-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 49 - 1 - الثلاثاء 7/1/2025

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والأربعون

1

تم النشر الثلاثاء

7/1/2025


"وسألوك يوماً ما أصعب من فراق الموتى؟ صمت قليلاً وأجاب بمرارة خذلان أقرب الناس إلينا"


بعد مرور أسبوعين مروا سريعًا علي أبطالنا، قضوا بهم أسعد أيام حياتهم عادوا إلى القاهرة مرة آخري من أجل الاستعداد لفرح أمير ونور.

فتح باب الفيلا وأشار إلي زوجته بالدخول دلفت بإرهاق واتجهت إلي أقرب مقعد وتهاوت فوقه، بينما أغلق هو الباب وتحرك خلفها واتجه إلي المقعد المقابل وتسأل باهتمام:

-ها يا قلبي إنتِ كويسة دلوقتي ؟

أومأت بإيجاب، ورمقتته بتحذير:

-ياسين سفر بعربية تاني لأ لأ لأ مش قادرة بجد جسمي مكسر حرام عليك لأ والأعجب بقي إنك ولا فارق معاك ومستمتع بالسواقة كمان.

تبسم بحنان وقال:

-حاضر يا قلبي بعد كده كل سفرنا بطيارة بإذن الله يلا اطلعي ارتاحي إنتِ ومودي وأنا هوصي لينا علي غداء.

هتفت بضعف:

-لأ لأ مفيش داعي هعمل أي  حاجة يا حبيبي أنا بقيت كويسة.

تجاهل رفضها وتحدث بحزم:

-لأ أنسي إنتِ بقالك فوق العشر ساعات صاحية جنبي محتاجة ترتاحي أنا هطلب الغداء ولما يوصل أحطه في المطبخ وهطلع أنام أنا كمان روحي إنتِ ارتاحي شكلك ما شاء الله فروفرة من السفر يا قلبي وهنعاني سوا بسبب الموضوع ده أنا بحب السفر .

تبسمت بضعف:

-أول مرة أسافر أصلًا.

انتبهت الى شئ و تساءلت باهتمام:

-طنط بردوا مش موافقة تيجي تعيش هنا ؟

زفر بضيق وعقب:

-أيوة مع الأسف ومامتك كمان مش عارف هما مصعبنها علينا ليه أنا مش حابب يفضلوا لوحدهم كده مش حابب خالص كمان.

هتفت بحزن:

-طيب ونسيبهم كده لوحدهم أنا بصراحة قلقانة عليهم لازم نشوف حل نجرب تاني معاهم طيب؟

رد بإيضاح:

-هنحاول نجيبهم يقعدوا معانا يومين تلاتة وبعدين نخليها إقامة نحبسهم بقي أي حاجة لكن يفضلوا لوحدهم لأ هنعمل إيه بس.

تهكمت قائلة:

-تحبس مين بس يا حبيبي هما أطفال؟ طيب عندي إقتراح حلو بس ياريت يوافقوا عليه وإنتَ كمان توافق عليه.

تسأل باهتمام:

-إقتراح أيه ده يا قلبي ؟

أجابت بهدوء:

-بعد فرح أمير ونور بدل ما كل واحدة قاعدة لوحدها ورافضين يقعدوا معانا يبقي يقعدوا سوا على الأقل أهو يونسوا بعض وياخدوا بحس بعض إيه رأيك في الاقتراح ده ؟

رمقها بإعجاب وقال:

-فكرة هايلة فعلاً هنبقي نقولها ليهم وياريت يقتنعوا بيها بس.

نظرت له بتردد وتسألت بحذر:

-هو قضية الطلاق بتاع ماما وسلوي أخبارها إيه مفيش جديد فيها يا حبيبي؟

زفر بضيق وعقب:

-مع الأسف محامي بابا موقف القضية أنا أه مش حابب ينفصلوا بس طالما ماما حابة كده مش هقدر أمنعها أكيد لكن بابا رافض هحاول معاه ويتم الطلاق بدل المشاكل ودي صحيح هروح ليه بالليل تحبي تيجي معايا ؟

ردت بحرج:

-أكيد وجودي مش هيبقى لطيف أصلًا وأنتوا بتتكلموا ممكن أجي معاك فعلًا بس هفضل في العربية وأدخل إنتَ ومودي أو خد مودي بس معاك بس أكيد مش هتتأخروا هعمل ليك ببرونه احتياطي وأفضل هنا شوف إلي يناسبك إنتَ.

أعجبه اقتراحها:

-ماشي يا حبيبي حلو اوي يلا بس قومي ارتاحي إنتِ.

حملت صغيرها وصعدت به بينما ظل هو جالسًا هاتف المطعم وظل يقلب في قنوات التلفاز بملل إلي أن وصل الطعام ووضعه في المطبخ وبعدها صعد بوهن لأعلي فتح باب الغرفة وجدها غافية وصغيرهم غافي بأحضانها أقترب منهم ألقي نظرة حنان عليهم وغير ملابسه هو الآخر وتمدد جوارهم وأخذهم بداخل أحضانه بحنان.

❈-❈-❈

مساءً وصل بسيارته إلي فيلا والده هبط من سيارته واتجه إلي الباب الآخر وقام بفتحه وحمل الصغير من المقعد المخصص له واتجه به إلى الداخل بعد ترحاب من الحرس لكن توقف فجأة ما أن رأى أحدهم يقف مستندًا على عصاه اقترب منه وتسأل باهتمام:

-خير مالك في إيه؟

تطوع جسار بالرد:

-مفيش يا باشا ما هو زي الفل أهو.

زفر بضيق وعقب بحزم:

-أظن أنا بسأله هو يا جسار موجهتش أي أسئلة لجنابك لما أبقي أوجه ليك إنتَ سؤال أبقي رد يا جسار.

عاد بنظراته إلي الآخر وتسأل بجدية:

-إيه إلي حصلك يا ابني إنتَ كمان ما تنطق يا أبني؟

رد بهدوء:

-حادثة بسيطة يا باشا متقلقش.

ربت ياسين علي ظهره بمؤازرة:

-ألف سلامة عليك.

دس يده في جيبه وأخرج مبلغ من المال ودسها في يد الآخر، الذي رد بلهفة:

-شكراً يا باشا خيرك سابق .

تجاهل رفضه وتحدث بنبرة حادة:

-خد الفلوس يلا متزعلنيش منك بقي.

آخذها الآخر على استحياء وأردف ممتنًا:

-شكراً يا باشا منحرمش من حضرتك ومن خيرك.

رد الآخر بهدوء:

-العفو علي ايه بعد اذنكم.

تحرك ياسين بطفله إلى الداخل بينما نظر جسار إلي الرجل وأضاف بمغزي:

-بيديك فلوس لكن لو عرف عملتك السودة أعتقد هيديك طلقتين في دماغك لما يعرف إنك إنتَ السبب في الحادثة بتاعته يا خفيف.

تهكم ساخراً وعقب:

-ولما يعرف مين الي خلاني أعمل كده هيعمل إيه من رأي تخليك في حالك أحسن إلي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب ولا إنتَ إيه رأيك؟

صمت الآخر بغيظ بعد أن رمقه شذرًا:

-ماشي ماشي يا أخويا.

❈-❈-❈

كان يجلس في مكتبه يتابع بعض الأوراق باهتمام قاطعه طرقات علي باب الغرفة يتبعها دخول ياسين الذي هتف بمرح:

-ينفع ندخل يا جدو ولا نروح ونيجي وقت تاني؟ 

ما أن استمع إلي ياسين ورأي حفيده حتى انتفض من مكانه وركض تجاه ياسين يضمه بلهفة:

-حمد الله علي السلامة يا حبيبي.

آخذ الصغير منه بحنان وبدأ يقبله بحب:

-قلب جدو إنتَ عامل أيه يا صغنن قلبي يا ناس شكلك أوي وإنتَ صغير يا ياسين.

اتجه به إلى الأريكة وجلس وكذلك تحرك ياسين وجلس جواره، انشغل في مداعبة الصغير حتى سأله ياسين باهتمام:

-أخبار الشغل ايه ؟

رد الآخر معاتباً:

-كويس ومستنيك هترجع إمتي بإذن الله؟

أجاب بهدوء:

-بعد بكره باذن الله بكره هروح عند ماما.

زفر بضيق وقال:

-أه طيب كويس ياريت تعقلها بقي عشان أنا تعبت من لعب العيال ده.

انتهى إلي شئ وتسأل:

-هي مراتك معاك؟

حرك رأسه نافياً وعقب قائلاً:

-لأ في البيت تعبانة من السفر.

تهكم ساخرًا:

-طيب المهم أمك هتعمل إيه معاها أنا تعبت من لعب العيال ده يا ياسين حاول تتصرف ولا تحب أتصرف أنا؟

آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:

-بابا ماما مش هترجع ومفيش حل غير الطلاق ليه بقي احنا نمشيها محاكم وقضايا .

تجهم وجهه وصاح موبخًا:

-يا سلام هو ده إلي طالع معاك جاي تقولي أطلقها بدل ما تحل المشكلة يا ياسين؟

رد ياسين بهدوء:

-أحل المشكلة لو فعلًا فيه أمل أو قبول لكن لأ.

قاطعهم بكاء الصغير نظر له أحمد بحيرة وتسأل:

-هو بيعيط ليه ؟

رد ياسين بهدوء:

-أكيد جاع .

نهض ياسين واتجه إلي الخارج وعاد بعد قليل وبرفقته حقيبة الصغير قام بفتحها وأخرج منها الببرونة الخاصة بالصغير،اتجه إلي والده وبسط ذراعيه:

-هاته يا بابا اديله الببرونة.

أعطاه والده الطفل وتسأل بذهول:

-نعم إنتَ بتعرف ترضعه ؟

أومأ بإيجاب:

-مش قوي بس شوفت صفا كذا مرة وهي بترضعه بالببرونة ورضعته مرة .

تنهد بارتياح ورد:

-تمام بس بالراحة عليه عشان ميشرقش .

جلس ياسين وبدأ الصغير يتناول الحليب من الببرونة بنهم، ووالده وجده يطالعوه بحنان:

-ياسين هو مينفعش ترجع تعيش هنا تاني علي أقل إنتَ وحفيدي تبقوا جنبى ؟

نظر إلى والده بهدوء وأجاب:

-مش هينفع يا بابا أنا بحاول مع ماما تيجي تعيش معايا لكن مع الأسف رافضة لكن هحاول أخليها تبات معايا كام يوم لكن لو جينا هنا مش هيبقي في مجال تبقي معايا وانا مش حابب وجودها لوحدها أصلاً لكن حضرتك هنا معاك الحرس والخدم و لقدر الله حصل حاجة يبلغوني لكن هي لوحدها وأطمئن مودي وقت ما يوحشك عجيبه ليك وحضرتك كمان تقدر تشوفه في أي وقت .

زفر بضيق وقال:

-يعني بردوا مش ناوي تعقل أمك وهتشجعها علي الهبل ده؟

تنهد بقلة حيلة ورد:

-أولاً أمي مش مجنونة يا بابا أنا مش بشجعها ولا حاجة بس مقدرش اسيبها لوحدها يا بابا لأن أمير هيتجوز أه في نفس العمارة بس هو ومراته في شغلهم.

قاطعه أحمد بفضول:

-ومراتك ؟

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-مالها مراتي ؟

رد الآخر بنفاذ صبر:

-هتنزل شغلها ولا لأ ؟

أومأ بتفهم وقال:

-هي لسه في أجازة وضع أصلًا لسه فاضل شهر حابة ترجع براحتها حابة قاعدة بالولد بردوا براحتها.

تجهم وجه أحمد بضيق وتسأل:

-ترجع فين الخرابة إلي شغالة فيها؟ مراتك عايزة تنزل شغل يبقى في المستشفى بتاعتها في أملاك جوزها مش تشتغل في مستشفى حكومي يا أبني واحد يتحكم فيها ولا إنتَ مش معايا؟

أنهى حديثه بخبث شديد ودهاء، جعل الأخر يردد بشرود:

-عندك حق بس خيلنا لوقتها


الصفحة التالية