-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 34 - 2 - الإثنين 6/1/2025

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر الإثنين

6/1/2025


_ماذا افعل الآن؟

_اتركها ترتاح قليلًا وستكون بخير.


في منزل صغير بالقرب من منزل جدها

جلست أسيل على الأريكة تنزوي عليها ومازالت تلك الرهبة تراوضها، ما الذي جعلها تستسلم له وتتركه يأخذها إلى منزله؟

لما ذلك الرجل يسيطر عليها بذلك الشكل وتتحول لدمية أمامه يتلاعب بها كيفما يشاء

لكن تلك المرة لن تنخدع وستسمعه ثم تلقي بمبرره في وجهه.

أشاحت بوجهها عندما وجدته يخرج من المطبخ ويتقدم منها حاملاً كوبين بين يديه.

ناولها أحدهم وقال بتروي

_اشربي ده هيريحك.

أشاحت بوجهها بعيدًا عنه لكنه أعاد كلمته

_قولتلك هيريحك.

وافقت كي لا تتجادل معه ثم حبستها بين يديها 


جلس على المقعد المجاور لها وقال بتعاطف 

_انا عارف إني ظلمتك كتير وكنت سبب في تدمير حياتك بس أقسملك انه ما كان بإرادتي.

لم تعير حديثه أي أهمية كيف لم يكن بإرادته وقد تعمد حدوث ذلك.

_على العموم اسمعيني، وبعدها هسيبك تمشي.

ترقرقت الدموع بعيونها وتمتمت بألم 

_اسمع أيه؟ أسمع غدر الإنسان الوحيد اللي حبيته ووثقت فيه وكنت مستعدة أديله عمري لو طلبه، ولا لما رجعت أأمن له من تاني وبرضه غدر بيا من تاني.

جثى على ركبتيه أمامها وهم بلمس يدها لكنها جذبتها قبل ان يصل إليها صرخت بتحذير 

_متلمسنيش.

اومأ لها يطمئنها

_تمام بس إهدي، انا هحكيلك على كل حاجة ومش مطلوب منك غير انك تسمعي.

وافقته لأنها تعلم جيدًا بأنه لن يتركها حتى تستمع له.

بدأ يحكي لها ما حدث في قضية عمه وكيف أن ذلك الرجل وضع ذلك المخدر في القهوة كي يبتزه به لكن هما من سقطا  به

فتابع

_فوقت لقتني في الجنينه مش عارف ايه اللي حصل ولا ايه اللي جابني هنا، دخلت بسرعة اخدت الفون واتصلت عليكِ لقيت فونك غير متاح، اخدت مفاتيح العربية وخرجت بها وطبعا تركيزي كان ضعيف لحد ما شوفتك وانتِ في العربية 

لفيت بسرعة عشان اروح وراكي بس العربية اتقلبت بيا ومش فاكر حاجة بعدها غبر لما فقت ولقتني اعمي.

بوغت عندما وجدها تتطلع إليه بجمود وتسأله

_والمطلوب مني؟

عقد حاجبيه بحيرة فتابعت هي

_اقولك خلاص مسمحاك ونرجع لبعض وننسى اللي فات؟ هو ده اللي انت عايزه؟

علا صوتها قليلًا 

_بالسهولة دي شايف إن اللي حصل ممكن يتنسي والعذاب اللي شوفته من عملتك سهل يتمحي من حياتي؟

هزت راسها بنفي وقالت بضياع

_مستحيل، عارف ليه؟ لإني هحتاج عمري على عمري عشان اقدر أنسى.

تطلع إليها برجاء 

_اوعدك إني هنسيكِ كل ده، مش هسمح للدموع أنها تنزل من عينيكِ تحت أي ظرف، أسيل انا بحبك محبتش حد ولا هحب غيرك ارجوكِ متزوديش عذابي اللي ربنا وحده عالم بيه، بلاش تعاقبيني على حاجة قولتلك إني مليش ذنب فيها؟

تمتم بعذاب وهي يتذكر مقتطفات من ذلك اليوم

_انا اليوم ده كنت ببات احلم به وماتخيلتش انه يحصل بالشكل ده ولا إني مافتكرش حاجة منه

اقسملك إن عذابي كان أضعاف عذابك لما فوقت ولقيت نفسي فقدت كل حاجة

نظري وشغلي والانسانة الوحيدة اللي حبيتها

كل حاجة ضاعت من ايديا مرة واحدة

كنت محتاجلك اكتر من اي حد في الدنيا، مكنتش اعرف إنك بتعاني زيي

سألت عليكِ وعمي بعت حد يحاول يوصلك بس قالوا إنك سافرتي إيطاليا وقتها قلت انك اتخليتي عنى خلاص

أول ما رجعت اسكندرية عشت على أمل إنك تعرفي وتجيني لحد ما جيتي فعلاً 

عرفتك وقتها، صحيح مش بعينيه بس عرفتك بقلبي وصوتك اللي مغبش عني لحظة واحدة

عارف إني قسيت عليكِ وقتها بس انا كمان كنت مجروح منك، كنت شايف فيكِ إنك اتخليتي عني لما عرفتي بعمايا

كنت عايز انتقم منك بس لقيت إني اضعف من كدة بكتير

بس كل اللي كان محيرني ازاي رجعتي؟ وليه غيرتي اسمك؟ وليه بتشتغلي ممرضة، اسئلة كتيرة وللأسف معرفتش أوصل لأجابة لإني ببساطة كنت واحد أعمى مش شايف تحت رجله، لما وقعتي من السلم وقتها حسيت بعجز رهيب 

مش عارف ايه اللي حصلك ولاعارف أحدد مكانك، دورت عليكِ وانا بحسس زي المجنون ولما وصلتلك شيلتك بس معرفتش اتحرك بكِ خفت لو اتحركت اقع بكِ وتضري أكتر، وقتها صرخت زي المجنون وانا واخدك في حضني وزي العاجز مش عارف اتحرك.

وده كان أكبر دافع عشان نظري يرجعلي والحمد لله شوفت وقتها وعرفت إن قلبي مخدعنيش وإنك فعلاً أسيل.

رفع عينيه إليها وتابع بصدق

_لما طلبت اتجوزك كنت اعترفت لنفسي إني لسة بحبك وكان غرضي إني اتجوزك بجد واوجهك إني عارف كل حاجة واطلب منك ننسى اللي فات ونبدأ مع بعض من جديد

وأكبر دليل على كدة اللي حصل بينا في الشقة..


زم فمه بأسف للذكرى وتابع

_بس كان غصب عني لما لقيتك مش بنت، أي حد مكاني كان هيعمل كدة وأكتر كمان….

قاطعته أسيل كي لا تستمع للباقي

_خلصت كدة؟

رمش بعينيه لا يجد ما يقوله فتابعت هي نحره

_سيبني بقا امشي.

نهضت وينهض هو واقفاً قبالتها يتطلع إليها بعتاب وتمتم برجاء

_أسيل متمشيش.

اهتزت نظراتها وقد لامس رجاوءه قلبها لكنها أبت أن ترضخ له ومرت من جواره غير عابئه بنظراته الراجية لها

لكن من قال أنها لا تبالي برجائه

بل انسحبت عندما شعرت بأنها تضعف أمامه

خرجت من المنزل كي تسمح لدموعها بالانهمار

لن تكون عودتها إليه بتلك السهولة عليها ان تلملم شتاتها وتمحي من داخلها بقايا القهر الذي عاشته 

ومن قال أيضاً بأنه سيتركها ترحل بتلك السهولة 

خرج خلفها يسرع الخطى حتى وصل إليها وجذبها من ذراعها ليديرها إليه يحتضنها بقوة لن يسمح لها بالذهاب بعد اليوم بعيدًا عن دائرته

_مش هسيبك يا أسيل تبعدي لو مهما حصل.

شدد من احتضانه لها وتمتم بشغف 

_بعدك والموت واحد لإنك انتِ كل عمري.

كانت تبكي وهي مستسلمة بين يديه بتملك عاشق

يخفي وجهه بخصلاتها كي يخفي عنها دموعه التي لم تنساب على أحد سواها حتى اختلطت دموعها بدموعه

وكلاهما ينفطر الماً على الآخر 

رفع كفيه إلى وجهها يمسح دموعها التي تكوي قلبه بابهامه لكنه أصبح لا يعرف أن كانت دموعها أم دموعه

كان يضع جبهته على خاصتها ولم يستطيع أحد منهم ردع تلك الدموع التي تنهمر بقوة

وكلا منهم يبكي على حال الآخر وحال الآخر هو حاله.

اعاد رأسها على صدره يقبله بأسف وندم متوعدًا بأشد عقاب لمن قاموا بتدميرهم 

ابعد وجهها عن صدره ومسح دموعها بابهامه ثم تمتم بغصة تهز قلبها وقلبه

_سامحيني يا حبيبتي…

رفعت عينيها إليه فوجدته يرمقها بعينين دامعة مشفقة على كلاهما.

أغمضت عينيها بقوة تحاول السيطرة على نحيبها ورجفتها لكن لا فائدة بل شعرت بالدموع تنهمر أكتر حتى أصبحت قدميها كالهلام 

نزلت على الأرض ونزل هو معها ليحتويها اكثر داخل أحضانه وجعلها تخرج تلك الآلام على هيئة بكاء من داخلها

وأقسم ان يكون ذلك هو البكاء الاخير لهما لذا تركها تبكي وتنتحب كما تشاء.


تشبثت به بوهن كأنها تطلب منه ألا يعاد ما فعله معها من قبل 

وكأنه علم بما تود القلوب التفوه به لذا شدد من احتضانه لها كأنه يوعدها بذلك 

بعد فترة استكانت بين يديه وتوقف نحيبها 

تطلع إليها فوجد أنها قد نامت بين يديه..

بكل روية قام بحملها ونهض بها ليدلف منزله ثم صعد بها للأعلى ليضعها على فراشه.

خلع حذائها ثم سترتها كي تنام براحة ثم جذب عليها الغطاء وتركها لتنام 

قام بالاتصال بجدها وأخبره أنها ستبقى معه 

رحب جدها بذلك ولم يمانع فهي بالنهاية زوجته.

اغلق داغر الهاتف ثم وضع يديه في خصلاته وهو مستند على مرفقيه

لقد وصل التعب منه مبلغه لذا قرر أن ينام أخيراً بعد ذلك الشقاء

خلع سترته تلاها حذاءه ثم استلقى بجوارها على الفراش

جذبها لحضنه يشدد ذراعيه حولها كأنه يخشى هروبها منه.

أغمض عينيه وقد إرتاح قلبه أخيراً برؤيتها معه..


❈-❈-❈


في القاهرة.

دلف سليم غرفة الصغير فيجد وعد مستلقية بجوار إياد الذي غفى على فراشه

فقد أصر منذ عودته إلى القاهرة بعد أن أسترد أملاك والده التي لا يعرف عنه شيء حتى الآن أن يحتفظ بابن أخته لديه

وقد تعلقا به حتى أنهما يخشى رجوعه إلى أسيل والتي رفضت العودة إلى مصر نهائياً 

دنى منها ليوقظها بخفوت

_وعد..

فتحت وعد عينيها ليبتسم قلبها قبل ثغرها عند رؤيته

همت بالتحدث لكنها تذكرت إياد الذي نام بعد عناء.

أشارت له بالصمت ثم خرجت معه للخارج وهي تقول بعد ان أغلقت الباب

_أخيراً نام، يظهر إننا زودناها أوي ولازم نبعته لأسيل.

تنهد سليم بعتب وقال 

_انا بحاول اضغطت عليها عشان ترجع بس يظهر إنها مصرة وجدي كمان مشجعها تفضل معاه.

ضيقت عينيها بشك

_عايز تفهمني انه ده السبب اللي مخليك مش عايز ترجعه؟

حك رأسه بإحراج 

_بصراحة بفكر احتفظ به وهي تخبط راسها في الحيط، عايزة ابنها يبقا ترجع تعيش معانا هنا.

ضحكت وعد وقالت 

_انت مجنون بس بصراحة الولد ده بيعلق الكل به، انا مش قادرة أنسى شكل دادة أمينة وانت بتقنعها أنك تاخده يعيش معاك صدقني صعبت عليا أوي.

_هي كمان رفضت تعيش معايا هنا وحازم أصر على الرفض قال أنه سابها تفضل معانا بس عشان أسيل وبما إن أسيل مش موجودة يبقا مينفعش ترجع.

غمغمت بزعل

_بصراحة البيت وحش أوي من غيرها 

غمز بعينيه بمكر

_وانا اللي بقالي يومين غايب مكنش وحش من غيري؟

ضحكت وعد وردت 

_مين اللي قال كدة 

رفعت اناملها تعد عليها 

_دا انا عدتهم باليوم والساعة والدقيقة حتى الثانية.

رفع حاجبيه متسائلاً 

_أومال فين مش شايف.

هزت كتفيها بلؤم 

_بما إنك مش صابر تعالى معايا.

اندهش عندما وجدها تجذبه من يده ودلفت به غرفتهم 

فتحت أحد الأدراج لتخرج شيء صغير وتتقدم منه تشير به أمام عينيه

_ده اللي كان بيخليني اعد الثواني عشان تيجي واقولك.

قطب جبينه بحيرة وسألها 

_هو ايه ده؟

امسكه بيده فيجد جهاز صغير ويرى بهما خطين باللون الاحمر 

قالت بسعادة 

_انا حامل.

كان وقع تلك الكلمة عليه رهيب وهو يرى حلمه يتحقق بزوجته التي عشقها وطفل تمناه منها وحلم به كثيرًا 

صدحت ضحكتها عندما قام بحملها وأخذ يلتف بها بسعادة كبيرة وقد انقشعت تلك الغيوم من حياته وازدهر حاضره ومستقبله

فقط يصل لوالده وتعود أخته كي ينعما معا بتلك السعادة..


❈-❈-❈


استيقظت أسيل لتجد نفسها مستلقية على الفراش واضعاً رأسها على صدره ومحاطاً إياها بذراعيه كأنه يخاف ان تهرب منه.

تطلعت إليه فتجده نائماً بهدوء وملامحه لأول مرة يظهر عليها الراحة وكأنه وجد ضالته أخيراً.

ظلت حائرة ما بين أن تعود إليه وتنسى الماضي

أم تنتظر حتى يعيد لها شعور الأمان الذي افتقدته معه

مازالت لا تعرف ماذا فعل بقلبها حتى يسيطر عليه بتلك الطريقة

فقلبها يتحرى شوقاً للعودة إليه 

أما عقلها فهو يأبي الرجوع حتى تتأكد من حقيقة ما أخبرها به.

هي لا تشك بما قاله لكن تريد الاطمئنان أكثر.

انسحبت بهدوء من جواره وأخذت هاتفها من اعلى المنضدة وتوجهت للخارج

هاتفت عمه والذي أكد لها كل شيء وأنهم استطعوا الوصول للخادمة لكن داغر رفض ان يبلغ عنهم كي لا يعرض الفيديو للشرطة ويراها الجميع هكذا.

إذًا لم يكذب عليها كما ظنت 

وكأنه شعر بها تقوم من جواره إذ سمعته يقول بعتاب

_خلاص اتأكدتي؟

استدارت تجاهه وقد شعرت بالاحراج منه لذا تمتمت بفتور

_اللي عشته الفترة اللي فاتت يخليني اتأكد الأول قبل أي خطوة اخطيها.

تقدم منها ليقول بجدية 

_وانا عمري ما كدبت عليكِ يا أسيل وارجعي بذكرياتنا مع بعض هتعرفي إني كنت صادق معاكِ من البداية.

تطلعت إلى عينيه بحيرة فتقدم منها يحتويها بذراعيه وقال بلوعة

_أسيل كفاية لحد كدة أنا حقيقي تعبت مبقتش قادر أبعد أكتر من كدة، كفاية اللي ضاع من عمرنا وخلينا نعوض العذاب اللي عشناه في حضن بعض.

اهتزت نظراتها عندما فهمت مغزى حديثه

فهي ليست مستعدة بعد لأن يجمعهم سقف واحد

شعر داغر بما تعانيه لذا وضع انامله أسفل ذقنها وتمتم بوله 

_اللي قدامك ده داغر اللي حبك وحبتيه الفترة اللي فاتت دي احذفيها خالص من حياتنا.

وضع وجهها بين كفيه وتابع بعشق

_خلينا نرجع مصر واعملك فرح اسكندرية كلها تتحاكى به، بس إرجعي.

اخفضت عينيها بأسف فرغم رغبتها بذلك إلا إن ذلك مستحيل لأجل طفلهما.


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة