رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل الأخير - 3 - الثلاثاء 21/1/2025
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
لا حب بيننا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
3
تم النشر يوم الثلاثاء
21/1/2025
أغمض نجيب عينه بألم شديد ولم يقوى على الرد او سماع المزيد من معاناتها التي يكتشف يوم عن يوم بأنها تحملت الكثير من وراء فعلته.
بينما انقبض قلب مسعد في توجسٍ مرتاع وحاولت قدر المستطاع ألا يعلق بشيء، لكنه حقا شعر بالتعب والحزن على حالتها التي وصلت اليها.
أضافت فيروز هاتفه بقوة وعزم ودموعها لا تزال مسالة على وجهها
= وعشان الأيام دي اللي عمري في حياتي ما هنساها بقى انا عمري ما هسامحك يا بابا! ولا اي حد لسه منكم ما اعتذرش مني ولا طلب السماح ولا شايف ان انا ليا حق... بس برده عمري ما هسامحكم كلكم، عشان اللي عملتوا فيا ما كانش قليل.. يا أهلي يا المفروض
ما ليش غيرهم.
❈-❈-❈
سافر مسعد بعد أن ودع الجميع ما عدا فيروز، التي كانت مشاعر الفتور تتسرب منها، لم تكترث لأي شيء بعدها بل كانت مشغولة بإحساسها القريب من ريان، حيث ألقت نفسها في أحضانه لتتخلص من المشاعر المزعجة التي كانت تعاني منها، أزاح ريان الفراش بعيدًا عنه ليتاح لها الفرصة لاقترابها عندما اعتدل في جلسته وأخذها إلى أحضانه ووضع رأسها على صدره ليحتويها ظلوا على هذه الحال، حتى قالت فيروز بجمود غير معتاد منها
= أكيد دلوقتي بتقول عليا اني ما عنديش قلب عشان انا اللي غلطانه ومش قادره اسامحهم كمان، بس والله ما حد حاسس بيا ولا عارف اللي جوايا وأن انا قد ايه اتكسرت منهم
نظر لها بتفهم أمرها فقد منحها ما تريد و أفضت له بكل شيء وكأنها تزيح بذلك هذا الثقل الجاثم على صدرها، فقال زوجها نافيًا
= ليه بتقولي كده يا فيروز بالعكس انا حاسس بيكي وعارف اللي جواكي، عشان كده عمري ما ضغطت عليكي بالموضوع ده ولا قلتلك في مره سامحيهم وعمري ما هعمل كده لان عارف أنه مش بايدك.. بس برده اديكي شايفه كل واحد بقى ياخد نصيبه من اعماله في الدنيا
حركت رأسها بالإيجاب وهي ترد بصوت حزين
= انا عارفه والله ان انا غلطانه زيهم واكتر والموضوع مش موضوع قسوه قلب! اللي اكتسبتها بسبب عمايلها فيا، وانا نفسي أتجاوز واعيش حياتي عادي لكن ولا قادره انسى ولا قادره اسامح واللي عملوا معايا كتير أوي.. وكفايه ان لحد دلوقتي معظمهم اصلا مش معترف بغلطته.
تنهد ريان بعمق قبل أن يقول في تريثٍ
= بصي يا حبيبتي ربنا فعلا امرنا بالتسامح لكن في نفس الوقت لا يكلف الله نفس الا وسعها يعني ما غصبش علينا واللي مش قادر خلاص، صدقيني انتٍ كل اللي محتاجه بس وقت.. فتره طويله تعدي وهتلاقي نفسك مش هتنسي أكيد! لكن هتتعاملي مع الموضوع عادي اللي هو ولا عاوزه اتكلم ولا عاوزه افتكر
ضيقت عينيها إلى حدٍ ما وقالت في غير أمل
= تفتكر هيجي الوقت ده فعلاً؟ يا ريت يا ريان، والله نظرات بابا ليا هو مستني في آخر لحظه قبل ما يسافر اودعه وجعتني ومش قادره انساها لكن مش قادره حتى اكدب عليه واقوله أن أنا سامحته.
طبع قبلة على وجنتها قبل أن يبعد شفتيه ليطمنها قائلاً وهو مبتسماً في هدوءا
= هو عارف كده ومقدر ظروفك وانا اتكلمت معاه قبل ما يمشي، وبالمناسبه انا اتفاجئت بأنه باع نصيبه هنا في البيت لبابا و حط الفلوس في شقه اشتريها وقالي دي للبنات، ولو حابب تقعد فيها انت وفيروز عشان تبعدوا عن هنا وهو معظم الوقت بيسافر هناك هو ورغد
زوت ما بين حاجبيها مرددة باستغرابٍ يشوبه الاستنكار
= بجد بابا عمل كده؟ هو على فكره عاوز يوصلي حاجه انه بعد عن اخواته اللي كانوا السبب في جزء من اللي حصلي.. طب انت رديت عليه وقلتله ايه في موضوع ان احنا نروح نسكن في الشقه دي
هز رأسه برفض تام علي الفور قائلًا في ضيق طفيف
= رفضت طبعاً لانها في النهايه مش فلوسي وفلوسك انتٍ واختك يا فيروز، وبعدين ما تقلقيش إحنا قريب فعلاً هننقل مكان تاني انا جمعت مبلغ كده واحنا هنشوفلنا شقه إيجار وربنا بعد كده بقى يكرمنا.
تحول وجهها إلى ناحية أخرى بعيدة عنه، وصوتها المهموم يردد في خفوتٍ
= تمام يا حبيبي، اللي يريحك أعمله وانا معاك.
اقترب منها يحتضنها من جديد وقبل وجنتها ورأسها وهو لا يزال يزيح عنها طاقاتها السلبيه بأساليبه الحنون، إلى أن رن الهاتف الأرضي حينها توقف عن العبث معها ليجيب، وسرعان ما بهتت ملامحه تمامًا وهو يعلق في ذهول شديد
= إيه! لا حول ولا قوه الا بالله امتى حصل الكلام ده؟ طب تمام حاضر هقولهم.
أنهي عبارته و اغلق الهاتف وهي تلتفت ناظرة إليه فوجدته يرمقها بهذه النظرات الغامضة،
فقالت بقلق مريب
= ريان.. في حاجه حصلت مالك؟
أخفض رأسه بالايجاب وهو يقول بأسف
= البقيه في حياتك يا فيروز والدك تعيشي انتٍ، جاله ازمه قلبيه ومات قبل ما يطلع الطياره.
❈-❈-❈
عندما شعرت باحتوائها من قبل زوجها انخرطت في بكاءٍ جديد أشد حرقة وأعلى صوتًا، فأرخى أصابعه قليلًا وشملها بهذه نظرة التعاطف وهو يقول
= حبيبتي وبعدين كفايه عياط بقي عدي اكتر من شهر وانتٍ على الحال ده، اللي بتعمليه في نفسك ده مش هيحل حاجه ادعيله احسن بالرحمه.
همست فيروز في حسرة، وتعابير وجهها تؤكد ندمها
= مش قادره انسى نظرته ليا يا ريان قبل ما يمشي وانه لحد آخر لحظه كان بيطلب السماح زي ما يكون قلبه حاسس، انا خايفه ليكون تعب بسببي.. يا ريتني حتى كنت قلتها له بالكذب ان انا سامحته عشان يموت وهو مرتاح .
احتضن وجهها الغارق بدموعها براحتيه، أبعد خصلات شعرها الملتصقة للجانبين لداخل حجابها، وخاطبها في صوت حنون
= فيروز لو انتٍ السبب كان حصل كده من زمان، ده عمره وما حدش بيقدر يمنع القدر، وبعدين هو مش زعلان منك صدقيني وانا متأكد.. قبل ما يمشي والله لما اتكلمت معاه آخر مره قالي أنا عذرها وعارف هي بتمر بأيه واكيد هيجي يوم و هتسامحني حتى لو ما حصلش ده، كفايه انها كويسه قدامي.
حاولت رفعت وجهها المبلل بدموعها لتنظر إليه، وقالت فيه ببكاءٍ مقهورٍ
= بجد يا ريان يعني هو مش زعلان مني؟ ولا بتقول كده عشان تصبرني وخلاص
احتضن ذقنها بيده وقبل أن يتحدث لمح نظرات نجيب المهتم عليهم قبل أن يبتعد ليقول في نبرة معاتبة
= هو انا عمرك كذبت عليكي قبل كده يا حبيبتي في حاجه؟ وبعدين هو كان بيطلب منك السماح يبقى هيكون زعلان ليه شدي حيلك انتٍ بس.
اقتربت منهم في تلك اللحظه رغد وزفرت باستياء وهي تتسائل بحده
= خير يا أبيه قالوا لي انك عاوزني .