-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل الأخير - 2 - الثلاثاء 21/1/2025


  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأخير

3

تم النشر يوم الثلاثاء

21/1/2025



ابتلع ريقًا غير موجودٍ في حلقه، وأخبره برجفة بائنة في صوته بحسرة


= عشان ده فعلا اللي كان هيحصل لو انت ما قربتلهاش ولا علقتها بيك وقتها كنت هتضعف وتحن لايامنا زمان، وبعدين ما تغيرش الموضوع كنت بتبص علي اللي هتبقى مرات اخوك مش كده؟ كان عينك منها وانت عارف كويس انها بتحبني وانا بحبها وهنتجوز 


هز رأسه بلا فائده منه متسائلًا في استنكارٍ


= هو انت ما فيش فايده فيك مش عاوز تتلم! ولا عاوز ترضي غرورك عشان تبين ان انت الضحيه واحنا اللي ظالمين ووحشين، أنت عارف كويس الرد على السؤال ده؟ انا وقتها كنت خاطب وعلى وش جواز وفيروز كانت بالنسبه لي زي اختي... وكان سبب رفضي لما عمتي قالتلي فكر فيها كزوجه طالما انتوا الاتنين بقى الحال من بعض كان دايما ردي ان ازاي اختي تبقى مراتي لكن سبحان الله كل حاجه اتغيرت وطلعت هي فعلا انسب واحده ليا 


غضب الآخر كثيراً لدرجه أبعد الخمر الذي أمامه بحده فلم يجد له فائده عندما تذكر كل شيء، لم يعايه أخيه ريان أي اهتمام وواصل حديثه بتحدي منفعل 


= وانا انسب واحد ليها برده! فبلاش عقلك الغبي ثاني يصورلك اي حجه وهميه عشان تطلع نفسك مظلوم! بدل ما انت عمال تفكر على القديم وتندب حظك فكر أحسن تحل اللي جي ازاي؟ ولاخر مره بحذرك يا نجيب أبعد عن فيروز مراتي


لوي شفتيه بغيظ وسأله بابتسامةٍ ساخطة


= مراتك آه، دلوقتي بقيت مراتك!. 


انحنى عليه قابضاً علي ذراعيه بقسوة و هو يزمجر بتحذير صارم 


=ايوه مراتي وهتفضل طول عمرها مراتي، لان حتى لو انا ماكنتش موجود في حياتها كانت مستحيل ترجع لواحد زيك واعترف مره لنفسك انك ظلمتها فعلا ودوست عليها بالجامد واللي حصل مستحيل تنساه بدليل لحد دلوقتي بتستنى اي لحظه عشان تتشفى فيك وترتاح ان ربنا بيردلها حقها واللي عملوه اهلك واهلها فيها زمان.. واعتبر ده اخر تحذير ليك انك حتى تفكر فيها بينك وبين نفسك تاني فاهم!. 


❈-❈-❈


كان يومًا عاديًا كغيره من الأيام الروتينية في المنزل في الصباح، تحركت فيروز للإمام تجاه والدها وهي شبه ترتجف فلا تعلم لماذا طلبها، فنظراته التي صحبتها رغم انها كانت حنونه لكنها لم تكن مريحة بالمرة لأنها منذ فتره طويله لم تتعود منه على ذلك، لكنها توارت خلف قناع الجمود الذي وضعته على وجهها، محاولة ألا تظهر اضطرابها وتحيرت في أمره فقالت بتسائل 


= خير عمته قالتلي انك عاوزني اتفضل سمعه حضرتك!. 


زم فمه للحظةٍ، ثم دنا منها متسائلًا بهذه النبرة الحنونه والغريبة عليها 


= حضرتي آمال فين بابا يا فيروز! وبعدين هو انا لازم ابعت حد وراكي عشان اشوف بنتي ما بقتش اشوفك ليه؟ ودايما بحس انك بتكوني قصدي تبعدي عني .


أبقت على جمودها و ردت عليه في نبرة مستنكرة


=طب ما انت زمان كنت بتبقى قاصد تكون بعيد عني عشان تعاقبني برده، حتى في عز ما كنت محتاجه لك فاكر يبقى ليه زعلان دلوقتي لما انا خدت نفس الموقف ضدك.. هو انت عاوز مني ايه دلوقتي كنت طول الوقت تقولي ما لكيش دعوه بيا من هنا ورايح ولا تكلميني ولا وشك يجي في وشي وكنت بتعاملني زي الوباء اللي قرفان منه يبقى دلوقتي زعلان ليه اللي انا فيه ده طبيعي جداً على فكره 


عادت نظراته لتشرد قبل أن يهمهم بعد زفرة سريعة بقلقٍ


= فيروز انتٍ غلطتي غلطه كبيره بسببها خليتيني مش قادر ارفع راسي في وسط أهلي، لازم تكوني عارفه ثقه الأهل لاولادهم حاجه كبيره أوي ولما بتروح تبقى رد الفعل صعبة اوي واللي بيحصل بعد كده بيكون نتيجه وجعهم وصدمتهم فيهم.


حدجته بهذه النظرة القاتمة، قبل أن تسأله في نبرة تلومه


= ولازم انت كمان تكون عارف كويس ان ثقه الاولاد لاهاليهم حاجه كبيره أوي، ولما بتروح ما بترجعش بسهوله برده.. ممكن بقى نعدي حكايه انا عملت ايه وغلطت لان انا خلاص خدت جزائي واتحسبت اكتر من مره وزياده كمان..فبلاش كل شويه تفتح الموضوع ده و تحسسني بغلطتي اللي انا لحد دلوقتي مش ناسيها أصلا.


دعك والدها صدره الذي كان يشعر فيه بوخزاتٍ متفرقة، وهتف بعبوسٍ


= انا مش بفتح في القديم عشان احسسك باللي عملتيه انا عاوز اعرفك انا ساعتها كنت موجوع منك قد ايه عشان كده...


اندهشت من قوله الذي لم يشعرها بأي عطف تجاهه على الإطلاق، فقد كانت تأمل في الكثير ولكنه خذلها أكثر من مرة والأهم من ذلك، أن نفس الموقف تكرر مع أشخاص آخرين، ورأت النقيض تمامًا، مما جعلها تشعر بأنها بلا قيمة حقًا. هل يسخر منها أم يتعمد استفزازها ليظهر أسوأ ما فيها؟ فسألته بتشنجٍ


= عشان كده كنت اقصد انك تكسرني قدام أهلك وسبتهم هم كمان يكسروني! لو هو ده كان عقابك ليا فانت عقبتني فعلا لدرجه عمري ما هنسى كل اللي عملته فيا، بس انا اسفه بقى مش لاقيه أي حجه على اللي حصل.. طب اشمعنا استاذ توفيق حاسب بنته بطريقه ثانيه وخدلها حقها برده مين اللي اذوها ولا عشان اللي اذوها دول اهلك، آه يعني انت بتباقي اهلك على بنتك؟ 


تلعثم مسعد وهو يحاول تبرير موقفه


= ما كانش ده المقصود يا فيروز اكيد بس كنت شايف أن غلطتك كبيره وانتٍ تستحقي تاخدي عقاب كبير عشان ما تعمليش الغلطه دي تاني، وكنت طول الوقت محطوط في ضغط منهم ان انتٍ لو اتسابتي كده غلطتك هتزيد 


سلاح المواجهة كان الشيء الوحيد المتاح لها لمقاومه وجعها منهما، فانتفضت مُبعدة عنه لتنهض وتراجعت للخلف مسافة خطوتين لتهدر به في انفعالٍ


= عذر اقبح من ذنب بصراحه، لانك اديك اعترفت بنفسك أهو انك اللي كنت بتعمله فيا وسايبني ليهم عشان ضغطهم وهم على فكره كانوا قاصدين كده ان الغلط يجيبوه عليا كله عشان يطلعوا ابنهم الملاك.. ما هو اصل انا كمان كان ليا حق على فكره، ولو هحسبها كده ليه لما رجع ما اخذتش منه موقف؟ 


رمقته بنظرة مستريبة وتجمعت الدموع في عينيها وهي تسترسل بلا توقف


= اقولك أنا ليه عشان برده بقيت اهلك على بنتك لثاني مره؟ ومش مهم هي في داهيه تولع، هو انا ممكن اعرف القعده دي قاعدينها ليه وعمال تفتح في القديم 


تنحنح مسعد بندم ليرد بجديةٍ شابت نبرته


= عاوزه قبل ما اسافر نتصافى وتسامحيني يا فيروز وزي ما انتٍ معترفه بغلطتك انا كمان غلطت في حقك وكان لازم فعلا اجيبلك حقك منه ومش هنكر قلت ان احنا اهل في بعض والموضوع يتلم لكن هم عملوا العكس للأسف 


استغربت من قوله الذي جاء في وقت متاخر والذي أيضا لم يمحي معاناتها التي هو كان السبب بجزء منها رغم أنها التي بدأت وأخطأت، لذلك رفضته في صوت مستهجن


= هم عملوا العكس عشان انت اللي اديتهم الحق ده يتمادوا، عارف كام مره كانوا بيذلوا ويهونوا فيا وعيني كانت تبقى عليك وانا بترجاك انك ترجعلي جزء من كرامتي قدامهم وانت كنت بتقف عامل نفسك مش شايفني؟ 

حتى لما رجع بصيتلك تاني نفس النظره وانا بترجاك وقلتهالك في وشك يلا هاتلي حق منه وبرده عملت نفسك مش شايفني.


في تلك اللحظه خرج مأمون و ابتهال ونجيب على صوتها، وسأل أخيه بقلق 


= في ايه يا مسعد ايه اللي حصل؟ 


استحقرت فيروز الجميع بنظراتها بتلك اللحظة قبل أن تواصل إخبرهم بما أطبق على صدرها، وفاض من قلبها


=ولا البيه اخوك اللي ضربني واهني لما الناس في شغله لاسينه عليه بالكلام بسبب ان إبنه ساب كتب الكتاب وجي طلعه عليا، ورغم ان انت ما لكش حق عندي ولا ضرب عليا لكن عملتها بسبب ان اللي مفروض ابويا سابك تعمل مبادلك فيا، وبصيتلك نفس النظره يا بابا انك تنقذني من ايده ووقفت تتفرج برده عليا وانت كمان يا عم مأمون وقفت تتفرج عليا مع كل مره كانت مراتك بتهين فيا ولما ابنك رجع ما فكرتش تجيب حقي رغم انك لما ضربتني اعترفت بس ان انا واحده من العيله ولازم اتحاسب على اللي حصلكم بسبب عملتي لكن ساعه حقي كلكم بتنسوني 


بهتت ملامح مأمون تمامًا في ذهول وشعر بالذنب لذلك لم يستطيع الرد عليها، بينما الأخري اهتاجت وخرجت عن السيطرة بارتفاع نبرتها المتشنجة


= وانتٍ كمان يا طنط ابتهال عمري ما هنسى اهنتك ليا طول الوقت وأي لحظه بتشوفيني فرحانه لما بتصدقي تفسديها عليا وتفكريني باللي حصل زمان، كأنك بتعاقبين على ابنك اللي هرب وسيبك وما سالش فيكي بمزاجه هاه! مش عشان انا بعتله الصور حجتكم كلكم إللي عاملينها الشماعه اللي بيتعلقوا عليها اخطائكم، وكل بس ما اتكلم على حقي على طول تردوا وتقولوا ما كل اللي حصل بمزاجك.. 


نظرت فيروز لهم بنظرة قاسية شعرت بها تنفذ داخلها، تعريها تمامًا لكنها مع كل ذلك واصلت حديثها 


= عشان كده انا عمري ما هنسى كل مره كنتي بتشعليلي عمي وابويا عليا عشان بتنتقمي مني وكنتي قاصده ده، ولا كل مره اهنتيني بكلامك اللي كان بيخليني افضل طول الليل فاكراه وعماله اردده في دماغي واعيط كتير وما اعرفش انام بسببك.. انا كنت كل يوم بجلد نفسي حرفياً وافضل ألوم في روحي وعذاب ضميري اللي ما كانش بينيمني، وكل ده بسبب غلطه عملتها ما كنتش قصدها واللي كان قاصدها؟ محدش منكم قرب منه ولا عمله حاجه 


أخفضت ابتهال رأسها بخزي وتوتر وبدا أخيرا شعور التعاطف يلح عليها تجاه أفعالها معها في وقت سابق، استشاطت نظرات فيروز أكثر وألمها الجسدي ومع ذلك لم تكف عن إفراغ ما في جعبتها، صاحت معترفة لهم بلا اهتزاز ولا خوف 


= تعبت اقولكم ان انا كنت برفض طلبه و كان بيزن عليا ويقولي انتٍ كده مش بتثقي فيا؟ كده مش بتحبيني؟ ويحلفلي! ابعتي الصور ومش هبعتها لحد ولا حد هيشوفها غيري، و في الاخر يفضحني قدامكم كلكم ويهرب يوم كتب الكتاب.. ومش مهم الناس هتقول عليا ايه؟ وكل ده محدش عاقبه عليه طب يا جماعه ده انا واحده منكم واهلي وهو قريبي عمل كده فيا عقبوه.. برده لا انا اللي بنت وانا إللي لازم اشيل الليله لوحدي مش كده.. ده لما رجع وبقي قدامي كانكم كنتم بتعاقبوني انا اكثر وانا شايفه بيشوف حياته عادي ويخطط يتجوز وانا قهرتوني قهر !

الصفحة التالية