-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 36 - 2 - السبت 11/1/2025

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل السادس والثلاثون

2

تم النشر السبت

11/1/2025 




تحدث خليل بحكمة

_الافضل إنك تقنعي معتز برأي أخته وتترك الرأي الأخير له بمعنى إن دي رغبتها ومش عايزين ومينفعش نكسر رغبتها بس لو انت مصر تمام، وقتها مش هيقدر يرفض لإنك كبرتيه قدام نفسه وقدام أخته فمش محتاج يثبت كيانه طالما انتم شايفينه كدة.

أيدت رأيه بنظرة منها وقد اثبت ذلك الرجل بأنها أحسنت تلك المرة الأختيار.


❈-❈-❈


أوقف داغر اليخت أمام الممر بعد رحلة استمرت ساعة 

تطلع إلى تلك النائمة بعشق جارف يتأمل ملامحها التي لا تكتفي عيناه من النظر إليها 

تقدم منها ليجثوا على ركبتيه بجوارها وملس أنامله على وجنتها فتشعر به تلك النائمة ترمش بعينيها قبل أن تفتحها على تلك العيون التي سقطت صريعة لها فور رؤيتها

_صباح الورد.

ابتسمت بخجل من نظراته وتمتمت بشجن

_اجمل صباح صحيت عليه.

اتسعت ابتسامته للسعادة الواضحة عليها وقال بحب

_وانتِ أجمل حاجة شافتها عينيا، بحبك يا أسيل.

أغمضت عينيها تحاول الثبات أمام تلك المشاعر التي اقتحمتها بنظراته وكلماته المعسولة 

امسكت كفه الذي يملس به على خدها وقامت بتقبيله بحب وهي تتمتم بخفوت

_خايفة يكون كل ده حلم، بس لو حلم مش عايزة أفوق منه.

هز رأسه بنفي وتمتم بوله

_لا حقيقة بس هنخليها حقيقة زي الحلم هنعيش مع بعض أجمل لحظات وهعوضك عن كل ثانية عشتيها بعيد عني.

مال على ثغرها يطبع قبلة حانيه بجانب شفتيها قبل ان يأخذها إلى تلك الفقاعة الوردية التي لا يدخلها سواهم..


سار داغر على الممر وهو يحتضن أسيل وكأنه يخشى ان تهرب بعيدًا عنه ولو حتى خطوة واحدة 

صرخت عندما باغتها داغر بحمله لها وهو ينزل من الممر على الأرض الخضراء.

أخفت وجهها في عنقه وتمتمت بسعادة 

_انت مجنون.

ضحك داغر بسعادة أكبر وتمتم بتوعد

_هو انتِ لسة شوفتي جنان اصبري بس عليا.

حاوطت عنقه بذراعيها وتمتمت بحبور

_بحبك يا داغر

_وانا بموت فيكي يا قلب داغر.

صعد درجتين حتى وصل لباب المنزل الصغير الذي استأجره لها ليقضوا به رحلتهم.

انزلها أمام الباب وقال بثبوت 

_ثواني.

أخذ الشريط الوردي الموضوع على الباب الزجاجي ثم وضعه على عينيها فسألته

_حبيبي بتعمل ايه؟

ربط الشريط بحنو وهمس بجوار أذنها

_مفاجأة يا عيون حبيبك.

فتح الباب وقادها للداخل ثم اغلق الباب بقدمه وقال هامساً وهو محتضنها من الخلف

_تحبي تفتحي عينيكي هنا ولا في الاوضة؟

هزت كتفيها بدلال 

_وايه الفرق؟

قربها لصدره أكثر 

_لااا الفرق كبير اوي تحبي تجربي.

هزت راسها بنفي 

_لأ متشكرة خلينا هنا.

طبع قبلة خاطفة على وجنتها قبل أن يرفع الشريط عن عينيها فتتفاجئ أمامها بمنزل صغير بجدران زجاجية وستائر بيضاء سائدة كحال كل شيء به.

تطلعت إليه بانبهار وعينيها تستكشف المكان بذهول 

كل شيء به باللون الأبيض حتى جدران الغرفة الوحيدة به

وكذلك المدفئة الجانبية 

كما كانت أزهار التوليب البيضاء تحيط المنزل من كل جانب حتى زهور الأقحوان تتراقص مع النسمات الهادئة برائحة اليود


استدارت لتنظر لداغر وتمتمت بعدم استيعاب

_انا مش مصدقة نفسي معقول الجمال ده؟

ابتسم بسرور عندما لاحظ انبهارها وتمتم بعشق

_واكتر كمان انا هعيش بس عشان اسعدك يا عمري.

استدارت له لتنظر داخل عينيه التي تسحرها وتمتمت بعيون دامعة

_داغر انا…..

لم تجد الكلمات التي تصف بها امتنانها لكل ما يفعله لأجلها 

رفع داغر انامله ليتلاعب بخصلاتها وتمتم بوله

_متقوليش حاجة، انا شايف وقاري في عينيكي كل حاجة، بس لو استمريتي على كدة هتهنجي مني لسة قدامك مفاجأت كتير.

لفت ذراعيها على عنقه تحتضنه بشدة ولم تستطيع حينها منع دموعها من النزول وهي تشدد من احتضانه 

شعر داغر بدموعها على عنقه مما جعله يبعدها عنه بقلق فوجد عينيها تنهمر منها الدموع بغزارة فأحتوى وجهها بكفيه يسألها بلهفة

_مالك يا قلبي بتعيطي ليه؟

اغمضت عينيها كي تتخلص من الدموع المتعلقة بأهدابها وتمتمت بخفوت 

_بعيط على السنين اللي ضاعت وانت بعيد عني.

مسح دموعها بابهامه وتمتم بحنو

_قولتلك هعوضك يا عمري لدرجة إني هنسيكي  كل لحظة عذاب عيشتيها بعيد عني.

هزت راسها بألم

_خايفة الدنيا تستكتر عليا الفرحة دي.

ابتسم لها وهو يقول بثقة

_طول ما انا جانبك اطمني ومتخافيش من حاجة.

عادت لحضنه ليكتنفها شعور الامان من جديد 

كانت تستمع لنبضاته كأنه لحناً موسيقيًا أطرب أذنها.

طبع قبلة متملكة على رأسها ثم تمتم بوله

_هنفضل كدة كتير؟

أومأت له دون أن ترفع رأسها إليه 

_مش عايزة أسيب حضنك.

فقال هو بمكر

_ولا انا كمان مش عايز أسيبه، بس عايزه بطريقة مختلفة

رفعت وجهها وزمت فمها بغيظ

_انت منحرف.

هز رأسه بنفي

بصراحة دي المرة الوحيدة فيها اللي غرضي شريف تعبت بس من الوقفة وعايز نقعد على الكنبة.

رمقته بشك فهز رأسه بثقة أن تصدقه فقالت

_ماشي هصدقك.

أمسك يدها وجلس بها على الأريكة الوثيرة ثم سألها 

_تشربي ايه؟ ميكس ولا بلاك؟

نهضت أسيل

_خليك انت انا هعمله.

نهض معها وهو يقول بخبث

_ خليني اساعدك أصل المكان غريب عليكِ ومش هتعرفيه.

رفعت حاجبيها تتصنع الدهشة 

_لا والله.

اومأ بتأكيد

_اه طبعاً تعالي.

جذبها من يدها وتقدم من المطبخ الذي صمم باتقان في أحد الأركان ثم قال بجدية مصطنعة

_عيبه الوحيد أنه ضيق مينفعش اتنين يقفوا فيه إلا إذا كانوا حاضنين بعض.

ضحكت أسيل وسألته

_ازاي بقا.

_كدة.

احتضنها من الخلف ووقف بها امام الغلاية الكهربائية ليأخذها ويضعها أسفل المياه يتحرك بها وهو يحتضنها بقوة وكأنه يخشى ان يتركها لحظة واحدة

فتحت أسيل نافذة المطبخ التي تطل على حديقة مليئة بالزهور فتداعب نسائم الربيع خصلاتها التي داعب وجه داغر وهو مازال محتضنها فيغمض عينيه مستمتعاً بعبيرهاالذي يسكره بعطره الآخذ، فقد أصبحت كالخمر كلما ارتوى منه كلما ازداد شعوره بالظمأ

استدارت بين يديه ليفتح عينيه على تلك العيون الذي أيقن الآن أن عاجلاً أم آجلاً ستكون سبباً في هلاكه.

كانت تحدثه وهو غير منتبه لحديثها بل كان في عالم آخر وعينيه تجوب ملامحها بشغف ووله 

هي العالم وما به من ملذات.. 

تجمع فقط بداخلها فلم يعد يرغب شيء بعد الآن غيرها.

توقفت عيناه على شفتيها التي تحركها بالحديث الذي لا يسمع منه شيء 

صب كل حواسه على تلك الحورية المتمثلة أمامه ومن خلفها بحره الهادئ يرسل إليه نسماته برائحة اليود ماراً بطريقه إلى نسمات الياسمين مقتحمين وحدتهم

أخذ نفس عميق من تلك النسائم التي اختلطت برائحة اللافندر التي تنبثق منه.

انتهت عند تلك النقطة قوة تحمله ولم يعد يطيق صبرًا فمال يحملها بين يديه ودلف بها تلك الغرفة التي تزينت باتقان للعروس.


❈-❈-❈


نهض الطبيب من مقعده بعد معاينته لهايدي   وحازم يمسك يدها بدعم حقيقي 

ساعدها على النهوض ثم أشار لهم الطبيب بالجلوس وقال

_ تفضلوا بالجلوس.

جلسوا منتظرين حديثه بترقب حتى قال 

_دعوني أكون صريحاً معكم، الحالة صعبة لكن علاجها ليس مستحيلاً قد يستغرق بعض الوقت لكن بالنهاية سيكون باستطاعتك الإنجاب.

تطلعت لحازم بسعادة وقد بادلها هو بابتسامة متحفظة كي لا يشعرها بأن الأمر يفرق معه وفي حقيقة الأمر هو يود أن يكون له عائلة كبيرة يعوض بها حرمانه لكن لن يظهر بذلك كي لا تشعر بالحزن.

تابع الطبيب

_ستتابعين معي خلال فترة وجودي بمصر وبعد سفري راسليني بالفحوصات.

اومأت هايدي وخرجا معاً من المشفى وقد شعرت بالأمل بعد أن فقدته.

قالت بغيظ

_لو كنت عرفتني من الأول كان زمانا معانا أربعة.

ضحك حازم وهو يفتح لها باب السيارة

_اربعة مرة واحدة.

اومأت له وقالت بحدة محبب

_اه عندك مانع؟

تمتمت بكل ما يحمله بداخله من حب لها

_وانا اقدر برضه كل اللي نفسك فيه هعمله.

احتواها بحب ليقبل رأسه ثم تمتم بمكر

_انا بقول نروح البيت أحسن لإني ممكن اتهور دلوقت.

ضحكت هايدي بعلو جعلت حازم يحرك السيارة كي يعود بها إلى منزلهم.


❈-❈-❈


في الغرفة 

كانت أسيل تضع رأسها على صدره في سكون تام

مما اقلق عليها داغر فسألها 

_مالك ساكته ليه؟

اغمضت عينيها وقد داهمتها ذكريات تلك الليلة والتي علمت جيدًا بأن لا شيء مما يفعله سيمحيها من ذاكرتها 

ازداد قلقه عندما لم يجد منها رداً فابعد رأسها عن صدره واستلق بجانبه ينظر إليها فيتفاجئ بدمعة سقططت على وجنتها مما جعله يلتاع عليها

_مالك يا سيلا انا ضايقتك من غير مقصد؟

لم تستطيع فتح عينيها ورؤية قلقه عليها في عينيه 

لن تخبره حتى لا تقهره أكثر فقالت بكذب وهي تفتح عينيها

_مفيش بس إياد وحشني، وكان نفسي ييجي معانا.

يعلم جيدًا بأنها لا تخبره الحقيقة لكنه سايرها قائلا

_انا كمان وحشني أوي بس تفتكري المكان ده آمان لطفل عمر سنتين وانا قولتلك إن وقت ما نرجع هنسافر القاهرة نقضي شهر كمان مع عمي لإني بصراحة قصرت معاه أوي وعايز اقعد معاه لحد ميعاد السفر.

رفعت عينيها إليه بصدمة

_سفر؟

اكد داغر

_اه عشان شغلي، ما انا قولتلك إني رجعتله.

ظهر القلق واضحاً عليها وسألته بتوجس

_هتغيب عني كتير؟

زم فمه بأسف 

_معرفش، ده بيبقى حسب.

اخفضت عينيها بحزن فوضع أنامله أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه وقال بابتسامة يخفف عنها حزنها

_وبعدين يا ستي احنا لسة قدامنا شهرين أوعدك إني هزهقك فيهم وأخليكي تقولي خلاص زهقت منك.

ابتسمت وهي تهز رأسها بنفي 

_مستحيل ازهق منك.

رفع حاجبيه بمكر 

_واثقة؟

أومأت له بتأكيد

_واثقة أوي أوي.

تمتم ببراءة مصطنعة وهو يجذب الغطاء عليهما

_خلاص بما انك مش هتزهقي يبقى اتحملي.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة