-->

رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 25 - 3 - الثلاثاء 28/1/2025

 

قراءة رواية بحر ثائر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية بحر ثائر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الخامس والعشرون

3

تم النشر الثلاثاء

28/1/2025




وصلت أمام منزله وطرقت الباب تنتظر ظهوره  ،  تعلم أنه لن يفتح سريعًا نسبة لتألمه لذا انتظرته قليلًا حتى فتح لها يطالعها بتمعن ثم نظر لما في يدها وهي تناوله إياه مردفة  : 


- اتفضل  ،  لسة سخن يعني كُل علطول  . 


تناوله منها وتأملها  ،  ود لو سحبها من يدها لتدخل في بيته  ،  بيته الدافئ المكون من ضلوعه وخلفهما قلبًا مرحبًا ينبض باسمها ولكنه ابتسم بهدوء يجيبها بثبات  : 


- تسلم إيدك  . 


نظرت لجسده وتساءلت باهتمام نبع من داخلها  : 


- أحسن دلوقتي  ؟ 


انكمشت ملامحه يجيبها بخبث  : 


- شوية  ،  ماتقلقيش هبقى كويس  ،  تحبي تدخلي  ؟ 


أجابته بجدية  : 


- أكيد لاء  ،  عن اذنك لو احتجت حاجة كلمني . 


أومأ بتفهم وودعته وعادت منزلها ودلف بيته يتناول طعامها اللذيذ حتمًا  


❈-❈-❈


في اليوم التالي 


الثالثة صباحًا بعدما وضعت الخطة حول المكان وجرى تنفيذها . 


كانت تنام متلحفة بغطائها الوثير الذي لم يمنع عنها الصقيع  ،  لسعة بردٍ تخترق الأقمشة وتضرب جسدها لذا باتت تتململ في نومها قبل أن تستمع لصوتٍ مفاجئ يأتي من الخارج ففتحت عينيها بتعجب حيث لم تنم بعمق بعد  . 


ولت تركيزها على الصوت الذي تكرر لذا قررت النهوض ورؤية ماذا يحدث في الخارج بالرغم من الرعب الذي تفشى في قلبها وسرى في جسدها . 


نهضت ثم التقطت مئزرها وارتدته وتوجهت خارج الغرفة تتكتف وتنظر بتوتر باحثة عن مصدر الصوت  ،  تحركت خطوة  ،  اثنتان  ،  ثلاث حتى وقفت في المنتصف تجحظ بصدمة حينما ظهر أمامها رجلًا مقنعًا خرج للتو من مطبخها  . 


شُل عقلها وهي تراه يُخرج سكينًا ويتمسك بها ونظراته الباحثة عنها تؤكد لها أنه سيقتلها لا محالة  ،  لم تتحرك إنشاً وانعقد لسانها وفجأة هجم على عقلها طفليها وتمنت لو تراهما الآن أو يكون ما تراه أمامها مجرد كابوس  . 


وقعت عيناه عليها فتوقف لثوانٍ ثم تحرك نحوها بحركة ضخت الأدرينالين في جسدها وجعلتها تلتفت تنوي الركض من أمامه ولكنها عادت تتجمد مكانها حينما ظهر ثائر من أعلى الدرج ينزل راكضًا كمن يلحق بقطار عمره قبل أن يفوته  . 


لم تعد تستوعب أي شيء بعد ذلك بل وقفت تنظر لما يحدث من عراك حيث لحق ثائر بالمقنع الذي تفاجأ به مثلها وحاول مهاجمته ولكن الآخر كان يعميه الغضب وتتملكه قوة الدفاع عنها متناسيًا أي ألم كان يسكنه بل أنه قتل الألم وبات فقط يسدد له اللكمات فوقعت السكين  ، استمر في لكمه دون رحمة أو توقف ولم يترك فرصة للآخر أن يجابهه حتى فقد وعيه وسقط أرضًا فلم يتوقف بل استمر في ركله في أنحاءٍ متفرقة وهو يزأر حتى تأكد من إغمائه أو موته لا يهم بعد الآن  . 


التفت يتنفس بقوة وهدر   ،  يواجهها فوجدها تحدق به وتقف كمن دخلت حلمًا في ساعة العصر  ،  من هذا ومن أين ظهر وماذا حدث  ؟ 


التفتت تنظر للدرج الذي نزل من خلاله بعدم استيعاب ثم عادت إليه وتساءلت وهي على وشك الجنون ورأسها يذهب ويعود بذهول وخوفٍ سافر  : 


- أنا بحلم صح  ؟ 


تنفس وتفهم ما تمر به  لذا تحرك نحو غرفتها يلتقط معطفها وحجابها وحقيبة يدها ثم نزع حقيبة أخرى يضع بها بعض ملابسها بحركة سريعة وأغلقها وحملهما ثم خرج من الغرفة يتجه نحو باب المنزل يفتح قفله ثم عاد إليها يمد يده ليسحبها معه نحو الدرج ويردف بنبرة آمرة حادة من شدة غضبه  : 


- إحنا لازم نمشي من هنا حالًا  . 


سحبها فتحركت معه خطوة قبل أن تنفض يدها منه وتتساءل بعيون متسعة   : 


- نمشي فين ؟ أنا عايزة أفهم  ،  أنا أكيد مش في وعيي  ،  أكيد بحلم  . 


ستجن  ،  هذا ما شعرت به  ، إنها ستفقد عقلها لذا وقف أمامها وتحدث وعينيه مصوبة على عينيها ضاغطًا على أحرفه  : 


- لازم  نمشي من هنا حالًا وهفهمك كل حاجة  . 


نظرت لعمق عينيه ثم انحرف نظرها نحو ذلك الملقي أرضًا لتعود إليه ولا تعلم كم عدد المرات التي وثقت به فيها ولكن عقلها الآن عاجز عن تصديق ما حدث  ، ناولها معطفها وحجابها قائلًا  : 


- البسي دول  . 


تناولتهما منه وأدركت أنها الآن تقف أمامه من دون حجاب لذا أسرعت ترتديه ولفت الحجاب حول رأسها وتحركت معه نحو الدرج حتى صعدا للطابق العلوي لتجده يأخذها نحو غرفة ما  ،  المكان هنا منظم كثيرًا وليس مخيفًا على عكس ما توقعت ولكن عقلها كان مشغولًا بشيءٍ واحد فقط كيف حدث ذلك؟ 


دلفا الغرفة واتجه لخزانة خشبية تحتل الحائط بالكامل وفتح إحدى ضلفها يزيح الملابس منها ويفتح بابًا فيها ليعبر إلى بابٍ آخر وتظهر غرفة أخرى وخزانة أخرى خرجا منها للتو  . 


توالت الصدمات عليها ونظرت له بذهول وهو يعيد إغلاقه لتردف بعدما اكتشفت أنها الآن في منزله : 


- إنت عامل باب سري  ؟  إنت كنت عايش معايا  ؟ 


تنهد بضيق واتجه يجلسها على فراشه فأبعدت يدها عنه تردف بدموع بعدما بدأت تدرك ما يحدث حولها  : 


- ابعد عني  . 


تفهّم ما يحدث معها فابتعد يتنفس بضيق وبدأت تبكي أمامه  ، كل ما حدث ليس كابوسًا بل حقيقة  ،  لقد خدعها  ،  جاء بها إلى هذا البيت تحديدًا لأنه يقطن معها  ،  هل عبر إليها من قبل أثناء نومها  ؟  ما هذا الذي تعيشه وتراه  ؟  هل تسلل إليها قاتل كان ينوي قتلها  ؟  


زاد بكاؤها ليشعر بالاختناق لذا أردف  : 


- ديما اهدي  ،  صدقيني مش هسمح لأي حد يأذيكي  . 


صاحت موبخة إياه وهي تقف وتطالعه باستنكار   : 


- كفاية بقى  ،  من يوم ما جيبتني هنا وأنا عمالة اتعرض لحاجات غريبة وكل شوية مش هسمح ومش هقبل  ،  كفاية أنا عايزة أرجع بلدي  ،  أنا مش هستنى هنا يوم واحد بعد كدة  . 


مسح على وجهه يحاول أن يتحلى بالثبات ولكن مشاعره مبعثرة لأجل حزنها لذا أردف  : 


- أنا آسف  . 


عادت ترتد على الفراش وحاولت أن تهدأ وتفكر بتروٍ ولكن عقلها يدور في متاهة لا سبيل للخروج منها ،  هذه الأحداث كثيرة جدًا عليها وفوق استيعابها ولكنها حقيقة لذا ستحاول أن تهدأ فالتسرع ليس من مصلحتها   . 


نظر في ساعة يده ثم عاد إليها يردف بترقب  : 


- ديما خلينا نمشي من هنا وهفهمك كل حاجة  ،  صدقيني عملت كل ده علشان حمايتك  . 


لم تجبه بل مسحت على وجهها تكفكف دموعها ثم نهضت تمعن النظر فيه وتجيبه  : 


- تمام هسمعك  ، فيه حاجة ناقصة إنت مخبيها عني   ،  بس بعدها هرجع مصر  ،  مش هبقى هنا بعد كل اللي حصل  ده  . 


أومأ يستطرد  : 


- تمام  . 


وقفت تطالعه وهو يتحرك نحو خزانته وينزع منها بعض الملابس ثم استل حقيبته ووضعهم فيها يغلقها ثم اتجه يرتدي معطفه ثم وضع أغراضه الشخصية في حقيبة جلدية صغيرة وقال مشيرًا لها أن تتبعه وهو يحمل هذه الأغراض  : 


- يالا  . 


أطاعته بعجزٍ جعلها ترضخ له وبمشاعر داخلية تجبرها على الوثوق به  ، خرجا سويًا من باب منزله حيث تصطف سيارته فركباها واتجه يقود وانطلق نحو وجهته إلى قرية جيفرني وهو يهاتف الشرطة ويخبرها باللص الذي هجم على منزلها  . 


❈-❈-❈


بعد وقتٍ  . 


توقف أمام منزل كبير في منطقة ريفية  ،  زفر والتفت يطالعها فوجدها تستند على ركن السيارة وتغمض عينيها فنداها بهدوء  : 


- ديما  . 


فتحت عينيها والتفتت تنظر حولها لترى المنزل وتتعجب لذا عادت إليه تسأله  : 


- بيت مين ده  ؟  


أجابها بوضوح  : 


-  ده بيت صديق ليا  ،  المكان هنا أمان  ،  هنقعد هنا كام يوم وبعدها هنسافر دبي نحضر مناظرة مهمة هناك  وبعدها هترجعي مصر  . 


جلست تطالعه لهنيهة ثم تساءلت بقلبٍ مترقب قلق  : 


- وانت  ؟ 


تمعن فيها  ،  هي تحبه وهذا الشيء لا تستطيع عينيها إنكاره  ،  تعاني من صراع داخلها تسبب هو به ولكنها تخشى اتخاذ قرار يؤلمها ويظلمها ويظلم طفليها  ،  ما زالت بحاجة إلى أمان  ،  إلى ثقة واطمئنان وكل ما رأته معه حياة غير آمنة لذا حتى وإن شعرت نحوه بمشاعر جديدة عليها إلا أن عقلها يجبرها أن تتروى  ،  هناك أشياء أثمن من الحب  ، أغلى من المشاعر التي تسكن فؤادها  ،  هناك شعور أهم  ،  الآمان  . 


سألها بوضوح بعدما تأكد من حبها له  : 


- إنتِ خايفة مني  ؟ 


ليتها توميء له ولكن كيف تومئ وتؤكد على شعور ينافي تمامًا ما تشعر به حينما تكون معه لذا أجابته بصدق  : 


- لاء  ،  مش خايفة منك بس إنت دخلتني عالم مش بتاعي  ،  أنت دخلتني ساحة حرب وسط أعداء كتير أنا ماعرفهمش وأنا مافيش في إيدي سلاح غيرك  . 


شعور مفاجئ اجتاحه يلزمه باحتوائها الآن ولكنه تمالك نفسه عن فعل ما يرغب بشدة وبدلًا عن احتضانها قرر احتوائها بالكلمات فأردف  : 


- ساحة الحرب دي هتتحول لمقبرة لأي حد يحاول يقرب منك  ،  معاكِ حق أنا جبتك عالم مش شبهك بس إنتِ غير أي واحدة عادية  ،  أنا دخلتك العالم بتاعي لإني محتاجك في حياتي  ،  بعد ما قرأت قصتك وعرفت كل اللي مريتي بيه حسيت إن إنتِ الوحيدة اللي ممكن تنقذني من الوحدة والغربة اللي كنت غرقان فيهم  ،  ماعتقدش هلاقي واحدة في قوتك ومش عايز ألاقي   . 


وجدها ساكنة تخترق كلماته عقلها ليتابع بنبرة هائمة وعينين سابحتين في فلك عينيها  : 


- إنتِ بالنسبالي الوطن اللي أنا اتحرمت منه يا ديما  ،  الوطن اللي نفسي أترمي في حضنه  ،  كل الغموض والقوة والشهرة اللي في حياتي دي ناقصها حاجة واحدة بس ومش موجودة غير عندك إنتِ وأنا محتاجها جدًا في حياتي  . 


ترقبت ما سيقوله لذا تنفس بقوة وأردف بمغزى  : 


- السلام  ،   السلام يا امرأة السلام  . 


اجتياح قوي هجم على قلبها  ،  لم يعد لديها شك أن ما تشعر به تجاهه هو الحب  ،  ولكن الخوف في عينيها لم يزُل والصراع داخلها مازال قائمًا لذا أردفت  : 


- بس أنا ماذكرتش في كتابي إني بخاف  ،  أنا أخفيت الإحساس ده عن القارئ  ،  أنا مريت بتجربة قرائتها سهلة لكن إحساسها محدش هيعيشه مكاني  ،  أنا كمان زيك بدور عن السلام  ،  استكفيت حروب مع نفسي وتحامل على طاقتي  ،  أنا محتاجة حد يطمني والأهم مني يطمن ولادي قبلي  ،  محتاجة أب كويس ليهم  ،  محتاجة حد يفرح قلبي فيهم  ،  محتاجة حد ينزع منهم كل لحظة خوف وتعب وقلق شافوها  . 


هزت رأسها تتابع بخوفٍ وهي تسبح في بحر عينيه  : 


- صعب جدًا إن ماكنش مستحيل إن ألاقي الحد ده  ،  علشان كدة أنا مش هينفع أدخلك حياتي  ،  إنت عايز مني حاجة أنا أصلًا بدور عليها  . 


لم يكن يسعى ليخبرها بمَ لديه ولكن هذه فرصته الأخيرة لذا زفر بقوة وأمسك بهاتفه يطلب رقم أحدهم وينتظر إجابته فأجاب الآخر بعد وقتٍ يردف بنعاس  : 


- سامعك يا ثائر باشا  . 


التفت ثائر ينظر لها وهي تستمع ثم تساءل وهو يشغل مكبر الصوت  : 


- معلش يا حسن صحيتك بس قولي الولاد أخبارهم إيه النهاردة  . 


تحدث حسن يوضح بجدية  : 


- ماتقلقش يا أستاذ ثائر أنا عيني مش بتفارقهم غير لما بوصلهم البيت  ،  مالك النهاردة زميله وقعه من على الألعاب بس الموضوع اتحل وهو كويس جدًا واتكلمت مع مديرة المدرسة تاخد بالها عليهم ووصلته البيت هو واخته والصبح إن شاء الله هروح أخدهم  . 


ذُهلت وهي تستمع إلى صوت حسن سائق الباص الخاص بصغيريها  ،  نعم إنه هو  ،  وبالفعل أخبرها صغيرها بما حدث معه اليوم  . 


زفر ثائر واستطرد بهدوء  : 


- تمام يا حسن  ،  خد بالك منهم كويس  وأهم حاجة أوعى حد يزعلهم  . 


- ماتقلقش من الناحية دي يا أستاذ ثائر  . 


أغلق معه وزفر يتحدث دون النظر إليها ودون محاولة لإظهار أي التباهي  : 


- إنتِ ماكتبتيش في قصتك إنك بتخافي بس أنا قرأت ده كويس جدًا  ،  أنا عايز أكون أب لاولادك  ،  عايز أعوضهم وعايز أفرحهم ومستني أرجع مصر في أقرب وقت علشان اتعرف عليهم   . 


التفت لها ليجدها تتأمله كليًا بعدم تصديق فاسترسل  : 


- أنا كمان عندي ابني اللي بحبه أكتر من أي حاجة في الدنيا وظلمته باختياري لوالدته  ،  هو كمان زيي محتاج أم تحبه وتصاحبه وتخاف عليه  ،  المعادلة محلولة يا ديما بس إنتِ اللي جبانة  . 


شيد لها بروجًا من السعادة في مدينتها المهجورة  ،  الآن تراه بعينٍ أخرى  ،  ترى حبه وترى كيف يكون حب الرجل لامرأة  ،  ترى ما ظنت أنه يستحيل أن تعيشه  . 


صمتت ولم تعد تعرف بماذا تجيبه وعم التوتر داخلها فباتت تشعر بالخجل من الإفصاح عما يسكنها لذا التفتت تنظر نحو البيت وتنهدت تنهيدة عميقة ثم تذكرت ما حدث الليلة معها كأنها تتخذه مهربًا لذا عادت إليه وتساءلت  : 


- طيب ممكن تقولي مين الشخص اللي دخل بيتي ده  ؟  وإزاي عرفت أنه دخل أصلًا لإنك جيت بسرعة جدًا  . 


تأملها لثوانٍ يخبرها بعينيه أنه يدرك هروبها ولكنه سيجيبها لذا عاد يعبث بهاتفه وهو يبحث عما يريد ولكنه أجابها عن سؤالها الأول بخداع  : 


- مين ده هنعرف الصبح بس واضح إنها محاولة سرقة ودي مش أول مرة تتكرر في المنطقة علشان كدة ركبتلك جهاز أمان قبل ما تيجي  . 


تنفس بعمق وناولها هاتفه يسترسل بترقب منتظرًا ردة فعلها التي ستأسره  : 


- أما عرفت إزاي فعرفت كدة  . 


قالها يشير على ما يعرض حيث تظهر أمامها صالتها بوضوح تام  ،  كاميرا تراقب كل شيء لدرجة أنها رأت بقعة دماء على الأرضية الخشبية عائدة لللص الذي لم يعد له وجود بعدما تم القبض عليه منذ قليل . 


التفتت تباغته بنظرة جاحظة وتساءلت بشهقة اخترقت صدرها : 


- إنت كنت بتراقبني  ؟  طول الفترة دي كلها وإنت شايفني  ؟ 


أراد أن يصحح مفهومها لذا أردف موضحًا  : 


- بأمنك مش براقبك  ،  أنا أخلاقي مش منحرفة للدرجادي  . 


صمتت تحدق به وتفشى الخجل على ملامحها لذا ابتلعت لعابها وتساءلت بشكٍ لتطمئن  : 


- يعني ماكنتش بتشغلها  ؟ 


هز كتفيه وأجابها بخبث يسكن المرح جدرانه  : 


- ممكن لو حبيت أطمن عليكِ أبص بصة صغيرة كدة واقفله تاني علطول  ،  زي مثلًا النهاردة لما رجعتي من المجلة وأخدتي شاور وبعدين روحتي المطبخ تعمليلي الأكل  . 


شهقت ووضعت كفها على فمها وتوردت وجنتيها خجلًا ليتابع بغمزة عاشقة  : 


- القميص الأورنج اللي كنتِ لابساه كان لايق عليكِ جدًا  . 


انسحبت الدماء من وجهها وشحبت ملامحها بخجلٍ حاد ليتابع  : 


- بصراحة يا ديما بعد الحاجات اللي شوفتها إحنا لازم نتجوز  . 


لم تعد تحتمل ما تسمعه لذا أسرعت تفتح باب السيارة وتترجل وتتجه نحو باب البيت لتطرقه وتلجأ لأناس لا تعرفهم ولكن يكفي أن تهرب من هذا الموقف برمته  . 


أما هو زفر بقوة وابتسم يشعر أنها لم تعد بعيدة عنه  ،  لم تعد بعيدة على الإطلاق ،  ترجل هو الآخر واتجه يحضر أغراضهما وقرر اللحاق بها  .


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة