رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - الفصل 5 - 3 - الإثنين 13/1/2025
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
لا حب بيننا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
3
تم النشر يوم الإقنين
13/1/2025
حدجته بهذه النظرة الغريبة وردت باسمة قليلًا وهي ترفرف بجفنيها
= تصدق معاك حق عملنا يعني ايه الحب عشان اقول مش هعرف اعيش من غيره! انا فعلا معاك عرفت أني مش لازم احب عشان اتجوز ولا اعيش واكمل حياتي مع شخص لازم يكون في حب بينا، طب ما احنا ما فيش بينا حب بس مش قادرين نستغنى عن بعض مش كده.
حدق بشرود بوجهها ثم أحنى رأسه على وجنتيها ليطبع قبلة صغيرة عليها، هامسًا لها بعذوبةٍ
= صح وخلفنا وبنغير على بعض وبنخاف على بعض عادي وقادرين ان احنا نتفاهم ونكمل.. يبقى عاوزين الحب في إيه بقي.
ابتسمت ابتسامه بسيطه قبل أن تردد بصدرٍ متهدجٍ
= مش عاوزينه في اي حاجه صح لاننا عندنا الأهم منه.
شعرت بتلك اللحظة بأنها بحاجه لفعل شيء ما وبشده ودون تفكير رفعت نفسها عليه لتقف على أطراف أصابعها وتضاعف ارتباكها مع رأسها التي بدأت تميل لتقبل شفتيه بخجل وحرج ومع ذلك بدات تتعمق ولم تتراجع...
وقبل أن تبتعد التف ذراعه حول كتفها لتشعر بعضلاته تحتويها بالكامل كالعاده، رمقته بطرف عينها بنظرة حانية مليئة بالأشواق وتنطق بالكثير عما يعجز لسانها عن البوح به، شدد من ضمه الحذر وسار بها إلى الفراش لتبدأ لمساته الحنون التي عزفت على أوتار جسدها بمهارة، فلقد استطاع ريان حقا في لحظات أن يجعلها تنسى احزانها بين أحضانه.
❈-❈-❈
استغرق الأمر الكثير من الوقت لدي فيروز لتعود إلى ممارسة روتين حياتها اليومي بشكلٍ شبه طبيعي بعد عوده ذلك الحقير وعدم معاقبته بل تشعر انها التي يتم معاقبتها ثانياً بوجوده أمامها طول الوقت.
وفي اليوم التالي بالصباح كانت ريان وعمته يجلسون فوق مقاعد السفره يتناولون بصمت وعند وصول نجيب قد تهجم وجههم، اقترب منهم هاتفا بفظاظةٍ واضحة
= صباح الخير، ايه يا عمته مش عايزه تردي ذي كل يوم السلام عليا طب انا عارف ان غيرك مش هيرد لكن حتى انتٍ
طرق ريان بقبضته المتكورة في تعصبٍ على سطح الطاوله ورد في غضبٍ مبرر
= ولا.. بلاش تلاقيح كلام واتلم علي الصبح
رسم ابتسامة باردة عليه وقال باستفزاز أكثر
= طب ما انت شايفني اهو امال مش بترد السلام ليه؟ إيه الهانم مراتك محرضاك عليا ما تردش على اخوك الصغير.
رمقة الآخر في احتقار قبل ان يقول في صوتٍ مهدد
= وبعدين ترجع تزعل لما تنضرب، عدي يومك معايا يا نجيب، و ارد على اللي انا عاوزه براحتي
لاحظت إجلال المشاحنات التي على وشك تحدث بين الأشقاء مجدداً لذلك تدخلت على الفور قائله بغضب
= بس بقى في إيه هتفضلوا واقفين لبعض على الكلمه، أيوه شايفاك و مش عاوزه ارد يا نجيب يمكن تتعدل وتعرف انك بتعمل حاجه غلط فعلا حتى لو هتعتذر وندمان اعملها عشان الموضوع يتلم.
لم يبدو عليه تأثر أو ندم،و في تلك اللحظه كانت قادمه فيروز وهي تحمل طفلها فوق كتفها لتطل نظرة بخبث منه ونظرة عبثية تلمع في عينيه مرددًا
= انا ما غلطتش في حد عشان اعتذر، وبعدين يا عمته انا ممكن أعرفك فعلا أني ناوي ابدا صفحه جديده وانسى اللي فات من غير ما اعتذر... اصل انا ناوي اتجوز !.
لم يعلق عليه أحد باهتمام، و في تلك اللحظه اقتربت والدته ووالده وهو يتسائل
= في ايه صوتكم طالع ليه؟ اوعوا تكونوا بتتخانقوا تاني ارحمونا شويه احنا مش فايقين لكم كفايه مشاكل بقي
رد نجيب وقال متباهيًا بحُسن اختياره المملوء بالزهو
= لا يا بابا ما فيش حاجه تعالي يا ماما انتٍ كمان، اصل انا كنت لسه بقول لاخويا الكبير وعمته أن أنا ناوي اتجوز.. بنت كده اتعرفت عليها هناك بس هي مصريه وكنت عاوزكم تيجيوا معايا نطلبها.
تأملته أمه بتعجبٍ وفرحه وقالت بتنهيدة راجية
= وماله يا حبيبي حقك تشوف حياتك زي ما غيرك شاف ان شاء الله هنيجي معاك ونطلبها طالما كويسه، ربنا يسعدك المره دي.
نظرت إجلال إليهم علي مضض وهي تردد بصوت مغتاظًا
= روحي يا اختي معاه ممكن ده اللي يلمه لما يتجوز
ابتسمت فيروز بسخرية مريرة لتدمدم بعدها في سخطٍ
=هو ده اللي كان بيتعذب هناك ما هو شاف حياته اهو وبيتعرف ويروح ويجي.
ضغطت ابتهال على شفتيها بضيق وقلق من اصرارها على محاسبه أبنها بقولها ذلك، ثم التفت ريان ناظرًا إلى زوجته قبل أن يخاطبها في صوت جاهد ليجعله جادًا
= فيروز خلاص!.
ثم عاد ينظر لشقيقة واضاف في هدوءٍ مقتضب
= مبروك يا نجيب ربنا يتمملك على خير
اتسعت ابتسامته وكأنها تحدي وهو يقول بثقة عالية
= شكراً يا ريان، هستناكم كلكم تيجيوا معايا
عشان تشوفوا اختياري بالمره بعد ما اتغربت واتعلمت أختار صح المره دي.
❈-❈-❈
لم يساور فيروز أدنى شك أن ريان كان يبذل قصارى جهده للحفاظ على أسرتهم الصغيره والابتعاد عن منى التي فجاه رأتها تقتحم مكتب ريان بالجامعه كعادتها التي لم تتوقف بعد، ورغم أنها رأت تجاهل ريان بها الفتره السابقه إلا أن اليوم كان على غير العاده فعلامات النشاط والحيوية والفرحة الغامضه تلك على وجهها كانت تشعرها بالقلق من القادم.
لكنه سرعان ما عبست مني وقلبت شفتيها عندما رأت فيروز تجلس فوق مكتب ريان وهو ليس موجود وامامها عده كتب من الواضح كانت تذاكر وهي تنتظره هنا، سألتها بلا تفكير باهتمام بالغ
= آمال فين ريان كنت عاوزاه في موضوع مهم تبع شغلنا.
لتنتفض في نظرات فيروز شارات الغضب بعدما رأت خاتم زواجها ليس موجود في أصابعها وهنا قد فهمت سبب فرحتها تلك! فأخبرتها بلا انفعال عن الأمر قائلًة
= قصدك أستاذ ريان شويه و راجع تقدري تستنيه عقبال ما يجي وتقوليله الموضوع المهم اللي تبع الشغل ده.
ردت مني بشكلٍ آلي مقتضب
= شكراً هستنى مكاني، هو انتٍ ما وراكيش محاضرات
نظرت تجاهها، وردت وهي تحاول الابتسام
= لا يا منى ما وريش محاضرات خلصتها ومستنيه جوزي عشان نروح سوا.
نظرت مني إليها بحاجبين معقودين، فتابعت بلؤمٍ
= منى كده حاف هو انتٍ ناسيه ان انا هنا أستاذه جامعه ولا إيه ؟!.
ضيقت عيناها ناحيتها، فابتسمت أكثر وقالت ببرود
= وانتٍ ناسيه أن انتٍ برده مش أستاذتي ولا بتدرسيلي، وبعدين ما انا كنت من زمان بقولك يا منى عادي وانتٍ ما اعترضتيش ايه اللي اتغير دلوقتي؟!.
وقبل أن تتحدث مجدداً كان عاد ريان وتجاهل منى تماماً مما جعلها تشعر بالغيره والغيظ ثم أشار لزوجته بالتحرك وهو يخاطبها في لهجة جامدة
= يلا يا فيروز انا خلصت.
عندما رأت ريان سيرحل، صاحت تقول في لهفةٍ
= ريان كويس انك جيت كنت عاوزاك في موضوع مهم.. آآ بس ممكن لوحدنا.
تطلع نحوها بغير اكتراث واهتمامه كان مع زوجته أكبر ليجعل بذلك نيران الغيرة تأكلها أكثر، ثم تكلم في إيجاز
= معلش يا منى مش فاضي لو عاوزه تقولي حاجه مستعجله قوليها دلوقتي فيروز مش غريبه.. اتفضلي سامعك.
اتسعت عينا مني بغيظ مكتوم ولم تستطيع قول ما تريد امامها، فأجابتها فيروز في التو بابتسامة مشرقة على محياها وهي تتابط في ذراع زوجها أمامها
= خلصي يا منى واتكلمي عشان ابني في البيت مع أهلي وعاوزه ارجعله بسرعه.. ايه هي الحاجه المهمه والمستعجله دي
عبست كليًا وانطفأت الفرحة في عينيها قائلة بحزن وخيم
= خلاص تمام طالما مستعجل مره ثانيه عن اذنكم.
ألتفت ليرحل بزوجته، فزمت شفتيها مرددة في سخطٍ وهي تشير بيدها
= ما خدتش بالك من حاجه غريبه فيها؟ أو ما عندكش فضول تعرف كانت عاوزه منك ايه
برقت عيناه في لؤمٍ، وقال وهو يربت على كتفها بلهجةٍ شبه جدية
= فيروز مش وقته ولا فارقه معايا ولا عاوز أعرف، واديني أهو ببعد عنها زي ما طلبتي مني ومش أول مره اصدها وانتٍ شايفه ده بنفسك كويس فبلاش بقي نتخانق علي حاجه مش مستاهله
هزت كتفيها مرددة، وبإيماءة من رأسها
=خالص انا مش بتخانق انا بتكلم معاك عادي،
هو انت لسه بتحبها.
أبتسم ريان بهدوء ثم أخبرها بصوت جاد
= هو ده اللي مش عايزه تتخانقي لا يا فيروز
مني طلعت من قلبي ومن حياتي من زمان، و سواء أنا ما كنتش متجوز ولا هي مش متجوزه برده هقولك نفس الرد ما بقاش ليها وجود في قلبي تحبي احلفلك عشان تصدقي!.
هزت رأسها برفض وقالت متمتمة بابتسامة رقيقة
= أكيد لا طبعاً انا بصدقك من غير حلفان وعارفه ان انت مش بتلاوع وصريح، تمام خلينا نقفل على الموضوع.
صعدوا الإثنان إلى السياره وبعد فترة هتفت بصوت متردد
= ريان هو انا ممكن اروح ازور السيده زينب حابه اروح هناك يمكن نفسيتي تتغير وادعي ربنا يعدي اللي انا فيه على خير.. عشان خاطري ما ترفضش ممكن اروح ومش هتاخر.
أصغ بانتباه لها وفكر فيما قالته، دون أن يشعر بشبح الابتسامة التي تراقصت على شفتيها بأمل و عزيمة حين رأته يفكر بالأمر ثم قال
= المشكله انا مش فاضي الأيام دي يا فيروز فمش عاوزك تروحي لوحدك اكيد، فاديني يومين كده اظبط احوالي ونروح كلنا