-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 31 - 1 - الخميس 2/1/2025

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر الخميس

2/1/2025



انقبض قلب داغر عندما وجد جسدها يهتز ثم يتشنج كما حدث من قبل 

وقبل أن تسقط أرضًا أسرع إليها لتسقط بين يديه

ثم حملها سريعًا ووضعها على الفراش

خلع نظارته وألقاها جانبًا وقلبه ينتفض رعباً مع انتفاضتها

ضغط على كتفها كي يتحكم في تشنجها لكنها اقوى من قبلها

لم يجد أمامه سوى ان يتصل بالطبيب

تركها واتصل على الفندق

_أريد طبيب حالاً بغرفتي

أغلق الهاتف دون ان يستمع لرده وعاد إليها سريعًا 


انهى الطبيب معاينتها تحت نظرات داغر الملتاعة خوفاً عليها 

سأله الطبيب

_هل النوبة هذه تتكرر كثيراً؟

تذكر داغر عدد المرات التي رآها فقال بتأكيد

_نعم تحدث كثيرًا.

دون الطبيب عنوان المشفى التي يعمل بها وقال

_لن استطيع تأكيد تلك الشكوك إلا إذا قمت بعمل فحوصات طبية لها، سأنتظرك غدًا لنعرضها على طبيب مختص لحالتها.

سأله داغر بتوجس

_هل تشك بشيء معين؟

زم الطبيب فمه بحيرة ثم سأله

_هل تعرضت لضرب مبرح على رأسها من قبل؟

لم يعرف داغر بماذا يجيب

_لا أعرف.

_حسناً سنعلم كل ذلك غدًا عندما نقوم بالفحوصات.

اومأ له داغر ثم قال بروية

_لكن اريد ان يبقى ذلك في طي الكتمان لا أريدها أن تعرف.

اومأ له الطبيب بتفاهم ثم خرج وعاد داغر إليها وقلبه ينفطر قلقاً عليها جثى على ركبتيه بجوار الفراش ثم أمسك يدها يقبلها بحب وقد تناسى كل شيء في تلك اللحظة 

لا يريد ان يعرف شيء سوى أنه مازال يعشقها ومهما فعلت به سيظل عاشقًا لها 

ملس بابهامه على وجنتها وتمتم بوله 

_خلاص من بعد النهاردة مفيش حاجة هتفرق بينا، بس هأجل الموجهة لحد ما اطمن عليكِ، وبعدها هحط النقط على الحروف.

كان جسدها ساكناً يبدو عليه التعب

فما كان منه سوى أن يستلقى بجوارها يتطلع إليها بعشق جارف وقد قرر ان يغتنم تلك الفرصة ويحتفظ بها إلى الأبد.


❈-❈-❈


دلفت هايدي غرفة أمينة لتضع إياد على الفراش بعد ان نام اخيرًا 

ثم دثرته جيدًا وسألت أمينة

_محتاجة حاجة مني قبل ما أنام؟

ابتسمت امينة لها وقالت بمغزى 

_عايزة سلامتك يا حبيبتي روحي انتِ نامي.

اومأت لها هايدي وهمت بالخروج لكن أمينة استوقفتها

_هايدي ومتطوليش في البعد لأنه عمره ما كان حل، مش بقول كدة عشان ابني انا بقول كدة نصيحة لبنتي.

ابتسمت لها هايدي بتفاهم وقالت بثقة

_متقلقيش انا عارفة بعمل ايه.

مالت على رأسها تقبلها بحب 

_تصبحي على خير.

_وانتِ من أهله.


دلفت هايدي غرفتها فتجده جالسًا على الفراش ينتظرها 

لم تعيره انتباه وتوجهت إلى الخزانة لتأخذ ملابس لها لترتديها ودلفت المرحاض

تركها تفعل ما تشاء يحق لها ذلك ولن يسئم مهما فعلت.

ظل منتظرها وعينيه على باب المرحاض حتى خرجت منه ولم تعيره انتباه.

وقفت أمام المرآة تمشط خصلاتها تتحشى النظر لصورته المنعكسة أمامه 

لم يعد يطيق صبرًا 

ودون إرادته وجدته يتقدم منها وهو يرى انعكاس نظراتها في المرآة والتي مازالت تدينه

وضع يده على كتفها ومال على عنقها يقبله وهو يتمتم بشجن

_وحشتيني.

ازدردت لعابها بصعوبة وعينيها تهتز اثر تلك المشاعر التي اقتحمتها عندما مرر انامله على ذراعها ليصل إلى يدها كي ياخذ منها الفرشاة ويلقيها على الطاولة أمامه ثم جذبها لتنهض وأدارها إليه متطلعاً إلى عينيها قائلاً برجاء

_اوعى تبعدي عني تاني، بعدك والموت واحد.

ملس بأنامله على وجنتها قبل ان يطبع قبلة ناعمة عليها

_بحبك يا هايدي، بعشقك.

انهارت قوتها التي كانت في الأصل واهنة لكنها قاومت عندما هم بتقبيلها فوضعت يدها على فمه تمنعه من الوصول إليها وقالت برفض

_خلينا نتكلم الأول ونصفي اللي بينا.

اومأ لها ولم يعترض فقام بجذبها من يدها وتوجه بها إلى الأريكة وجلسا عليها ليسألها

_قولي اللي جواكي ومتخبيش حاجة

رمشت بعينيها وهي لا تعرف كيف تصيغ حديثها لكنه علم بما تود التحدث بشأنه فقال بجدية

_شوفي يا حبيبتي انا بابا الله يرحمه مات وانا عمري ست سنين وحور كان عمرها سنتين

ماما اضطرت وقتها انها تشتغل عشان تصرف علينا 

فكانت بتسيبها معايا، بس انا كنت لسة صغير ومعرفتش آخد بالي منها 

كان عمرها تلات سنين لما غرقت في البحر وده لأني معرفش اخد بالي منها واحافظ عليها.

ماما مقدرتش تفضل في البيت وواحدة جارتنا كانت شغالة عند والد أسيل بس سابتهم عشان ولادها وطلبت من أمي تشتغل مكانها

والدت أسيل رحبت بينا جداً وكانت بتعاملني زي ابنها سليم بالظبط

لما شفت أسيل كانت في الوقت ده بعمر حور

حست كأني شايفها قدامي

اتعلقت بيها لأنها قدرت تملى الفراغ اللي سابته حور ومحت على احساس الندم اللي جوايا

بقيت انا اللي بهتم بها وهي اتعلقت بيا اكتر.

مكنش فيه غيرها قدامي ولا كان في غيري قدامها

كان حبنا أخوي ومتبادل بس لما كبرت ودخلت الجامعة كان لازم أسيب الفيلا واسكن لوحدي وقتها حسيت بالفراغ اللي كانت هي ملياه وافتكرت وقتها اني حبتها، وفضلت عايش في الوهم ده 

ولما صارحتها بمشاعري قالت إني زي أخوها وبعدها سافرت ايطاليا وانا اتعرفت عليكي واتجوزنا 

وفضلت معيش نفسي في الوهم ده

لما رجعت وعرفت انها حبت 

غيرت عليها كأخ حقيقي وكنت عايز احميها منه بس لما شفت اد ايه هي بتحبه ومتعلقة به سبتها تخوض التجربة 

تنهد بتعب وتابع

_لحد ما جاه اليوم المشؤوم ده ولقيت سليم بيسلمهالي وبيطلب مني اخليها معايا.

وطبعا انتي عارفة الباقي

ولما سيبتي البيت ومشيتي لقيت نفسي بموت حرفياً من بعدك

وقارنت بين معزتي لأسيل وحبي ليكي

وضع وجهها بين كفيه وتابع

_لقيت انك أغلى من نور عينيه وإن بعدك والموت واحد، يعني أسيل هي العوض عن اختي وانتي العوض عن الدنيا كلها.

لم يكن هناك شك في صدق حديثه فافترى ثغرها عن ابتسامة اشرقت روحه فسألها بحب

_لسة عندك شك في حبي ليكِ 

هزت راسها بنفي وقالت

_بس كان غصب عني…..

قاطعها حازم 

_مش عايز اسمع حاجة عن اللي عدى احنا بنبدأ صفحة جديدة مع بعض مش عايز اي حاجة تتكتب فيها غير حبنا وبس.


مال على ثغرها يقبلها بحب ولم تعارضه بل استسلمت له كي تتأكد بنفسها

وقد كان لها ما أرادت وهي تسمع منه كلمات الغزل مردداً اسمها بعشق جارف.


❈-❈-❈


استيقظت أسيل في الصباح على ألم حاد في رأسها وقد أصبح ملازماً لها في الآونة الأخيرة حتى أصبح غير محتمل

انتبهت لتلك اليد التي أحاطت خصرها بتملك فأدارت رأسها ناحيته فتجده نائماً بجوارها ويحيطها بذراعه

تطلعت إليه بمشاعر مختلطة

باشتياق تارة

وبعتاب تارة أخرى

لكن الأقوى هو العشق الذي لازمها منذ ان رأته على الباخرة وظل يلازمها حتى الآن.

 

واهمة هي إن ظنت ولو لوهلة أن باستطاعتها مجابهة ذلك العشق 

ظلت تتطلع إليه وهو نائماً بهدوء من يراه يظنه ملائكاً لا يجرح ولا يظلم.

تصلب جسدها عندما وجدته يتمتم باسمها

_أسيل.

تصلب جسدها وازدادت وتيرة دقاتها لسماعها اسمها من بين شفتيه وهي ظنت انه محاها من حياته.

تجمعت العبرات بعينيها وهي تنظر إليه وقد عاد امامها ذلك المحب الذي اطربها بأجمل الكلمات 

ليته يعود ويمحي ذلك المتجبر الذي أصبح عليه الآن.

اغمضت عينيها تتظاهر بالنوم عندما وجدته يتحرك في الفراش

لم تبالي بمسح دموعها هو عامة لن يراها

لكن من قال ذلك وقد فتح عينيها ليرى تلك الدموع التي بللت وجهها

علم انها مستيقظة وتتظاهر بالنوم وكم اراد أن يمحي تلك الدموع لكنه احجم تلك الرغبة وظل يتطلع إليها للحظات وقد تلاشى كل شيء من داخله ولم يبقى سوى الحب.

اليوم سيأخذها ليطمئن عليها وبعدها لن يتركها لحظة واحدة.

نهض من الفراش وتوجه إلى المرحاض كي يتركها تنهض وتمحو دموعها.


وما ان اغلق الباب حتى نهضت لتمسح دموعها وتلعن ذلك القدر الذي جعلها تعشق مهلكها دون عن باقي البشر

نعم مازالت تحبه ومازال القلب ينبض فقط لعشقه

لم تستطيع وقف دموعها بل شعرت بها تزداد حتى وصلت للنحيب الذي تحاول كتمة بشتى الطرق

وهو بالداخل يستمع لبكاءها المكتوم بقلب ينفطر ألمًا عليها

لما ذلك البكاء؟

هل تبكي لأنها اقترنت به؟ أم لأنها ندمت على تركها له وتريد العودة له؟

كلاهما ينكوي بنار الفراق وكلاهما يعاتب كلاً منهم الآخر لكن في صمت مطبق.

ظل داخل المرحاض حتى هدئ نحيبها واستكان الهدوء في الغرفة

خرج وهو يحاول بصعوبة أن يبعد عينيه عنها وتكتشف انه عاد يبصر من جديد

لكن ثباته انتهى عندما وجدها تمر من جواره لتدلف المرحاض وحينها لم يستطيع منع نفسه ووجد يده تسحبها إليه ليحتويها بحضنه ويشدد من احتضانه لها كأنه يريد ان يسحب احزانها ولا يترك لها سوى الفرح

يحتاجها اكثر من ذي قبل

وكذلك هي لأول مرة تسمح له أن يراها بذلك الضعف واطلقت لدموعها العنان تبكي على كتفه

تبكي على كل شيء

تطالبه أن يعود كما كان وليس ذلك المتجبر.

فهي مازالت تعشقه وتريده

فقط يعتذر عمّ بدر منه وحينها قلبها سيسامح ويغفر

اما هو فكان ينتظر منها ان تعترف له

أن تخبره بأنها اسيل حبيبته لكن يبدو أنه سينتظر كثيرًا وربما لن يأتي ذلك اليوم 

بوغت عندما وجدها فجأة تبتعد عنه وتمسح دموعها بظهر يدها وتتمتم بارتباك 

_انا اسفة إن كنت ازعجت حضرتك بس…

قاطعها بلهجة حاول بها إخفاء عتابه 

_عادي كلنا بييجي علينا وقت بنكون محتاجين فيه لحضن يخفف عننا بس للاسف مش بنلاقيه.

لا تعرف لما شعرت بعتاب خفي خلف حديثه وكأنه يطلب منها ان تقرأ ما بين السطور

انسحبت بهدوء دون ان تتفوه بكلمة ودلفت المرحاض.


❈-❈-❈


خرجت اسيل من المرحاض فتجده انتهى من ارتداء ملابسه

سألته