رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 48 - 1 - الأثنين 6/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن والأربعون
1
تم النشر الأثنين
6/1/2025
وتميل القلوب لمن يدللها، وتهاب من يؤلمها، ولكن احذر إياك بكثرة التدليل والفرط به، لأنك إذا فعلت هذا ستكون مطالب بالإستمرار بالإكثار كل يومًا عن سابقه، وتنقلب الموازين ضدك فبدل من إنه شيء إختياري لك فسيصبح إجباري عليك فعله"
مساءً كانت تهبط الدرج وهي تقدم قدم وتأخر الآخري تشعر أنها كالشاة التي تساق لذبحها ولكن الفرق أن الشاة لا تدري إلي أين تساق بينما هي على يقين إلي أين هي ذاهبة، لولا ضغط والدها عليها ما كانت وافقت على مقابلة هذا الرجل الملقب "بعريس الغفلة" والغريب في الأمر أن والدتها لم تبدي أي ردة فعل مؤكد أن والدها من جعلها تصمت، زفرت انفاسها بضيق فقد وصلت إلي نهاية الدرج، أكملت سيرها تجاه الريسبشن، وجدت والدها يجلس على المقعد يتحدث مع شخص آخر لم تتبين ملامحه ولن تراه من الأساس فظهره هو من يقابلها.
ما أن رآها والدها حتي نهض مرحبًا بها وهو يفرد ذراعيه بحنان لاستقبالهم:
-تعالي يا فري تعالي يا قلب بابا.
اقتربت منه وضمها هو بحب:
-أخبارك فري؟
تبسمت بهدوء وردت:
-بخير يا بابي.
أشار إلي الذي يقف خلفها وتحدث بفخر:
-أحب أعرفك يا فري بشريف باشا نصار صاحب شركات نصار جروب لاستيراد السيارات أكيد طبعًا تعرفيه احنا بنتعامل معاه دائماً.
استدارت خلفها وجدت شاب طويل القامة وعريض المنكبين بشرة برونزية شعر أسود كسواد الليل عينين حادة كالصقر، مد يده بلباقة وقال:
-أهلًا بيكي مدام فريدة.
ردت ببرود دون أن تمد يدها:
-أهلًا.
إمتعض وجه والدها وتحدث بنبرة ذات معنى:
-طيب هسيبكم أنا شوية لوحدكم بعد إذنكم.
غادر صفوت بينما جلس الأخر واضعاً ساق فوق ساق بثقة وأشار لها ببرود:
-أتفضلي أقعدي يا مدام.
رمقته شذرًا وهتفت متهكمة، قبل أن تجلس واضعة ساق فوق ساق بتعالي:
-هتقولي اتفضلي في بيتي؟
تبسم ببرود ورد:
-مغرورة اوي الغريب أن واحدة بشخصيتك ومغرورة زيك كانت تبقي مرات ياسين المحمدي لمدة ٤ سنين يا تري قدرتوا إزاي تعيشوا المدة دي رغم إنكم مختلفين وكمان إلي اعرفه يعني مفيش طفل تتمسكوا ببعض عشان ولا حب وأظن انك سبتيه وقت الحادثة حتى كنت في فرحه من يومين وشكله بيحب عروسته جدًا وابنه إلي فاجئ الكل به يا تري ده سبب أنفصالكم ؟ أصل إلي عرفته إنك رجعتي ليه مرة تانية لما فتح وهو إلي طلقك عشان مراته ولا إنتِ إلي رفضتي يكون ليه زوجه تانية ويا تري سبب جوازه حب فعلًا ولا حضرتك عندك مشكلة في الخلفة وهو أتجوز عشان يخلف بتحصل كتير.
تجهم وجهها وصاحت بإنزعاج:
-أيه كل الأسئلة دي وأنت مين أداك الحق أصلًا إنك تسأل أسئلة خاصة وشخصية كده من الأساس ؟
ابتسم بغرور وتدارك قائلاً:
-إلي داني الحق أن لازم أعرف كل حاجة عن زوجتي المستقبلية بصفتي هكون زوجك يا مدام من حقي أعرف كل حاجة تخصك.
تبسمت باستفزاز وتهكمت قائلة:
-بجد ؟ ومين قالك أني هوافق أصلًا عليك ولا هتجوزك من الأساس ولو افترضنا ده حصل الماضي بتاعي خاص بينا أنا وبس حضرتك ملكش الحق تدخل فيه مفهوم؟
نهض بهدوء اقترب منها حتى بات لا يفصل بينهم شئ ووضع كلتا يديه علي مقبضي المقعد وحاصرها، واقترب بوجهه منها وهمس بأذنها ببرود:
-لأ مش مفهوم يا فريدة من حقي أعرف الماضي لكن مش من حقي ألومك أو أعاتبك عليه يا هانم أما بقى إنك لسه موافقتيش ومش هتوافقي أحب أبشرك وأكد ليكَ إنك هتوافقي وبمزاجك ورضاكِ كمان عارفة ليه ؟ عشان أنا مترفضش صعب تلاقي راجل زي والأهم من ده كله إني عايز أتجوزك حتي لو فعلًا مش بتخلفى مش فارق معايا وعايز أتجوزك.
أنهي حديثه وابتعد عنها تاركًا إياها تلملم شتاتها الذي بعثر من قربه ومن حديثه الجاد، بينما عاد هو إلي مقعده وجلس كما كان وتسأل ببرود:
-ها حابة كتب الكتاب يكون إمتي ؟ وحابة الفرح يكون فين ؟
اتسعت عيناها بصدمة وتساءلت بعدم إستيعاب:
-كتب كتاب مين وفرح مين ؟ معلش بس هو أنا كنت قُلت إني وافقت أصلًا إنتَ عايز تجنني ولا إيه؟ يارب هي إيه المصايب إلي بتتحدف عليا من كل داهية دي كنت نقصاك إنتَ كمان طلعت ليا منين؟
رد ببساطة:
-إخص عليكِ بقي أنا مصيبة ماشي ماشي هعديها يا يا عروسة أما بقي كتب كتاب مين إلي بتكلم عنه فهو كتب كتابنا وفرحنا يا فريدة صحيح أعملي حسابك تلبسي محتشم أنا مش حابب أجبرك على الحجاب حابب يبقي بإرادتك ونابع منك إنتِ.
أغلقت عينيها وفتحتها عدة مرات ظنًا منها أنها تتوهم ولكن صوت والدها انتشلها من حالتها تلك.
"ها نقول مبارك يا أولاد؟"
نطقها صفوت بتلهف، فأجاب الأخر بثقة:
-طبعًا يا عمي تقول مبارك كتب الكتاب والفرح كمان شهر أسبوعين بالكتير مفيش داعي للخطوبة احنا مش صغيرين عشان الكلام الفاضي ده.
تبسم صفوت والتفت إلي إبنته مرددًا بفرحة:
-بجد يا فري إنتِ موافقة يا حبيبتي؟
اتسعت مقلتيها بصدمة:
-ها.
سارع الآخر بالقول:
-أكيد يا صفوت باشا هي مكسوفة مش أكتر.
ضمها صفوت بحنان وقال:
-ألف مبروك يا بنتي ربنا يتمم ليكم بخير ويرزقكم بالذرية الصالحة.
أبتعد عنها وضم الآخر بفرح:
-ألف مبروك يا ابني ربنا يتمم بخير.
بينما الأخر يضمه وعينيه منصبه علي الأخري وغمز لها بخفة وسط صدمتها وذهولها من هذا المختل.
❈-❈-❈
صباح يوم جديد كانت تقف أمام المرآة و طفلها على يدها بينما يقف ياسين خلفها يطوق خصرها بيده اليسري، بينما يده اليمنى تقبض على الهاتف يقوم بالتصوير في وضعيات مختلفة.
توجه بنظراته إلي زوجته وتسأل بملل:
-إيه يا حبيبتي مش كفاية تصوير كده يا قلبي ؟
ردت بلهفة:
-لأ يا حبيبي صورتين كمان بس عشان خاطري عاجبني الماتشنج أوي في الألوان.
"فقد كانوا يرتدون سويشرت من اللون الأبيض وبنطال چينز أسود وكذلك يرتدي الصغير مثلهم"
أشار إلى نفسه بفخر وتدراك قائلًا:
-عشان تعرفي ذوق جوزك حبيبك وأفكاره.
تبسمت بحب وهتفت بدلال:
-هو أنا حبيتك من فراغ هو أنا ممكن أطلب طلب صغنن وأتمنى توافق.
أغلق الهاتف ووضعه في جيبه وتسأل باهتمام:
-قولي يا حبيبتي ؟
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت بدلال وهي تداعب خصلات شعره المسترسلة بنعومة:
-حبيبي إيه رأيك نجيب سلوبت على شكل أرنب لينا احنا التلاتة نلبسها في الشتاء؟
ضيق عينيه مرددًا بحذر:
-سلوبت ؟ وعلي شكل أرنب كمان ؟ ومين بقي التلاتة؟
"أنا وإنتَ ومودي"
قالتها بتلقائية مما جعل الآخر يتراجع إلى الخلف وتسأل بذهول وهو يشير على نفسه:
ـ أنا ألبس سلوبت وأرنب كمان أنسي يا حبيبتي ده أنا ياسين المحمدي علي سن ورُمُح.
تهكمت قائلة بصوت ساخر وهي تقلده:
-ياسين المحمدي علي سن ورُمُح ياسين يا بن سلوي لما الدور كده بدل ما أزعلك.
اتسعت مقلتي الآخر بصدمة وتسأل بعدم تصديق:
-ياسين يا ابن سلوي هي حصلت إنتِ اخدتي عليا أوي يا صفا؟
إقترب منها وجذبها من لياقة السوشيرت وتحدث بنبرة حادة:
-قولي تاني كده قولي تاني كده قولتي إيه؟
حاولت الفكاگ من براثنه وهي تحاول تستعطفه ببراءة:
-بهزر يا حبيبي بهزر هتاخد بردوا على كلام عيلة أخص عليك؟
تبسم بزهو وتركها وهو يربت علي وجهها بخفة:
-شطورة يلا بينا بقي يا قلبي نلحق اليوم هاتي مودي باشا.
مد يده وآخذ الرضيع منها وضمه بحب وقبل جبينه وهتف بمرح:
-شوفت أمك المجنونة عايزاني ألبس أرنب علي آخر الزمن.
تحرك أمامها وهي خلفه تدبُ بقدمها غيظاً وهي تمتم بضيق:
-طيب يا ياسين يا محمدي صبرك عليا وهتلبس أرنب يعني هتلبس أرنب.