-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 29 - 1 - الجمعة 3/1/2025

  

  قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر الجمعة

2/1/2025


سبحانك قسّمت الأرزاق ..

أشكال أنواع ..ولغات أسماء ..

وشوارع فيها بيوت وحارات ..

وجوامع وكنايس وبارات ..

لا بتمنع رزقك عن كافر ..

ولا سايب مؤمن فـ الضيقه ..

ربنا موجود والنبى موجود ..

والموت زى حسابنا حقيقه ! (محمد إبراهيم)

❈-❈-❈


وبعد خمس سنوات ..


_يا ولييييد ،ولييييد تعالا هنيتى 


هرول ناحية حفصه الصغير وليد ذو الخمس أعوام قائلا لها 

_امى عتجولك اعمليلى المنطلون 


إبتسمت حفصه بذبول وقامت ب مساعدته لإرتداءه سرواله 

فجلست بجانبها إبنتها حبيبة وبيدها تقوم ب إسناد أختها شهد!

كانت تنظر حبيبة إلى والدتها حفصه ومن ثم اتفرجت شفتيها بالقول


_مش هتكملى لى الحكاية ي أماه بتاعت حبيبة وعمار ووليد الكبار !


شردت حفصه قليلاً ونهضت لتفتح الخزانة وتجلب عبائتها السوداء وهى تردف إلى ابنتها

_هفضل طول عمرى نكره اليوم ديتى 

_أنهى يوم ي أماه ؟! 


قالتها حبيبة الصغيرة، فسمعت حفصه صوت جمالات من الخارج تتعجلها للذهاب سويا 

_يالا ياحفصه ، وهاتى وليد معاكِ عبلة مستنية تحت 


قالتها بنبرة حزن ، سمعتها حفصه وهى ترتدى ثيابها وحملت طفلتها شهد وامسكت بيدها وليد وحبيبة 

هبطت مع جمالات ف إلتقت ب عبلة مرتدية الاسود أيضاً ممسكة بيدها أبنها عمار ،والسيدة تحيه والسيدة عظيمه والسيدة زاهية ومى إبنة زاهية أيضاً ينتظرون معها .

ترجلت النسوة جميعهن حتى استقلوا سيارة وما إن وصل جميعهن إلى مقابر العائلة آل نجم الدين..


وقفت حفصه والدمع هبط على وجنتها وهى تتذكر اليوم وكأنه البارحه ...


منذ خمس سنوات ..

_ياااابوووووووووى ، ياخوووووووووووى ..يامراااااارى يابااااااااه يامرارى يابوووووووى 

ياخوووووووووى 


كانت تبكى وتنحب حفصه بالخارج والسيدات تمسك بها ، تقوم بحمل الثرى من الأرض ووضعه على رأسها وهى تبكى وتلطم شدقيها ،والسيدات حولها يبكين ويصرخن معها هى وجمالات زوجه والدها 

جمعيهن خارج المسجد،والمشهد داخل المسجد كالآتي


كرب والثانى والثالت ، والرجال تستوى صفوفهم لإقامة صلاة الجنازة 

"الله اكبر..الله اكبر ..الله اكبر"


وبالخلف جميع رجال عائلة نجم الدين وعلى رأسهم الحج عبداللاه والحج عبدالرحمن وجميع ازواج فتيات الح عبداللاه وزوج مى شقيقه إلياس والحج محسب وجميع اولاده ،وباقى اولاد مناع 

وباقى رجال العائلة والجيران من العائلات الأخرى ..


انتهت الصلاة ، وقامت الشباب بحمل الثلاث كروب فقد فاضت روح كلاً من مناع وزكريا إبنه وإلياس إلى بارئها ..

حشد النساء ينتظرن بالخارج ، تتعثر وتقع حفصه وهى تصرخ بجانب زوجه ابيها وشقيقاتها ،خرجت الخشبات من المسجد ودوت صرخه ل زاهيه تقشعر لها الأبدان 


_إبنااااااااااااى ، يا إبنااااااااااى ي الياااااااااس ..يا حبيباااااااااى 

_ياخووووووووووى يابوووووووووووى يا باااااااااااه 


كان حشد الجنازة لايحصى ، فقد أتى جمع من نجوع مجاورة لمساندتهم فى هذا الحدث الجلل .

وإلى المقابر ..الصراخ يدوى ب أرجاء المكان الشيوخ تتلو ماتيسر من القرآن وتقوم بالدعاء لهم ،الجميع يبكى الجميع ينهار حتى تم دفنهم وتوديعهم ولكن حفصه أبت الخروج خارج المقابر وبعد معافرة أخذوها معهم.

❈-❈-❈

#######################

_وليد چوزى فين؟ وليد فين ي أماه ! 


قالتها عبلة حينما فاقت بعد عملية ولادتها المتعسرة هذه المرة ،فقد كرمهم الله بثانى ذكر لهما جميل الوجه مبتسماً رغم ان عمره لايتعدى السويعات ، لم تنتبه عبلة إليه كل م كان على لسانها ذكره 

أين زوجها ،ولاتجيب والدتها سوى بالبكاء 


_أمى رُدى علىّ؟! وليد فين ومچاش ليه كل ديتى وفين أبوى وفين أخواتى 


حاولت والدتها ان تجمع قواها وأردفت لها

_بركة انك جومتى بالسلامه يابتى

_چوزى فين يا أماه!


قامت السيدة بمسح عيناها برفق وحاولت ان تتحدث بهدوء خوفاً على إبنتها النفساء

_إدعى لچوزك وولد عمه يابتى ..بين الحياه والموت !


إنتفضت عبلة من على سرير المشفى وأردفت فزعه 

_لاه! كيف يعنى ...كيف ياماه جوليلى

_طلعوا عليهم ولاد حچاچ وضربوهم وضربوا ولد عمهم إلياس وحبيبة وهمام كرم وزكريا مناع وعمك مناع يابتى 


اتسعت حدقة عين عبلة هلعاً،وقامت بلطم شدقيها مرة والثانية والثالثة 

وهى تردف بخوف ونبرة يختلجها البكاء


_يا ولييد ! يامرارك الطافح ي عبلة ..ياحِزنك المكبب يا عبلااااه 

جوليلى ياماه تخبيش علىّ، وليد عايش ؟! 


نظرت الام الناحية الاخرى ،فقامت عبلة بتقبيل يدها عدة مرات بشكل عشوائي وأردفت

_أمانه ياماه يحنن عليكِ ، حصل ديتى؟! حصل يا أماه!  مات وليد ي أماه ؟! 

_إتدعيله يابتى ، بإذن الله يعدى منها ..إصابته خطيرة هو وعمار ،انتِ نفساء وبين أيادى الله 

ربك هيسمعلك يابتى 


الدموع هبطت رغماً عنها واحمر أنفها وقالت بنبرة مرتعبه مما سمعت

_فيه حد مات ي أماه؟! 


شرعت السيدة فى البكاء وقالت بصوت متهدج 

_زكريا وَلد مناع وعمك مناع وألياس ! 


قامت عبلة بطرق صدرها بكفيها وهى تندب وعيونها تبكى بحرقه ، بينما هى كذلك ولج إليهم زوجه شقيقها الأكبر ومعها طفلها عمار وهى تردف 


_عامله كيا ي عبلة! حمدلله ع سلامتك ياخيتى 


نظرت والدة عبلة إليها وأردفت بخوف

_إيا الاخبار يابتى فالبلد

_الدنيا مجلوبه ي أماه ، والله البيوت كلها مخيم عليها السواد ..على كد الل حصل بس الحمدلله

لاچت فچوزى ولا أخواته 


نظرت عبلة ناحيتها ف أدركت زوجة شقيقها مدى الخطأ الذى تحدثت به 

فصمتت ونظرت لأسفل فقالت عبلة 

_عاوزة نشوف وليد !

_تشوفيه وين؟! إنت ِ لسه والده وجدراش توجفى على رچلك 


_هشوفه يعنى هشوفه يا أمااااه !

❈-❈-❈


أن كنت فى قطر الحياه فلن أصعد معك سوف أبقى هنا حتى لو كان البقاء موتى لا أريد الذهاب هناك أخر السكه شقاء ، يا صديقى أبقى هنا و لا تذهب للمحطه الأخيره لا تجرب ألم ضمور عظمك و عجزك عن أخذ نفسك لا تذهب للغد سوف تحلم حلم جديد و سوف تخسره فى الطريق فلا تذهب لهذه المحطه غداً سوف تحب عائلتك و لن يبقوا معك ، سوف تحب شخصاً ما و سوف يرحل كل ما قد تحبه أو تحلم به سوف تخسره  فموت هنا و لا تذهب للمحطه الأخيره سوف تكون محطم مريض وحيد ، أنزلنى هنا أكمل أنت أن أردت لكن أنا سوف أنزل فى المحطه القادمه.


بعدما دلف إلى غرفة العمليات وليد وعمار وهمام وحبيبة ، تم انتزاع الرصاص من أجسادهم فقد عند نقلهم للمشفى كان لايزال نبضاتهم مسموعه وقلوبهم تتصارع تريد البقاء .


إصابة حبيبة لم تكن بالغه فقد تلقى إلياس كم هائل من الرصاص داخل جسده ، وأصيبت حبيبة بطلقه ناريه واحدة بجانب أحد أكتافها، كان منظر مروعاً أمام أعين درويش العاجز الأبكم .


أما عن همام فحينما إلتقوا ب أولاد حجاج وبدء ضرب الرصاص ، وقع زكريا بالدراجه البخارية أرضا فوق جسد همام الذى كان بالخلف ، ف اصيب همام بالرصاص ناحية كلية من كليتيه ليكون مصيرها الاستئصال كى يحافظون على حياته .


وليد وعمار ..تم حصد مجموعه من الرصاص الساكن ب أجسادهم ، خضعوا لعملية جراحية واثنين وثلاثة 

ومن بعدها نقلوا إلى غرفه العناية المركزة بالمشفى يتلفظون حياة أو موتاً .

❈-❈-❈

أيداوي القلب جريح؟! 

أتعلم كم أن الحب مخيف! يبدو في الظاهر مريح و في الواقع هو أضعف من أن يدوم طويلا! ؛ و قلوبنا المشتتة في حال نزيف

..لا تصلح لتجارب أخرى..يكفي ما مرت به رغم ضعفها لم تمت لكنها شبه ممزقة! لا أظن أننا سنجد من يجيد حياكتها و إحياءها من جديد! تلك القلوب لا يحييها إلا الحب و من ضمن ما يمكن أن يميتها هو نفس الحب! رفقا بقلوبنا الهشة..رفقا بحالنا البائس.

يا طبيب القلب بقلبي،فجروحه گثرت و الخيط شديد..,


وبعد أيام ..

_"حبيبة ...حبيبة جلبي أنا ،وحبيسة جلبي أنا ،جومى يالا 

متناميش كديتى ، بسم الله على جلبي وبسم الله عليكِ إنتِ ياجلبي

جومى وعافرى وحاولى وخلّينى أحاول بالله عليكِ ،يمكن يكون لى آخر إنتِ

يا أغلى من روحى "


فتحت حبيبة عيناها برفق ،لأول مرة تستيقظ وتستفيق وتشعر بما حولها منذ الليلة المشؤمة،

إصابتها لم تكن بالغه ،فقد سترها الله بالعملية الجراحية ولكن يبدو ان عقلها رفض النهوض إلى العالم والالم ثانية .


نهضت وتمتمت بصوت خفيض

_عمار! 


كانت تجلس حفصه بجانبها مستندة رأسها على كف يدها عيناها ذابلتان من البكاء وترتدى الأسود، نهضت من مكانها وذهبت ناحيتها وأردفت 

_حبيبة! إنتِ فوجتِ ..فوجتِ يابتى ..حمدلله على سلامتك 


بدأت تستعيد حبيبة قواها،تنظر هنا وهناك أهى بالمشفى؟!

آخر صورة تتذكرها بحيرة دماء إلياس ومحاولة نهوض والدها وعجزه وسقوطها معه.


_حفصه ..حف .حفصه 

_بالراحه على نفسك ، إهدى خالص متتعبييش روحك 


حاولت حفصه مساعدتها لتنهض وتجلس على الفراش ، ف دلفت الممرضه قائله


_طيب الحمدلله جامت بالسلامه، الدكتور هيعدى يشوفك كمان شوية


تحسست الممرضه نبض حبيبه وضغطها ودونت بالتقرير وذهب ، نظرت حبيبة ناحية حفصه المرتدية الأسود

وقالت 

_ليه لابسه أسود ي حفصه ، حفصه قلبي واجعنى أبوس إيدك طمنينى 


صمتت حفصه وبدأت تقص ماحدث إلى حبيبة ، وعلى الناحية الأخرى 

كانت تجلس والدة وليد السيدة عظيمه على سجادة الصلاة تتذكر 

وكأنه يمر أمامها عُمر إبنها وحيدها ب أكمله أمامها 


_"عارفه يا أماه لما أكبر ..هوديكِ تحچى إنت ِ وأبوى ، لاه إنتِ وأبوى وأخواتى البنات 

لاه إنتِ وأبوى وأخواتى البنات وأجوازهم ..يابووووى دول كاتير جوى 

خلاص هوديكِ وحدك ي أماه وهما بعدين .."

_"شُفتِ الشنب الل خط ي أماه ،ولدك كبر وبجا راچل وتجدرى تعتمدى عليه ف أى حاچه

حَش برسيمات زرعيات ، يركب المحرات يعدلك الغنمات ،يحوش البيض من تحت الفروچ إنت ِ تؤمرى 


كانت تسمعه الجدة دهب فقالت له من الخارج

_دم أما يتلافاك ، برسيمات وكحروت وفروج إيا الل تلمهم ياحزين ، ياك بنكبرك عشان تكون خلفة الندامه 


نظر وليد ب إمتعاض إلى الخارج وتحدث إلى والدته بشئ من السخرية 

_جدة دهب دى لو ماتت ربنا هيكرمنا آخر كرم ومش باعيد نوصل للأولمبيات !

_"ياماه مش بخيّب أملكم فىّ، أنا عاوزش الهندسه عرفتش نمشى فيها ، أنا عارف ومحدد هدفى 

وحاسس أن هننچح فالكلية دى أكتر ، إنت ِ بس هدى الحچ ياعظيمه ياعظمظم يا أعظم عظمات الستات

عليا الطلاج إنتِ وبس فالحريم والباجى سلطه 

_"وبعدين فالمرا بت المركوب الل متچوزها دى ، شهر حامل وشهر تسجط وشهر تولد ..مبتديش لروحها هدنة ولانفس كأننا معزومين على ماتش ولازم نكسبوا ..هو كان يوم طين ومبالغ فيه يوم م خدتها 

جالولى الايام الكَحلة هناك اهى يا وليد ..جولتلهم لسه والله راح نازل الجلم على خشمى طرش ودنى سِت أيام! 


كانت تتذكر ، ودموعها تهبط من شدة خوفها وشوقها لإبنها ،فرحه عمرها المنتظرة 

رفعت يدها إلى السماء تدعو ربها وتناجيه ، ف أحيان كثيرة الدعاء يغير القضاء 

توجهت إلى بناظريها إلى السماء ورفعت كفيها ومع قولها 


الصفحة التالية