-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 7 - 1 - الأحد 19/1/2025

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السابع

1

تم النشر يوم الأحد

19/1/2025



بعد مرور خمسة أشهر، كانت فيروز تحمل طفلها "وتيم" على كتفها، تربت على ظهره بحركات دائرية بطريقة حنونة ولطيفة، لم تكن في وضع هادئ على الإطلاق، إذ كانت تنتظر بفارغ الصبر وصول ريان، حيث كانت ستظهر نتيجتها اليوم


ولم تذهب معه بسبب قلقها الشديد، فبقيت في المنزل تتجول هنا وهناك في الصالون مع طفلها وتنظر من خلف النافذة إلى الخارج كل حين واخر، في الجهة الأخرى، كان نجيب يجلس يتابع شيئًا ما على التلفاز، بينما كانت والدته تراقب تحركات فيروز أمامها ثم علقت عليها بسخرية مستفزة


= ما تقعدي بقى خيلتينا ما كنتي رحتي معاه بنفسك أحسن طالما وجعه دماغنا كده، وهاتي الواد اللي في ايدك ده زمانه داخ منك 


لم تكن في وضع يسمح لها بالجدال، لذا وضعت طفلها على الأرض الذي بدأ يتعلم المشي ليذهب إليها، لكنه غير مساره عندما رأى والده يدخل من باب المنزل وذهب إليه مبتسمًا ويقوم بتحريك يديه بطريقة طفولية تعبر عن فرحته، حمله ريان على الفور بحنان وبدأ يتحدث معه بحب صادق


= حبيب بابا، إيه اللي مصحيك بدري كده هاه.


ابتلعت فيروز ريقها بقلق وسألته في شكٍ


= طمني يا ريان الأول هو انا ما جبتش نتيجه كويسه ولا ايه انت داخل ساكت ليه ومطنشني

كده.

اتسعت ابتسامة ريان مؤكدًا لها عن ثقة عجيبة 


= عيب عليكي أكون انا اللي مذاكر لك بنفسي ومراجعلك قبل كل امتحان وتشكي اتفضلي يا ستي شوفي بنفسك النتيجه.


أخذت النتيجة منه على الفور، لتتفاجأ بنتائجها العالية وقد تلمعت عيناها بالدموع المتأثرة، وسرعان ما احتضنته أمام الجميع بفرح وسعادة.


= ده بجد! الحمد لله شكرا أوي يا ريان


ضغطت ابتهال على شفتيها بضيق شديد واردات اسفاد أجواء فرحتها عليها كعادتها

وخاطبه أبنها الكبير في برودٍ


= مش عارفه فارقه معاكي جبتي نتيجه عاليه ولا صغيره ليه؟ ما انتٍ في الحالتين هتقعدي ولا تكون هتشغلها يا ريان، مش منى برده كنتم متفقين هتقعد بعد الجواز وان انت ما بتحبش مراتك تشتغل، ولا الحال اتغير مع الهانم 


أبعدها بهدوء وعلق بجدية بدت واضحة في صوته الذي ازداد خشونة


= لا لسه على اتفاقي فيروز مش هتشتغل أكيد خصوصا واحنا عندنا وتيم، بس ده ما يمنعش أنها لازم تهتم بدراستها ونتيجتها واهي الحمد لله خلصت. 


خفق قلب فيروز بقوةٍ، وزاد تلاحق دقاته في تلك اللحظه، فكلمات حماتها لم تكن مشجعة بالمرة لها، لكنها قالت مرة أخرى بتردد كأنما تستنجد به


= آه مش هشتغل، بس انا كنت حابه اعمل ماجستير يعني لو مش هتمانع يا ريان وبعد اذنك.


رمش بعينيه في دهشة متعجبة، فسألها بهدوءٍ


= ما قلتليش يعني قبل كده! ايه اللي جاب الموضوع في دماغك.


رسمت فيروز هذه الابتسامة المتوترة و

التفتت نحوه لترد 


= عشان كنت مستنيه أشوف النتيجه الأول واطمن والموضوع لسه مفكره فيه من فتره قصيره، لو مش عاوز خلاص 


أكد لها ريان بلا تفكيرٍ قائلاً بنبرة هادئ 


=لا خالص براحتك ما عنديش مانع اكيد ده مستقبلك برده و انتٍ حره فيه، وبعدين انا شايف انك ما شاء الله اتحسنتي كتير عن زمان وبقيتي تجيبي نتائج عاليه وطالما متحمسه للموضوع تمام ربنا يوفقك. 


نظرت فيروز له بعينين لامعتين وأسرعت تحضنه مره ثانيه بسعاده اكبر وهو تفاجأ بها لكنه ابتسم يضمها بحنان بعدما انزل طفله وذهب الى جدته، التي حملته الى أحضانها

وهتفت بغيظٍ


= ما خلاص كفايه احضان قدامنا واتلموا، ولا خشوا جوه الاوضه كملوا احسن طالما ما بقاش في حياء.


ابتعدت عنه بخجل وقد احمر وجهها خجلًا، بينما تدفقت الدماء في عروقها المتحمسه في هذه الأثناء، نظر ريان إلى والدته بضيق مكتوم، ثم جذب زوجته من يديها وذهب بها نحو غرفتهما، تحت صدمة والدته التي اعتقدت أنه أخذها ليقضي وقتًا ممتعًا في الداخل، وليس لأنها دائمًا تختار الأوقات الغير مناسبة لتعكير صفوهم.


ورغم التجهم المستحوذ الذي كان يعكس الضيق على وجه نجيب في الآونة الأخيرة، إلا أنه كان يتابع ما يحدث من زاوية عينه بغيظ شديد دون أن يتحدث.


بينما لم تستطيع ابتهال الصمت وهتفت بوجه مكفهر


= شايف قله ادب أخوك البت خلاص جراءته بقى هو ده ريان! ده خدها قدامنا ودخلوا بجد واول ما اصدق ان انا قلت كده.. قله حياء صحيح.


ثم تابعت حديثها قائلة بجدية


= وانت الثاني هتفضل قاعدلي كده والهانم اللي جوه عماله تشوف حياتها عنك وتنجح وتكبر، وانت محلك سر.. بذمتك ده منظر دكتور انت بطلت ليه تروح الشغل بقيلك اكتر من شهر ونص ابوك بقي ياخد باله وانا عماله  اقوله كل شويه حجه شكل .


نظر لها بحنق وأطبق على شفتيه في غضبٍ قائلاً بصراحه صدمتها 


= عاوزه ايه يا ماما سيبيني في حالي انا مش طايق نفسي اصلا، اجيبلك من الآخر انا بقيلي اكتر من ثلاث شهور أصلا مفصول من الشغل واحتمال يسحبوا مني كارنيه النقابه  


اتسعت عينا ابتهال فسألته في إلحاحٍ مستنكر


=يا لهوي مفصول من الشغل! يعني ايه؟؟ خلاص كده مش هتشتغل في الطب ثاني.. ليه ايه اللي حصل عشان يفصلوك 


اعتدل فوق المقعد بغيظٍ وقهر ليقول بجمود رغم نبره الحزن الواضحه


= كلام الزفت توفيق وصلهم حاولت انكر التهمه اللي اتهمني بيها يوم فرح بنته، هم في الأول فعلا بعضهم ما صدقوش لكن زمايلي بالراحه وفي الجايه بقى عمالين يرموا عليا بالكلام وانا ما استحملتش ومسكت اثنين منهم كنت هموتهم ويستاهلوا، بس رفعوا عليا قضيه عشان كده فصلوني كام شهر.. كله بسبب الهانم اللي قاعده جوه 


ظهر في تلك اللحظة مأمون وقاطعهم بقسوة واستهزاء به


= لا وانت الصادق بسبب فشلك وانك مش قادره تمسك اعصابك وبتدفع تمن اللي عملته، فما ترميش فشلك على غيرك.. انا عارف على فكره من فتره ان انت انفصلت و شايفك كل يوم الصبح رايح جي وبتضحك علينا فاستنيتك تجيب اخرك عشان اعرفك انك كذاب.


أخفض إبنه رأسه بغضب مكبوت فلم يستطيع الرد عليه، فأخبر مأمون الإثنين بتهكمٍ ممزوجٍ بالإهانة


= بطلي تداري عليه وتدادي خلاص ابنك ضيع مستقبله بايده، وما تلومش حد غير نفسك، أصل كانت فيروز قالتلك تهرب من الفرح لثاني مره اصلك متعود تغلط وغيرك يتحمل المسؤوليه ويشيل وفكرت ده اللي هيحصل لثاني مره بس ادي ربنا ردهالك فيك وفينا.. واديني احنا كمان بندفع التمن معاك بس ده ذنب فيروز كان معاها لما قالت كان لازم يتعاقب.. عشان انا فعلا لو كنت عاقبتك من اول مره ما كنتش عملتها تاني.


زرَّت ابتهال عينيها بتدقيقٍ، فقالت على نفس النبرة البغضه في حمئةٍ


= جري إيه يا مأمون ما خلصنا، هي مين دي اللي معاها حق ما على راي ابنك ما كل حاجه كانت بمزاجهم هو بيجيبهم مثلا غصب عنهم ويخليهم يصوروا نفسهم ويبعتوا الصور ما..


التفت زوجها إليها وحذرها بنظرة صارمة


= اكتمي لسانك خالص احسن اوديكي على بيت ابوكي دلوقتي هو انتٍ اتهبلتي خلاص و هتعومي على عوم ابنك ده انتٍ تحمدي ربنا أن ما عندكيش بنت كانت هتشيل ذنبك وذنب ابنك.. بطلي هبل بدل ما تغلطي ما الكلام ده اللي خليه يتجرأ ويعملها تاني وهيعملها ثالث عشان كده لازم ياخد بالجزمه فوق دماغه ويسكت.   


كررت كلمته الأخيرة في استنكارٍ وحزن 


= وبعديها لك يا مأمون انت كل شويه تحلف عليا بالطلاق وانك توديني بيت ابويا، هو انت بتتلكك ولا ايه.


هز رأسه إيجابًا بتجهم وصاح بتحذير صارم 


=طول ما لسانك مسحوب منك ولسه بتدافعي عن ابنك رغم غلطه يبقى فعلا هعملها قريب، وما تخلينيش فعلا اطلعها في دماغي واتصل باهلك واشهدهم عليكي ما هي تربيتك.. عشان كده من هنا ورايح إياكم اسمع حد في البيت ده بيدافع عن الكلب ده في اي حاجه عملها غلط.. وانت يا فالح ابقى وريني  هتشتغل ايه ولا هتفضل تاخد المصروف مني بعد ما ضيعت مستقبلك وقعدت في البيت. 


نهض نجيب قائمًا بعدما ترك ما فيه يده بغضب شديد، ورد عليه ببقايا كبرياءٍ مستنزف


= لما اطلب منك حاجه يبقى اتكلم انا اتصلت بواحد صاحبي وقلتله شوفلي اي شغلانه لحد ما اشوف هيرجعوني ولا لا، فريح نفسك مش مستني منك مصروف.