-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 35 - 1 - الأربعاء 8/1/2025

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر الأربعاء

8/1/2025



انهى خليل امضاء العقود التي وضعها المحامي أمامه 

وسيلين تنظر لذلك الرجل الذي وضعها الله في طريقها كي يجعلها تقف على قدميها من جديد

اخذ المحامي الاوراق وقال 

_مبروك للجميع.

ابتسمت سيلين وهي تنظر لخليل بامتنان

مبروك ليا إن ربنا وضعك في طريقي.

رد خليل 

_انا معملتش حاجة تستاهل الكلام الكبير ده إن شاء الله نوقف المصنع على رجليه من تاني.

نهض المحامي وهو يقول

بالتوفيق إن شاء الله بعد إذنكم.

خرج المحامي فتطلعت سيلين لخليل بامتنان

متشكرة اوي.

ابتسم خليل بود 

_على ايه، اي حد مكانك كان هيضايق المصنع بعد ما كان ملك بقى ليكِ شريك.


هزت راسها بنفي 

_المصنع شوية كمان هيروح من ايدي نهائي لو كان البنك كلف مدير غيرك 

كان زمانه سقطه نهائي واتباع بالبخس.

رد خليل بحكمة

شوفي يا مدام سيلين، اعرفي إن أي مكان بيدخله ربا فهو ساقط، عمر القروض مكانت حل لأي مشكلة لأنها ببساطة بتاخد الحلال بالحرام وتخرج به، ياما بيوت كتيير اوي اتخربت بسبب القروض ومصانع وشركات كان لها وزنها وللأسف بتسقط بسببها.

أيدت رأيه

_فعلا عندك حق


غيرت سيلين مجرى الحديث لتسأله عن داغر

_داغر عامل ايه دلوقت؟

تنهد خليل بتعب منه وقال

_اهو قاعد جنب مراته بيحاول يراضيها ومطلع عيني هنا وعمال يؤمر، اخلص الورق بتاع شغلي عشان ارجع تاني وغيرلي فرش البيت ولا اللي شغال عنده

اندهشت سيلين من أخلاق ذلك الرجل الذي كل مدى يؤكد لها مدى مثابرته على كل من حوله.

نهض خليل ليجلس على مكتبه وهو يقول

_ خلينا بقا نكمل شغلنا.

اومأت له سيلين بإعجاب وبدأت تعمل معه في صمت لا يخلو من النظرات.


❈-❈-❈


فرح؟

رددتها أسيل بوجل رغم رغبتها الشديدة بذلك وخاصة عندما أكد داغر

ايوة يا أسيل فرح احنا نستاهل ده بعد العذاب اللي شوفناه.

اهتزت نظراتها ولا تعرف ماذا تفعل

هل تخبره بأن ذلك أمر مستحيل لأجل ابنهم الذي لا يعرف عنه شيء حتى الآن 

أم تلتزم الصمت حتى يأتي الوقت المناسب لذلك

أخرجها من شرودها داغر عندما سألها بتوجس

_انتِ لسة رفضة ترجعيلي بعد ما قولتلك الحقيقة؟

رفعت عينيها إليه فوجدته يرمقها بعينين تحمل لوعة وتوجس.

اخفضت عينيها ووضعت رأسها على صدره وتمتمت

_خايفة؟

حاوطها بذراعيه وهو يملس بيده على خصلاتها يطمئنها

_متخافيش مش هسمح لأي حاجة إنها تفرق بينا من تاني.

ابعد رأسه عن صدره يحتويه بيده وتابع

النهاردة هنرجع مصر انا حجزت التذاكر وهكلم عمي يعزم الدنيا كلها عشان يكون فرح يتحاكى به العالم كله.

تطلعت بعينيه التي ملئتها السعادة وتمتمت بألم 

_ مش هينفع.

قطب جبينه بحيرة وسألها 

_ ليه يا سيلا لو كان على اللي حصل…..

قاطعته أسيل دون تفكير

_لأن في طفل مش هيقدر يواجه الناس لو عملنا الفرح وهو موجود.


❈-❈-❈


أغلقت هايدي اللاب الخاصة بها فور خروج حازم من المرحاض والذي جلس على الفراش بجوارها قائلاً بحب

_مش قولتلك طول ما انا في الأوضة متخليش حاجة تشغلك عني؟

ابتسمت هايدي بحب وقالت

_مفيش حاجة في الدنيا دي تقدر تشغلني عنك بس ده دكتور الماني جاي مصر قريب بيعالج الحالات اللي زي حالتي فقلت اعرف هييجي امتى ونروح له.

_لسة مصرة، انا خايف عليكِ.

_متخافش عليا لو الدكتور قال ان مفيش امل هنسى الموضوع تمامًا 

تمتمت بحنين

بصراحة من وقت ما إياد سابنا وانا حاسة بفراغ كبير أوي.

لم يريد حازم أن يقف أمام رغبتها لذا قال بروية

_اللي تشوفيه يا حبيبتي.

وضعت رأسها على صدره وتمتمت بخفوت 

_ربنا يخليك ليا.

_ويخليكِ ليا يا عمري.


❈-❈-❈


رمش داغر بعينيه لا يفهم معنى حديثها فسألها بحيرة

طفل ايه مش فاهم.

اهتزت نظراتها أكثر وازدادت وتيرة دقاتها فيخرج صوتها مهزوز وهي تتمتم

_ا..بـ..ني.

لم يفهم منها شيء لذا طمئنها بعينه وتمتم بهدوء 

_لو لسة خايفة مني فانا بقولك متخافيش لو الدنيا كلها قست عليكِ انا مستحيل.

لم يطمئنها حديثه بل جعلها تخشى رد فعله عندما تخبره

وخاصة عندما أخبرها خليل أن تخبره باسرع وقت وإلا سيفعل هو ذلك

ازدردت لعابها بصعوبة وتمتمت برهبة 

إياد….يبقى…

توقفت عندما وجدته يقطب جبينه بحيرة 

_ إياد ابن حازم؟ ماله؟ متتكلمي على طول يا سيلا.

ازدادت انقباضة قلبها لكنها شجعت نفسها على قول الحقيقة فقالت 

_اياد مش ابن حازم لأنه ابنك انت.

تسمر ت عينيه على شفتيها التي نطقت تلك الجملة والتي اوقت العالم عن الدوران حتى شعر بأن قلبه توقف لبرهة من هول ذلك الخبر

أسبل عينيه للحظة ثم تطلع إليها مستفهماً

_ابن مين مش فاهم.

ارتدت خطوة للوراء خوفاً من رد فعله وغمغمت بلتعثم 

_ابنك انت.

استوعب أخيراً ما قالته لكن الصدمة جعلت عقله يتوقف عن التفكير وكأن كل اعضاءه توقفت معه

مشاعر متضاربة ما بين صدمة وشعور بالغدر وفرحة بأن قلبه لم يخطيء عندما تعلق به فور حمله

لكن انتهى كل ذلك عندما اذكر صوته وهو يردد لقب "بابا" لحازم

تشنج فمه لكنه لم يبد ذلك وتحدث بثبوت

ارجعي البيت جهزي شنطتك عشان الطيارة هتطلع بعد ساعة.

انهى جملته ثم تركها ودلف للداخل كي يستعد للسفر.

لم تفهم ردت فعله وتجنبت الحديث معه الآن على الأقل 

عادت إلى المنزل لتجهز حقيبتها بعد أن أخبرت جدها بكل شيء

لم يرفض رغم رغبته الشديدة في بقاءها معه

لكن عليه أن يتركها لأجل طفلها وزوجها الذي تأكد حقاً من صدق حبه لها.


ظل داغر ملتزم الصمت طوال رحلتهم وملامحه لا تعبر بشيء سوى الصمت 

حتى اثناء خروجهم من المطار ظل واجماً وعندما سألته 

_احنا رايحين فين دلوقت؟

توقفت سيارة صالح أمامهم فقال بجمود

اركبي وانتي هتعرفي.

استقلت السيارة وجلس هو بجوارها تتطلع إليه بين الحين والآخر وكلما حاولت التحدث يشير لها بالصمت

ظلت في ترقب حتى وجدته ينعطف باتجاه منزلها

تطلعت إليه بحيرة وسألته بوجل

_احنا جايين بيت بابا ليه؟

رد بفتور

_هو مش ابني مع سليم؟

هزت راسها بالايجاب فعاد هو لوجومه حتى توقفت السيارة بالداخل.

تحدث دون ان يتطلع إليها 

_انزلي.

لم تفهم شيء فظنت أنه جاء إلى هنا ليأخذوا طفلهم

ترجلت اولاً وترجل هو بعدها فيجدا وعد تخرج من المنزل وهي تحمله ظناً منها أنه سليم

لكنها تفاجأت بأسيل وداغر معاً

ترقرقت عين أسيل بالدموع عندما وجدت إياد أمامها يتطلع إليها بفرحة 

_ماما..

وقبل أن تخطو خطوة تجاهه وجدت داغر يندفع ليأخذه من يد وعد عنوة ثم يتوجه به إلى السيارة 

لم تفهم أسيل شيء لكن عندما وجدته يدلف السيارة بابنها تاركاً إياها خلفه واستداربسيارته للخارج

حينها استوعبت أسيل ما يحدث فصرخت به

_داغر.

لم يبالي بندائها وهو يحتضن ابنه الذي أخذ يبكي عليها يتطلع إليها من زجاج السيارة الخلفي.

سقطت أسيل وهي تركض خلف السيارة حتى خرجت من البوابة الخارجية وانعطفت على الطريق

اسرعت وعد لتهدئتها خوفاً من حدوث شيء لها 

لكن أسيل كانت تصرخ وهي تنادي داغر أن يعود.


دلف سليم بسيارته ليجد ذلك المنظر أمامه 

اوقف السيارة وترجل مسرعًا تجاههم وهو يسألهم

_في ايه؟

ردت وعد التي تحتضن أسيل المنهارة

_داغر جه وأخد ابنه.

زم سليم فمه باستياء فهذا ما كان يخشاه ولا يلوم داغر على ذلك

امسك يد أسيل يساعدها على النهوض 

_قومي معايا.

سألته وعد

_على فين؟

_هنروح لداغر، لازم تتكلم معاه وتفهموا هي ليه خبت عنه، لأنه مش هيسمع من أي حد غيرها، كلنا خبينا عليه.

نهضت أسيل مستسلمة ويد سليم تقودها لسيارته ثم ساعدها على الصعود وانطلق بها.

سألها

_عارفة عنوانه في القاهرة؟

_اطلع على اسكندرية.


❈-❈-❈


ظل داغر طوال الطريق يتطلع إلى ابنه الذي غفى بين يديه بحنين جارف

بين ليلة وضحاها يكتشف أن له أبناً رآه بقلبه ولم يعرفه

نعم شعر به قلبه لكن عقله لم يفهم ذلك

يتوعد بالعقاب لكل من قاموا بتدمير حياته وجعلوه ينحرم من تلك اللحظات التي يعيشها اي أب

أضاعوا عليه ليلة عمره التي حلم بها مع حبيبته

وأيضاً معرفته بحملها حتى ولادتها

كل تلك اللحظات ضاعت عليه ولم يعلم شيء عنها.

تشنج فمه عندما تذكر منادته لحازم بـ أبي

لكن هو حقاً لا يلوم أحد في كل ذلك..


دلف منزله بالإسكندرية وصعد لغرفته ليضع طفله على الفراش ثم جذب عليه الغطاء.

تطلع إليه ملياً وهو مازال غير مستوعب كل ذلك

فقد تلقى صدمات الواحدة تلو الأخرى وكأن صدمة واحدة لا تكفي

لم يندهش عندما سمع صوتها بالاسفل

فهو يعلم بأنها آتية خلفه 

خرج من الغرفة فيجد أسيل بالأسفل تتطلع إليه برجاء ألا يظلمها مرة أخرى.

فتمتمت بصوت معذب

_فين ابني؟

ترجل من الدرج بوجوم حتى وصل إليها وسألها بمغزى

_ابنك لوحدك؟

أجابه سلبم بحدة

_اللي انت عملته ده غلط كبير…..

قاطعه داغر بانفعال

_انت بالذات متتكلمش عن اللي ينفع ومينفعش.

لم يجد سليم كلمات يرد بها فهو يعلم مقصده من ذلك فتابع داغر كي يواجهه بحقيقة لم يستطيع فعلها في المشفى لذا تحدث بهجوم

_لو كنت وقفت جانبها من الأول وجيت اخدت حقها مني مكنش حصل كل ده.

رد سليم بانفعال أشد

_كان غصب عني انت لو مكاني كنت هتعمل كدة.

_كنت هسمعها الأول وبعدين احكم اعمل ايه، بدل ما اسيبها مع حد غريب ومعرفش عنها حاجة

منتظر مني ايه لما اعرف إن ابني يتولد على ايد حد غريب ومن دادة امينة لحازم ليك انت زي ما يكون ملوش أب، تتحملها انت ازاي.


لم يستطيع سليم الرد ثم توجه داغر لأسيل يقول بعتاب.

_وانتِ لو أنا مجرم كدة وبالبشاعة اللي تخيلتيني بها ليه معملتش كدة واحنا مع بعض في اليخت

ليه معملتش كدة واحنا على الجزيرة، ايه اللي كان يخليني استنى تلات شهور وانا كنت قادر اعملها من زمان؟

لما دخلنا الفيلا مع بعض وانا بكلمك عن ظروف شغلي وبنخطط لجوازنا بعدها ملاحظتيش حاجة

ملاحظتيش بعد ما شربت القهوة وانا بحاول انطق واقولك اهربي….الحالة اللي كنت بهاجمك بيها دي كانت لأنسان طبيعي؟

حتى لو انا كدة

ليه مجتيش واجهتيني ليه ما رحتيش لعمي وقوتليله على اللي حصل لو انتِ خايفة من الوحش ده ليكررها تاني، لما عرفتي انك حامل ليه محاولتيش توصليلي انا كنت وقتها لسة في مصر.

هدر بها

_لما رجعت ليه مجتيش رميتي الحقيقة في وشي ووقتها كنت هنزل راكع قدامك واعتذرلك ليه سيبتي ابني طول الفترة دي مجهول هوية لا له شهادة ميلاد ولا اي حاجة تثبت وجوده، يعني لو الولد حصله أي حاجة متقدريش تتحركي به

لأن الناس هتسألك مين ده هتقوليلهم ايه؟

ابن حرام؟

قال كلمته الأخيرة بكل الغضب الذي يحمله بداخله حتى جعلها تنتفض إثرها.

اهتزت نظراتها وتمتمت بخفوت 

_روحتلك البيت وانا شايلة ابني وقلت اواجهك زي ما بتقول بس وقتها الحارس قالي انك مسافر من فترة واحتمال مترجعش، وبعدين كنت منتظر إيه من واحدة الدنيا كلها غدرت به ومفيش غير الغرب اللي بتقول عليهم هما اللي وقفوا جانبها.

فجأة لقيت نفسي  بنطرد وبيتحكم عليا بالموت

لما عرفت إني حامل مكنش قدامي حل غير إني أنزله

بس وقتها مقدرتش وتراجعت 

لما ولدته قررت إني أجيلك عشان على الاقل تسجله باسمك ولو حتى بعقد عرفي بس قالي انك سافرت 

وغيبت سنتين عني 

لما دكتور عاصم طلب مني اشتغل عندك ممرضة لما سمعت اسمك انصدمت حقيقي كانت مشاعر جوايا ملخبطة، بإني حزنت على حالك وفي نفس الوقت اتشفيت فيك

وحسيت إن دي فرصتي اني انتقم منك

بس قلبي وقتها مقدرش وعرفت إني عمري ما هقدر أكرهك.

خفت اقولك إنك لك ابنك تاخده مني وعشان كدة قررت إني اخليك تتجوزني عشان أسجل ابني واقدر اسافر به لإيطاليا

ولما عمك عرف وقالي انه هيقولك الحقيقة خفت وطلبت منه انه يساعدني إنه يخليك تتجوزني عشان نسجل إياد الأول وبعدهاهحكيلك وانت شوفت الباقي بنفسك.

رغم تأثر داغر بما عانته إلا إنه تحدث بعناد

_برضه ده ميدكيش الحق إنك تخبي عليا.

تدخل سليم لينهي هذا الجدال


الصفحة التالية