-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 27 - 2 - الأربعاء 1/1/2025


 قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر الأربعاء

1/1/2025




بتعتعه تحدث عمار وهو ينظر ناحية زمزم مغمضه العينين ممسكاً بكف يدها البارد

_زمزم ..زمزم م..ماتت يا وليد !

بهلع نهض وليد من مقعده واردف بصوت عالِ فى عمله

_إيا!!!! كيف يعنى ..عمار أنت زين حصل ايه عنديكم ركبي سابت

ترك عمار الهاتف ووليد انهال عليه بالتساؤلات التى لا إجابة لها ، ف اغلق وليد الهاتف واستقل سيارته وعلى الفور متجهاً ناحية القاهرة ..

ومسافة الطريق ،كان قد اخبر عمار بعدما عاد له انتباهه وتركيزه وثباته

اخبر والده ووالد زمزم بوفاتها إثر السكتة القلبيه مثلما أوضحت كشف الإسعاف وانه فى طريقه للعوده ولكنه ينتظر وليد .

عادوا بزمزم ،جثة هامدة ..المشهد يُعاد ب اختلاف الظروف

حينما عادت جثة هناء والدة حبيية من القاهرة ، النساء متشحات بالسواد وحينما تلقوهم

قاموا بتغسيلها والصلاة عليها وحملوها اربعتهم شقيقيها وعمار زوجها ووليد

وعبلة وبقية اشقاؤها صراخهم يدوى بالمكان ، الكُل ينبض بقلبه الحزن

صغيرة بالعمر ووفاتها أتت غفلة.

كان يحمل عمار الكرب صامتاً فى طريقة إلى المقابر وصورتها أمام عيناه

قلبها لم يحتمل فكرة ان ستبدء حرب تزويجه من أخرى، فضلت الموت على أن تموت

وهو بين أحضانه اخرى غيرها .

أتدري ما هو أصعب شعور؟ أن تحتضن أقرب الناس فتلتمس البرودة في جسده الهزيل، أن تصرخ بأعلى صوتك وتحس أن صداه لم يتجاوز حنجرتك، أن لا تجد من يتقاسم معك الألم فالمدينة كلها أصبحت رمادًا،

أن تتمنى الموت انت الآخر وبنفس الطريقة التي تلاشت بها روح أحبتك..

خيم الحزن ،عاد الحميع واصبح يتلقى عمار عزاؤها مع اشقاؤها ووالدها وبجانبه وليد الذى لم يتركه لحظة.

اما عند عزاء السيدات ، كانت عبلة شاردة بملابسها السوداء ووجهها المملوء بالحزن والذى لم تجف من عليه عِبراتها

تتذكر حينما ذات مرة كانت تتناول وجبة إفطارها مع زمزم شقيقتها وتحدثوا بشأن حبيبة وماحدث لها

زمزم ممسكه بعمار الصغير تداعبه وعبلة تتحدث

_بُصى يا زمزم ، بصراحه كديتى بعد الل حكوه چوزك وچوزى وحفصه مناع عن حبيبة درويش

طلعت صوح البت دى مظلومه وانا وأنت ِ ظلمناها جوى ،اتارى عمك درويش وراها المُر هنيتى

وچوزها الل أن شالله دم يسرعه سرع وراها المرين هناك ويتيمه ياعجلى .

تركت زمزم الصغير وتوجهت الى عبلة بنبرة عصبية بعض الشئ

_يعنى ايه مثلاً؟ لو اتطلجت من إلياس يتچوزها چوزى؟ تجبليها إنت ِ وليد يعمل فيكِ كديتى

تنهدت عبلة وقالت لها

_إسمعينى زين،صحيح انا اصغر منك بس اعرف عنك ..ربنا موزع الحنضل والحزن بالتساوى على كل الناس

وكل واحد وبياخد نصيبه الل يجدر عليه ، لو العملية بتاعتك منچحتش لاقدر الله

_بعد الشر ياعبلة

_يابوى جولنا لاقدر الله، لو بجول لو ..لو منچحتش ..ساعتها حماكِ هيجوم فدماغ چوزك الچواز

ومين دلوك جناحها مكسور ومحتاچه حد يحاوط عليها بعد م تطلج من المطعون چوزها

حبيبه!

تخيلى أنى كنت هنكون مكانها ، يامرارى الحمدلله يارب

زفرت زمزم ب حزن وقالت

_ايوة عارفه انها غلبانه، وتعبت فحياتها وربنا يكتبش علينا الل شافته

بس چوزى لاه ، هى ياك هتكونله مچرد واحدة يتچوزها عشان الخلفه؟

دى حبيبة جلبه، حبيبة عمره ..كأنى بوديه ليها ع طبج من دهب

ضيقت عبلة عيناها لها وقالت بخبث ماكر

_بذمتك عيحسسك عمار انه عيحبها وناسيكِ؟

إبتسمت زمزم وأردفت

_بصراحه ابداّ،عحس دايما أنه أنا وبس ..بس برضو لاه ..يتچوز اى واحدة تانيه غير حبيبة ويطلجنى

لاه يتچوزش خالص ويخليه معاى ،والعملية هتنچح وهچيب له عيل

يشيل من جلبي الخوف ل عمار يروح منى ..ويخلينى فجلبه طول العمر

عادت عبلة من شرودها ب إحساس بتوعك بأمعاءها، فنهضت نحو المرحاض تقيأت ف لاحقتها حفصه

وأردفت لها

_تعالى ياعبلة اجعدى ،كفاياكى بُكا ..

نظرت عبلة نحو حفصه وأردفت

_كانت خايفه ياعجلى يتچوز عليها، كانت خايفه من نتيچة العملية واديها راحت وارتاحت من الخوف والجلج للأبد

_وحدى الله طيب دا جدر ربك هنعترضوا ، مالك إنت ِ رايحه چاية عالحمام ليا من الصبح

تنهدت عبلة وقالت بحزن

_شكلى حامل ياحفصه ولا وكته ولا أوانه

_وه!! حرام عليكِ تجولى كديتى على نعمه ربنا ..أختك جلبها وجف من كتر حزنها على ضفر من الل عتجولى عليه لا وكته ولا أوانه دهوت

هنا دفعت عبلة رأسها بصدر حفصه وأجهشت فى بكاء مرير وأخذت حفصه تربت على جسدها ، وعلى الناحية الأخرى كان هاتف عمار يرن ...فهو لا يكف عن الرنين منذ بداية العزاء وهو لايجيب

ف قام وليد بوضع يده بجيب بنطال عمار وسحب الهاتف ل يجدها حبيبة!

أخبره هامساً ب أذنه ب أنها حبيبة ، إنتبه عمار ب وهن وأمسك الهاتف وأجاب الاتصال

_ألو

تنحنحت حبيبة لاتعلم بماذا تقول بهذه المواقف ، ف أردفت بنبرة صوتها الناعمه

_البقاء لله ياعمار

_سبحان من له الدوام ي حبيبة

_شِد حيلك ، زمزم كانت بنت كويسة ومهذبه ..انا متعاملتش معاها كتير بس شوفتها كام مرة

ربنا يرحمها برحمته ويسكنها فسيح جناته

صمت عمار لم يجد م يقوله لها ، ف استطردت هى حديثها

_سلم أمرك لله ، الحزن بيتولد كبير وبيصغر مع الوقت

مش معنى دا انك هتنساها، دى مراتك وعشرتك

انا بقول بس ، إرضى بقضاء الله اصله نافذ نافذ

هنا انفرجت شفتى عمار عن الصمت المطبق وقال

_تعرفى تاچى يا حبيبة؟!

تعجبت حبيبة من سؤاله، رفرفت ب أهدابها ماذا ستخبره

همت بالرد عليه ولكنها فوجئت ب اتصال امنية على الجهة الأخرى

فتحدثت إلى عمار

_لو عليّا متأخرش أنى أكون جمبك، بس عندى إمتحانات كتير زائد اجراءات القضايا

اللى رفعتها ضد إلياس والطلاق وامنية معايا هى ومامتها .

عاد عمار إلى صمته ف همت حبيبة بالقول قبل أن تغلق المكالمه

_هبقى اكلمك على طول اتطمن ، سلام ياعمار وشد حيلك

اغلقت المكالمه وأجابت امنية على الناحية الاخرى

_ايوة ي امنية

_بصى يا حبيبة، بكره الصبح بعد الكلية هنطلع عالمحامى هنعمل شوية حجات طلبها تكون بتوقيعك

وبيقولك متقلقيش هتاخدى حكم بالطلاق ف اسرع وقت بس بعد م ناخد حكم التعويض والنفقة

وكل مستحقاتك ..

تنهدت حبيبة ب ارتياح وأردفت الى امنية بخوف

_انا قلقانه منه يهرب ي امنية ويعرف مكانى ويجيلى هنا

ضحكت امنية بسخرية وأردفت لها

_ايه الفيلم دا يا حبيبة، لاء طبعا يهرب ايه أولا مش هيعرف عشان دا متخلف ومش محبوب ومحدش هيساعده جوا السجن او برة

ثانياً في امن على شقتك ولا أنت ِ ناسية ، تالت حاجه بقا

لو عمل كدا هتلاقينى فدقايق جمبك ومعايا البوليس تانى يسحل أمه

ضحكت حبيبة وأردفت الى امنية ب أمتنان

_أنا مش عارفه اشكرك ازاى ، انتِ بجد ي امنية اكبر نعمه فحياتى

ربنا يخليكِ ليا

ابتسمت امنية وكانت نبرة صوتها يختلجها الفرح وقالت

_ويخليكِ ليا انا كمان ،يالا اسيبك للى كنتِ بتعمليه ومتنسيش مشاوير بكره

اغلقت الهاتف حبيبة ، ومن ثم اقتحمت بالها جملة عمار لهاحينما رجاها ان تأتى

وكأنه فى أمس الاحتياج لها برغم كثرة من حوله بهذا الموقف .

أمسكت هاتفها وفتحت الرسائل وقامت بكتابة رسالة مضمونها

_انا ووليد جنبك ، وانت مش وحدك ..زمزم فمكان أحسن

ربنا يربط على قلبك يارب ويصبرك


الصفحة التالية