتهال بنظرة احتقارية مملوءة بحقدها العميق تجاهها قبل تتسائل بشك 


= هو معقول سابك عشان الموضوع ده بس ولا فيه حاجه اكبر انتطقي يا بنت هو لمسك ولا قفشك مع غيره.. ما هي خلاص اللي تعمل كده تعمل اكتر من كده.


لاذ مَسعد بالصمت وهو يسمع احاديثهم ويشعر بالغل اكثر تجاه ابنته الكبيرة فيروز، كما لو كانوا يوغروا صدره ويحفزه ضدها بذلك، فا اتخذ موقفًا مناوئًا ومعاديًا لها قبل أن ينهض يصيح بها في تجهمٍ ساخط


= آه يا بنت الـ** والله لا اموتك واغسل عارك بايدي 


انهال عليها بالضربه المباح مره ثانيه بقوه أكبر وهي بين يديه ولا حول ولا قوه تبكي وتقام بألم شديد وحسرة، لم يستطيع ريان واجلال هذه المره ابعاده عنها حتى شعره بأنها ستموت في يده بأي لحظة ما، لذلك بدأت أخته تستنجد بالجميع وهي تردد بخوف 


= بس بقى يا مَسعد البنت هتموت في ايدك وهتضيع نفسك سيبها خلاص، سيبها واهدى وانا هعرف منها كل حاجه ابعد عنها بقى هتموتها الحقونا.. 


❈-❈-❈


مر أسبوعان، وعاشت العائلة في صمت مؤلم بسبب ما حدث رحيل نجيب جاء فجأة ودون سابق إنذار ولم يتواصل معهم إلا مرة واحدة ليخبرهم بالمصيبة الكبرى، ثم ترك فيروز تواجه تبعات خطأه وخطأها معًا. 


كان خطأه في اختبارها بطريقة مهينة، رغم أنها ابنة عمه، ولم يراعِ حرمة المنزل الذي نشأوا فيه و لم يحميها حتى بعد أن أخطأت، بل كشف سترها وعورتها لعائلته دون أن يفكر في ربه وثقتها به.


بقت فيروز محبوسة في المنزل، ولم تعد تذهب إلى جامعتها أو ترى الشارع منذ أكثر من شهر وكل ذلك بتوجيهات من الجميع وليس والدها فقط، أصبح الجميع يتدخل في شؤونها خوفًا من أن تكرر ذلك الخطأ وكأنهم قرروا إعادة تشكيل حياتها من جديد ومن جهة أخرى، لم يتوقف والدها عن تعنيفها بأبشع الألفاظ ولم تسلم من تعليقات عمها وزوجته طوال الوقت.


كانت فيروز تمر بفترة صعبة للغاية، حاولت التغلب على مشاعر الحزن والضيق من الجميع، فمن يصدق أن ذلك الشخص الذي فضحها كان بينهما قصة حب استمرت ثلاث سنوات، لكنه فجأة تركها لتواجه مصيرها مع أسرتها وأسرته. لم تكن تعرف إلى متى ستظل تدفع ثمن هذه الخطيئة، فالجميع يتعامل مع الأمر وكأنها الوحيدة الملامة. كأنه لم يكن هو من طلب منها ذلك في البداية وكان يصر .


لم تعد تفهم لماذا يحدث كل هذا معها، هل لأن الخطأ يقع عادة على عاتق الأنثى فقط كالعادة، أم لأنه هرب وتركها وحدها في هذا الموقف بينهم.


❈-❈-❈


في إحدى الكليات، كان ريان يسير في الممرات بعد أن أنهى محاضراته مع الطلاب، يبحث عن منى خطيبته ليغادرا معًا، فهي تعمل أيضًا معه في نفس الجامعة معيدة. اقتربت منه منى وهتفت بتساؤل حذر


= اخبارك ايه يا ريان واخبار اللي في البيت وفيروز.. ولسه برده اخوك ما ظهرش.


هز رأسه بهدوء وأجاب باختصار شديد


= الحمد لله كلنا تمام، معلش يا منى انا عارف ان المفروض فرحنا يكون خلال شهر بس انتٍ عارفه الظروف فمضطر أجله بس هي فتره صغيره وبعد كده هروح لوالدتك البيت ونتفق على الميعاد .


عملت بأنه لا يريد ان يتحدث حول ذلك الموضوع معها واحترامك ذلك فهذه طبيعته لا يتحدث عن مشاكل أسرته مع احد ابدا، حتى وان كانت هي حبيبته، هزت رأسها بالايجاب بتفهم ثم تذكرت شيء وهتفت بتردد 


= تمام يا ريان مش هتفرق يعني لو اتاخرنا كام شهر بس انا كنت عاوزه اقولك على حاجه، 

انا عاوزه اغير نوع الخشب اللي اتفقنا عليه المره اللي فاتت لنوع تاني ماما قالتلي عليه وعجبني أوي وقالتلي انه مش غالي اوي على فكره وبيعيش. 


قطب الآخر جبينه متسائلًا بصوت حانق


= جرى ايه يا منى هو انتٍ كل ما والدتك تقولك على حاجه تغيري رايك! مش كده يا حبيبتي