رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 34 - 1 - الإثنين 6/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الرابع والثلاثون
1
تم النشر الإثنين
6/1/2025
عاد وائل إلى مصر بعد أن هدئت الأمور وتأكد من موت اخته والذي استمر وجودها في المشفى ليومين حتى توقف قلبها وأعلنوا وفاتها
لذا عاد إلى مصر كي يرفع اعلان الوراثة ومن غيره وريثاً لها
دلف الفيلا وهو يشعر بانتشاء لعودته إلى منزله بعد غياب دام لأعوام كثيرة حرم عليه أن يدخله
لكن أخيراً ابتسم له القدر وجعله يعود إليه مالكاً له.
ايام قليلة وسوف تكون هذه الأملاك باسمه وحده.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذ سمع صوت سيارات الشرطة تقتحم المنزل مما جعله يندهش
خرج ليفهم ما يحدث فوجد الشرطة تتقدم منه وقال الضابط فور رؤيته
_اقبضوا عليه.
صاح بهم وائل
_هو ايه اللي بيحصل؟
قال الضابط
_هتعرف…خدوه على البوكس.
أخذوه مجبرًا وهو يصيح بهم انا معايا جنسية أمريكية محدش يقدر يمسني.
اومأ له الضابط وقال بتوعد
_جنسية أمريكية تمام.
تطلع للعساكر وتحدث بأمر ارموه في البوكس زي الكلاب لحد ما نروح القسم
صعد وائل سيارة الشرطة مرغماً وهو لا يفهم ما يحدث..
رن هاتف سليم وهو في طريقه مع وعد للمشفى
فقال سليم
_انت متأكد.
_……..
اومأ له
_تمام لو قدرت توصل لمكان بابا عرفني على طول.
اندهشت وعد مما تسمعه وسألته
_في ايه يا سليم؟
اعاد سليم الهاتف لسترته ورد عليها
_الشرطة قبضت على وائل اخو شاهي أول ما نزل مصر، كان فاكر إن الموضوع سهل وهيفلت منها.
ابتسمت بسعادة
_بجد؟ بس الشرطة عرفت ازاي.
زم فمه بضيق عندما تذكر ذلك اليوم
_انا كلفت واحد صاحبي انه يهكر فون شاهي عشان اعرف مكان بابا وفي آخر مكالمة كانت بينها وبين اخوها بيقولها انه حطلها السم في الأكل وقتها خليته يقدم التسجيل للشرطة وطبعاً بما انه برة مصر محدش قدر يوصله واول ما نزل قبضوا عليه.
_طيب وباباك.
تنهد قائلاً
_لسة مش عارفين.
توقفت السيارة أمام المشفى وتوجهوا حيث غرفة أسيل والتي لم يتركها داغر لحظة واحدة
لم يتعاطف سليم معه حتى بعد ان عرف الحقيقة كاملة
ما كان عليه أن يطلب منها المخاطرة ويأخذها منزله ولا أن يطالبها بالخروج معه
كما انه شجعها مرات كثيرة على مقابلته.
توقف مكانه عندما لاحظ حركة داخل غرفتها
تطلعت إليه وعد بخوف فوجد قدميه تسرع إليها مقتحماً الغرفة بقلب لهيف فيجد الطبيب يتحدث مع اسيل يحثها على الرد وداغر يقف يشاهد ما يحدث بقلب ملتاع.
حركت اسيل إصبعها مما جعل الطبيب يقول
_لقد فاقت اخيرًا واصبحت بأفضل حال، سنتركها الليلة هنا في العناية تحسباً لأي ظرف وفي الصباح سنقوم بنقلها.
ثم خرج من الغرفة.
تقدم داغر منها ليمسك يدها لكن سليم منعه
_إبعد عنها.
تطلع إليه داغر باحتدام وهم بمعارضته لكن سليم تحدث بحزم
_انت آخر واحد أسيل محتاجة تشوفه، ياريت تبعد لحد ما تفوق وتسترد صحتها وبعدين اظهر براحتك.
توحشت نظرات داغر وغمغم من بين أسنانه
_محدش بعد النهاردة هيقدر يمنعني عنها،هستناها تفوق واعرفها كل حاجة وهي اكيد هتسامحنى
لكن إني أسيبها تاني مستحيل يحصل حتى لو فيها موتي.
تحدثت وعد بمحايدة كي تنهي ذلك الجدال
_احنا حاسين بيك وعارفين ان كل اللي حصل كان غصب عنك بس هي دلوقت وضعها أصعب ومينفعش نعرضها لصدمات تانية، ارجوك سيبها لحد ما تسترد صحتها وبعدين اعتذر منها وفهمها كل حاجة لكن دلوقت حقيقي مش هينفع.
ضغط داغر على يدها التي يحتويها بيده وكم صعب عليه ذلك الأمر لكن هي محقة
بعد ما فعله معها هو آخر واحد تريد رؤيته أمامها.
لذا اضطر رغمًا عنه ان يوافقهم فقط حتى تسترد صحتها وبعد ذلك لن يمنعه أحداً عنها.
رفع يدها إلى فمه ليطبع قبلة حانية عليها قبل أن يسحب يده بصعوبة بالغة عندما بدأت ترمش بعينيها.
خرج بهدوء من الغرفة وصوتها الواهن التي تردد به اسم أخيها علق بذهنه وهو يرى سليم يتقدم منها بدلاً منه
اخذ يتطلع إليها من خلف الزجاج وهي تتشبث بيد أخيها
لم يبرح مكانه إلا عندما رآى بعينيه الحنان الذي يغدقها به أخيها.
عليه أن يرحل الآن فهو ليس سوى لعنة سقطت عليها
وعليه هو أن يبتعد الآن.
❈-❈-❈
بعد مرور شهر..
وقفت أسيل على الشاطئ تتلاعب نسمات البحر بخصلاتها البنية
كانت تتطلع إلى بعيون هائمة
فذلك البحر الذي شهد على أجمل لحظات مرت بحياتها شهد أيضاً على أصعب أيام مرت عليها.
شددت من ضم سترتها عليها عندما شعرت بالبرد وتذكرت مشهد مماثل وهو يضع غطاء سميك عليها
قطبت جبينها بحيرة من ذلك القلب الذي رغم كل ما حدث مازال يعشقه
والعجيب في الأمر أنها تشعر به حولها
تشعر دائمًا أنها مراقبة وعندما تلتفت حولها لا تجد أحد
مما يجعلها أحياناً تشعر بالذعر وتعود إلى المنزل.
ظلت تتلفت حولها عندما عاد ذلك الشعور
حاولت أن تتأكد من ذلك الأمر وظلت تبحث لكن لا أحد.
قررت الذهاب لعملها وقد تأكدت تلك المرة أنها مجرد أوهام.
عادت أسيل إلى المطعم فتمر اولاً على مكتب جدها
دلفت وهي تقول بمزاح
_هل مازلت هنا أيها الوسيم.
نهض جدها وهو يتمتم باعتراض
_إذا كانت مساعدتي تتأخر فلن استطيع ان ابرح مكاني حتى تعود.
تقدمت منه لتقبل خده وتمتمت باعتذار
_اسفة على التأخير لكني كنت اطمئن على حفيدك فقد أخبرني سليم بأنه سيأتي به الأسبوع القادم.
نهض جدها وهو يتمتم بسعادة
_إذا فدعيني اعود مسرعًا كي استعد لاستقبال ذلك الشقي بطريقتي الخاصة.
قبل خدها ثم خرج من المكتب.
فجلست هي تأخذ مكانه
فمنذ ان جاءت هنا وهي تعمل بلا حدود كي لا تفكر في شيء
لم تبالي بتلك الرسائل التي تصلها وتقوم بحذفها دون قراءتها ظناً منها أنها طريقة أخرى كي يصل لمبتغاه
أيام قليلة وسيأتي ابنها ولن تعود مهما حدث.
نهضت من مقعدها كي تشرف على العاملين في المطعم وتساعد بعضهم في إعداد الطعام
تلك هي الطريقة الوحيدة التي تجعلها تنشغل عن ذلك القلب الخائن الذي يتلهف لقراءة رسائله.
ينقضي اليوم بهذه الطريقة وتظل تتحدث مع جدها أو بعض اصحابها كي لا تنفرد بنفسها وتهاجمها ذكريات تعمل بكل الطرق على ردعها.
حتى أحياناً تطلب منه ان يظل بجوارها حتى تنام ولم يبخل عليها باهتمامه بعد ان علم بما عانته حفيدته.
يتأكد أنها نامت ثم يغلق الضوء ويخرج من الغرفة تاركاً لذلك العاشق بعض الخصوصية كي ينفرد بحبيبته.
بقلب لهيف يدلف داغر الغرفة يتأمل بعشق جارف تلك النائمة لا تعرف شيء عن مجيئه بعد ان رآى جدها مراقبته للمنزل وسيره خلف حفيدته
وعندما استطاع الوصول إليه وسأله عن سبب تتبعها أخبره بكل شيء
ومنذ ذلك الحين وهو يسمح له بالمبيت في الغرفة بعد أن تأخذ أسيل المهدئ الذي يجعلها تنام بعمق حتى الصباح.
خلع داغر حذاءه واندس بجوارها متلفحاً بالغطاء الذي جمع كلاهما
وبكل روية يمد يده أسفل عنقها يسحبها إلى صدره كي يجعلها تضع رأسها فوق قلبه ربما تشعر بنبضاته الثائرة.
يظل طوال الليل يتأملها وقبل شروق الشمس يطبع قبلة على ثغرها ثم يرحل.
وفي الصباح تنهض كعادتها لتراقب الشروق على شاطئ البحر وتظل هناك
حتى ميعاد عملها.
_أسيل.
تصلب جسدها عندما سمعت صوته يتمتم باسمها فظنت بأن ما تسمعه في منامها يتكرر في يقظتها لكن حينما انعاد استدارت كي تتأكد مما تشك به.
وقد أصبح شكها يقيناً عندما وجدته أمامها يتطلع إليها بعشق ووله.
انقبض قلبها وشعرت بالخوف منه فهزت رأسها ترفض أن يعود ذلك الرجل مرة أخرى لحياتها.
لم تجد أمامها حل سوى الهرب
وعندما وجدته يخطوا تجاهها لم تجد أمامها مهرب سوى أن تلوذ بالفرار من أمامه
لم يندهش من فعلتها بل آلمه قلبه عليها
فاسرع بالركض خلفها كي يوقفها
_أسيل استني وانا هفهمك كل حاجة.
صرخت أسيل بفزع من سماع صوته واسرعت بالركض بلا هوادة
وصوته الذي يناديها يجعل قلبها ينتفض رعباً
صرخت بأعلى صوتها عندما وجدته يحيط كتفيها يوقفها
_أسيل اهدي ارجوكي واسمعيني.
علت صرخاتها وهي تحاول الإفلات منه
لكنه كان يشدد ذراعيه حولها يحاول التحكم في حركتها كي لا تهرب منه.
لم تؤثر بها كلماته وهي تصرخ بخوف أرعبه عليها
_طيب اسمعيني وبعدها هسيبك تمشي بس أرجوكي اسمعيني
صرخت بأعلى صوتها
_ابعد عني بقا…
اغمض عينيه بأسف على ما اوصلها له وقال برجاء
_طيب إهدي…
جعلها تستدير بين يديه وأمسك ذراعيها كي لا تهرب منه وتمتم بوله
_أسيل أنا بحبك اسمعيني.
صرخت به حتى شعرت بانشقاق حلقها وهي تصيح
_اسكت بقا مش عايزة اسمع تاني، ابعد عني وارحمني منك
توقفت عندما شعرت بقدميها تتراخى وتنزل على الأرض من شدة الدوار
كادت ان تسقط لولا ذراعيه التي تدعمها كي لا تسقط
تحولت صرخاتها إلى نحيب وقد استسلمت له من شدة الإجهاد الذي مارسته كي تهرب منه
هي تعلم جيدًا بأنها لم تسترد صحتها كاملة بعد لذا أُجهدت حقاً
جذب رأسها إلى صدره وهو يغمض عينيه بألم شديد عليها وإلى ما وصلت إليه حبيبته..
_إهدي يا عمري وانا هفهمك كل حاجة.
هزت راسها المستندة على صدره وتمتمت بألم
_ابعد عني بقا مش عايزة اعرف حاجة غير انك تبعد عني.
أخذ نفس عميق يهدئ به من آلامه وتمتم بحزن
_لما تسمعيني هتعذريني.
ابعدها عنه قليلًا كي يحيط وجهها بكفيه ويرفعه إلى مرمى عينيه وتمتم بثقة
_اسمعيني وبعدها هسيبك تمشي بس اديني فرصة اعرفك الحقيقة…
هزت راسها بهستيرية وهي تدفعه بعيدًا عنها صارخة فيه
_قولتلك مش عايزة اسمع حاجة سيبني فى حالي بقا انت دمرتني وضيعت حياتي.
رد بلهفة وعيون تقطر ندماً
_هعوضك يا عمري عن كل ده بس أرجوكِ خلينا نتكلم.
ارتد داغر للوراء عندما دفعته بصدره وقالت بانهيار
_مبقاش في كلام بينا، ليه عايزني اسمعك وانت مفكرتش لحظة واحدة تسمعني، كنت بتخدعني الفترة دي كلها عشان توصل لغرضك ومكتفتش بده، كملت خداعك ودمرتني للمرة التانية(صرخت به بكل الألم الذي سكن مكنونها) وانت بتتهمني في شرفي ومع حازم الانسان الوحيد اللي وقف جانبي وساندني.
تشنج فمه من شدة الغيرة وصاح بها
_متجيبيش سيرته على لسانك…
قاطعته أسيل بتعند
_لأ هجيب لأنه هو الوحيد صاحب الفضل عليا وإني لسة واقفة على رجلي لحد النهاردة
حازم عمل معايا اللي أقرب الناس ليا معملوش.
تساقطت دموعها وهي تتمتم بامتنان لحازم
_من صغري وهو ضهر وسند ليا، كان بيعوضني عن كل اللي اتحرمت منه، حتى لما غدرت بيا محدش وقف جانبي غيره، اداني بيته بعد ما كنت في الشارع وأداني اسم أخته، حتى أمه سبها معايا، وبعد كل ده تيجي تقولي متجيبيش اسمه على لسانك.
دفعته بكل قوتها على صدره رغم خطورة الأمر على صحتها التي لم تستردها بعد وقالت بغضب
_أومال أجيب اسمك انت بعد كل اللي عملته فيا ومستظلم حقك.
هزت راسها بازدراء
_انت احقر انسان شوفته في حياتي..
تحمل داغر حديثها اللاذع فهي محقة إذا كانت لا تعلم الحقيقة
همت بالذهاب لكنه امسك ذراعها يمنعها
_أسيل….
قاطعته بهدر وهي تجذب ذراعها منه
_متنطقش اسمي على لسانك
اشار لها ان تهدئ لأن الطبيب حذره من التعصب وتمتم بهدوء
_طيب اهدي وإديني فرصة اعرفك ازاي ده حصل.
عادت الذكرى تقتحمها مما جعل اطرافها ترتعد لكنها جاهدت كي لا يرى ذلك وصاحت به
_مش عايزة اعرف، مش طايقة حتى اسمع صوتك، كل اللي عايزاه انك تبعد عني وتسيبني أعيش لأول مرة الحياة اللي انا عايزاها مش اللي انتم عايزنها، بس قبل ما تمشي تطلقني..
توحشت نظراته عند ذكر تلك الكلمة وامسكها من ذراعها يهزها بعنف فقد فيه السيطرة على اعصابه
_الكلمة دي متتكررش تاني انتِ فاهمة، مفيش قوة في الأرض هتخليني اطلقك مهما حصل مستحيل..
شعرت أسيل بالدوار من هزه لها فرفعت يدها إلى رأسها مما جعل داغر يأنب نفسه
لقد أخبره الطبيب ان يتروى معها فهي في فترة نقاهة ولم تسترد عافيتها بعد فتمتم بقلق
_أسيل انا آسف…..
وجدها تتهاوى في وقفتها من شدة الدوار الذي اقتحمها بسبب هزه لها فقام مسرعًا باسنادها وسألها بلهفة
_انتِ كويسة؟
أغمضت عينيها تحاول الثبات لكنها لم تقوى على ذلك
لم تجادل داغر عندما حملها وسار بها اتجاه منزله فهي مازالت ضعيفة من جراء العملية لكنها تقاوم كي يوافق سليم على إرسال ابنها لها.
دلف داغر منزله ثم وضعها على الأريكة بقلق بالغ
ابعد خصلاتها عن وجهها وقال بلهفة
_احسن دلوقت؟
كان الدوار شديد حتى إنها لم تستطيع إجابته
نهض داغر من جوارها وأسرع بالاتصال بالطبيب يسأله عن سبب ذلك فقال الطبيب باستياء
_لقد أخبرتك سيد داغر أن تؤجل تلك المواجهة كي لا تتعرض لهذه الحالة.
استاء داغر من تسرعه وسأله