رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 27 - 1 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل السابع والعشرون
1
تم النشر الأربعاء
1/1/2025
ولا تَنْسَيا عهدي خليليَّ بعد ما
تَقَطَّعُ أوصالي وتَبلى عِظاميا
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني
وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا (مالك بن الريب)
❈-❈-❈
كان متوتراً ، يهز بساقِ واحد ويترقب أن تدعوه الموظفه لأخذ النتيجة
يقضم شفتيه حتى اندفع الدماء بهم من كثرة فعلته ، يفرك ب أصابعه
وهاتفه يرن كل دقيقه ب إسم زمزم وهو يجيبها انه مازال منتظراً
حتى سمع صوت النداء
_مدام زمزم محسب ابوالفضل
سمع عمار ترجل بخطوات متباطئه خائفه ،وكأن الصورة تسير بالتصوير البطيء
وقف عمار أمامها فسلمته الموظفه التقرير مع قولها
_للأسف نيجاتيف ، مفيش حمل ..اتفضل حضرتك النتيجة
بتثاقل ، حمل عمار الأوراق .. وفى طريقه إلى زمزم والهاتف لا يكف عن الرنين ب إسمها
وهو يقوم ب إغلاق الخط ..فضّل ب أن يذهب إليها يخبرها وجهاً لوجه ،يتحمل نوبة بكاؤها
يتحمل حزنها ..يحاول التخفيف عنها وعن نفسه أيضاً.
وصل إلى المنزل ،هرولت هى عليه بسرعه ووقفت ونظرت إلى عيناه
_عمار ... أنى مش حامل صوح !
يحاول عمار تخبئه مشاعره ، يحاول ان لا تنفلت دمعة عينه منه وأردف لها برصانته
_زمزم ،انتِ أحلى حاچه فيكِ إنك مؤمنه وراضية ومُحتسبه ..ربنا م أرادش يا زمزم
صمتت وهبطت الدموع من عيناها كشلال مياه ، تنظر له على صمتها وامسكت ب ملابسه
تهز جسده قائله ب إنهيار
_آخر أمل راح ياعمار !!! يعنى خلاص كدا ..عمرى م هبجى أم !
خلاص ياعمار مش هسمع صوت ولدى ولابتى تنادينى ماما..مش هچيب لك عيل من حشايا يشيل إسمك !
خلاص كديتى يا عمار ،اخر حلم وامل ليااا
انهارت ب أحضانه فترك هو دموعه تنهمر فقد أصابه التعب من كتمان م يشعر طيلة الوقت
فقد تعلق بالأمل هو الآخر ،ان يكون أباً ..لايريد جرحها والغدر بها وأن يتزوج عليها .
لايريد تطليقها ،فكان اخر أمل له ب أن تصبح حاملاً منه بعد هذا الحقن دون الدخول فى متاعب أخرى .
رفعت زمزم عيناها له وتحدثت بكسر خاطر بالغ
_خلاص ياعمار ،خلاص يا وَلد الحلال إنت عملت الل عليك للآخر جوى
أنا فكرت كاتير وجولت لو العملية نچحتش ودى آخر حاچه هطلبها منك،جولت لازم مكونش أنانية
لو عاوز تتچوز إتچوز ..بس جبلها طلجنى !
نظر عمار لها ب إمعان وعيناه تتحدث استنكار لما قالت وأردف
_إيا الل عتجوليه ديتى ، أنا وعدتك يا زمزم ..لا هتچوز عليكِ ولا هنطلجك
_أبوك الحچ عبدالرحمن مش هيسيبك كديتى ،دا انت وحيده ..كيف يبجاش له منك أحفاد
كيف چدر إسم ينجطع ! فكل مرة كان يسألنى هاه يابتى عملتِ إيه عِند الداكتور
كنت عنحس ان خلاص چاب اخره ، امك كمانى عاوزة تفرح ياعمار ماليهمش غيرك
ثم أجهشت فى البكاء بحرقه وأكملت تتعتع بكلماتها
_المُشكلة ان استحمل اشوف خشبتك طالعه جدامى يا عمار ولا أشوفك مع غيرى ابداً،
مهجدرش ياناس مهجدرش واصل ، فوج احتمالى يارب
فوج احتمالى هموووت وجلبي عيوچعنى
هنا قام عمار ب إحتضانها بقوة ومسح دموعها ب أنامله كما اعتادت وأردف بنبرة حنوه عليها
_بجولك إيه،شيلى التخاريف دي من دماغك ويلا أغسلى وشك
والبسي هدومك ، هنفسحك فمصر زى م كان نفسك وخوفتِ تطلعى حامل تعرفيش
دلوك إنت ِ مش حامل ، والصفحه بتاعت العملية جفلناها ربنا م أرادش
وأنا راضى بنصيبي ،وابوى وامى هيتدخلوش فحياتى واصل
وانا عند وعدى يابت الناس ، طول م إنت ِ عايشه عمرى م اجهر جلبك
نظرت له زمزم بحزن بالغ ف اكمل هو
_يلا جبل م نغير رأيي، حضرى نفسك هفسحك فُسحة بعمرك كله
نودع القاهرة جبل م نمشو الصبح نعاود
ترجلت زمزم بثقل وخذلان وخيبة أمل ،تعرف أنه يقوم بمدارة مابداخله دائماً
تعلم ب أنه يتحامل على نفسه وقلبه من أجلها،وهذا م يعذبها اكثر.
تجهزت وارتدت ثيابها ، وأمسك عمار بيدها وذهب بها إلى مطعم يتناولان طعامهما به
ومن ثم استقلا سيارة أجرة الى 'دريم بارك' كان من أحلام زمزم ب ان تذهب إلى هناك وأخبرت عمار بذاك الحُلم يوماً ، إنقضى باقى اليوم بالالعاب ..تناست زمزم الأمر
ضحكت وصرخت من قلبها بكل لعبة استقلتها ، كان يقوم عمار بتصويرها وهو يبتسم
لعبت كلأطفال وصرخت مثلهم وتزاحمت على الالعاب أيضاً.
أنتهى اليوم بدريم بارك ، ولكن لم ينتهى بالنسبة لعمار فقد عاهد نفسه ب أن يسعدها سعادة
تبدل أحزان قلبها الدفينه قبل أن يرحلوا من البلدة ويعودوا الى موطنهم حيث وحدتها وإحتلال الافكار عقلها كالعادة.
ذهب بها إلى السينما !
كانت لأول مرة تراها ، تركها تختار هى الفيلم الذى سيشاهدونه وولجوا الى القاعة تحمل هى علبة فشار كبيرة
جلسا وشاهدا واستمتعا حتى انتهى الفيلم ، وقبل أن يعودوا إلى الشقه
اطعمها المثلجات اللذيذة واخذ يقص عليها بعض ذكريات الجامعة لديه وببعض الأماكن التى كان يذهب إليها بصحبة اصدقاؤه .
كان تضحك من قلبها تارة ،وتارة أخرى حينما يتم ذٓكر زميلاته الفتيات تقوم بلكمه فى صدره مع عبوس وجهها
،انقضى اليوم ..وعادوا سويا ،استعد عمار للنوم وقبلها قبله ب جبهتها و ردد اذكار النوم ومن بعدها غط فى سُبات عميق ،أما عنها ف كانت عيناها متيقظه وعقلها يفكر ، ستبدء رحلة البحث عن عروس ل أجله
ستأكلها نظرات والدته ووالده والجيران ومعارفهم ،ستأكل النار قلبها كلما شاهدت طفلاً مع والديه
خطرت ببالها حبيبة!!
بعدما علمت بقصتها التى حتماً ستُطلق من زوجها إلياس، هل سيتزوجها؟
بالتأكيد نعم بعدما عجز أبيها تماماً واصبحت وحيدة بهذه الحياة
فهى ستظل حبيبة زوجها،مازال عقل زمزم يبث بها هذه المشاعر مهما قام عمار ب إشعارها بالأمان
مهما قام بترديد الوعود أمامها، تعلم عن ظهر قلب ان حبها هى كزوجته حُب مكتسب
بينما حب حبيبة به حب فطرته ،حب عمره ..حب حياته ب أكملها.
شعرت بوخزة بقلبها ثقيله نوعاً ما ، استغفرت ربها وأغمضت عيناها تمسح عبره هبطت على وجنتها جراء ما كانت تفكر به.
وفى الصباح، استيقظ عمار على صوت تنبيه منبه هاتفه، قبل أن يفوتهما القطار
لاحظ بعدم استيقاظ زمزم ، ظن هو انها ستستيقظ قبله كعهدها .
إلتف ناحيتها بعدما أغلق المنبه ، وقام بهز جسدها مع دعوته ل إسمها
_زمزم ...زمزم جومى يالا يدوب نلحق نلبس ونلم الحاچه ونطلع عالمحطه
لاحظ ب أنها لاتجيبه او تصنع اى رد فعل، إهتم عمار واستفاق من نومه أكثر وهز جسدها بقوة وامسك بيدها
وجده مثلجاً ولونه شاحب !
_زمزم!!! جومى يالا ...زمزم،زمزم!!
صنع هذا الشئ عدة مرات، تحسس نبضها ،لايوجد نبض!!
ماذا؟!
هلع من فراشه واقفاً وقام ب الامساك بهاتفه واتصل بالاسعاف حتى أتت واخبره المُسعف ب أنها قد فارقت الحياة منذ عدة سويعات!!
وقف عمار مشدوهاً!! زمزم ماتت!!!
أول شئ صنعه وخطر بباله ،جلب إسم وليد على هاتفه وهو لايرى أمامه من هول سيل دموعه
حتى أجابه وليد
_خبر إيه يا ابو العم ركبت ولا لسه؟