رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 22 - 3 - السبت 18/1/2025
قراءة رواية بحر ثائر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بحر ثائر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الثاني والعشرون
3
تم النشر السبت
18/1/2025
كالعادة جلس يطعم والده الذي تدهورت حالته كثيرًا ، حتى أنه يشعر بقرب النهاية ، ربما تضاعف ألمه لبعده عن بلده ، كان يتمنى أن يموت ويدفن بها ولكن يبدو أن إرادة الله تسبق الأمنيات لتصنع خططًا تفوق استيعابنا .
نظر صالح إليه نظرة منطفئة وتحدث بنبرة حزينة :
- خلينا نروح عالمستشفى يا حج رُد عليي .
هز رأسه بوهن وأجابه :
- صالح ، دقلي على عمك محمود بدي أحكي معه ضروري .
نهش الخوف جدران قلبه فتألم ، يشعر أيضًا بما يشعر به والده ولكنه أطاعه يحمل هاتفه ويطلب رقم عمه المقيم في ولاية كاليفورنيا .
أجاب العم يردف بحبورٍ وود :
- هلا صالح ، كيفك يا عمي ؟
ابتسم صالح بملامحه الحزينة يجيبه :
- الحمد لله يا عمي ، إنت كيفك ؟
ناداه والد صالح فأدار الثاني الهاتف نحو والده الذي حينما لمح شقيقه عزّت عليه نفسه وبكى حنينًا له يردف بترجٍ :
- تعال أشوفك يا محمود ، تعال و جيب معك الأمانة .
انزعج محمود من حالة شقيقه وتحدث إلى صالح معاتبًا :
- ليش هيك تاركه يا صالح ؟ انقلو عالمستشفى دوغري .
نظر صالح لوالده بقلة حيلة ثم أجاب عمه :
- ياعمي عم أحاول معه من أسبوع مش قابل ، ياريتك تيجي يمكن يتحسن .
زفر محمود بعمق وعيناه لا تفارق ملامح شقيقه الذي يبادله النظرات ويخبره أن يأتي لرؤيته لذا أومأ محمود يردف :
- خلص راح أحجز وأنزل بأقرب وقت .
- وما تنسى الأمانة .
اضطر صالح لإغلاق المكالمة ونظر لوالده الذي يلتقط أنفاسه لذا تساءل :
- أمانة شو يابا .
لم يجد بدًا من إخباره ، خاصةً وأنه على فراش الموت ورأى كيف تعامل معهما المحيطين بهما فقال موضحًا بنبرة واهنة :
- عمك معاه مصاري لإلي ، وديعة باسمي من زمان وخليتا معه ، كنت بدي اجيبا لما نرجع ع غزة ونعمل مشروع هناك ونبلش من أول و جديد بس يمكن الله مش كاتب ، لهيك رح أسلمك إياها وانت افتح مشروع هانا مع صاحبك ، مصنع زغير على ادكوا وكبروه سوا ، زي ما أكرمنا ووقف معانا لازم نردله الجميل يا صالح بس بدي أوصيك وصية .
كان يشعر أن بين عمه ووالده شيئًا من هذا القبيل لذا التمعت عيناه بدموعٍ أبت أن تسقط ولا يعلم ماهية الشعور الذي يراوده الآن ولكنه خليطٌ من الحزن والقهر والظلم والقليل من الراحة ، تلك الراحة التي تسبب فيها داغر لذا سيحاول بالقدر المستطاع فعل أي شيءٍ من أجله ، تنفس بقوة وأردف :
- الله يطول بعمرك يابا .
- اسمعني بس .
أومأ يوليه اهتمامه وينحني عليه فتابع بوهن :
- وصيتي تصلي في الأقصى لما يتحرر وتدعيلي بالرحمة ، ولو ما عرفتش تنفذها وصي ابنك ينفذها ، واحكيله على اللي صار معانا ، وقوله يحكي لابنه ، أوعى يا صالح تطلع من جلدك في يوم من الأيام ، أوعى تنسى يابا .
تنهيدة معبأة بأدخنة نيران القمع والظلم الذي رآه ، نيران الفقد حينما سقطت عائلته أمامه ولم يستطع إسعافهم ، حينما توقفت والدته وشقيقته الصغرى أمام عينيه ووقف يصرخ ويشق الألم صدره دون جدوى أو سبيل للراحة ولولا إصابة والده التي أجبرته على الخروج لكان الآن بينهم .
ازدرد ريقه وأومأ بطاعة يردف بنبرة تحمل أطنانًا من الحزن الذي يسعى داغر ومن حوله في إزالته :
- مش راح أنسى ، مستحيل أنسى .
❈-❈-❈
في اليوم التالي .
في المكتب جلست تفكر بشرود وتعجب فمنذ الصباح وهي تلاحظ حركة غريبة حولها ، كأن هناك من يتتبعها ، تتذكر حينما حاولت عبور الطريق وكادت سيارة أن تصدمها لينتشلها رجلًا ويبعدها بشكلٍ مفاجىء قبل أن يحدث ذلك .
فعلها وغادر دون حتى أن تشكره وتراه جيدًا ، المشهد كان مريبًا بالنسبة لها .
لتأتي وتتفاجئ بثائر قد أتى باكرًا اليوم أيضًا ، هناك شيئًا يدور حولها لا تفسر كنهه .
تنهيدة حارة خرجت من جوفها وأرادت التركيز فيما تكتبه لذا حاولت أن تصفي ذهنها فنهضت تتجه إلى آلة تحضير القهوة لتضع بها إحدى أقراص القهوة المضغوطة وتضغط على شاشتها منتظرة تحضيرها .
لم يمر ثوانٍ حتى امتلأ الكوب بالقهوة فحملته وما إن كادت أن ترتشف منه حتى وجدت باب مكتبها يطرق ويتبعه دخول ثائر المفاجئ ليغزوها التعجب وتقف تمسك بالكوب متسائلة بتوتر حينما وجدته يغلق باب المكتب خلفه ويتقدم :
- خير يا أستاذ ثائر ؟
نظر إلى الكوب في يدها ثم رفع نظره يتعمق في حدقتيها وتحدث بهدوء وخطواته تستهدف موقعها :
- النهاردة عندي مباراة ملاكمة ودية وأنا متعود آخد معاذ معايا ، بس هو طلب حاجة غريبة شوية .
قطبت ما بين حاجبيها تتساءل حتى بات أمامها فمد يده ينتشل منها كوب القهوة ورفعه إلى أنفه يشمه ثم أنزله وتمعن فيها مجددًا يسترسل بثباتٍ :
- قال لي إنه حابب تيجي معانا ، لو ماعندكيش مانع .
تفشى التوتر في جسدها من قربه ومن نظراته ومن احتلاله لقهوتها لتجده يتحرك نحو النافذة المطلة على الشارع وفتحها فالتفتت تنظر لما يفعله لتجحظ حينما وجدته يسكب القهوة داخل قصيصة الزرع لتسرع نحوه متسائلة بعدم استيعاب :
- إنت بتعمل إيه ؟!
التفت لها ثم ألقى الكوب في السلة القريبة منه واسترسل :
- بكرة هنعرف ، ومن دلوقتي لبكرة ماتشربيش ولا تاكلي أي حاجة هنا ، تمام ؟
وجدت نفسها تومئ له رغمًا عنها ، فصرامة نظراته كانت كافية لترضخ دون سؤاله عن السبب ولهذا تنفس بارتياح والتفت يخطو نحو الباب وتوقف قبل أن يفتحه يعيد سؤاله وهو يواليها ظهره ويضع يديه في جيبيه :
- هتيجي معانا ولا أبلغ معاذ إنك مش موافقة ؟
سمحت لرئتيها أن تتنفسا بعدما ابتعد عنها وفكرت لهنيهة ، يمكنها أن ترفض ولكن لأجل الصغير أجابته :
- هاجي ، علشان خاطر معاذ .
هز رأسه دون أن ينطق حرفًا وغادر وما إن دلف مكتبه حتى تجهمت ملامحه وتوعد لـ مارتينا إن تأكدت شكوكه .
❈-❈-❈
مساءًا
اصطحباها معهما في سيارته .
جلست في الخلف متوترة شاردة تفكر هل أخطأت حينما قبلت ؟ ولكن فرحة الصغير بذهابه وحماسه الواضح وهو يتحدث مع والده جعلاها تهدأ وتسعد لأجله .
العلاقة بين الأب وابنه صحية بشكلٍ أثار إعجابها ، إنه أبٌ مثالي يحب ابنه كثيرًا ولم يعِق طلاقه التواصل بينهما وحتى الصغير مرتبطٌ به بشكلٍ وتيد .
تنفست بعمق ليسألها معاذ سؤالًا مفاجئًا :
- هل لديك أطفال ؟
ابتسمت له تجيبه بهدوء والتمعت عينيها بالحنين لصغيريها اللذان تهفو لرائحتهما :
- نعم ، لدي مالك ثمانِ سنوات ، ورؤية خمسة سنوات .
تجلت السعادة فوق ملامحه واستطرد متلهفًا :
- وأين هما ؟
رسم الحزن لوحته على صفحة وجهها وأجابته بابتسامة مشتاقة :
- في مصر ، مع عائلتي .
أُحبطت مخططاته ونظر لوالده يردف بترقب :
- أبي هل يمكنك إحضارهما ؟ سأكون سعيدًا إن تعرفت عليهما .
تحدث ثائر بثبات وعينيه على الطريق :
- سأعمل على أن تراهما حينما تذهب إلى مصر يا معاذ .
واسترسل وهو يسلط أنظاره عليها من خلال المرآة :
- إن وافقت السيدة ديما .
قطبت جبينها وتساءلت :
- هو معاذ هينزل مصر ؟
أومأ يجيبها :
- أيوة ، هينزل فترة يزور عيلتي ويقضي الأجازة معاهم .
أومأت له وعادت لصمتها وتساؤلات عقلها عن شخصيته التي مازالت تخطو في درب اكتشافها .
❈-❈-❈
عفت عنه منذ الأسبوع الأول للخصومة حينما احتاجت للنقود ، بعدما اتخذ من محل عمله منزلًا له ، الوضع كان مزريًا بشكل لا يصدقه ، لقد ساءت حالته كثيرًا لذا ما إن طلبته حتى لبى طلبها على الفور متحججًا وفرحًا بأنها تحتاجه .
هاتفته ليعود فتهللت أساريره وعاد على الفور ولكنها صدمته حينما ألزمته النوم في غرفة منفصلة عنها بذريعة أن عليه أن يعمل من أجل أن تسامحه .
بالقليل من مكرها الأنثوي ودلالها المفرط أقنعته أن تصرفها كان بدافع غيرتها عليه وابتلع الطعم كالعادة لذا اضطر إلى شراء قطعة ذهبية لها عبارة عن خاتم ليتفاجأ بها تكافئه كما يحب وكما تمنى .
والآن تجلس أمامه تحاول إقناعه بالأمر الذي فكرت فيه لذا قالت :
- أنت قلقان من إيه يعني يا كمال ، ما كله بقى بعمل كدة .
شرد يفكر في حديثها ، لقد كان يسخر من هؤلاء فهل سيفعل مثلهم الآن ؟ هز رأسه يردف بين رفضٍ وقبول :
- واحنا ليه نطلع نعرض حياتنا على النت ؟ وبعدين هنعمل إيه يعني وهنطلع نتكلم في إيه ؟
هزت كتفيها بتغنج ودلكت معدتها تجيبه :
- يعني نروح مثلًا أنا وانت نشتري حاجات ابننا ، نصور روتينا اليومي ، نعمل فيديوهات عن أد إيه إنت بتحبني وبتموت فيا ، نطلع لايف وأنا بولد والناس تشوف لهفتك عليا .
وجدته شاردًا لم يقتنع بعد لذا تابعت :
- الحاجات دي بتفرق مع الناس وبيصدقوها أوي ، ده غير إن الفلوس اللي بتيجي من ورا الفيديوهات دي بالكوم ، وأهو رزق كمان وانت عارف البحر يحب الزيادة .
زفر ونهض يرتدي ساعة يده ويردف بتردد وهو ينوي التحرك :
- سيبيني بس اقلبها في دماغي وبطلي زن ، يالا سلام .
تحرك يغادر وتركها تتأفأف بضيق من عدم موافقته ولكنها تعلم أنه عاجلًا أم آجلًا سيرضخ .
❈-❈-❈
في سريرها بعد العودة
تتمدد بعدما أغلقت مع والدتها وطفليها للتو في مكالمة استمرت لساعة راجعت معهما الآيات التي حفظاها وفهماها والدروس التي ذاكراها ، تسابق الاثنان على محادثتها أولًا ولولا منال وتنظيمها كان أصبح الأمر عبثيًا حيث أن رؤية أرادت أن تحصل على التميز بدلالها الذي تسبب فيه داغر .
تنهيدة حارة مرت على رئتيها ليعود ثائر يقتحم ثنايا عقلها ، رأته اليوم وهو يصارع خصمه بقوة ويسقطه دون أن يرف له جفن ، كان جسورًا وقاسيًا معه للدرجة التي جعلتها تنكمش وتخفي وجهها بين كفيها على عكس معاذ الذي كان يشاهد بحماس .
نعم الآن فهمت مقصده حينما كتب في بحره الثائر
( إن أردت التعبير عن غضبك الداخلي تظاهر بالبرود وانتظر قليلًا ثم اذهب واكسر كأسًا وادعي وقوعها بالخطأ ، أو اكسر جسدًا وادعي أنك تمارس الملاكمة )
إذًا هو كان غاضبًا ؟ ممن هو غاضب ؟ قبل ذهابه لم يكن يظهر عليه أي غضبٍ .
ما حدث اليوم منه مريب وهي بحاجة تفسير لتفهم الكثير وإلا لن تشعر بالراحة ولن يتوقف عقلها عن طرح الأسئلة ، يكفيها الأسئلة التي تدور في فلك عقلها حول حياتها لذا عليها سؤاله مباشرةً عما يريده منها ، إنه يخفي شيئ وستعلمه .
نهضت بعدها لتصلي القيام وتقرأ وردها اليومي وأذكارها التي تمدها بالنشاط والراحة ليومها التالي .
❈-❈-❈
هاتفها لتراه في حديقة الفيلا الخاصة بهم ففعلت لترى ماذا يريد والحزن يسيطر عليها من كل حدبٍ وصوب منذ أن أخبرها داغر بأمر خطبته القريبة .
جلست أمامه تنتظر حديثه وجلس أمامها يتفحص ملامحها بثقب لذا تساءل باهتمام ظاهري :
- مالك يا بسمة ؟ احكيلي إيه مزعلك ؟
بالطبع لن تخبره ولكن هل يشعر بها حقًا ؟ هل يفهمها مثلما كان يفعل سابقًا ؟ أم أنه يمارس المكر خلف قناع الاهتمام هذا ؟
لم تعد تدرك شيئًا ولكنها مشتتة الآن لذا هزت رأسها تجيبه :
- أبدًا ، أنا كويسة ، قول لي كنت عايزني في إيه ؟
يحاول التروي جيدًا لذا وضح بهدوء وعينيه لا تفارق عينيها :
- أنا قبل ما اتكلم مع بابا أو ماما في أي حاجة قلت اكلمك إنتِ الأول وأعرف رأيك وصدقيني هحترم قرارك جدًا مهما كان ، واطمني مافيش بعدها حد هيفرض عليكي أي حاجة .
ضيقت عينيها مستفهمة فاستطرد بخبثٍ :
- أنا بحبك .
فرغ فاهها تطالعه بصدمة فأومأ بابتسامة لطيفة وتابع :
- بصي أنا عارف إن الموضوع هيكون صدمة بالنسبالك بس أنا فكرت كويس ولقيت إن دي مشاعري من ناحيتك من زمان ، أنا اللي كنت بحاول أفسرها اهتمام وأخوة أو ارتياح للكلام معاكِ بس الحقيقة أن كل ده حب ، وبعيد عن أي خطط أو أهداف لبابا أو ماما أنا مستعد أعمل أي حاجة تقولي عليها علشان أثبتلك إن ده مش كلام ، دي حقيقة يا بسمة ، أنا بحبك .
لم تستوعب ما تسمعه منه ولكنها سبحت تفكر فيما يحدث وفي الأحداث التي تسير من حولها ، ابتعاد داغر وهروبه منها ، مشروع خطبته ؟ اعتراف ماجد بحبٍ لم ترهُ ربما بسبب تسلط عمها وشكها به ؟
هل كل هذه الأحداث صدفة ؟ أم أن هناك أمرًا يجب عليها أن تراه ؟
أسبلت حينما نهض يسترسل بهدوء وتريث :
- بصي فكري على أقل من مهلك أنا مش مستعجل ، وزي ما قلتلك أي قرار أنا هكون معاكي فيه حتى لو على حساب قلبي .
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي دلفت مكتبها ثم تحركت تضع معطفها وحقيبتها واتجهت تفتح نافذتها ولكنها وقفت متجمدة حينما وجدت زرعتها ذابلة لا حياة فيها .
لثوانٍ من الصدمة وعدم الاستيعاب ثم غزاها جيشًا من التساؤلات لتهمس لنفسها :
- مش ممكن القهوة تعمل كدة .
التفتت مسرعة تخطو باندفاع خارج مكتبها لتتفاجئ به يدلف لتوه من باب المبنى لذا اندفعت نحو فتعجب لتردف بين الموجودين :
- ممكن تيجي معايا ثواني ؟!
لمح الغضب يتراقص في عينيها فتحرك أمامها نحو مكتبها وتبعته وحينما دلف أغلقت الباب واتجهت نحو النافذة تشير له على القصيصة قائلة بذهول :
- ممكن تشرح لي إيه ده ؟
تسلطت عيناه على القصيصة ليسود الغضب مقلتيه وأردف بنبرة متوعدة :
- القهوة مسموسة .
صدمة أفقدتها النطق لثوانٍ قبل أن تهز رأسها وتتساءل :
- مسموسة إزاي ؟ ومن مين ؟ وليه ؟
توقف أمامها لأول مرة كأنه يقطن خلف قفص اتهام شيّد بنظراتها لذا أجابها بنبرة مبطنة بالكثير :
- لازم تاخدي بالك كويس أوي من هنا ورايح يا ديما ، إنتِ مستهدفة .
الذهول الذي يتراقص في عينيها يعتدي على ركوده فيود لو يثور ويغرق الجميع ولكنها الآن تركض في متاهة عقلها دون هدى لذا تساءلت والخوف ينهش قلبها :
- إنت مين ؟
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية