رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 4 - 2 - الجمعة 10/1/2025
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
لا حب بيننا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
2
تم النشر يوم الجمعة
10/1/2025
تبسَّمت في مرارة وخاطبت إياه في استنكار
= اللي في البيت يساعدوني!! اذا كان هم شاكين اصلا من قبل ما يجي أنه مش إبنك، والدتك مش ساكته للأسف.. اول ما عرفوا حملي في اللي باركلي وفي اللي فرح من سكات لكن بعد كلامها نظراتهم ليا كلهم رجعت اتغيرت ناحيتي تاني، المشكله مش لاقيين اي دليل على كده بس لازم انا اللي اشيل زي كل مره كالعاده..
أرجعت ظهرها للخلف وهي تكبت عبراتها بصعوبة واضافت في ندمٍ لتجعله يزداد إشفاقًا بها
= الظاهر ان انا مكتوب عليا ادفع ثمن الغلطه دي طول عمري حتى بعد ما شفت حياتي واتجوزت وهخلف اهو وبرده لسه بتحاسب عليها.
حرك رأسه يمينًا ويسارًا وشعر انها محقة فلا يعلم تعامل الجميع كيف سيكون مع ذلك الطفل بالمستقبل بسبب هذه الأفكار التي بدأت تقتحمهم بلا تفهم ولا عقل وكل ذلك بسبب سخافه اختبار شقيقه الذي رحل وترك الجميع يدفع ثمن فعلته، ليرد في أسى
= انا موجود وعمته كمان، صدقني مع الوقت هم كمان هيستسلموا للامر الواقع وهينسوا عشان ما فيش حل غير كده يا فيروز لازم يتقبلوكي .
أحس بموجاتٍ من الضيق تغمره، فهي لم تخطئ في إلقاء اللوم على عائلته لذلك صمت وابتلع غصة مريرة في حلقه، وظل مركزًا نظره معها وهي لا تزال تكلمه بانكسار
= مع اني اشك بس اتمنى ان ده اللي يحصل، بدل ما أبني كمان يتحمل ذنب ما لوش يد فيه ذي أمه.
❈-❈-❈
في مقر عمل ريان بالجامعه تفاجأ باصوات ضوضاء بالخارج ليخرج ليرى ما الذي يحدث، ليتفاجئ بعوده منى من شهر العسل والجميع حولها من زملائها تتلقى منهم التهاني و المباركات، تطلع نحوها مطولاً وهي اقتربت منه حدجته بنظرة مستخفة، لتردد بعدها بما أغاظه في الحال بهدوءٍ واضح
= يعني ما جيتش باركتلي يا أستاذ ريان زي زمايلي حتي الفرح استنيتك وما جيتش، بس انا مش هزعل منك ومتاكده ان في سبب قوي هو اللي منعك عني. مش كده!.
لم يرد عليها إنما سمعت صوت احد زملائها يقول مبتسماً
= متهيالي انتٍ اللي لازم تباركيله يا منى اصل عقبال عندك مراته حامل وهيبقى أب.
ألتفت نحوه بسرعه لينكر الأمر لكنه منحها نظرة ذات مغزى ورائها الكثير، لذا خرج صوتها مذبذبًا مغلفًا بالاضطراب
= ده بجد! فيروز حامل؟ .
اقتربت في تلك اللحظه فيروز ونظرت الى الإثنين بضيق صامت ثم هتفت بتسائل
= انا خلصت محاضراتي استناك لسه عندك شغل تاني ولا اروح أنا.
هز رأسه بالايجاب وهو يقول بصوت هادئ
= لا انا خلصت من بدري ومستنيكي عشان نروح للدكتور زي ما اتفقنا ونطمن على البيبي، عن اذنكم يا جماعه مضطر امشي النهارده بدري عشان ورايا ميعاد مهم.
جذبها من يدها ليرحلون وبقت مني تتابعهم بقهر وحسرة، لقد جاءت لتخرج غضبها فيه وتجعله يشتعل بالغيرة عليها لكن حدث العكس تماماً بعدما سمعت خبر حمل فيروز منه.
❈-❈-❈
فتح ريان باب المنزل ودخل وخلف منه فيروز التي تحولت تعابير ملامحها عابسة عندما تفاجأت بعودة والدها واختها يجلسون مع ابتهال التي بادلتها النظرات بتحدي وانتصار
حيث كانت نظرات مسعد أبيها توحي بالإظلام، أحست فيروز بالخوف يتسرب إليها ورغم ذلك غالبت شعورها الغريزي لتستنكر وجوده بذلك الوقت هنا وظلت مكانها.
كانت ريان مشغول بغلق الباب ولم يراهم،
لذا سألها في استفهامٍ مشوب بالحيرة
=مالك وقفتي كده ليه ما تدخلي.
هزت رأسها الي نحو والدها وأختها فطالعهم ريان بغرابةٍ وهتف في قليلٍ من التوجس الحائر
= ازيك يا عم مسعد ازيك يا رغد وصلتوا امتى
نهضت رغد تتقدم منه ببسمتها الغامضة وهي تخبرهم بغموضٍ جعل داخل فيروز يرتجف
= ازيك يا أبيه لسه واصلين من شويه اول ما عرفنا ان فيروز حامل قلنا نيجي نباركلها بس بعد ما سمعنا كلام طنط ابتهال..
نهض مسعد ورمقها بنظرة حادة مدمدمًا في استهجانٍ متعاظم بلا تفهمٍ
= عارفه يا فيروز لو كلام مرات عمك طلع صح واللي في بطنك ده مش إبن ريان الموت هيكون رحمه ليكي ساعتها من اللي هعمله فيكي.
صُدم ريان من حديثه وعلم على الفور أن والدته هي من اتصلت به وجعلته يأتي، نظر إليها بعتاب وضيق، بينما بقيت ابتهال على تعبيرها الجاد منذ الصباح وحتى الآن فاقتربت لتضع يدها عليه، لكنه دفع يديها عنه في نفور وزمجر فيها بحقدٍ
= انا حذرتك الموضوع ده ما تفتحوش مع حد برده يا ماما.
تطلعت إليه بنظرتها المتعالية وأردفت غير مكترثٍ
= وانا عملت ايه غلط ابوها ولازم يجي يشوف صرفه معاها ويشوف اخر تربيه واللي بنشوفه منها، ما هو مش هيفضل بره واحنا اللي نشيل قرفها هنا.
رمقت فيروز والدها بهذه النظرة بخيبة أمل قبل أن تدور بعينيها الزائغتين باحثة وكانها تنتظر ان يدافع عنها، لكنها نكست رأسها في خزي فقد كانت لا حول لها ولا قوة تقف بلا حراكٍ تنتظر مثل العادة اهانتها حتى تخرج غضبها المشحون عليها، جذب ريان فيروز خلفه ثم تكلم في صيغة آمرة
= عم مسعد سيبها وملكش دعوه بيها وما تسمعش اي كلام ماما تقولهلك، فيروز حامل مني وده ابني ويا ريت ما فيش كلام غير كده يتقال، عشان ما حدش يضطرني اقوله ما لكش دعوه بحياتي .
ضغطت أمه على شفتيها بغيظ لتعنيف إياه بنبرتها المتشنجة دون مراعاه كالعاده لأحد
= كده ماشي يا ريان بس صدقني بكره هتندم انك وثقت في واحده زي دي، وان اخوك سابها عشان عرفها على اصلها كويس.
رمقتها فيروز بنظرة مهمومة موجوعه ولم تتمالك اعصابها لتصيح بصوتٍ شبه باكٍ
= ابنك سابني ومشي عشان هو مريض وما لقاش اللي يربيه، واناني وما فكرش غير في نفسه وما هموش الفضيحه اللي عملها لي ولا عملها ليكوا عشان هو مش فارق معاه اي حاجه إلا نفسه.
لاحت على زاوية فمها ابتسامة متهكمة، لتقول بعدها بتعالٍ صريح
= طلعلك دلوقتي لسانه وبقتي تردي لا ما شاء الله عليكي دي اللي متربيه أوي مش كده، جري إيه يا بنت هو انتٍ نسيتي الصور اللي بعتيها ولا تحبي افكرك بيها..
هزت فيروز رأسها في استنكارٍ واعترفت لها في نزقٍ غير نادمة عليه من حرقتها بصوتها اللائم
= لا ما نسيتهاش وعمري ما هنساها في حياتي عشان هي اللي هتكرهني في ابنك كل يوم اكتر من اللي قبله، وبضرب نفسي ميت جزمه ان انا كنت وثقت في واحد زيه وكنت هرتبط بيه.. بس لازم تعترفي لو مره واحده في حياتك ان انا لو غلطانه فهو غلطان ادي عشرين مره ولو انا فعلا ما لقيتش إللي يربيني فهو كمان نفس الحكايه، ما لقاش اللي يربي.
هاجمتها ابتهال في تحفزٍ وقد ارتفعت نبرتها إلى حدٍ كبير
= ما هو الحق مش عليكي الحق على اللي مخلي عينك بجحه وقويه وعمال يداري على مصايبك ومش عاوز يصدق.. بس انا بكره هكشفك على حقيقتك يا فيروز فالاحسن ليكي تعالي دغري معانا.
تنهد بضيق شديد وهتف بملامح غائمة للغاية
= فيروز ادخلي على جوه، ولاخر مره بقول ما حدش يفتح الموضوع ده تاني في البيت.. نورتنا يا عمي مسعد عن اذنكم.
كظمت ابتهال حنقها مرغمة وشيعتها بنظرة نارية ثائرة في حدقتيها إلى أن انصرفت وخلفها زوجها فكورت قبضتها في الهواء، وتوعدت بين نفسها في كراهية لا تكف عن التعمق أكثر فيها
= يا انا يا انتٍ يا فيروز، ولو طلع اللي في دماغي صح هخلي فضحتك بجلاجل وسط الناس كلها.
❈-❈-❈
بـعـد مـرور خمس اشهر.
ربتت فيروز على بطنها التي برزت قليلاً وكانت تمسك في يديها كتبها تراجع دروسها وبنفس الوقت عقلها شارد في زيارات منى المتكرره لمكتب ريان و لقاءاتهم طول الوقت فكلما تحركت هنا وهناك بالجامعه تراهم مع بعضهم البعض، وذلك جعل فيروز دايما في حاله شك وحيرة لكن لم تترك نفسها لحيرتها وتحدثت مع عمتها كعادتها عن ذلك الامر، وتساءلت الأخري بقدرٍ من الشك
= هو حلي دلوقتي في عنيها، ايه كل ما تعدي على جوزك تلاقيها موجوده معاه، طب بيتكلموا في ايه ولا هي تاعبه نفسها وجايه له ليه بعد ما بقت متجوزه.