رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 36 - 1 - السبت 11/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السادس والثلاثون
1
تم النشر السبت
11/1/2025
رمشت أسيل بخجل عندما انزلها داغر على الأرضية المفروشة بالورود
مما جعل نظراتها تهتز عندما وجدته يتطلع إليها بعشق ورغبة
وصوته الحاني يتمتم
_مش مصدق إنك أخيراً بقيتي في حضني وملكي.
تاهت عينيها في بحور عينيه
وقد حاولت بقدر المستطاع طرد تلك المخيلات التي تقتحم رأسها وتجبرها على الابتعاد لا تريدها ان تعكر صفو تلك اللحظة
احاط خصرها بذراعيه برقة كأنه يخشى عليها من حدة يداه وقربها منه اكثر متابعاً بوله
_عشت سنين بستنى اللحظة دي ولما جات
طافت عينيه على ملامحها وتابع بهمس وعينيه تتلكأ على شفتيها
_خايف أموت على اديكي من الفرحة.
وضعت يدها على فمه وهي تقول بلهفة
_أوعى تقول كدة تاني، انا اموت لو جرالك حاجة.
امسك يدها التي تضعها على فمه وقبلها بحب جارف مغمضاً عينيه متأثراً بمشاعره عندما تابعت
_انت عمري اللي بقيت عايشة ومن غيرك أموت.
فتح عينيه كي يتوه اكثر في بحور عينيها وتمتم بشغف
_انتِ حبيبتي يا أسيل من يوم ما شوفتك واقفة بجانب سور السفينة وانتِ ملكتي كل كياني
حاوط وجهها بكفيه وعينيه تنظر لثغرها هامساً أمامه حتى داعبت أنفاسه انفاسها
_ومن وقتها وانا بحلم باللحظة اللي تكوني فيها مراتي، كنت بتعذب أوي كل ما أفاتحك في جوازنا وتأجلي.
طبع داغر قبلة صغيرة على جانبه وتابع
_كنت بلاقي صعوبة رهيبة وانا بتحكم في مشاعري كل ما نبقى لوحدنا، لإنك كنت روحي اللي لازم احافظ عليها لإن مفيش حد بيإذي روحه يا روحي.
ترقرقت الدموع بعيونها متأثرة بكلماته لكنه منعها
_هشش مش عايز أي دموع الليلة دي، مش عايزين أي حاجة تبوظ فرحتنا.
ملس إبهامه على شفتها التي ترتجف وتمتم بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من مشاعر عشق الهبت قلوبهم
_لو خفتي من الدنيا كلها أوعى تخافي مني لأنك اغلى حاجة فى حياتى.
مال عليها ليطبع قبلات خاطفة على جانب ثغرها قبل أن يحتويه بعشق جعل ضربات قلبه تهدر بقوة
رفعت أسيل ذراعيها تضعها على صدره تتشبث بقميصة وتغمض عينيها بقوة
عندما عادت تلك الذكريات بأشدها إليها مما جعل جسدها يرتجف حاولت بصعوبة السيطرة عليها لكن لم تنجح بذاك.
كانت تترقب كل حركة له وكأن تلك اللحظات السعيدة التي تعيشها معه الآن ستنقلب على عقبيها وتجد ذلك الوجه الآخر يدمر كل شيء
وكأنه شعر بما تعانيه إذ ابعد وجهه عنها يتطلع إلى عينيها بلوعة وتمتم بعتاب ألهب قلبها
_لسة خايفة مني؟
رفعت عينيها إليه فوجدته يرمقها بعينين يغشاها العشق والخوف في آن واحد خفضت عينيها لا تعرف بماذا تجيب هي تريده كما يريدها لكن الخوف حقاً يفعم قلبها، لكن استطاع بكلمات مقتضبة أن يهدئها قليلًا وهو يقول بصدق لامس قلبها
_انا بعشقك.
استطاعت كلماته أن تهدئ من روعها وعاد يأسر شفتيها بقبلة متمهلة متأنية حتى استسلمت له..
كان صبوراً إلى أقصى حد عليها ولا يلومها على ذلك فقد تذكر كل شيء وكيف أنه أخذها بعنف لن يستطيع أحد تحمله
والمرة الأخرى كانت مشاعره متضاربة ما بين أن حبيبته بين يديه وبين استياءه من غدرها به وقد فقد السيطرة على نفسه حينها عدت مرات لذا لا يلومها على رفضها الذي يظهر مع كل خطوة تخطوها نحوعلاقتهم
فأخذ يمطرها بوابل من الكلمات المعسولة والمطنئنة لها
حتى بالأخير استسلمت له..
……
في غرفتهما
ظل كلاهما يعدا قطرات المطر التي تتقاذف على زجاج النافذة بسعادة عارمة وهو يحتويها بذراعيه داخل أحضانه على الفراش
ضحكت أسيل عندما زادت القطرات مما جعلها تكسب الرهان
تطلعت إليه بسعادة وهي تجذب الغطاء على وجهها
_كدة بقا انام براحتي.
جذب الغطاء عن وجهها وقال بجدية مصطنعة
_انتِ هتخميني من أولها، انا قولتلك لو زادت هسيبك تنامي بس دي وقفت خالص.
زمت فمها بغيظ منه
_انا اللي بخم ولا انت، وبعدين هي اه وقفت بس زادت قبل ما تقف.
تطلع إليها بغيظ منها
_تصدقي بالله انا غلطان إني وافقتك من الأول على الرهان لأنك عيلة.
ضحك داغر عندما وجدها تزم فمها وتقذفه بالوسائد حتى أنه لم يستطيع أن يمنعها
_انا اللي عيلة ولا انت يا قليل الأدب.
تظاهر داغر بالجدية وأخذ منها الوسادة ليلقيها بعيدًا
_قليل الأدب، انتِ بتقولي لمين كدة؟
قالها داغر مدعي الصدمة فقالت بتأكيد وقد توقفت عن ضربه
_ليك انت.
رفع حاجبيه متسائلاً
_انتِ اد الكلمة دي؟
هزت راسها بتأكيد
_اه قدها، هتعمل ايه؟
وجدته يتطلع إليها بخبث فهمته وخاصة عندما رد بمكر
_لو على العمايل فانا هعمل كتير.
وقبل ان تلوذ بالفرار من جواره أسرع بجذبها إلى حضنه ليأسر شفتيها بقبلة أطاحت بتعقل كلاهما
حاولت الفرار منه لكنه أحكم قبضته حولها ثم أخذها لعالمهم الخاص.
صعد داغر على متن اليخت كي يقوم بتحريكه متجهاً إلى وجهتهم
فقد نامت أسيل غصباً عنه ولم يريد ان يضغط عليها اكثر من ذلك.
شعر بحنين جارف إلى طفله وكم أراد أن يعود ليأخذه معهم لكن اليخت او الجزيرة ليس مكان آمن له، سيصتحبه معهم فور عودتهم إلى منزل عمه بالقاهرة وسيظل هناك حتى موعد عودته للعمل.
يعلم جيدًا بأن عودتهم لذلك المنزل سيكون صعباً على حبيبته وصعباً عليه أيضاً بعد أن عرف ما حدث
لكن عليه ذلك كي تواجه مخاوفها
فمازالت حتى بعد معرفتها الحقيقة تترقب كل خطوة منه وهي بين ذراعيه.
لولا كلمات الغزل التي لم يكف عنها كي يجعلها تهدئ وتنتهي تلك الرجفة التي تنتابها
ابتسم بحب عندما شعر بيديها تحتضن خصره وتضع رأسها على ظهره وتمتمت بخفوت
_وحشتني.
ترك تارة القيادة واستدار ليتطلع إليها وتشرق شمسه بابتسامتها التي اضاءت روحه.
ابعد خصلاتها عن وجهها وتمتم بعشق
_مش قولتي هنام؟
هزت كتفيها بدلال
_مجاليش نوم وانت بعيد عن حضني قلت آجي انام جانبك على الكنبة زي ما كنت بتعمل زمان.
ابتسم داغر للذكرى
_يااا يا سيلا على الأيام دي، كنت بحلم امتى تكوني مراتي
كنت كل ما نجتمع مع بعض لوحدنا كنت بلاقي صعوبة كبيرة عشان اتحكم في مشاعري نحيتك لو كنت حسيتي بيا وقتها كنت هترحميني.
ضحك داغر عندما ضربته على كتفه وتمتمت بحنق
_قليل الأدب..
رفع حاجبيه بمكر
_تااااني؟
جذبته أسيل من اذنه وهي توبخه كطفل صغير
_اعمل فيك ايه دماغك ديماً شمال.
تظاهر داغر بالألم وقال
_غصب عني دي حاجة مش بى إديا تقدري تقولي كدة مرض بعيد عنك.
تركته لتتوجه ناحية الأريكة لتستلقي عليها
_ربنا يشفيك.
تطلع إليها بمكر
_هو انتِ فكرك إني هعرف اشوف قدامي وانتِ جانبي كدة؟ يا تيجي تقفي جانبي يا تنزلي تنامي تحت.
استدارت أسيل كي توليه ظهرها وهي تشعر برغبة شديدة في النوم فتثاءبت قائلة
_خلاص مش هخليك تشوفني.
وفي لمح البصر انتظمت أنفاسها وغرقت في سبات عميق.
ابتسم برضا ثم ترجل للأسفل ليأخذ لها الغطاء ويضعه عليها
مال ليطبع قبلة حانية على وجنتها وكم أراد في تلك اللحظة أن ينام بجوارها لكن عليه أن يآجل كل ذلك حتى يصل للجزيرة أولاً
❈-❈-❈
أصبحت العلاقة بين خليل وسيلين مشاركة في كل شيء متعلل كلاهما بعدم استطاعتهم العودة إلى منازلهم للغداء
فيتناولوا طعامهم معاً في كافتيريا المصنع
واثناء تناولهم الطعام سألته سيلين كأنها تفتح مجال للحديث
_داغر ومراته اخبارهم ايه رجعوا ولا لسة.
رد خليل بقلة حيلة
_رجع يا ستي وأخد مراته وراحوا يقضوا شهر العسل مفكرش حتى ييجي يسلم عليا، يظهر إن كل ده كنت بربي لغيري.
ضحكت سيلين وقالت
_هي دي سنة الحياة مهما كان معاك اولاد بييجي علينا الوقت اللي كل واحد ينشغل بحياته ويديها كل اولوياته.
اومأ لها
_يعني اللي خلف في الآخر زي اللي مخلفش.
شعرت سيلين بالاحراج وتمتمت معتذرة
_انا مكنتش أقصد….
قاطعها خليل بصدق
_صدقيني الموضوع ده عمره ما شغلني من وقت ما مراتي الله يرحمها قالت إن العيب منها وإنها مش هتقدر تخلف وانا شيلت الموضوع من دماغي وبصراحة داغر في وقتها كان معوضني عن الحرمان ده عشان كدة احنا كمان عوضناه عن حرمانه بأمه وأبوه، عشنا مع بعض أسرة مترابطة، وخصوصاً أنه رفض يسافر مع والده وأصر انه يفضل معانا
لما مراتي ماتت وعرفت إن العيب كان مني أنا مفرقش معايا ولا حسيت بالذنب لإني محسستهاش لحظة واحدة إني ظلمتها حتى لو بنظرة.
تطلعت اليه بتقدير وقالت باطراء
_بجد انت شخصية جديرة بالاحترام أوي يا خليل بيه ونادر وجودك دلوقت.
رفع حاجبيه متسائلاً
_مش شايفة إنك مبالغة حبتين؟
هزت راسها بنفي وتحدثت بثقة
_دي حقيقة انا شيفاها وواثقة منها.
أراد خليل أن ينهي الحديث لأنه حقاً لا يحب ذلك الاطراء وقال بثبوت
_مش هجادلك لإني مش بحب الجدال.
على العموم الرسول عليه الصلاة والسلام قال (الخير هيفضل في أمتي ليوم الدين.)
أيدت حديثه
_عليه الصلاة والسلام، فعلاً الدنيا لسة بخير طالما فيها زيك.
أومأ لها وقام بتغيير الحديث
_الولاد اخبارهم ايه؟
_كويسين الحمد لله ديدا مصرة انها تدخل شرطة ومعتز رافض بيقولها انتِ بنت وده مجال للشباب مش ليكي انتِ، وبصراحة محتارة
مش عايزة اكسر كلمة معتز عشان مهزش ثقته في نفسه ويحس ان كلمته مش مسموعة وخصوصاً في سنه ده وبرضه مش عايزاه يكون متحكم أوي في حياتها.