رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 7 - 2 - الأحد 19/1/2025
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
لا حب بيننا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع
2
تم النشر يوم الأحد
19/1/2025
كانت بتلك اللحظه تتغذي خلايا جسدها المتعطشة لتذوق الاحتواء والحنان على قبلة شغوفة تتلقاها منه، خفض ذراعه ليتمكن من الإمساك بها من خصرها أثناء تقبيلها، حيث تداخلت أصابعه مع أناملها التي ضغطت عليه برفق ثم انتبه أخيرًا إلى أن الأمر طال، فابتعدا ليتنفسا معًا. حانت منه التفاتة ساحرة نحو عيناها متسائلًا باهتمامٍ
= انتٍ كويسه.
ظلت تختلس النظرات إلى وجهه كأنها لتتأكد من حفر معالمه في ذاكرتها ثم أخبرته بخجل
= آه تمام، ريان هو انت بجد موافق ان انا اعمل ماجستير ولا قلت كده بره عشان ما تكسفنيش قدامهم وانت جواك رافض
أحست بأصابعه تطبق قليلاً على أناملها ليؤكد لها عدم تخليه عنها حتى في أبسط الأمور، قبل أن يرد قائلاً موضحاً
= انتٍ تعرفي عني كده؟ انا بس استغربت في البدايه عشان انتٍ عمرك ما قلتلي حاجه زي كده، انما يعني أنا مش جاهل ولا عاوز اتحكم فيكي عشان امنعك من حاجه زي كده.. انا بس رافض الشغل وقلتلك اسبابي أني مش بحب مراتي تشتغل وطالما مش هتقصري بين الدراسة والبيت زي ما كنتي بتمتحني فما فيش مشكله على الاقل في النهايه فتره وهتعدي.
هزت رأسها بالايجاب مبتسمة وسرعان ما
رفعت حاجبها للأعلى مدهوشة من تحركه لبعيد ولم يتركها في حيره كثيراً حين عاد إليها بعلبه مغلفة سألته بعينيها ماذا؟ فأجابها دون تفكيرٍ
= دي هديه بسيطه بمناسبه نجاحك، برفان يا رب بس يعجبك ذوقي
ردت فيروز مصدومة وقد برقت مقلتاها
= برفان، هديه ليا انا؟
هز رأسه مؤكدًا لها وهو يفتحها وضغط لتنتشر رائحتها قليلاً في الجو على يدها
= ايوه ليكي لوحدك مستغربه ليه!
استنشقت رائحه العطر الرائعة فارتسمت بسمة على ثغرها وقالت بحرج
= لا مش كده بس اول مره تجيب لي هديه، بس راحته حلو أوي شكراً .
وضع ريان يده على طرف ذقنها في حركة مداعبة قبل أن يخرج أيضا سلسله بسيطه على شكل فراشه والبسها إياها، تفاجأت مجدداً وقد اعجبتها كثيراً لكنها ردت معترضة
= بس ده كتير كده.
هتف بصوته الهادئ الذي جعل الخدر يسري في حواسها
= ما فيش حاجه تغلي عليكي يا فيروز.. يا حبيبتي.
أغمضت عيناها مستمتعة بكل حرف تتلقاه أذنها فابتسمت ابتسامه عريضة له فرمقها بنظرات عميقة جعلتها استسلمت مع مداعباته وهمساته ورقته الحنونة التي احتلت كيانها بالكامل، ليبدأ يلاطفها بخبرته الذكورية لتصبح أسيرة له بكل إرادتها دون أن تبخل عليه بشيء مثلما يفعل معها تماماً.
عبّر عن مشاعره تجاهها بصدق، حتى وإن لم تكن مشاعر حب، لكنها كانت تشعر بالرضا التام عن تلك العلاقة التي بدأت تسير بشكل مثالي، حيث لم يكن ينقصها شيء معه.
حتى الحب لم تعد تريده، لأنه أعطاها أكثر مما يمكن أن يقدمه الحب من الأساس، هل كان حبها سيمنحها زوجًا مثاليًا ومتفهمًا؟ يردد كلمات معسولة في أذنها؟ يشعل الأجواء بالمشاعر الجياشة والأحلام الوردية؟ زوج يساعدها ويشاركها في أبسط وأكبر الأمور دون تذمر؟ بالتأكيد لا، لكنها وجدت كل ذلك مع ريان.
❈-❈-❈
الحياة مع نجيب أصبحت معقدة للغاية و للأسف، فقد ضاع حلمه في العثور على الشريك المناسب والوظيفة التي حصل عليها بعد جهد كبير بسبب تصرفاته الأخيرة وغضبه المتهور تم فصله نهائياً من نقابة الطب، حيث تم اكتشاف تعاطي للمخدرات لذا أصبح بلا عمل ودون دعم من عائلته.
فوالده بدأ يكره تصرفاته ولا يتحمل رؤيته ولا يستطيع أحد الاعتراض على سلوكياته التي وصلت إلى حد ضربه أمام الجميع وإهانته.
منذ تلك الليلة التي اعترف فيها توفيق بأنه شـ.اذ جـ.ـنسـ.ـياً، تغيرت الكثير من الأمور في حياة العائلة وتزايدت الشائعات حولهما ورغم أن نجيب هو الأكثر خسارة، إلا أن والده يلومه بشدة كونه السبب في كل ما حدث وكان محقاً في ذلك.
فقد انسحب نجيب بإرادته من حفل عقد القرآن للمرة الثانية، معتقداً أن الأمور ستسير كما حدث مع فيروز، دون أن تقع الخسائر التي ستترتب على ذلك، لكنه تفاجأ بالعكس وهو من دفع ثمن ذلك هذه المره.
بدأت حياته تسير بشكل مضطرب، حيث بذل قصارى جهده للترفيه مع أصدقائه ليهرب من هذه الفترة الصعبة ولكن بسبب كل ما يمر به، استسلم وبدأ يسير في طريق خاطئ مع أصدقاء السوء، حيث سهر مع الفتيات وشرب الخمر، عله يجد ما ينسى به ضياع مستقبله وأخطائه الفادحة.
كان يعود في الليل حتى لا يراه أحد من عائلته وهو في حالة سكر صعبة وفي إحدى الليالي، أسرف في الشرب وبدأ يتجول في المنزل بلا تركيز، حتى وصل إلى غرفة نوم ريان وبدأ يطرق الباب دون وعي، وهو يتحدث بصوت متحشرج نتيجة السكر
= فيروز.. فيروز افتحي انا نجيب خطيبك
في تلك اللحظة، كانت فيروز تخرج من الحمام وهي تلف المنشفة حول جسدها المبلل و تجفف شعرها بمنشفة أخرى، لكنها تجمدت في مكانها عندما سمعت صوت نجيب في الخارج، وشعرت بمزيد من القلق لأنها كانت وحدها هنا. كان صوته يرتفع قليلاً وبدا غير متزن وبطيئًا
= فيروز افتحي بقي بدل ما أدخل.. انا نجيب خطيبك مش حد غريب افتحي .
اتسعت عينا فيروز وشعرت بخوف شديد، حيث كان واضحًا من طريقته أنه متعاطى شيئًا جعله غير متزن في تصرفاته و هذا الأمر زاد من رعبها وبدأت تنظر حولها بعجز لا تعرف ماذا تفعل، لكنها تجمدت في مكانها عندما رأته يحاول فتح الباب.
حيث أمسك بالمقبض وفتح الباب بالفعل، لكن قبل أن يفتحه أكثر ويدخل، تفاجأ بشخص يجذبه من الخارج بقوة.
❈-❈-❈
تراجع نجيب خطوة إلى الوراء نتيجة لضرب ريان له ويده لا تزال تضغط عليه بقوة، بينما كان غافلاً عما سيفعله ذلك الحقير لو دخل إلى غرفة زوجته في تلك الحالة بينما كان شيطانه يأمره بالاندفاع نحوه وطعنه بأي شيء في قلبه، تراجع خطوة إلى الوراء وهو يزمجر بشراسة من بين أسنانه المطبقة بقوة، وقد أرعبته أفكاره الوحشية لذا استمر في ضربه بقوة شديدة، وبدأ نجيب يصرخ بشدة من الألم حتى استيقظ الجميع بفزع على صوته.
شهقت الأم بصدمة كبيرة وأسرعت تهتف بلهاث حاد
= في إيه بتضرب أخوك كده ليه سيب الواد هيموت في إيدك.
حاول نجيب الاعتراض وهو يفرك اثر اللكمة التي تركت كدمة على فكه، وهو ما زال يهذي دون الوعي
= اوعى يا عم بتضربني ليه؟ هي من الأول كانت ليا وانت اللي خدتها ولو ما كنتش اتجوزتها كان زمانها دلوقتي رجعتلي لما ملتقيش غيري ولا أنا كمان لقيت بديل ليها.
اقترب منه مسعد بوجه مقتضب حاد و عينين قاسية تلتمع بالغضب
= انت بتتكلم على مين! انت قصدك فيروز بنتي! الواد ده عاملها ايه يا ريان عشان تضربه بالشكل ده؟ وماله ومالها
في تلك اللحظه خرجت فيروز من غرفتها بعدما ارتدت ملابسها وعندما رأت ما يحدث بالخارج انسابت الدموع من عينيها وشعور من الخوف يقبض على صدرها، هزت رأسها بقوة وهي تقول بنبرة مرتعشة برجاء يكاد ان يوقف قلبها من شدة الخوف
= ربان عشان خاطري ما تضيعش نفسك وسيبه خلاص.
انهت كلماتها تلك بينما تتقدم نحوه بخطوات بطيئة مترددة لكنها تراجعت وعيونها متسعة بالخوف فور ان زمجر زوجها بها بشراسة جعلت الدماء تجف بعروقها
= انتٍ ايه اللي طلعك ارجعي مكانك وما تطلعيش من الاوضه قلتلك على جوه طول
ما الكلب ده هنا.
وقفت فيروز تتطلع الي ما يحدث بتوجس لكنها انتفضت في مكانها بفزع فور ان صرخ بها زوجها مجدداً بأمر وعينيه كانت محتقنة بشكل جعل قلبها يرتجف خوفاً، لذلك التفتت راكضة نحو غرفة النوم تغلق بابها بالمفتاح كما أمرها، لتستند عليه وقلبها يقصف داخل صدرها برعب و هى تبكي بقلق مما يحدث معه بالخارج وتلعن نجيب في سرها.
بينما كان ريان واقفًا في الخارج، كان يتطلع إلى شقيقه بعينيه المظلمتين واقترب منه ليضربه ويطرحه أرضًا وفي تلك اللحظة، بدأ الجميع يدرك شيئًا فشيئًا وما فعله نجيب! وان الأمر يتعلق بفيروز، وربما ارتكب فعلًا مخزيًا.. وفوق ذلك من الواضح أنه ليس في حالة جيدة ويبدو أنه تحت تأثير الكحول.
لذا، لم يدافع عنه والده، بل جلس في مكانه بوجه متعب، عاجزًا عن التصرف أمام تصرفاته التي تجاوزت الحدود.
لكن ما زاد الأمور سوءًا هو عندما استند نجيب إلى الحائط ليقوم، ونظر إلى الفراغ بعينيه المليئتين بالحسرة والحزن وهمس بصوت مختنق
= فيروز! مش لو كنت صبرت شوية، كنا آ...
لكن وقبل أن يكمل جملته انتفض مسعد جاذباً اياه من ياقة قميصه بعنف لاكماً اياه بقوة و شراسة جعلت الدماء تجف بعروق نجيب الذى كان ملقياً على الارض، أنصدمت ابتهال من ردة فعله القاسية تلك هو الآخر تجاه أبنها.
لتصرخ بانفعال و رجاء و هي تنفجر باكية
= سيبوا انتوا الاتنين هيموت في ايديكم حوشهم يا مأمون انت قاعد بتتفرج عليهم!
هيموتوا ابنك.. حرام عليكم خلاص.
دفعه مسعد بقسوة للخلف و هو يزمجر بقسوة بينما كامل جسده ينتفض غضباً
= يا كلب يا أبن الـ** بتتعرض لبنتي وأحنا في بيت واحد معاك؟ هي وسختك دي ملهاش آخر! هي دي اخر تربيتك يا مأمون انت والهانم مراتك وكنتم عمالين بتعبوا في بنتي عشان غلطه واحده ايه رايكم في البيه ابنكم إللي راجع سكران وبيتعرض لبنتي ما تردوا مش سامعلكم صوت ليه.
لم يستطيعوا الرد، فوقف مسعد بجسد متشدد بالغضب وعروق عنقه تزداد مع وجهه احتقاناً وهو يصيح بعنف وعينيه الثائرة بالغضب تدور عليه باحتقار
= اسمعني يلا اللي ما عملتوش زمان هعمله دلوقتي انا قاعدلك ومش مسافر وعلى الله اشوفك بتهوب ناحيتها تاني، طالما امك وابوك ما عرفتش يربوك انا اللي هربيك.
قالت ابتهال بصوت مرتجف عندما استمر مسعد وريان في النظر إلى ابنها نجيب باحتقار، وكان التعبير القاسي واضحًا على وجه مسعد
= مسعد حاسب على كلامك وسيبه، آ..
نهض مأمون في تلك اللحظه يرمقها هي وابنها الآخر بنظرات ممتلئة بالاشمئزاز و الاحتقار قبل يصرخ بصرامة حاده
= اخرسي خالص يا ابتهال مش عاوز اسمعلك صوت، سيبيه يتحمل نتيجه اخطائه هنفضل لحد امتى نشيل احنا مكانه وهو يغلط.. لو كان من اول غلطه سيبنا كده ما كانش كررها تاني وثالث.. إبنك خلاص ما سابش اي حد منا عارف يدافع عنه ولا يكون في صفه.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع، اقتربت منى من مكتب ريان ودخلت بعد ان استاذنت، نظرت له بعينين لامعتين هامسة له بأمل
= ريان ممكن اتكلم معاك انا بقيلي اكتر من ست شهور مستنيه اللحظه دي ومستنيه فيروز تخلص امتحانات عشان اعرف اتكلم معاك براحتي بدل ما هي طول الوقت جنبك ومش مديني فرصه.
عقد حاجيبة باستغراب و رد بزفيرٍ مسموع
= وليه كل الترتيبات دي، عايزه تقولي ايه يا منى اتفضلي عشان مستعجل.
ردت بضيقٍ وقد احتدت نظراتها نحوه باهتمام
=انا اتطلقت يا ريان وبقيلي اكتر من ست شهور حسيت ان اختياري كان غلط وكان لازم اعمل كده من زمان! رغم ان الكل وقف ضدي لكن انا صممت ان لأول مره يبقيلي قرار
أومأ ريان باقتضابٍ دون تفاجأ أو إهتمام ليسألها بفتورٍ شبه ملحوظ
= تمام ربنا يعوضك خير بس انا مالي بكل ده.
صدمة أخرى تلقيتها في صدرها لتزيد من إحباطها الموجع نحوه، فردت موضحة
= افتكرتك هتفرح ومش بعيد تطلبني تاني للجواز هو انت بجد نسيتني بالسهوله دي يا ريان، نسيت حبنا زمان؟ انا متاكده انك بتعمل كده بس عشان فيروز كانت بتدرس هنا وطول الوقت قصدنا، لكن انت لسه بتحبني ومستحيل تنساني.
كان مقطبًا لحاجبيه وهو يصغي إليها دون مقاطعة، ثم تحفز في جلسته أكثر عندما رد بنبرة أكدت عليها عدم تفكيره في الرجوع إليها او ترك زوجته
= مش عارف ليه مستحيل لأن كل حاجه جايز مني انا ما بقاش في اي مشاعر جوايا ليكي وده اللي لازم تصدقيه وعشان اجيبها لك من الآخر حتى لو جوايا فمستحيل نرجع لبعض من تاني خلاص احنا ملناش نصيب لبعض.. وسواء كنت متجوز أو لا فانا رتبت حياتي ان انتٍ براها من اول ما سبتيني بارادتك.
هزت رأسها بلا تصديق وانتحبت متسائلةٍ بحزنٍ جلي
= انت مستحيل تكون حبيت فيروز أو غيري و مستحيل برده تكوني نسيتني و لو كلامك صح حط عينك في عيني وقولي انك ما بقتش تحـ....
قاطعها رافع بصره إليها وقبل أن تكمل جملتها للنهاية هتف بدلها بجدية صريحه
= انا ما بقتش أحبك يا منى وما بقاش في اي مشاعر جوايا ناحيتك وهي دي الحقيقه، انا مش لعبه في ايدك انا بني ادم ومش هفضل واقف مكاني وانتٍ رحتي شفتي حياتك وتلفي تلاقيني زي ما انا.. حتى لو مش بحب فيروز فهي مراتي وام ابني وجودها في حياتي واستمرارها بارادتي وده اللي لازم تفهمي.
همست بصوت ضعيف مهتز بينما ترفع عينيها إليه وهى تبكى
= يعني هي خلاص كده يا ريان، خلصت.
هز رأسه بالايجاب دون تفكير ثم قال مصححًا لها بنفس الوتيرة الهادئة
= هي خلصت من زمان يا منى بس انتٍ اللي مش عايزه تصدقي، وبعدين ما انتٍ ما طلعتيش خسرانه اهو أخيرا فكيتي قيود والدتك وعرفتي ان بر الوالدين ما لوش دعوه انك تعملي حاجه ضد رغبتك خصوصاً لما يكون قرار مصيري في حياتك زي الجواز أو اي حاجه خاصه بيكي عشان احنا مش ملكيه خاصه لاهالينا لينا قرارات برده تخصنا لوحدنا، ونصيحه مني شوفي انتٍ كمان حياتك وانسيني.