-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 5 - 4 - الإثنين 13/1/2025

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

4

تم النشر يوم الإقنين

13/1/2025



همهمت في صوت ناعم قبل أن تدور برأسه الهواجس، و أكدت له


= وفيها ايه يعني لما اروح لوحدي المكان مش بعيد عننا اصلا هاخد اوبر يوصلني من هنا لحد هناك وهروح واجي على طول، اعتبرني يا سيدي نادره نادر و مش عاوزه يقع وبعدين بقيلي كتير ما خرجتش لوحدي في ايه بقى وانا هاتوها، ما انا كنت زمان بعمل كده واروح واجي لوحدي عادي.


أطرق رأسه قليلًا، وقال بحياديةٍ حذرة


= ماشي يا فيروز بس خلي بالك من نفسك وتليفونك يكون مفتوح على طول وتردي عليا عشان أكون مطمن، طالما مصممه مش عارف ليه على المشوار ده دلوقتي.


أغمضت عينيها للحظةٍ واسندت رأسها علي زجاج السياره جانبها، وأخرجت تنهيدة عميقة من صدرها لترد بعدها بصوتها المغلول 


= عشان ادعيلك يا حبيبي وادعي لابننا وادعي لكل حد طيب وإبن حلال ويستاهل.


❈-❈-❈


ابتسامة حقيقية صادقة نابعة من أعماق قلبها، ظهرت على صفحة وجه فيروز وهي تحضن وتضم أبنها الى صدرها بحب وكانت في المطبخ مفردها تحاول باليد الأخرى صنع اللبن الصناعي له، في حين دخل نجيب وقد رآها بالصدفه هنا، لكنها لم تلتفت نحوه كاد أن يذهب لكنه لاحظ انشغلها في عده أشياء تفعلها في أن واحد بالاضافه الى طفلها الذي تحمله فوق كتفها، فقال بهدوء 


= محتاجه مساعده هاتي اشيله عندك لحد ما تخلصي اللي بتعمليه.


همت فيروز متحدثة بصوت محتج بكراهيه يعبر عن انزعاجها من محاولة فرض وجوده أمامها 


= شكراً وابعد عني ما طلبتش منك حاجه انت اخر حد ممكن اطلب منه مساعده أصلا، ساعد نفسك الأول.


انتصب في وقفته وقال وهو يحدجها بنظرة مزدرية


= طب بالراحه على نفسك لا تكوني فاكراني بقرب منك اتـ.ـحرش بيكي مثلا، وبعدين ما انا مالي كويس اهو قدامك وخطبت مع انك ما جيتيش الخطوبه بس متاكد انك هتيجي في الفرح ما انا لازم أعرفك على اللي اخترتها عشان تشوفي المره دي اتعلمت بعد تجربتي معاكي ولا لأ.. أصلها حاجة مختلفة وتليق بيا.


علقت بجمودٍ مستخفة بما يفعله بإهانة


= ما تبطل تلاقيح زي النسوان يا نجيب تصدق انا مشفقه علي اللي هتتجوزك والله اصل عندنا هنا اكتشفت اننا بنعالج المريض النفسي باننا نجوزه مش نوديه مصحه نفسيه..


احمرت عيناه بشراسة من اهانتها الصريحه له

ومجددًا تكلم نجيب ليشتت نظراتها عن الرضيع بتحذير شديد بصرامة حاده 


= احترمي نفسك يا فيروز وحاسبي على كلامك وما تنسيش أن انا ما ضربتكيش على ايدك وكله بمزاجك.


نظرت ناحيته بنظرات احتقارية، تحمل كرة عميقة تجاهه فما تعرضت له كان صعباً منه، بالكاد حافظت على هدوء نبرتها وهي تخاطبه هازئًا


=هي اسطوانه رايح جايه ترددها، انا مش عارفه بجد انت شايف نفسك ازاي مظلوم وان أنت ضحيه.. حتى لو بعتلك ده بمزاجي معترفه ان غلط ودفعت ثمن غلطتي كتير الدور والباقي على اللي مصر يقاوح في الغلط ويشوف نفسه الضحيه، بس ليك حق تعمل اكتر من كده مش لقيت اللي بيدافع عنك وما يعاقبكش و بيطلعلك مبررات رغم انك فضحت عيلتك معايا لان انا للاسف بنت عمك وانت ما صنتش البيت اللي اتربينا في سوا. 


اهانتها لشخصه مره أخري لم يتحملها كعادته، لكنها أكملت بسخرية و اشمئزاز 


= مش بقولك مشفقه عليك بس صدقني هيجيلك يوم وخليك فاكر كويس بكره هتندم على كل حاجه عملتها معايا و ظلمتني و فضحتني قدام اهلي واهلك كل ده انا عمري ما هنساه وهفضل اشتكي دايما لربنا.


صمت الاثنين فجأة عندما لاحظوا قدوم ريان 

ناحيتهم، دون أن ينطق بشيء فقط عيناه تحومان علي الاثنين، وذلك استثارة أعصابها وزيادة ارتياعها من صمته المريب بان يفهم الوضع بشكل خطأ لكنها تعلم جيد بان ريان شخص متفهم وليس متهور، في حين سأل بحده 


= في إيه؟ ايه اللي قوامك من جنبي في وقت ذي ده وبتعملوا ايه هنا.


تحسست جبينه الصغير وأخبرته بإيجازٍ


= وتيم قلق بالليل قمت اعمله الرضعه بتاعته وما اعرفش اخوك بيعمل ايه هنا.


بدأ وجه نجيب ضائق للغاية، وهو يقول 


= كنت قايم اجيب حاجه اشربها تصبحوا على خير.


لم ينطق بكلمة وانتظر رحيل اخيه الصغير، وبدأ واجم الملامح قاسي النظرات، في حين تحدث بجديةٍ تامة


= ايه اللي يخليك تقومي لوحدك ما صحتنيش ليه كنت قمت معاكي ولا انا اللي كنت جبتلك اللي عاوزاه هو انتٍ مش عارفه ان بقى في راجل هنا في البيت معانا ودلوقتي الوضع اتغير! 


توترت قليلاً ثم حاولت التبرير له، فخرج صوتها مرتبكًا


= وراك شغل الصبح يا ريان بدري عشان كده ما رضيتش اصحيك واقلقك وبعدين ما توقعتش اني هلاقي حد صاحي اصلا في وقت زي ده.. ما انا متعوده اقوم في اي وقت واعمله الرضعه وارجع انام تاني جنبك 


بدا وجه محمرًا للغاية، عاكسًا لما يستعر داخله من حقد مشوب بالغيرة العظيمة، ثم تحدث قائلًا بلهجةٍ شبه آمرة


= كان زمان لكن دلوقتي الوضع اتغير اي حركه دلوقتي محسوبه عليكي طالما البني ادم ده هيفضل في البيت معانا، وأي كان الوضع واللي عاوزاه من بره تصحيني وما تطلعيش لوحدك ثاني مره والكل نايم .. فاهمه. 


لم تفهم تعليماته أهي أوامره أم شك أو حذر لذلك حاولت الاعتراض لكنها ابتلعت الأحرف في جوفها عندما منحها زوجها هذه النظرة المحذرة، لتضطر مرغمة على إطاعته في صمت. 


❈-❈-❈


بعد عدة أسابيع، استيقظ نجيب ليجد عمته بالخارج لكنها اشاحت وجهها لبعيد عنه كعادتها، فقال ببساطةٍ وهو يكتف ساعديه أمام صدره


= جرى ايه يا عمتي هو انا كل ما اعدي قدامك هتدوري وشك بعيد عني وانا كنت عملتلك ايه لكل ده؟ مع اني شايفك يعني لازقه على طول لفيروز رغم اللي عملته وعماله تدافعي عنها كمان وانا غلطت في ايه انا كشفتها قدامكم على حقيقتها وبس.


اعتدلت في جلستها ناظرة له بغيظ ثم انفلتت منها صيحة حانقة


=ولا انت حاسب على كلامك وما تنساش أنها دلوقتي بقت مرات اخوك فتتكلم عنها كويس، هو انت بجد شايف نفسك ما عملتش حاجه غلط تصدق ليك حق تعمل اكتر من كده كمان ما على راي البنت لازم تاخد بالجزمه وتتعاقب ذي ما اهلك واهلها عملوا معاها عشان كنت ساعتها تعرف ان الله حق.


رفع حاجيبة للاعلي قليلاً بتفكير قبل أن يرد في صوتٍ ينم عن شك 


= ما ده اللي انا مستغربه اشمعنا ريان بالذات اللي اتجوزها! إيه حب يعني يستر عليها لما سبتها يوم كتب الكتاب طب ما كنتم تخترعوا اي كذبه ساعتها مش توصل انه يتجوزها.. ولا يكون عينه عليها من الأول من ايام ما كانت خطيبتي اصلا ولما صدق الفرصه جاتله هو مش كان خاطب برده وعلى وش جواز.


سحبت نفسًا عميقًا لتظبط به انفعالاتها الثائرة، وقالت بعد زفيرٍ سريع


= هو انت هتحط لسانك جوه بقك ولا أقلع اللي في رجلي واضربك بيه زي زمان، انت عارف كويس ان ريان ما يعملش كده ولعلمك هو اتجوزها بعد ما لمينا موضوع كتب الكتاب بالعافيه بكم شهر وانا اللي اقترحت عليه يعمل كده، هو انت مفكر الموضوع عدي كده عادي ان نطلع نقول للناس مش لاقيين العريس و سافر والأهل والاصحاب كلهم معزومين.. ما انت ما عندكش دم هقول ايه احنا شفنا الويل كلنا من وراء الموضوع ده واكتر حد فيروز ما كانش في حل غير أنها تتجوز عشان الناس تبطل تتكلم عليها وعلينا.. وكمان عشان اهلك يسيبوها في حالها وابوها.


تلجلج وهو يرد عليها متسائلًا بعدما أقترب منها


= وخطيبته منى راحت فين! وبعدين مال اهلي يعني بالموضوع ليه كل شويه عمالين تكرره الجمله دي وهي كمان كانوا عملوا لها ايه.. واذا كان على أبوها فاكيد اي واحد مكانه لما يشوف بنته في وضع زي ده هيديها فوق دماغها.


ضاقت عينيها في استنكارٍ واضح من عدم شعوره بالذنب أو يلقِ أي بالٍ لأحزان فيروز التي كانت بوقت حبيبته وخطيبته، ثم بوخته إجلال بتعبيرٍ ممتعض


= منى سابته وما حصلش نصيب بينهم او بمعنى اصح ما قدرتش تستحمل معاه كام سنه تاني يجمع فلوس الشقه اللي اتنصب عليه فيها، عشان كده اتشجعت وقلتله يفكر في موضوع فيروز... اما موضوع اهلك واللي عمله معاها وابوها كمان فمش عارفه والله ابدا منين من كتر اللي حصلها منهم، اهو ضرب وشتيمه واهانه وكل ما حد يضايقهم بالكلام بسبب عملتك يطلعوه فيها وايديها اتكسرت في مره واهلك كانوا بيطلعوا غلهم واللي عملته فيها ما هي الوحيده اللي قدامهم وانت هربت بره وهي شالت الليله كلها لوحدها يا عيني.. واديك رجعت أهو ولا حد فكر حتى يقولك أعتذر.


عقد حاجيبة بدهشة وتوتر واضطرب في جلسته عندما بدأ يفهم ويستوعب كم المعاناه التي عانتها ولماذا هي كانت تشعر بالغل و الحقد تجاهه كل ذلك عند وصوله،لكن سرعان ما رسم عدم المبالاة وكأن شيئًا لم يمسه وقال بفضول أكبر 


= انا خدت بالي أنها كل يوم تقريباً بتخرج مع ريان الصبح هي لسه بتكمل دراسه ولا ايه حتى بعد ما خلفت؟ 


أجابت عليه قبل أن توليه ظهرها لتسير عائدة تجاه المطبخ 


= ابوها قعدها في الأول بسبب عملتك لانه كان حابسها في البيت، لكن لما اتجوزها قالها كملي.. و ريان نقل كمان انه بيدرسلها في نفس الصف معاه


ضحك نجيب مستخف وعلق وهو يقوم واقفاً


= ايه مش واثق فيها طب ليه كل التعب ده ما كان من الأول ما تجوزهاش.. بس والله حقه اللي زي دي ما حدش يثق فيها، بس مش حب يعمل فيها بطل وأنه أحسن مني يشرب بقي.


❈-❈-❈


مرت الأيام بسرعه فكانت مهله خطوبه نجيب قصيره فهو سيسكن في منزل العائله مثل ريان وكان سيفعل ذلك عندما كان ستتزوج فيروز أيضاً لكن ريان سابقآ رفض الأمر وأصر أن يكن له بعض الخصوصيه مع شريكه حياته ولا يتدخل احد فيه شؤونهم لكن القدر كان معاكس معه وضاع ذلك التخطيط عندما تعرض للنصب، لذلك جاء اليوم المنتظر يوم عقد القرآن.


استيقظت ابتهال منذ الصباح لتبدا بالتجهيز والترتيبات اللازمه لتتفاجئ بريان يجلس في الصالون وحده وهو يحمل إبنه الصغير يلاعبه بحبه ويبتسم إليه بحنان، زمت شفتيها هاتفة به بغيظٍ مكتوم


= ايه اللي ميعادك لوحدك كده انت وابنك الفرح لسه على الساعه خمسه، امال فين الهانم مراتك ما بقيتش اشوفها الايام دي كتير في البيت ليه.


ابتسامتها المشوبة بالغيظ ضاعت فجأة، وحل الفزع على قسماتها عندما حادثها ريان فجأة قائلاً 


= انا مش صاحي بدري عشان فرح ابنك انا مش جايه لي نوم مش اكتر، و فيروز راحت تزور السيده زينب وقبلها بيومين كانت بتزور السيده نفيسه بتقول بقيت ترتاح نفسيتها وتتحسن لما تروح تصلي وتدعي هناك وتتذكي، انا اتصلت بيها من شويه وقالتلي خلاص انا في الطريق.

الصفحة التالية