-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 65 - 1 - الجمعة 31/1/2025

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والستون

1

تم النشر الجمعة

31/1/2025


"قد يبعث الله لك فرحةً، تنسيك أحزانك، فلا تفقد الأمل فيما سيأتي بالغد"


إستمعت إلى طرقات علي باب الغرفة فمسحت دموعها وسمحت للطارق بالدخول، ولجت هناء وهي تحمل الصغير في أحضانها وتسألت بعتاب:


-بردوا بتعيطي يا سلوي إحنا قولنا أيه ؟


تنهدت بحزن وقالت:


-مش قادرة يا أم صفا مش مصدقة أحمد مش بس جوزي أبو أبني ده حب عمري أنا أه صدمتي كبيرة فيه وكنا هننفصل بس بردوا كنت بحبه وإلي زاد وغطا إلي كان رايح يعمله في صفا أنا مش عارفة أزعل منه ولا أزعل عليه.


جلست الأخري جوارها وتحدثت بتريث:


-إلي حصل حصل وعدا وهو خلاص راح عند إلي خلقه ربنا يرحمه ويغفر له ده كل إلي نقدر نقول عليه قومي يلا عشان نتعشي كفاية إلي إنتِ عملاه في نفسك ده إنتِ غسيتي النص يا حبيبتي.


تجاهلت حديثها بشأنها وتذكرت فلذة كبدها، وتساءلت بقلق:


-ياسين أتعشي ولا لأ؟


أومأت بإيجاب وردت:


-يا حبيبتي أطمني صفا أخدت ليها الأكل وإن شاء الله يرضي يأكل يأكل قومي يلا بقي إنتِ كمان إغسلي وشك كده وفوقي وكلي على قد نفسك يا حبيبتي.


تنهدت بقلة حيلة ونهضت برفقتها:


-حاضر يا هناء عشان خاطرك إنتِ.


تبسمت بحب وقالت:

-ربنا يجبر بخاطرك يارب العالمين.

❈-❈-❈


توقفت السيارة أمام فيلا "ياسين المحمدي" هبط من السيارة واتجه إلي الباب الآخر فتح إلي زوجته الباب الآخر ومد يده لها يساعدها أن تهبط من سيارة وبعدها اتجهوا إلي الباب متشابكِ الأيادي وهو يقبض علي يدها بقوة إعلانًا عن ملكيته له، وكي يذكرها أيضًا إذا غلبها الشوق إلي ذكريات الماضي عند رؤيتها إلي ياسين حمد الله داخله أنها ليست الفيلا التي كانت تقطن بها سابقًا.


وضع يده علي زر الجرس وانتظر حتي فتح الباب بعد دقائق وطلت منه والدة صفا رحبت بهم بإحترام  أشارت لهم بالدخول علي مضض بعد رؤيتها فريدة.


نهضت سلوي هي الآخري بضيق ورحبت بشريف:


-أهلًا شريف بيه أخبارك يا أبني ؟


تبسم بهدوء وهو يمد يده مرحبًا بها:


-الحمد لله يا هانم أخبارك إيه البقاء لله بعتذر إني جيت متأخر بس كنت بره مصر والله لسه راجع النهاردة.


ردت بهدوء:


-سبحان من له الدوام يا أبني ولا يهمك أتفضل أقعد.


اتجهت بنظراتها إلي فريدة وتحدثت بهدوء:


-أزيك يا فريدة أخبارك إيه يا بنتي؟


أجابت بهدوء:


-الحمد لله .


أشارت لهم أن يجلسوا:


-أتفضلوا أقعدوا واقفين ليا يا ولاد استريحوا بيتكم ومطرحكم.


❈-❈-❈


كانت تغفو بسلام واستيقظت آثر طرقات علي باب الغرفة جعلتها تتململ في غفوتها وتفتح أهدابها بنوم اعتدلت بنعاس، ألتفت إلي زوجها وجدته غافيًا هو الآخر، تبسمت بحب ونهضت بحذر حتي لا يستيقظ فتحت باب الغرفة وجدت والدتها التي تحدثت بحرج:


-حقك عليا يا بنتي بس في ضيوف تحت جايين يعزو ياسين.


أومأت بتفهم وتساءلت:


-ولا يهمك يا حبيبتي حاضر هصحيه بس هو مين إلي تحت ؟


نظرت لها بتردد قبل أن تقول:


-أحم فريدة وجوزها.


إمتعض وجه صفا وتحدثت بهدوء:


-حاضر يا أمي هصحي ياسين وننزل وراء حضرتك.


أومأت بتفهم وقالت:


-ماشي يا حبيبتي.


غادرت والدتها وأغلقت باب الغرفة واتجهت إلي زوجها الغافي تناديه برفق:


-ياسين أصحي يا حبيبي.


همهم بنُعاس:


-مممم.


هتفت بحنان:


-قوم يا حبيبي في ضيوف تحت عايزينك وبعدين تعالي كمل نوم.


فتح أهدابه بنوم وتساءل:


-ضيوف مين إلي تحت دول؟


ردت بضيق:


-فريدة وجوزها.


اعتدل بوهن وهو يمسح على وجهه وغمغم برجاء:


-صفا جهزيلي هدوم معلش يا حبيبتي هقوم أخد شور عشان أفوق.


تبسمت بتفهم واستطردت قائلة:


-حاضر يا حبيبي من عيوني.


نهض من فوق الفراش وتحدث بنبرة هادئة:


-تسلم عيونك يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك.


ردت بحب:


-ولا يحرمني منك يا حبيبي.


اتجه إلي المرحاض كي يتنعم بحمام بارد ينعش به جسده، بينما جهزت هي ملابسه.


بعد فترة كانوا يهبطوا الدرج ولكن توقفت صفا ما أن إستمعت إلي بكاء طفلها يأتي من الغرفة التي كانت تمكث بها:


-مودي صحي هروح أشوفه.


أومأ بتفهم:


-روحي هاتيه هننزل سوا.


قطبت جبينها بحيرة وتسألت:


-هناخد مودي معانا وإحنا نازلين؟


أومأ بإيجاب:


-أيوة روحي يلا شوفي الولد.


صعدت الدرج بخفة واتجهت إلي الغرفة وجدت صغيرها مستيقظ ويبكي بحرقة، ولكن ما أن اقتربت منه وحملته هدأ وإستكان بأحضان والدته قبل جبينه بحنان:


-قلب مامي إنتَ حقك عليا يا حبيبي تعالي نروح لبابا يلا.


خرجت من الغرفة وهي تحمل طفلها واتجهت إلي زوجها الذي يقف في إنتظارها بالخارج.


تبسم بسعادة ما أن رأي طفله وآخذه من والدته يضمه إلي أحضانه بإشتياق:


-حبيبي وحشتني أوي يا قلب بابا حقك عليا مش هتبعد عن حضني تاني خلاص حرمت.


تحرك إلي الأسفل وهو يحمله وصفا تتبعه.


❈-❈-❈


وقف شريف ما أن رأي ياسين يطل عليهم وهو يحمل طفله اقترب شريف منه وقبل التعازي:


-البقاء لله يا ياسين باشا لسه راجع من السفر النهاردة.


أومأ بتفهم وقال:


-سبحان من له الدوام.


توجه بحديثه إلي صفا:


-البقاء لله يا مدام.


ردت صفا بهدوء:


-سبحان من له الدوام.


نظر شريف إلي زوجته التي تحدثت بهدوء:


-البقاء لله.


رد ياسين:


-سبحان من له الدوام.


ردت صفا:


-سبحان من له الدوام.


أشار لهم أن يجلسوا وجلس هو وصغيره يجلس فوق ساقه، وجلست صفا علي الأريكة جواره:


-أتفضلوا أستريحوا يا جماعة.


تسأل شريف باهتمام:


-تواصلت مع شركة التأمين عشان العربية ؟


حرك رأسه نافيًا:


-لأ لسه تحريات النيابة شغالة.


قطب الآخر جبينه بعدم فهم وتسأل:


-تحريات إيه هي مش كانت مجرد حادثة عادية؟


رد بهدوء:


-لأ فرامل العربية طلعت مقطوعة .


أتسعت عين الآخر بعدم تصديق:


-الفرامل مقطوعة؟! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يعني مش مجرد حادثة عادية وبفعل فاعل ؟!


رفع ياسين كتفيه بقلة حيلة دلالة على عدم معرفته:


-مع الأسف مش عارف يا شريف هي حادثة عادية ولا بفعل فاعل بابا ملوش أعداء في مجال البيزنس من الأساس يعني إلي عمل كده مش عارف استفاد إيه ؟!


تحدث شريف بهدوء:


-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته سواء حادثة عادية أو بفعل فاعل فمع الأسف المحصلة واحدة هو توفي تعددت الأسباب والموت واحد.


أومأ بتفهم وقال:


-ونعم بالله بس نفسي أرتاح كون إن فيه إحتمال أن حد خطط إنه يقتله ده مش سهل بالنسبة ليا وهوصله حتي لو كان في سابع أرض.


كانوا منشغلين في الحديث بينما صفا وفريدة يتبادلون النظرات الحادة.


قطع حرب نظراتهم شريف الذي نهض مستئذنًا وهو يحث زوجته أن تنهض :


-طيب نستأءن إحنا ربنا يجعلها آخر الأحزان.


رد ياسين بهدوء:


-اللهم أمين يارب العالمين.


أوصلهم ياسين وبعدها عاد وجلس برفقة زوجته ووالدته ووالدة زوجته..


حاولت سلوي آخذ الصغير منه لكنه ضمه بتلهف:


-لأ معلش يا أمي خليه في حضني هو وحشني أوي.


تبسمت بحنان وقالت:


-حاضر يا حبيبي ربنا يخليه ليك ويخليك ليه.


أمن علي دعائها ونهض مستئذنًا:


-اللهم أمين يارب العالمين يلا هطلع أنام تصبحوا علي خير.


ألتفت إلي زوجته بحنان وقال:


-يلا يا حبيبتي.


تبسمت بتلهف:


-حاضر تصبحوا علي خير يا جماعة.


ردت سلوي:


-وأنتوا من أهل الخير يا بنتي.


ردت هناء:


-وأنتوا من أهل الخير يا ولاد.

الصفحة التالية