-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا لخديجة السيد - 6 - 2 - الخميس 16/1/2025

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة لا حب بيننا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

لا حب بيننا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس

2

تم النشر يوم الخميس

16/1/2025


حمحم بخشونة وللحظه اندمج معها و رفع يده ليمررها في خصلات شعرها بنعومة، ثم حك مؤخرة عنقه قائلاً بتوتر ملحوظ 


= وانتٍ كمان وحشتيني يا فيروز.. بس وتيم لسه صاحي! 


أحنيتُ رأسها على كتفه لتشعره بقربها منه أكثر، وهمست له بامتثال أعجبه


= هنيمه حالا واجيلك.. ماشي!. 


لم يبدي أي اعتراضًا، بل أبتسم مرحب بالأمر وأردف قائلاً 


= ماشي!. 


❈-❈-❈


وقف ريان أمام المرآة وهو يغلق أزرار قميص بدلته قبل أن يتوجه إلى الجامعة، ألقى نظرة سريعة على زوجته التي كانت نائمة في الخلف، حيث لم يكن لديها محاضرات مهمة اليوم وكانت غارقة في نوم عميق نتيجة سهرها مع طفلهما طوال الليل. 


تنهد بضيق وحيرة، ولم يستطع إيقاف تفكيره حول مذكراتها التي رآها قبل أيام، لقد تفاجأ برؤيتها وتساءل منذ متى بدأت تكتب مذكراتها ومن جهة أخرى، كان حديث والدته عن زياراتها المستمرة إلى الجوامع غريبًا، وبدأ يشعر بالشك تجاه صمتها الغامض. 


أحيانًا كان يساوره الشك ويريد أن يعرف ما إذا كانت لا تزال تحب نجيب رغم كل ما فعله بها.


نظر إليها مرة أخرى ليجدها نائمة بعمق، فتردد قليلاً قبل أن يتحرك نحو مكان مذكرتها و أخذها ليقرأ ما كتبته بداخلها حتى يطمئن قلبه، في بداية الصفحات كانت تتحدث عن حياتها الهادئة التي تحولت إلى تعاسة بفضل نجيب، الذي كان من المفترض أن يكون حبيبها ونصفها الآخر، لكن كل ذلك تبدل في غمضة عين.


بسبب ثقتها به واختيارها الخاطئ، تحول كل ذلك الحب في أيام قليلة بسبب أفعاله.


اتسعت عينا ريان بصدمه وذهول عندما قلب الصفحات وتفاجأ بما وجد فيها من وصف لحقدها وكرهها تجاه نجيب، لدرجة أنها بدأت تحافظ على عبادتها وزيارتها للجوامع وكل ما يتعلق بذلك، بينما كانت تتكرر في الدعاء عليه بكل غل وحقد في داخلها.


رمش ريان عينيه غير مصدق، غير مستوعب بشاعة بعض الدعوات التي وجهتها لشقيقه! صحيح أن ذلك كان دليلاً قوياً على أنها لم تعد تحبه إطلاقاً لكنه كان أيضاً صدمة كبيرة له، فلم يتوقع أن تحمل كل هذا الغل تجاهه. 


وهنا أدرك أن حديث والدته كان صحيحاً، وأنها كانت تذهب للدعاء على شقيقه وتشتكي إلى ربها مما فعله بها، فكان هذا هو انتقامها الذي خرج من يديها، وقد أخبرتهم جميعاً بذلك حقاً.


وعندما قلب الصفحات الأخيرة، وجد أنها كانت تتحدث عنه بشكل جيد، تصفه كشخص طيب ذو أخلاق عالية وشهم واعتبرته منقذها في الحياة ولولا وجوده لكانت لا تزال في تلك الدوامة ولم تتخطاها


لذا كان وجوده يعني لها الكثير. تمنت كثيراً أن تحبه منذ البداية، لكنه أصبح سندها في الحياة وقد منحها مع الوقت أجمل هدية، وهو طفلهما الصغير "وتيم"، ومن بعدها أدركت أنها فازت بأجمل زوج وأحن أب في العالم.


كانت الصفحات المتبقية تتحدث عنه فقط! أغلق ريان الدفتر وهو يشعر بالتخبط والحيرة والعطف عليها، لأنها تعاني بصمت لدرجة أنها تفعل كل ذلك لتشفي غليلها من أخيه. 


أعاد كل شيء إلى مكانه وظل صامتًا لفترة طويلة، ولم يتحدث معها في هذا الموضوع حتى.. فماذا يمكن أن يقول وهو يعلم جيدًا أن عائلته كانت سببًا كبيرًا في معاناتها التي لا تزال لا تستطيع تجاوزها حتى الآن.


❈-❈-❈


للمره الثانيه تم عمل ليله عقد القرآن والاتفاق مع الجميع للحضور، فبدأ الجميع متشوقًا لمشاهدة ما يحدث فور وقوعه هذه الليله المثيره بالغموض، لذا كان الزحام غير عادي بالنسبة لعائلتين لا تملكان الكثير من الصلات القوية. 


كان جالس نجيب على مقعد مماثل بغيظ شديد فقد تم اجباره للقدوم فلم يعرف الهروب هذه المره فالجميع كان متراقب لكل تحركاته لذلك لم يستطيع الفر هذه المرة، و كان واضح أيضا التهجم على العروسه ووالدها.


لاحظ مأمون وصول المأذون منذ فتره طويله، فنهض وقال له 


= استاذ توفيق حضرتك مستني ايه ما كلنا موجودين ونجيب كمان أهو والماذون وصل 

مش يلا عشان نكتب الكتاب.


هز رأسه في تفهمٍ، وقال بسخرية طفيفه


= آه طبعاً يلا، بس لحظه .


ذهب توفيق تجاه عزف الموسيقيين وأمرهم بالتوقف واخذ المايك ووقف على الساحه و بادر بالكلام حينما ساد الصمت لوقتٍ، فقال بجديةٍ غريبة بصوت عالٍ 


=برحب أولا بكل الموجودين وحابب اقول كلمتين في حق بنتي وعريسها نجيب مأمون اعتبروها تحيه يعني زي ما الأجانب بيعملوا كده بره في الافراح، ما احنا خدنا حاجات كتير من الأجانب وبقينا نقلدهم في الكويس والوحش والتصرفات الواقـ ـحه كمان! 


بدأت الأعيان تصوب نحوه باهتمام وفضول، وهو تحرك من موضع وقوفه مضيفاً في حماس غريب


= طبعاً كلكم عارفين أن الفرح ده اتلغي قبل كده بحجه أن العريس عمل حادثه واكيد طبعاً مستغربين ان ازاي بعد يومين بالظبط قاعد سليم قدامكم، بصراحه انا مش عارف ابدأ منين واي حد مكاني كان لما يصدق عشان يعدي الليله ويستر على بنته لكن انا مش شايف ان بنتي عملت فضيحه عشان استرها بل بالعكس الفضيحه الكبيره على العريس اللي اكتشفت أنه ...


سدد توفيق إلي العريس هذه النظرة المستخفة، فقد تركه يظن أنه المسيطر على الوضع، إلى أن أخرسه بتعقيبه الصادم


= شـ ٕاذ جـ ـنسـ ـيا.


اتسعت عينا نجيب بذهول فاهانته واتهامه بابشع تهمه أمام الجميع لشخصه كانت صريحة غير متوارية، لم يتحمل كعادته وصاح به متشنجًا


= نعم بيخرف الراجل ده بيقول إيه؟؟ مين ده اللي شـ ٕاذ 


شهق بصدمة بعض الضيوف وبدات تتعالى الاقوال بينهما بعدما انتهي والد العروسه من حديثه الصادم للكل، لكن للغرابة ظل الكل حاضرين متجمهرين أمام توفيق، كما لو كانوا يترقبون حدث هام بالنسبه لهم! وهي فضائح البشر، لم يعطي توفيق نجيب اهتمام و لا صدمه الناس، إنما واصل حديثه قائلاً بنبرة عالية أكثر بصرامة شديدة 


= من فضلكم اسكتوا عشان تسمعوني للآخر، معظم الناس اللي موجوده عارفه ان قبل كده اختفي من فرح بنت عمه وعملها برده في فرح بنتي بس انا رجعته بالغصب، للاسف انا خجلان من اللي بقوله بس لازم تعرفوه طالما هو اللي بدأ وكان عاوز يفضح بنتي ويلبسها فيها، اهله عارفين اللي فيها وعشان يستروا عليه من مصيبته الكبيره كانوا بيجوزوا غصب عنه بدل ما يعالجوه وهو طبعاً عشان ميوله مع حد ثانيه كان بيهرب والكلام ده معايا  عليه دليل حد بعتلي صور لي وهو مع شباب استغفر الله العظيم في وضع مش كويس وانا اكيد مش هنشرها ومسحتها وهكتفي بالكلام وهستر عليه.


بدأ يمثل توفيق على ملامحه الزعل والخزي وهو يواصل انتقامه من تلك العائله وداخله يشعر بالفرحه والانتصار، ساد وجهه علامات المكر، واكمل في تعاطف خبيث على نفس المنوال


= ودلوقتي زي ما هو هرب من فرح بنتي اولاني وما فرقش معاه سمعتها ولا احترم البيت اللي دخله وطلبها منه و الناس تقول عليها هي اللي معيوبه، انا دلوقتي اللي بكشف لكم حقيقته وبقوله ما عنديش بنات للجواز حتى لو الناس هتتكلم على بنتي بس ما اجوزهاش لواحد زيك انا مش عارف لما يخلفوا اولاد هيعمل فيهم ايه ويطلعوا زيه، و ده اللي لازم نعمله بعد كده يا جماعه نواجه المشكله مش اهم حاجه نفكر فيها سمعت بناتنا إللي تخلي كلب زي ده يستغل بناتنا هو واهله.


نظر توفيق نحوهم بطرف عينه بغرور واضاف في زهوٍ مغيظ


= الفرح انتهى يا جماعه واتفضل يا عريس الغفله انت واهلك... بــــــــرة !. 


❈-❈-❈


كانت فيروز الوحيدة التي تتابع الوضع بحزن وألم كبيرين، فقد جعلتها تلك اللحظات تشعر بخيبة أمل كبيرة من الجميع، فتذكرت على الفور نفس الموقف الذي حدث ولكن ضدها. كان تعامل الجميع مختلفًا تمامًا سواء من أهلها أو من والد العروس الذي أعاد إليها الآلام.


تذكرت هجوم الجميع عليها ومحاسبتها وكأنها المخطئة الوحيدة، وتذكرت كيف تألمت وثارت وحاولت مقاومة تجريدهن منها واستغاثت في كل مرة يتم تعنيفها، لكن الجميع أغلق آذانه عنها وتركوها تبكي بلا ذرة من الشفقة، حتى والدها الذي كان من المفترض أن يكون سندها في الحياة استنجدت به، لكنه تجمد في مكانه ولم يقدم لها العون، كان مثلهم شاهدًا ومشاركًا في سحق روحها.


ضاقت أنفاسها وهي تتابع ذلك الوضع، وتمنت لو يعاملها والدها بنفس الطريقة التي عامل بها توفيق ابنته رغم أنها كانت مخطئة مثلها.. تساقطت دموعها وتشنج جسدها وارتعشت أكثر وهي تحاول طرد هذه الذكريات المؤلمة والتعيسة.


كان وضع العائله سيء للغاية رغم أن مأمون رب الأسرة حاول لم الوضع لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، أقترب من توفيق وهتف بعصبية منفعله 


= انا صدقتك ورجعته غصب عنه يتجوز بنتك ليه يا استاذ توفيق، أنت عارف كويس أن الكلام اللي قلته مش حقيقي؛ ليه تقول حاجه زي كده قدام الناس وتفضحنا كلنا معاه.


لم ينجح هذه المرة في استثارة أعصابه، بل بدا توفيق هادئًا للغاية وهو يرد في تهكمٍ


= طب ما انا كمان صدقت ابنك انه راجل اسمعني كويس يا راجل انت ابنك مش ماسك عليا ذله، حتى لو بنتي غلطانه انا الوحيد اللي لي الحق يحاسبها طالما مش على ذمته لسه! 

مش يجي على اخر الزمن عيل زيه مش متربي يتحكم فيا وعاوز يفضح بنتي.. و يعرفها الصح والغلط اللي هو نفسه مش عارفه مش عجباه يسيبها انما محدش يدوسلها على طرف ولا يهين كرامتها وبقولها لك تاني انا الوحيد اللي لي حقي يحاسبها حتى لو غلطها كبير بس ما اخليش عيل زيه يشمت فيها هو واهله ويوطي رأسها. 


اتسعت عينا مأمون بعدم تصديق في تخبطٍ مخيف وكأن الآخر أعطاهم الوصف الملائم لشخصيه ابنه نجيب الوضيع، فسأله متغاضيًا عما فاه به وقال باستنكار منفعل 


= يعني دي كانت نيتك من الاول كنت بتخطط كل ده عشان تفضحه وتقلب الموضوع، وتنتقم مش كده


وقف الآخر في مواجهته لا يبدو على ملامحه أدنى تغيير بل بارد جدآ، مستمر في إطلاق سهام غضبه المحموم عليه


= صح هو كده مش هنكر وابنك يستاهل بصراحه ما هو اللي بدا و كان هيعمل في بنتي كده او فعلا عمل وبعدين انا ما كدبتش جوه في كل حاجه انا فعلا ما بقتش واثق في ابنك ما هو مش بعيد يصورها تاني بعد الجواز هو ده راجل يا عم اتكسف منه، والتهمه اللي قلتها عليه جوه ما تفرقش كتير في الحالتين هو مش راجل.  


صاح توفيق مجدداً لإهانته يأمره في صوتٍ غليظ بتهديد 


=وابنك لو فكر يقرب لبنتي تاني ولا يتعرضلها ولا انتم، اللي عملته جوه هيكون حاجه بسيطه في اللي جاي فاتقوا شري احسن عشان كله إلا بنتي! يلا خد عيلتك الكريمه واختفي من هنا.

الصفحة التالية