-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 25 - 1 - الجمعة 31/1/2025

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الخامس والعشرون

1

تم النشر الجمعة

31/1/2025


بدأت (ليلى) أن تشعر بالدوار تزداد حالتها سوءًا ورأت الأشياء أمامها تتداخل أكثر وأكثر حاولت أن تقاوم ذلك الشعور وتبقى في مكانها لكن جسدها خانها استجمعت قوتها لتقف فى محاوِلة منها للحفاظ على توازنها لكن قدميها لم تستجيبا وكادت أن تسقط في اتجاه الأرض ..

في لحظة سريعة كان (عمرو) قد انتبه لما يحدث واندفع نحوها قبل أن تسقط ممسكًا بيدها بثبات وقفت (ليلى) مستندة إليه تنظر حولها بعيون متعبة ومرتبكة وقد أثقلتها نظرات القلق من زملائها

نظر (عمرو) إلى باقي الحاضرين بحزم وقال

- أظن إن الاجتماع ملوش لازمة دلوقتي (ليلى) مش قادرة تكمل الأفضل إننا نلغيه

همهم البعض بالموافقة وأظهروا تعاطفهم مع (ليلى) بينما أومأ المدير برأسه قائلاً

- أكيد صحة (ليلى) أهم خلينا نأجل الاجتماع لوقت تاني

ثم وضع (عمرو) ذراعه حول كتفها بخفة مساندًا إياها لتتمكن من السير بصوت هادئ ومليء بالاهتمام همس

- تعالي أوصلك لحد البيت

لم تقاوم (ليلى) فقد كانت تشعر بالإرهاق وعدم القدرة على الاعتراض خرجا معًا من المطعم الفخم وعبر ممرات الردهة الخارجية عندما وصلا إلى السيارة فتح لها (عمرو) الباب برفق وتأكد من أنها جلست بأمان قبل أن يركب وبدأ بقيادة السيارة نحو منزلها ..

في الطريق ظل (عمرو) صامتًا للحظات ثم قال بنبرة هادئة

- حقك عليا يا (ليلى) بس بعمل كده عشان نرجع لبعض .. عمك مش هيسيبك غير لما ياخد فلوسك وساعتها مش هيبقى ليكى حد غيرى تتسندى عليه

لم تكن (ليلى) بحالة أن تستمع إلى حديثه ذاك فقد كانت تنظر عبر النافذة وهى فى حالة من الهذيان شعر بالآسى على حالها ولكن ماذا عليه أن يفعل عليه أن يكمل تلك الخطة حتى يكون بجوارها ..

فى غضون ربع ساعة كان قد وصل بها إلى المنزل ترجلت (ليلى) من السيارة حتى دون أن تنظر إليه ودلفت للداخل فقد كانت بحاجة إلى أن يستريح جسدها فصعدت للأعلى حاولت الخادمة أن تحدثها لكن وجدتها ليست على ما يرام اندهشت الخادمة مما يحدث لها وقررت أن تحدث زوجها من أجل أن يرى ما بها بالفعل حدثت (حمزة) الذى شعر بالقلق عليها ولا يعلم ما يحدث لها وكيف اصبحت حالتها تسوء بتلك الحالة لكنه قرر الذهاب إليها ..

فى غضون ساعة كان قد وصل (حمزة) إلى منزل (ليلى) وسأل الخادمة عنها فأخبرته أنها بغرفتها فسألها كيف يبدو حالها أخبرته أنها تهذى بكلام غير مفهوم كما لو أنها فى حالة من السكر ولكنها نائمة الآن بغرفتها .. صعد نحو غرفتها ليرى ما يحدث لها وكيف حالها ..

دلف غرفتها وجدها نائمة فجلس بجوارها على الفراش منتظرا إياها عندما تستيقظ متأملا إياها وهو يشعر بالقلق على حالها ..

❈-❈-❈

أنهت (أسما) عملها مبكرا وقررت أن تذهب إلى منزل (حمزة) كى تجلس مع (حمزة) لبعض الوقت فمنذ أن تركته (ليلى)  وهو فى حالة يرثى لها ذهبت إلى المنزل وسألت عليه الخدم لكنهم أخبروها أنه لم يأتى حتى الآن من عمله فشعرت بالقلق عليه فهو قد خرج اليوم مبكرا من عمله لذا أمسكت الهاتف وقامت بالأتصال به فجائها صوته الهادئ

- ألو

- فينك يا حمزتى مش فى البيت ليه ده انت حتى ماشى من بدرى 

سألته بنبرة قلقة فأجابها بهدوء

- مش عارف (ليلى) بقى يحصلها حاجات غريبة كده هطمن عليها واجى البيت .. خليكى قعدة متمشيش

هزت رأسها إيجابا وهى تقول

- تمام أنا مستنياك

أغلقت معه الهاتف وقررت أن تفكر فيما عليها أن تضيع وقتها حتى يعود (حمزة) إلى المنزل جلست على مقعد فى الحديقة ثم قامت بفتح هاتفها وقررت مشاهدة طريقة عمل الكعكة فقد فكرت فى صنع كعكة من أجل (حمزة) ومن أجل تغيير حالته المزاجية.. دلفت إلى المطبخ وبدئت بتحضير المكونات أمامها ثم بدئت بصنع الكعك فى تلك اللحظة كان (حاتم) قد دلف للمطبخ ليطلب من إحدى الخدم أن يصنع له كوب من القهوة ولكنه وجد (أسما) بالداخل فابتسم دون أن يشعر واقترب منها وقال

- يعنى جيتى ولا كلمتينى ولا سألتى عليا ينفع كده ؟!

نظرت له شذرا ثم قالت

- وهو أنا اللى لازم اسأل بس حضرتك متسألش ابدا .. عموما انا جاية لحمزتى وبعمله كيكة كمان وحشنى حمزتى بتاع زمان

قالتها بهيام وهى تتذكر ذكرياتها مع (حمزة) فأزدرد (حاتم) ريقه بصعوبة ثم قال ليغير مجرى الحديث بعيدا عن شقيقه

- طب مفيش حاجة لحتومك يا اوزعة ؟!

هزت رأسها نافية وهى تقول

- تؤ تؤ حتومى مبيسألش عليا غير لما بسأل أنا وبفكر ألغى ياء الملكية وارجعه لمرتبة (حاتم) بس

نظر لها بغيظ شديد ثم قال بغضب مصطنع

- ما خلاص يا اوزعة بقى .. هبقى اسأل خلاص .. المهم انك وحشتينى يا اوزعة

رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق ما سمعته للتو فابتسم هو على حالها فهو يعرف جيدا أنها تشعر بمشاعر نحوه .. ازدردات ريقها بصعوبة ثم قالت فجاءة وكأنها تذكرت شئ ما

- الكيكة !!!

ضحك (حاتم) كثيرا عليها وهى تتجه نحو الفرن وتخرج الصينية من الفرن الكهربائي لكنها رأت أن الكعك هابط للغاية فعقدت حاجبيها بدون فهم ما حدث للكعك الخاص بها فاقترب منها (حاتم) وهو ينظر للكعك ثم ضحك كثيرا فرمقته (أسما) بنظرة غاضبة وهى تقول

- بتضحك على ايه ؟! انا مشيت على الخطوات صح

هز رأسه بآسى ثم قال 

- شكلك نسيتى تحطى بيكنج بودر 

ضربت (أسما) جبهتها بكف يدها وهى لا تصدق فقد نسيته تماما فابتسم على مظهرها فقالت وهى تنظر له

- متضحكش كده .. دلوقتى حمزتى هياكل ايه ؟!

احضر شوكة (حاتم) ثم قام بتذوقها ثم قال بهيام مصطنع

- زى العسل برده

عقدت حاجبيها وهى لا تصدق واحضرت شوكة لتتذوقها هى الأخرى وما أن تذوقتها حتى أحضرت محرمة من جوارها وبصقتها وهى تقول

- هو ايه اللى حلو ده يا (حاتم) دى استغفر الله العظيم !!

ابتسم عليها ثم قال وهو ينظر فى عينيها الرمادية 

- تجنن برده

ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت

- هى ايه اللى تجنن دى !!

- الكيكة

قالها ببراءة فنظرت بحزن الكعكة وقالت

- طب أنا عاوزة اعمل حاجة لحمزتى يغير بيها مزاجه

نظر لها بضجر وقال

- هو انتى كل اللى همك حمزتك !!

- اه طبعا 

زفر بضيق ثم أخذ هاتفه ليشاهد طريقة عمل الكعك فنظرت له وهى لا تفهم ثم سألته بفضول

- انت هتعمل ايه ؟!

- هعمل ايه يعنى !!  يام مخ عبقري انتى هعمل كيكة لسيادتك

ابتسمت وفركت يدها بحماس وما أن انتهى (حاتم) من مشاهدة الفيديو حتى قام بوضع المكونات امامه ثم بدء بصنع الكعك وسط اندهاش (أسما) التى لا تصدق أن (حاتم) المغرور يصنع من أجلها الكعكة وما أن انتهى حتى قام بوضع الصينية فى الفرن ثم عقد يده عند صدره وهو يقول بثقة

- شوفى واتفرجى على الكيكة اللى بجد بقى

ابتسمت ثم قالت وهى تشعر بسعادة كبيرة

- ميرسى يا حتومى ... خلاص رجعتلك ياء الملكية 

وضع يده على قلبه بطريقة تمثيلية مصطنعة وهو يقول بنبرة ساخرة

- اه قلبى رجع يدق تانى كان ميت من غير ياء الملكية 

هزت رأسها بآسى وهى تقول

- مش باخد منك غير التريقة

ظل يتأملها لبعض الوقت فشعرت هى بالخجل ونكست رأسها لأسفل فتنهد قليلا وجلس على مقعد ما منتظر نضوج الكعكة فجلست هى بجواره وهى تتابع بعض الفيديوهات القصيرة على الصفحة الخاصة بها حتى استمعت إلى صوت رسالة أتت من تطبيق الواتس آب زفرت بضيق فلاحظ (حاتم) ضيقها فسألها

- حصل ايه ؟! مال وشك قلب كده ليه ؟!

- مفيش

قالتها وهى قد تركت هاتفها فسألها مجددا بنبرة حازمة

- قلت مالك فى ايه ؟! مش بكرر كلمتى

اخذت نفس عميق ثم قالت

- فاكر اللى بعت ليا ايس كريم لما كنا مع بعض فى النادى

هز رأسه إيجابا فتابعت هى

- بقى بيراسلنى والمشكلة معرفش هو مين وكل شوية كلام بقى حب وهيام وانا مش برد عليه وبرده بيبعت

ضم (حاتم) قبضة يده فى غضب ثم قال

- انتى ازاى متقوليش ليا على حاجة زى دى !!

هزت كتفيها بلا مبالاة وهى تقول

- مكنش فى مناسبة اقولك .. وبعدين اقولك ايه هتعمل ايه يعنى ؟!

- لا اعمل كتير هاتى الرقم بتاعه وانا هقدم فيه بلاغ عشان يتربى

قالها بحزم وهو يشر لها بأعطائه الهاتف فهزت رأسها نافية وهى تقول

- الموضوع مش مستاهل يا (حاتم) .. اقدم فيه بلاغ ليه اكيد مش هئذيه

رقمها بنظرة غاضبة وهو يقول

- هو عجبك ولا ايه !!

شعرت بسعادة بالغة وهى لأول مرة تكتشف معه مشاعر الغيرة تلك ولكنها حاولت رسم الجمود على ملامحها بعد حديثه ذاك وهى تقول

- انت واخد بالك انت بتقول ايه ؟!

- انتى اللى مش واخدة بالك .. انه هيتمادى لو سكتيله

وضعت يدها أسفل وجنتها وهى تقول

- يعنى انت شايف ايه ؟!

- شايف تدينى الرقم وانا اتصرف

هزت رأسها إيجابا ثم أعطته الهاتف لكى يرى ذلك الرقم ويدونه فى هاتفه ثم نهض لكى يخرج الكعكة من الفرن الكهربائى ورفع حاجبيه بفخر وهو ينظر تجاه الكيك المرتفع ثم نظر تجاه (أسما) وهو يقول بغروره المعتاد

- شايفة ؟!

ابتسمت له ابتسامة رائعة ثم قالت وهى تشتم لرائحة الكعك الرائع

- طبعا حتومى احسن واحد فى الدنيا ..


الصفحة التالية