-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 63 - 1 - الثلاثاء 28/1/2025

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والستون

1

تم النشر الثلاثاء

28/1/2025


"قبل أن تلقي العيوب علي غيرك، أنصحك أن تقف إنتَ أما مرآتك الخاصة لتري عيوبك، والتي إذا رفع ستار الستر عنها ستخجل من نفسك وتتمني إنك كنت موت قبل هذا"


كانت منهمكة في إعداد الغداء قطعها رنين متواصل علي جرس الشقة تركت ما بيدها وذهبت كي تفتح الباب ونا أن فتحته تفاجأت بابنتها نور أمامها.


وضعت يدها على قلبها بقلق وتسألت:


-نور خير يا بنتي في إيه؟


أزاحت نور والدتها وولجت إلي الداخل وجلست علي أقرب مقعد واضعة رأسها بين كفيها، أغلقت والدتها باب الشقة سريعًا وتحركت تجاهها بتلهف:


-يا بنتي في إيه طمنيني ؟ إنتِ كويسة ؟ جوزك بخير ؟


ردت بحزن:


-ماما أنا جاية غضبانة.


اتسعت عين عايدة مرددة بعدم تصديق:


-نعم إنتِ إيه يا بنت الهبلة؟ جاية غضبانة ؟ يا بت ده إنتِ مكملتيش شهر جواز علي بعضه عملتي إيه يا حيوانة انطقي يا بت عملتي إيه؟ أنا واثقة ومتأكدة أمير غلبان ولا بيهش ولا بينش لكن إنتِ يتفات ليكِ بلاد.


صاحت نور بغيظ:


-جرا إيه يا ست ماما ؟ علي فكرة أنا إلي بنتك مش هو إلي إبنك!


أجابتها ببرود:


-لأ هو كمان بقي إبننا ولو زعلتيه يا نور أنا إلي هقف ليكِ أنا وأبوگِ ممكن أفهم بقي إيه إلي حصل؟ 


تنهدت بضيق وقالت:


-وإيه لازمته بقي إني أحكي لحضرتك طالما كده كده هتقفي في صفه؟


رمقتها والدتها بتحذير وتداركت مستفهمة:


-بت إنتِ هتنطقي ولا أجيب الشبشب هو إلي يخليكِ تنطقي؟


زفرت بضيق وأجابت:


-خلاص يا ماما خلاص هحكيلك.


سردت لها نور ما حدث وما أن أنهت حديثها زجرتها والدتها بعنف وقالت:


-إنتِ تقومي كده زي الشاطرة تروحي شقتك وتستني جوزك لما يرجع وتعتذري ليه سامعة ولا لأ ؟


ردت بغيظ:


-نعم؟! يعني بعد إلي حكيته ليكِ ده شايفة إني أنا إلي غلطانة؟ ماما إنتِ كده جاية عليا فعلًا.


جلست والدتها جوارها وتحدثت بهدوء:


-بس إنتِ غلطانة فعلًا يا نور أولًا لازم تسمعي كلام جوزك أيًا كان لازم تسمعيه وتنفذيه سامعة يا آخرة صبري تاني حاجة إلي عملتيه ده أصلًا غلط يا نور قاعدة تبحلقي في الراجل قدام جوزك لأ وتتكلمي معاه وغير كده كمان تقولي زعلانة عشان مجاش الفرح؟! إنتِ مجنونة يا نور بجد وبعد ده كله لما جه يعاتب جانبك مش تلمي الدور عشان غلطانة زي ما صفا نبهتك تتمادي أكتر وتكبري المشكلة لأ وجاية غضبانة كمان تفتكري أمير لو رجع ملقاش حضرتك في البيت وعرف إنك غضبانة هيعمل إيه ؟ فاكرة هيجي يجري وراكِ يصالحك ؟ لأ طبعًا مش هيحصل هو أه بيحبك لكن مش هيذل نفسه عشان الحب ده قومي يا بنتي استهدي بالله كده وروحي شقتك قبل ما جوزك يرجع وقبل كمان ما أبوکِ يرجع لأن لو رجع وسمع عمايلك السودة دي مش بعيد يقع من طوله تاني أعقلي يا نور كده وأركزي إنتِ دلوقتي زوجة وقريب أوي هتبقي أم وأنا وأبوکِ مش هنعيش ليكِ العمر كله وجوزك راجل كويس وابن حلال حافظي عليه وبلاش تخسريه سامعة يا بنتي؟ أنا أمك يا حبيبتي يعني أكتر واحدة تخاف عليكِ وتبقي عايزة مصلحتك.


تنهدت نور بقلة حيلة وردت:


-حاضر يا ماما حاضر.


❈-❈-❈


وصل أمير إلي فيلا ياسين وتبادل السلام مع خالته ووالدة صفا وجلس برفقتهم واستأذن لرؤية ياسين.


صعد إلى الأعلي وطرق باب الغرفة ودلف:


-سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخبارك يا ياسين ؟ 


رد بهدوء:


-الحمد لله يا أمير أخبارك إنتَ؟


تبسم بهدوء:


-أنا الحمد لله بخير يا حبيبي أنا روحت فعلاً للسواق ولأهل جسار وأديت لكل واحد فيهم شيك ب٥٠الف جنيه وكمان روحت علي الشركة شوُفت الأمور ماشية إزاي ووصيت يخلصوا ورق المعاش بتاعهم في أقرب وقت.


تنهد ياسين بإرتياح:


-كويس أوي شكرًا يا أمير.


رمقه أمير بعتاب ورد:


-شكرًا وإحنا من إمتي فيه بينت شكر يا ياسين ؟ عيب عليك إحنا أخوات يا حبيبي هان ناوية تنزل الشغل إمتي؟


أغمض عيناه بشرود وأجاب:


-مش عارف يا أمير مش عارف بس أعتقد مش دلوقتي خالص مش قادر معلش هتقل عليك تتابع إنتَ كل حاجة ممكن؟


أومأ بإيجاب وقال:


-حاضر يا  ياسين من عيوني بس بردوا إنتَ لازم تنزل بنفسك وتابع كل حاجة ياسين لو فعلًا عمو أحمد حادثته كانت بفعل فاعل معني كده إن فيه خاين ولازم نلاقيه ونوقفه عند حده .


ضغط الآخر علي رأسه بقوة ورد بهم:


-عارف يا أمير بس المشكلة الأساسية أنا هعرف الشخص ده منين إلي أعرفه كويس بابا ملوش أعداء مين هيكون ليه مصلحة في قاتله ؟! أنا بجد من وقت ما وكيل النيابة جه وبلغنا وأنا بعصر دماغي أوي مين ممكن يفكر يقتل بابا أو حتي يأذيه ومع الأسف مش قادر أوصل لإجابة عن سؤالي خالص .


زفر أمير بإستياء وقال:


-مع الأسف كلامك صح المفروض ندور ونشوف مين الخاين بس مع الأسف بندورة في متاهة ولا ليها آول من آخر.


صمت ياسين قليلاً واسترسل مستفهمًا:


-تفتكر ممكن غدير تعملها ؟ هي أكتر واحدة حاليًا بتكره بابا وتتمني موته ؟


حك أمير جبينه بخفة وعقب شارحًا:


-ممم والله ما عارف يا ياسين بس هي كانت مشغولة في فرح بنتها ولا هتفكر في خطة قتل ومؤمرات وبعدين دي ست جبانة معتقدش تعملها وكذلك صفوت نضيف ملوش في العك ده.


زفر ياسين بضيق ورد:


-طالما مش هما يبقي مين ؟ أنا بس عايز أفهم مين ليه مصلحة يحاول يقتل بابا ؟


رد أمير بهدوء:


-وممكن فرامل العربية تبقي مقطوعة عادي لوحدها خلينا بردوا نحط ده في اعتبارنا.


زفر ياسين بسأم وعقب قائلًا:


-ياريت يا أمير لأن أنا بجد دماغي هتنفجر من كل حاجة.


ربت أمير علي ظهره بمؤازرة:


-استهدي بالله يا ياسين كده كل حاجة هتتحل وقادر ربنا يظهر الحق وينور بصيرتنا يلا أنا همشي محتاج حاجة ؟


حرك ياسين رأسه نافيًا ورد ممتنًا:


-لأ يا أمير شكرًا ليك تعبتك معايا.


عانقه أمير بأخوة وعقب قائلاً:


-عيب عليك إحنا أخوات يلا سلام عليكم.


رد السلام بشرود:


-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يارب نور بصيرتي وريح قلبي يا تري بابا توفي إزاي حادث فعلًا عادي ولا بفعل فاعل بس مين ممكن يفكر يعمل كده؟!


❈-❈-❈


كانت تجلس بالأسفل وحفيدها بين أحضانها تضمه بحنان ولكن عقلها شارد في ملكوته الخاص، اقتربت منها صفا وتساءلت بقلق:


-إنتِ كويسة يا ماما ؟


انتبهت لها سلوي وتسألت بشرود:


-نعم يا صفا بتقولي حاجة؟


أومأت بإيجاب وردت:


-أيوة يا ماما بسأل حضرتك إنتِ كويسة ؟


تبسمت بهدوء وردت:


-الحمد لله يا حبيبتي أمير مشي؟


حركت رأسها بإيجاب:


-أيوة يا ماما بس الغريب أن مجتش معاه أنا خايفة يكونوا متخانقين.


تنهدت سلوي بحزن وقالت:


-ربنا يهديكِ يا نور يا بنت عايدة وتعقلي وبطلي الجنان بتاعك ده حاولي تتكلمي معاها يا صفا تعقليها.


تهكمت صفا قائلة:


-أتكلمت معاها كتير والله يا ماما وحاولت معاها بس مع الأسف هي دماغها متركبة شمال شايفة انها صح ومش بتقتنع بكلام حد.


زمت شفتيها بعدم رضا وقالت:


-نور فعلاً عنيدة مع الأسف ومش بتسمع لحد ربنا يهديها وتعقل لأن أمير مش هيتحمل طريقتها كتير الأيام دي بس تعدي علي خير وهحاول أتكلم معاها يمكن تسمع مني أخبارك إيه مع ياسين ؟


تنهدت بحزن وردت:


-الحمد لله يا ماما.


ربتت سلوي علي ظهرها بحنان:


-ياسين بيحبك يا صفا وبيحبك أوي كمان ده شئ أنا واثقة منه بس هو تايه حاليًا وحاسس بالضياع محتاج وقت عشان يقدر يرجع زي ما كان استحمليه يا حبيبتي ومهما يعمل تقبليه لأن حاليًا مش في وعيه لما يروق ويهدي هو إلي هيجي ليكِ بنفسه يطلب سمتحك أنا عارفة كويسة إنك عاقلة وراسية بس بردوا محتاجة حد يهون عليكِ ويطمنك يا بنتي.


تبسمت بتفهم واستطردت بإيضاح:


-أطمني يا ماما أنا متفهمة حالة ياسين وهفضل جنبه وفي ضهره لغاية ما يرجع زي زمان أنا بس سايباه يهدي شوية مع نفسه زي ما هو حابب.


تنهدت سلوي بإرتياح وعقبت بحنان:


-الحمد لله ريحتي قلبي يا بنتي ربنا يكملك بعقلك يارب العالمين يا صفا يا بنت هناء ويهديكِ يا نور يا بنت عايدة.

الصفحة التالية