-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 5 - 2 - الإثنين 13/1/2025

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

2

تم النشر يوم الإقنين

13/1/2025


أشاح عمها و أبيها بوجهه بعيدًا عنها، أحبطها ذلك الفعل القاسي وأفسد عليها أملها بالكامل، وهي التي ظنت سابقًا أنهم ينتظرونا  لمحاسبته مثلها، تدخلت عمتها في تلك اللحظه وقالت بعطف وخوفاً من اشتباك الإخوة مجدداً بسبب اصرارها على حقها


= فيروز تعالي معايا يا حبيبتي جوه ابنك عمال يعيط ادخلي شوفي و يبقى نحل الموضوع ده بعدين و..


انحبست العبرات المصدومة في طرفها تنفست بعمق لتمنع صدرها الذي اختنق من أن ينفجر بصراخٍ لتقول ببطءٍ بخيبة أمل كبيرة 


= حتى انتٍ يا عمته عايزه تلمي الموضوع زيهم ومش مهم اللي اتبهدلت مش كده، ما انتم صحيح طلعتوا غضبكم وغلكم من عملته فيا وانا اللي حسبت على الإثنين خلاص! بس هي ما خلصتش كده يا نجيب ورحمه امي لهجيب حقي منك برده.


أخفضت رأسها بقله حيله بالفعل مثلها مثل غيرها لكنها تفعل ذلك بسبب الخوف حقا جعلها تكون ضدها وتنسى ما عانته، فردت ابتهال باحتجاجٍ


= انتٍ بتهددي الواد كمان قدامي ده انتٍ فجرتي خلاص على الآخر طب فكري تمسي شعره منه وانا اللي هقفلك طالما ما حدش من ابوكي ولا جوزك بيقولوا لك عيب و...


لوت شفتاها باستخفاف ساخراً بمرارة قبل أن ترد باستياءٍ ملموس  


= ما خلاص يا طنط ابتهال حفظنا القصه بتاعتك نفس الكلمتين كنتي بتقعدي كل مره تقوليهم عشان تشحني أبويا عليا وينزل فيا ضرب من تحت راسك انتٍ وابنك، العبي غيرها بقى! وبعدين خايفه ليه انا رحت ولا جيت ضعيفه برده ومش قدكم لوحدي بس معايا اللي اقوى منكم .. اللي هو ربنا.


ردت الأخري بنبرة جمعت بين القسوة والجمود


= انتٍ عاوزه ايه يا بنت ما تجيبي اخرك بتلمحي لايه.. ولا تقدري تعملي حاجه اصلا؟!. 


وقفت أمام الجميع تطالع معظمهم بنظرات دونية احتقارية، تحمل الإهانة في طياتها ثم إجابتها مقتضبة في الكلام بعزمٍ، بعد صمت بدا للآخر ممتدًا وكأنه لا ينتهي أبدًا  


= لا أقدر عشان انا إللي اتظلمت يا مرات عمي و وعد مني قدامكم كلكم لا مش هعمل حاجه في حياتي غير اني هفضل ادعي على ابنك ليل ونهار في صلاتي وفي ساعه أي أذان.. و هروح ازور الاوليه مخصوص عشانه! والفجر هصلي حاضر وهحافظ عليه وانا على دعوه واحده بس ان إبنك ما يشوفش السعاده طول عمره وكل اللي عمله في حياتي يتردله أضعاف وانتم كمان معاه، واي حد ظلمني.


هزت ابتهال رأسها بلا تصديق بقلق كأنما تسألها دون كلام، فتابعت فيروز معلقة في لذة مغيظة لها وممتعة 


= مالك خفتي كده ليه يا طنط ما تقلقيش انا واثقه في ربنا انه هيقبل دعوتي عارفه ليه؟ عشان ربنا بيقبل دعوه المظلوم وانا اتظلمت منكم كتير.. فولا هتعب نفسي وافكر انتقم منه إزاي وانا متاكده ان ربنا مش هيسيبني وهقعد اتفرج على حكمه وعقابة في إبنك.


التفتت بعدها لترحل بكل هدوءا بينما أبتسم نجيب ساخراً منها بصمت ولم يقتنع ان أخطأ من الأساس او أنها لديها حق عليه فهو يراها فتاه سيئه الأخلاق وهو كشفها للجميع ولم يفضحها كما تتهمه.


لكن أمه لم تستخف بكلامها انما خافت بالفعل من تهددها.


جحظت ابتهال عيناها في ذهول مرتاعٍ رغم عنها حاولت إخفائه وغمغمت بغيظٍ مكتوم


= شوفي البنت وجبروتها ربنا مش بيقبل إلا دعوه المظلوم صحيح وانتٍ مش مظلومه يا فيروز مش هقعد كل شويه افكرك كل حاجه تمت بمزاجك.. عشان كده ربنا مش هيقبل منك ان شاء الله والدعوه هتتردلك.. بنت تحرق الدم.


❈-❈-❈


منذ دخولهم الى الغرفه وهو يتابعها بصمت وعدم صبر، لكنه انتظر حتى تنتهي من اطعام طفله أولا ونام فاقترب منها وحمحم قائلًا بهدوء وعيناه مرتكزان عليها تمامًا، ليرى ردة فعلها 


= فيروز ممكن اتكلم معاكي انا سبتك تعملي اللي انتٍ عاوزاه بره عشان عارف اللي جواكي عشان كده حاولت ما تدخلش في الهبل اللي عامله تعمليه بره، بس يا ريت تاني مره ولا تفكري تقربي منه ولا ما تعمليش احترام. 


امتعض وجهها معلقة في استنكار قاصف


= جري إيه يا ريان مش المفروض انك بتغير عليا من رجاله برده؟ ده آخر واحد ممكن تعمله قيمه يا حبيبي فما تقلقش منه 


تجهم وجه على الفور وقال في تحفزٍ مصحوب بالضيق


= فيروز مش عاوز استفزاز وبلاش طريقتك دي! وما تقلقيش انا هحاول اتكلم معاهم بره تاني لما الأمور تهدى شويه عشان فعلا لازم يتعاقب اللي عمله معاكي و... 


التفتت نحوه لتداعب طرف ذقنه قائلة ببسمة صغيرة باهته


=هششش خلاص انا وكلت حقي يجيبهلي ربنا وهم مش هيهتموا بكلامك اصلا انا اسفه مش قصدي اقلل منك، بس هي خلاص كل حاجه بانت بره فلازم ارضي أن ده بقي الواقع واصدقه، ان انا محدش منهم ولا بيحبني ولا معتبرني ليا حق أصلا 


علقت عليه بغموضٍ قليلاً لثير اهتمامه من هدوئها وتحولها الغريب هذا عكس ما كانت بالخارج، لكنه سكت للحظاتٍ قبل أن يفوه بحذرٍ


= فيروز ما تقوليش كده انتٍ ليكي حق وهم بيحبوكي، بس عشان الموضوع عدى عليه فترة وما كانش بيتصل بيهم فلما صدقوا أنه رجع بخير وانشغله في كده.. انما اكيد بعد كده هنحاسبه على اللي عملته لان هو على رأيك  غلط فيكي وفينا بعملته دي.


نظرت له مليًا بعينين تتفرسان فيه بتدقيقٍ وتساءلت بنبرة متهكمة ومغلفة بالمرارة


= ريان هو انت إزاي المفروض ابنهم ونجيب أخوك! انت مش شبه العيله دي خالص طيب وحنين وبتعترف بالحق حتى لو على حسب أهلك وده بقى موجود قليل في الحياه للاسف حتى مع أبويا ذات نفسه كان في صف عيلته ضد بنته.. شفت حسرة وقهر اكتر من كده 


تنهد بعمق وهو يقول في صوتٍ شبه حزين وآسف


= مش كده الفكره يا فيروز بس انتٍ بجد صعبانه عليا وانا شايفك مظلومه، وبعدين ما تزعليش من والدك هو يمكن....


تنهدت في مرارةٍ، وقالت بما ضاعف من ألمها 


= حبيبي خلاص ما تحاولش تبرر لحد انا عارفه كويس هو عمل كده ومش فارقلي خلاص بعد اللي شفته بره منهم، تعرف انا فارقلي ايه انت وابني بس! ومن هنا ورايح مش هفكر في مصلحتكم ومصلحتي.. 


تنفست بعمقٍ لتسيطر على نوبة البكاء التي تراودها وهي تضيف بنبرة محبة بصدق 


= عشان انتوا الحاجه الوحيده اللي طلعت بيكم واحلى حاجه في حياتي ومش عاوزه بجد اخسر حد منكم.. ريان انت انقى واطيب شخص شفته في حياتي، عشان خاطري ما تسيبنيش أنا الايام اللي فاتت كنت بستمد قوتي منك أصلا 


شاركها زوجها في إحساسها المرهف، وقال في بحبور وهو يسحبها ليضمها إلي صدره


= انا مش هسيبك يا فيروز ما تقلقيش و انتٍ كمان حد كويس وانا مبسوط ان انا معاكي وخلفت منك أبني الوحيد... 


رغمًا عنها تساقطت دمعاتها المقهورة، دفنت وجهها بين صدره كأنها تريد محي الألم الذي يفتك ويمزق قلبها وهمست بصوتٍ أقرب للاختناق


= يا ريتني كنت عرفتك من زمان يا ريان يا ريت عيني وقلبي وقعوا عليك انت عشان تكون اول بختي ونصيبي. حتى في الحب إللي خلاص راح وما بقاش لي أثر جوايا بسبب اللي غدر بيا.


شعر برجفتها المبررة وهو يمرر ذراعه على ظهرها، ليميل نحو رأسها هاتفا بنبرة عميقة مؤثرة 


= هو حتى لو ما فيش حب بيننا يا فيروز مش لازم علي فكره لو كل واحد فينا كان لي نصيب وتجربه اثرت فيه وخليته خلاص صعب يحب تاني، مش آخر الدنيا بنعرف نعيش من غير حب عادي يعني وبعدين احنا عندنا حاجات اهم الموده والاحترام والثقه وانتٍ عرفتي تكسبي ده جوايا وانا قلتلك لو عرفتي توصلي لده انا هنسى كل حاجه وهتعامل من اول ما اتجوزتك.


الصفحة التالية