رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل الأخير - 1 - الثلاثاء 21/1/2025
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
لا حب بيننا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
3
تم النشر يوم الثلاثاء
21/1/2025
بعد مرور عدة شهور، كان مأمون وفيروز ونجيب في الصالون يشاهدون التلفاز بهدوء في حين قطب مأمون جبينه متسائلًا بفضولٍ قليل
= يعني فات اكتر من شهرين وما سمعناكش ولا شفنا حاجه عن العروسه الجديده إيه تكونش عملت الفرح وهربت منه وهتعملنا مفاجاه زي العاده قريب.
لم يبدُ الآخر مسترخيًا في جلسته حين قال بصوت حزين مكتئب
= ولا في عروسه ولا في جواز أبوها رفض يجوزهالي لما لقاني جاي لوحدي اطلبها وقال اكيد في حاجه مخليه اهلك مستعرين يجوا معاك وطالما الحكايه بدأ كده ما عنديش بنات للجواز.. يا ريت تكونوا كلكم مرتاحين دلوقتي.
ضحك دون مرح قبل أن يشير بيده ليخبره في صوتٍ أجش
= وما نرتاحش ليه طالما الحمد لله الامور عدت على خير وما لبسناش في مصيبه جديده من جوازاتك اللي ما بتخلصش، انا من رايي أحسن تجرب جواز الصالونات واحده ولا تعرفها ولا تعرفك ولا نجيبلك واحده من البلد قطه مغمضه زي ما بيقولوا عشان توفر على نفسك الإختبار بتاع كل مره.
بهتت ملامحه تمامًا فاعترض نجيب عليه في تجهمٍ
= هو انت بتعاملني كده ليه انا بسببك خسرت واحده كنت بحبها وانا كنت المره دي فعلا واثق فيها وما كنتش هختبرها وبسببك ضاعت مني.. وانت عمال تتريق عليا؟!.
أبدى مأمون اهتمامه الكامل لسماعه، فصدمه بما لم يطرأ على باله حين جاء تعليقه باردًا للغاية
= رغم اني مش مصدق نص كلامك لأن الاسطوانه الحمضانه دي كنت بسمعها في كل جوازاتك وبرده كنت بتهرب، لكن مين قال ان انا بتريق انا بقولك الصراحه جربت ثلاث مرات تحب ويمكن بتتحب برده ودايما بتفشل بسبب الاختبار بتاعك لانك عاوز واحده ما تعاملتش خالص مع رجاله ولا قبلك ولا بعدك حتى لو ماشيه في الشارع عادي جنبهم ورغم ان انت مدي نفسك الحق تعرف لكن هي لا! بس تفتكر ممكن تلاقي واحده كده فعلا؟
طالعه أبيه بنظرات عادية قبل أن يجود عليه بما اعتبره نصيحته الثمينة رغم سخرية الحديث
= مش قصدي واحده محدش لمسها في بنات محترمين كثير لكن انت بتدور على حاجه معينه وهي دايما اللي بتخليك تفشل! بس متهيالي انك ما لقيتش بدليل اهو لسه قاعد قدامي، انا من رايي بقى تروح مستشفى ولاده وتستنى واحده تكون لسه مولوده وتربيها على ايدك اهي دي بقي هتكون ضامنها فعلا انها ولا شفت رجاله ولا اتعرفت عليهم بالصدفه حتى.
كانت فيروز تستمع إلى الأحاديث المحيطة بها بصمت غريب، في لحظة شعرت بالتعاطف تجاهه بسبب ما يمر به من صعوبات في العمل والبحث عن الشريك المناسب. لكنها ابتسمت بسخرية من نفسها، متسائلة من كان يصدق أن الأمور قد تصل بها إلى هذا الحد! ومع كثرة الأزمات التي يتعرض لها، بدأت تشعر ببعض التعاطف تجاهه.
لم يتحمل نجيب أي إهانة أو تعليقات ساخره وهو في هذه الحالة البائسة، فسلط نظراته على فيروز التي كانت شارده فيه واعتقد انها نظرات شماته كعادتها لذا صاح في حنقٍ
= ايه ما اكتفيتيش شماته فيا يا فيروز ولا دعي عليا، كفايه تعيشي دور المظلومه كتير
ما حدش أحسن من التاني ها .
غامت ملامح فيروز وأظلمت نظراتها في احتجاجٍ على حديثه قبل أن تعلق عليه بجديةٍ
= مش محتاجه أعيش دور المظلوميه لاني معترفه من أول يوم ان انا كنت غلط في اختياري وان أنا وثقت في واحد ما يستاهلش،
وخدت عقابي وانت كمان دلوقتي بتاخد عقابك.. فالموضوع مش مساله بدعي عليك ولا شمتانه فيك، لأن كل واحد بيحصد نصيبه في الحياه من أعماله
كلماتها بالفعل جعلته يشعر بالضيق والمعاناة أكثر فالخسائر بدأت واضحه معه للغايه للكل وأنه كان يسير في طريق خاطئ، وقبل أن يتحدث مجدداً ظهر مسعد بتلك اللحظة الذي علق عليه بتحذير شديدة اللهجة بوجه مكفهر
= قلتلك ثاني مره ما تحاولش تتكلم معاها فاهم ولا لاء، وبطل ترمي مصايبك وبلاويك على غيرك واعترف بغلطك أحسن.
❈-❈-❈
في منتصف الليل، كان بذلك الوقت يتطلع ريان من النافذه على الخارج ليتفاجا بشقيقه يجلس في الجنينه ويحتسب الخمر هكذا دون اهتمام بأن يراه احد، تنهد بضيق شديد وببطءٍ تقدم في خطواته ناحيته ضرب قبضته بعنف ثم منحه هذه النظرة الاحتقارية وهو يخاطبه في حدة
= هو احنا مش حذرناك من الشرب والقرف اللي بتعمله أولا ده مش حل و حرام وربنا عمره ما هيباركلك في حياتك اللي عمال تتحسر عليها وغير كده كمان لما بتفقد وعيك ما تبقاش عارف تتحكم في تصرفاتك وبتعقد الأمور أكثر
رمقه بهذه النظرة المستهجنة قبل أن يقول الآخر بتردد ملحوظ
= ما خلاص يا عم عرفنا أن ما فيش زيك وانا الوحش وإبن كلب مش ده اللي طول الوقت بتحاول توصلهلي أن انت أحسن مني؟ وحتى البني ادمه الوحيده اللي حبيتني بجد بقت شايفاك بطل وأنا الوحش اللي فضحها
ازدادت تعابيره سوادًا، لهذا لم يطل في المماطلة وسأله مباشرة ليعرف نواياه ناحيتها
= هي ايه الحكايه بالظبط يا نجيب ليه كل شويه عمال تجيب سيره فيروز وتتحسر انك سبتها؟ ايه أخيراً ندمت وعرفت انك غلطت في حقها
كان ريان يتفرس بتدقيق وجه في أدنى تغيير يطرأ على اخية كأنما يتأكد من شيء بعينه جعل الشكوك تبزغ بداخله، فهل نجيب ما زال يحب فيروز رغم كل ما فعله بها وذهب يبحث عن غيرها؟
أغمض نجيب عينيه للحظةٍ وأجابه في صوتٍ شبه حزين وآسف
= لا ما غلطتش وهفضل اقولها كذا مره رغم انكم بتضايقوا انا ما غصبتش حد على حاجه؟ لكن متأكد أنك لو ما كنتش خدتها مني كان زمانها دلوقتي زي ما هي وكان ممكن يبقيلنا فرصه مع بعض تاني وساعتها كانت هي اللي هتنفعني فعلاً ومش بعيد كان زمان ابنك هو ابني دلوقتي وعايشين مرتاحين.. هو انت اتجوزتها ليه اصلا وما تعملش حجتك اللي انا عملته انت كان عينك منها من الأول صح؟
تجمدت ملامحه من رده عندما فهم قصده، حيث كان يفكر في فيروز مرة أخرى لأنه لم يجد الشريك المناسبة حتى الآن وبالتأكيد إذا عاد إليها، سيمارس أفكاره واختباراته السخيفة من جديد، نظر إليه بنظرة قاسية وقال في استعتاب حاد
= تعرف انا كل مره بشفق عليك بجد يعني حتى كل اللي انت فيه ده مش ندم على اللي عملته معاها لا عشان حالك اللي بقى كده و ما فيش جوازه راضيه تكمل ولا تنفع معاك ففكرت انها في الوقت ده لو ما كانتش اتجوزك كانت غصب عنها هي واهلها هيقبلوا بيك من تاني رغم كل اللي عملته فيها.