رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 56 - الثلاثاء 7/1/2025
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل السادس والخمسون
تم النشر الثلاثاء
7/1/2025
( وما ضر عقلك إذا تذكر؟ وما به قلبك كيف ينسي؟ وأين هي خزائن ذكرياتك؟ كيف دفنت؟ أين وضعت؟ مد وجزر في ما بيننا، يثور بحر و تنطفيء ثورة موج، وكل منا يحتاج هدنة، استراحة محارب قد أتعبه صوت صليل الشجار، وأجهد ت روحه جراء تبدل الأحوال، فأستكان إلى الهدوء
وقبل بمعاهدة بيننا،
أجل
أقبل ب الصفح عنك، أجل أقبل به، أكراماً لأوقات جميلة مضت، لاأريدها أن تدفن بيننا، سوف أدع الجفاء في زوايا مغلفة بيني وبينك، عساها يعلوها التراب هناك و تتضاءل حدتها وقسوتها و يقتلها التجاهل، سوف أغفر ولكن لن أقترب، سوف أقف هنا في منتصف المسافة، فلم أعد احتمل جرح آخر منك، سوف أصفح وأمضي إلى جوارك في صمت
من أجل من كان معي في الأمس، عطوف، رحيم، وساعد قوي عليه أستند
( أنا اتذكر تلك الليلة التي أخبرتك فيها أن الكوابيس تطاردني بعد مشاهدة فيلم رعب، في تلك الليلة ظللت واقفاً أمام باب غرفتي، إلى أن غرقت في النوم، وفي الصباح، فور أن أستيقظت، حملت حقيبتك وذهبت للمدرسة،وظل هذا السر بيننا إلى تلك اللحظة، أنا لم أنس يوم لحظة جميلة عايشناها معاً، لم أنس كلمة طيبة منك، لم أنس يوماً أنك كنت معي في الأمس، وما يؤلمني حقاً أن هذا كان في الأمس:::: كان )
نظر سليم إلى ود في هدوء وعمق شديد، في حين شردت ود في أفكارها بعيداً، لقد تعهد لها سليم أن يظل على مسافة منها، وان يكون كل شيء في توازن، لا ضرر ولا ضرار، سليم يقصد أنه لن يكون هناك تعامل بيننا، فلا داعي لكل هذا، تنهدت ود في حيرة في حين قال سليم وهو يكرر كلماته حتى يحثها على البقاء:
ـ جربي يومين، أو يوم واحد، ولو منفذتش كلامي ابقي اعملي اللي في دماغك٠
نظرت ود إلى وجه سليم، كان ينظر لها في هدوء، أبعدت بصرها عنه في سرعة، ثم فكرت أنها لا تريد إذلال سليم، يكفي أنه يقدم كل السبل من أجل ارضاءها، وهي لا تذكر أيام الصبا، لن تخسر شيء إذا ظلت هنا، وإذا تغير شيء يمكنها أن ترحل، هو يعلم جيداً أنها قادرة على هذا الفعل، فعلته مرة ولن يثنيها شيء عن الفعل، لا ضرر من إعطاء سليم فرصة ثانية همست وهي تنظر إلى نافذة المنزل التي تطل على الحديقة:
ـ طيب تمام٠
نظرت عين سليم كانت توحى بالنصر والظفر أخيراً في جولته مع ود، ولم تتعجب ود من نظرة سليم، أنها تدرك معنى النظرة، وصل إلى ما يريد، هدأ عقله و جوارحه، قال وهو ينظر إلى ساعة يده:
ـ أنا هخرج دلوقت، لازم أتابع شغل الكافيه، هاجي بليل، تحبي اوصلك الشغل؟!
هزت ود رأسها علامة النفي، وقالت وهي تتجه إلى أعلى:
ـ لا أنا هعمل تليفون، و هفضل في البيت، مش هخرج٠
ود فكرت في كلمات سليم بعد رحيله، يتساءل، هل سوف تذهب وتعود مع آسر؟ فهمت ود مغزي الكلمات
قامت على الاتصال ب رينو، أخبرتها أن هناك أمور عديدة في المنزل تحتاج إلى إصلاح، وان عنان لن يكون هاديء أو مطمئن وهي في الخارج، في النهاية لم تجد رينو مفر أن تذعن إلى رغبة
وأسباب ود، وكانت نهاية المكالمة الهاتفية، حول استعادة حقيبة ملابس
ود، التي فضلت ود أن تبقى الحقيبة هناك يومين لحين تفقد أمر المنزل كما أخبرت رينو
عقب المكالمة استغرقت ود في النوم في فراشها، كان جسدها منهك ويحتاج إلى راحة كبيرة، هي لم تنم في الأمس
وحين استيقظت كان المساء قد حل على الكون، أخبرتها ساعة اليد أن الساعة هي الثامنة مساء، وصوت السكون في المنزل جعلها تدرك أن سليم لم يعد بعد، هبطت إلى الدور الأول، أضاءت الانوار وأشعلت زر التلفاز كانت تريد أن تشعر ببعض الراحة، وما كادت تسترخى أمام التلفاز حتى جاء صوت آسر عبر الهاتف من جديد، في البداية فكرت ود أن تتجاهل الاتصال ولكنها تذكرت كلام سليم وحديثه عن حوار آسر له مما جعلها تستقبل الاتصال وهي تريد وضع حدود معه
آسر في لهفة:
ـ ود، في حاجات كتير عايزة اكلمك عنها٠
ود في صوت حاد ومتحفز:
ـ لا أنا اللي عايزة اتكلم المرة دي يا دكتور آسر٠
آسر:
ـ اكيد طبعاً اتفضلي، كلي تركيزي معاك، وكل وقتي ليك٠
اخذت ود نفس عميق، حتى تستطيع ضبط انفعالاتها و قالت:
ـ أنا وأنت اتكلمنا في موضوع الارتباط وأنا قلت اني مش مستعدة نهائي لدا، اظن كلامي كان واضح، ولو محتاج توضيح كمان زيادة، أنا مبفكرش في خطوبة أو جواز حالياً٠
آسر في تعجب:
ـ ود حاولي تغيري من نظرتك للعلاقة بينا، وأنت هتلاقي أن ارتباطنا هو الصح، بلاش نظرتك لي اني دكتور وأنت تلميذة عندي، الوضع دا خلاص انتهى، احنا حالياً زمالة في مكان عمل و ناجحين٠
اعترضت ود:
ـ دكتور آسر، ممكن تدي لنفسك فرصة انك تسمعني، أنا مش عايزة ارتبط حالياً نهائي٠
آسر في إصرار:
ـ ود بلاش تعصب لقرارات غلط، أنا موافق اني انتظر سنة واتنين، بس بلاش الرفض المطلق٠
ود في حيرة:
ـ يا دكتور من فضلك، أنت كدا هتأزم وضع الزمالة اللي بينا، مش هعرف اتعامل معاك بجد، وكلامك مع سليم اني موافقة بجد يعني محرج ليا اوي، وحاجة زي دي، بتخليني احس اني محاصرة، و هتخليني افكر اسيب الشغل، علشان في ضغط عليا٠
آسر في لهجة تعجب ودهشة:
ـ يعني اي تسيبي الشغل؟ أنا شايف أن تفكيرك دلوقت حاد زيادة عن اللزوم، والقرارات عكسية،
أنا شايف أن كلامي مع سليم سبب أزمة ليك، مع أن كان في غرضي من دا كله، أن سليم يعرف اني جاد في الارتباط بيك، ويكون صوت إيجابي ليك عندك، وقلت ممكن يكون صوت عقلك، تعرفي تتكلم معاه بكل أريحية ووضوح كمان، أنا عارف أن سليم رجل اعمال، يعني تفكيره اكيد قريب من تفكيري، كنت بحاول أشرك سليم معانا علشان لو جواك خوف من اي سبب اي كان السبب دا، اقدر أنا ازيل الخوف دا، وزي ما شرحت ليك أنا مستعد لأي ضمانات ولأي شروط، ود حاولي تفكري، أنا بحترمك و بقدرك، ومعجب بيك، شايف انك جوهرة وأنا بس اللي عارف قيمتها، و هعرف كويس اوي احافظ عليها، عمري ما هكون سبب في تعاستك أو حزنك، ودي أهم صفة تختاري علشانها وبيها شريك حياتك، الثقة والأمان ، في أي تاني مطلوب غير كدا؟ في أي تاني هيضمن لك أن جوازنا هيكون ناجح؟ لو في اي حاجة تانية غايبة عن تفكيري في الوقت دا، ممكن تعرفيني بيها، احنا ناضجين مش مراهقين، فكري بعقلك، اضمن حاجة في الحياة، هي الخطوات المدروسة الصح، هي دي الخطوات اللي مافيش بعدها ندم، لو الفكرة مؤجلة حالياً عايز وعد منك، وعد أن أول ما تفكري تعرفيني، وانا اوعدك اني مش هقدم عرض الجواز لأي حد غيرك، اتفقنا يا ود؟؟
❈-❈-❈
ألقت غرام الحذاء البوت الأسود في عصبية بالغة على الأرض، مما جعل ساندي تهرب إلى إحدى الزوايا حتى تحتمي بها وهي تهتف:
ـ في أي بس؟
خلعت غرام فردة الحذاء الثانية التي تصل إلى ركبتها، مما جعل ساقياها يظهرون في وضوح، هتفت ساندي وهي تخرج من الزاوية:
ـ اي بس يا لولو؟ ما أنا سايبك مع فرانك ضحك وصهللة وكاس، سلمان كان هيطرشق، وهو شايف فرانك بيقولك أن الليلة هتكون معاه، كان هيموت وهو شايف أنه خلاص كدا بقا برا حساباتك، والكل هناك حسد فرانك العجوز على اليمامة الصغننه، البدر المنور اللي روح معاه، والليل عدى معاه، اي اللي تم بقا علشان تكوني عصبية بقا؟ ما هي خطتك نجحت يا ست الكل، والكل عرف أن لوليتا مع الكبير فرانك، اي اللي حصل؟
ذرعت غرام الصالة مجيء وذهاب عدة مرات دون أن تجيب ساندي بما حدث، في حين استسلمت ساندي إلى صمتها وجلست على إحدى المقاعد في استرخاء شديد، و اغمضت عينيها، ولم تكد تمر ثانية حتى هتفت غرام في حدة:
ـ الواطي، تعرفي اني طلعت فعلا مش بفهم٠
فتحت ساندي عينيها في بطء شديد، وقالت وهي تشير بيدها إلى غرام في خوف:
ـ أنت مش بتفهمي؟؟ طيب ازاي؟ دا انت تمشي بلد يا لوليتا، بس انت فهميني سبب زعلك اي؟
جلست لوليتا إلى جوار ساندي ثم قالت في عصبية بالغة:
ـ الحيوان النجس٠
تساءلت ساندي في غباء:
ـ مين؟ فرانك؟
أجابت غرام في حدة:
ـ هيكون مين غيره؟
وضعت ساندي يدها على رأسها وهي تشعر بشاير الصداع يدق في رأسها وقالت في عدم فهم حقيقي:
ـ لا أنا عقلي خلاص كدا مش عارف يفهم اي اللي تم؟ طيب ما تريحيني وتقولي لي مالك؟ اي اللي حصل هناك في بيته؟ دا قال للكل أنه عايزك الليلة معاه، قال للكل أنه استقر عليك تقضي الليل وياه، كان بيغيظ الكل بيك، كان بيتشفى في كل العرب اللي هناك، دا كان زي العطشان اللي لقى خلاص ميه، هو في اي؟ اي اللي حصل؟
أشارت لوليتا بيدها وقالت:
ـ أنا بردوا افتكرت كدا، ومشيت معاه وأنا خلاص فاهمة اني خلاص هستقر معاه في بيته، وهبقي صحبته، صحبت اكبر راجل هنا،دا اهم من الرئيس اللي هنا والحكومة كمان، طلع كل دا على فاشوش٠
هتفت ساندي في عدم تصديق:
ـ اي دا؟ طلع:؟ طلع ملهوش في ال:::
بصقت غرام على الأرض وقالت في تكبر:
ـ يا ريت، بالعكس العجوز ليه في النسوان وليه في الكلام دا٠
ساندي قالت و هي تعطي كل تركيزها الى غرام وتحاول أن تصل إلى الحقيقة:
ـ يعني اي؟ أنا مش فاهمة حاجة خالص٠
هتفت لوليتا في غضب عارم، وجسدها ينتفض من الغيظ
ـ الواطئ النجس، قال اي جايبني علشان ركس متضايق ووركس بيحب النسوان الحلوة اللي زي، وقال لي قضي الليل بقا معاه٠
تساءلت ساندي من جديد:
ـ ركس مين ؟
هتفت غرام في كبد وغيظ:
ـ الكلب بتاعه، جايبني علشان الكلب عنده اكتئاب، وهو فرانك العجوز ميقدرش يتمتع وكلبه حزين، قال إنه ميقدرش على حاجة زي دي، لازم يراعي اكتئاب ركس، لو عايز افوز بيه، لو عايز الليلة تبقى لينا، لازم ارضى الكلب، مينفعش نتمتع على حساب روح بريئة شاركته الحزن والفرح، وأنه مش هيسمح بحاجة زي كدا خالص نهائي، إلا إذا رضي الكلب وطلع من الاكتئاب دا٠
وضعت ساندي يدها على صدرها في دهشة ثم شهقت في عنف وتساءلت:
ـ يخيبه الراجل الكهنة، دا شكله خرف دا ولا اي؟ بقا فرانك الخواجة ال دماغ الألماظ في الصفقات والفلوس والتجارة، واللي ماسك أغنى ناس في العالم كله في ايده، وموقف مزاجه علشان حتة كلب؟
ثم نظرت إلى وجه لوليتا وقالت:
ـ وعملتي اي مع الكلب؟
تساءلت لوليتا في غضب:
ـ انهي كلب فيهم؟ ركس ولا فرانك؟؟
هتفت ساندي في استسلام:
ـ الاتنين، عملتي اي مع جوز الكلاب دول؟
زمت لوليتا شفتيها في غضب ثم عضت عليهم وقالت:
ـ أنا في الاول ضحكت، حسيت انها نكته، بس وشه أكد لي أن سي ركس دا حاجة كبيرة اوي عنده، يعني في مقام ابنه، ومش بعيد يكون كاتب له ملايين ليه علشان يورثه، ما هو تفكير كلاب صحيح، بس لاقيت نفسي هناك في البيت، يعني اي تكة بسيطة واوصل العجوز دا، اللي واقف بيني وبينه ركس باشا الكلب، المهم قلت اجرب يمكن الكلب فعلاً يتغير، دخلت أوضته شفت اوضة ملوك، أجمل من الاوضة اللي نايم فيها فرانك الغبي، حرير في حرير، موسيقى ناعمة علشان الكلب، أكل مشوي، دراي فود، صور له في كل مكان، الماظ في رقبته، وهدايا ليه كأنه ولي العهد، وكمان دكاترة بنات تحت امرة في كل التخصصات، بيطري ،باطنة، جراحة، والكلب قاعد في ركن من غير ولا نبحه حتى، قاعد زي الطوبة، فرانك طلب منهم أنهم يطلعو برا، يدونب فرصة يمكن مزاجه يروق معايا، وأنا كنت عايزة اسيبهم وأمشي، كنت حاسة بإهانة فظيعة، مع أن فرانك كان محسسني اني بعمل عمل بطولي وإنساني و مصيري كمان ، بس قلت خلاص مبقاش فيه رجوع، رحت له قعدت أكلمه، حاولت أخرجه برا الاوضة يمكن حاجة تتغير، مافيش فايدة،
زهقت قعدت جنبه، وساعة ورا ساعة، قبل ما يطلع النهار، فرانك دخل قال لي اني فشلت مع ركس، وأنه كان بيراقب كل حاجة من خلال كاميرا، وأنه شاف أد اي الكلب تعيس، وأد اي أنا فشلت زي كل الدكاترة اللي هنا، وكمان معرفتش اعمل حاجة، مع أنه فكر أن واحدة جميلة زي ممكن تفرح ركس، بس تفكيره هو كمان طلع غلط٠
نظرت لوليتا إلى ساندي في غضب ثم تابعت:
ـ تعرفي يا ساندي لو كان في أيدي مسدس هناك في بيته كنت قتلت العجوز الخرفان دا، كنت فشيت غلي كله فيه، كنت انتقمت ل نفسي وكرامتي منه، الواطي النجس، بقا أنا لوليتا اللي الكل يتمنى نظرة مني، يعمل كدا فيا خواجة عجوز بديل٠
ساندي نظرت لها طويلاً ثم تابعت:
ـ بقولك اي يا ست الكل، سيبك بقا من فرانك والكلب بتاعه، سيبك منه، خلاص كدا، دا راجل مجنون و معتوه كمان، احنا لازم نقفل على اللي حصل منجبش سيرة بيه ونكمل علشان نعرف نعيش هنا، سمعتي عن أبو بحر؟
هزت لوليتا رأسها علامة النفي وتساءلت:
ـ ابو بحر اي؟ مين دا؟
ابتسمت ساندي وقالت:
ـ ابو بحر دا رجل اعمال كبير اوي لسه جاي هنا، بيقولوا له ألف سفينه بتلف بحار العالم، و متصيت اوي و متريش اوي اوي، أغنى من سلمان نفسه، المهم بقا يا حلوة أنه لسه واصل هنا، نزيل جديد، واحنا اللي لازم نصطاده، قبل ما اي حد يفكر فيه، أو يلمحه كمان، ولازم دا اللي تفكري فيه، خلاص كدا فرانك ليلته خلصت، ولازم نبص ل قدام، عايزاك تحطي كل طاقتك وتركيزك مع ابو بحر دا، دا بقا اللي هيعيشك زي الملكة، ملكة بحق وحقيقي، وخصوصاً أنه له في البنات الملاح، دا راجل بيهادي بالماس واللؤلؤ، و اطمني معندوهش كلب ولا قطة٠
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية