رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 50 - 1 - الخميس 9/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخمسون
1
تم النشر الخميس
9/1/2025
"السعادة تكون مع من نحب، وليست بأموال من نحب"
في صباح يوم جديد استقيظ ياسين علي همهمات طفولية بات يعشقها مؤخرًا، ابتسم بحب وفتح عينيه وجده طفله جواره يمتص إصبعه بنهم شديد وهو يصدر اصوات طفولية، اعتدل بخفة وحمله بين أحضانه بحنان:
-صباح الفل علي قلب بابا الجعان ماما فين وسيبانا لوحدنا.
"أنا هنا أهو "
قالتها صفا التي تدلف الغرفة مرتدية ملابسها، نظر لها باهتمام وتسأل:
-إنتِ خارجة يا حبيبتي ولا إيه ؟
حركت رأسها بإيجاب وقالت:
-أيوة هروح لنور علشان نخرج سوا تجيب حاجات للفرح.
زفر أنفاسه بضيق وهو يسب نور داخله لا يطيقها ولا يبتلعها من الأساس، رمقته بحيرة وتسألت:
-مالك يا حبيبي في إيه ؟
رد بغيظ:
-ما إنتِ عارفة إلي فيها مش بطيق نور.
تبسمت بهدوء وردت:
-ياسين يا حبيبي خد بالك نور مش مجرد صديقة ليا وخلاص مجرد تسمع اسمها أو تسمع عنها لأ دي هتبقي من العائلة وكمان أمر واقع تتعامل معاها دائماً يعني أعقل كده وإهدي يا حبيبي ممكن؟
صاح بضيق:
-اتعامل معاها ليه أنا جوزها يتعامل معاها لكن أنا متعملش مع أم أربعة وأربعين دي يا ساتر يارب لسانها طويل ومش طويل بعقل يجي عشرة عشرين متر كده ياما نفسي أعلقها من لسانها ده في النجفة والله بس سايب الطلعة دي لأمير واثق إنه هيعملها أكيد.
هزت راسها بيأس وردت:
-بردوا لا حول ولا قوة قوه الا بالله العلي العظيم ده اتجاه نور ليك بردوا قط وفار يلا ما علينا إلي تشوفه يا حبيبي المهم قوم يلا خد شور وأجهز عقبال ما أغير لمودي الفطار جاهز نفطر ووصلنا عند ماما الأول أسيبه عندها وبعدين توديني عند نور.
تنهد بسأم وعقب قائلًا:
-صفا حبيبتي أنا شايف أننا محتاجين حد يساعدك البيت ومودي كتير عليكي يا قلبي وبعدين أنا عايزك تفضي ليا يا قلب سينو وترتاحي إنتِ كمان شوية يا أما في المطبخ بتحضري الغداء يا أما بتروقي البيت ومش فاضية حرام عليكِ نفسك البيت كبير.
تبسمت بحب وهتفت بحنان:
-أولاً أنا مش شايفة إني محتاجة حد يساعدني وبعدين يا سيدي لما تلاقيني مقصرة في حاجة اتكلم لكن حضرتك مش ناقصك حاجة ولا البيت ولا مودي يبقي إيه إلي ناقص؟ عشان يضيقك كده إذا كان علي راحتي أنا الحمد لله مرتاحة والله وسعيدة وأنا بعمل ده ليكم بكل حب كمان؟
صمت قليلاً وتداركت مستفهمة:
-ياسين أوعي تكون بتقارني بفريدة أو بتحن لأيامك معاها أصل مفيش مبرر تاني لكلامك غير كده أصلًا يا حبيبي صح ولا غلط؟
اتسعت مقلتي عينيه وعاتبها قائلاً:
-صفا إنتِ بتتكلمي جد ؟ من كل عقلك بتقولي ليا كده؟ ولا فريدة ولا غيرها يملوا عيني يا حبيبتي وبعدين خلاص هي هتتجوز يعني طلعت من حياتنا للأبد ياريت تنسيها ومش كل لما أقولك حاجة تقولي فريدة.
ضيقت عيناها بضيق وتسألت:
-يعني لو مكنتش اتجوزت يا ياسين كانت هتدخل حياتنا تاني؟
قلب عينيه بملل وتسأل بحذر:
-يا الله منك إنتِ دماغك دي إيه بالظبط عايز أفهم هتدخل حياتنا إزاي يا صفا بطلي هبل ممكن؟
ردت بضيق:
-لأ مش ممكن يا ياسين قولي كان ممكن تتجوزها تاني عليا مثلًا هي حلوة وجميلة غير مكنتش بتعمل حاجة في حياتها غير أنها بتهتم بنفسها عشان تعجبك وبس وده معني كلامك علي فكرة.
أشار إلى نفسه بذهول:
-أنا قُلت كده ؟ أنا حنيت لفريدة؟ أيه الهبل إلي بتقوليه ده يا صفا لأ أنا مش فاهم بجد دماغك دي فيها إيه علي الصبح والله؟
ردت بحزن:
-أفعالك وكلامك بيقول كده يا ياسين.
تنهد بضيق وقال:
-أقوال وأفعال مين هو أنا نطقت من الأساس ولا جبت سيرة فريدة ؟
هتفت بحزن :
-مش محتاج تنطق إسمها عشان أعرف إنك حنيت ليها.
دمعت عيونها واتجهت إلي طفلها حملته من بين أحضانه وغادرت إلي غرفة الملابس مي تغير له.
ظل يتطلع في آثرها بضيق وبعدها نهض متجهاً إلي المرحاض كي يستعد من أجل الذهاب إلي عمله:
-لأ ده جنان رسمي بجد يا صفا ربنا يهديكي وتعقلي عشان أنا إلي هتجنن منك فعلًا والله.
❈-❈-❈
بعد ما يقارب الساعة كان يتوقف بسيارته أمام منزل والدة صفا، تحدثت باقتضاب دون أن تنظر له:
-هطلع الولد لماما وأنزل لو هتتأخر علي شغلك أمشي وأنا هشوف تاكسي بلاش تعطل نفسك عشاني.
رد بغيظ:
-لأ مش هتاخر عن شغلي يا صفا أطمني حتي لو هستناكي العمر كله كمان يا صفا أعقلي كده يا حبيبتي ماشي.
تجاهلت حديثه وهبطت من السيارة تتابعها نظراته الحانقة، عادت بعد فترة استقلت السيارة جواره ولن تنبت بحرف واحد، قاد هو السيارة حتي توقف في مكان هادئ.
ألتفت له بحيرة وتسألت:
-وقفت هنا ليه ؟ هنتأخر علي نور.
آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:
-محتاج نتكلم سوا مش حابب تفضلي زعلانة مني كده ومن غير سبب كمان صفا أنا بحبك حلو أنا بحبك بحبك بحبك يا بنت الناس ومفيش واحدة هتملي عيني بعدك وأنا مش راجل عيني زايغة عشان أبص لواحدة غير مراتي لأ الحمد لله إنتٓ مالية عيني وقلبي كمان يا بنت الناس أما بقي فريدة فهي صفحة من حياتي وانتهت ومش هتتفتح تاني أنسيها يا صفا لو سمحتي أنا حابب حياتنا تبقي هادية ووردية كون أني عايز واحدة تساعدك ده عشانك إنتِ يا صفا عشان راحتك إنتِ النفسية مش حابب تتعبي نفسك في حاجة ملهاش أساس غير في دماغك مش أكتر لكن طالما إنتِ مش حابة ده علي راحتك إلي إنتِ شيفاه مش هقول حاجة لكن تتهميني إني بحن لواحدة غيرك أو بفكر فيها ده أنا مش هقبله يا صفا بلاش تزرعي بينا الشك وتحطينا في طريق مسدود لو سمحتي نهاية الشك مش كويسة أظن يعني احنا اكتر أتنين تعبنا من الفراق والجفا أنا حابب الأيام الجاية تبقي هدوء وراحة وبس وعشان نقفل صفحة فريدة للآخر أنا كنت رديت فريدة وفي الوقت ده مكنتش طايقك من الأساس يا صفا وكنت شايفك اوحش شخص في الكون كمان ليه مفضلتش مع فريدة وبدأت معاها من جديد؟ إنتِ ساكنة قلبي يا صفا ومفيش حد ممكن ياخد مكانتك يا قلبي ممكن بقي تفكي التكشيرة دي عايز أشوف ابتسامتك الحلوة؟
تنهدت بحزن وقالت:
-غصب عني والله يا ياسين دماغي تعبت بجد من كتر التفكير في إلي حصل خايفة مش بس من فريدة خايفة يكون تمسكك بيا ده وقتي وتفوق منه مع الوقت وتندم علي ارتباطك وتفكر في واحدة غيري تكون نفس مستواك وتربيتك.
رمقها شذرًا وتحدث محذرًا:
-طيب أنا هتغاضي عن هبلك و هسألك سؤال وتجاوبي عليه يا صفا وبكل صراحة ممكن؟
ألتفت له بانتباه:
-أكيد طبعًا ممكن سؤال إيه ده ؟
تبسم بغموض وتدارك مستفهماً:
-من وجهة نظرك يا دكتوره صفا الفلوس إلي بتجلب السعادة ولا الأشخاص وبمعني تاني أنتِ شايفة أن شخص لو معاه ملايين الدنيا كلها بس لوحده هيبقي سعيد؟ ولا هيبقي سعيد مع شخص بيحبه؟
ردت بتلقائية:
-أكيد طبعًا السعادة بتكون مع الأشخاص إلي بتحبهم اه الفلوس مهمة بس وسيلة عشان نعيش مش غاية وهدف نسعي إليه طبعاً غير أن الفلوس عمرها ما تشتري الحب ولا السعادة ولا حتي راحة البال.
تنهد بإرتياح وعقب قائلاً:
-طيب كويس أوي إنك فاهمة ده يبقي إيه مشكلتك؟ ليه دائماً مش واثقة في حبي ليكِ؟
تساءلت بهدوء:
-أنا مقولتش انك مش بتحبني بس ممكن تحن لواحدة أفضل مني.
زفر أنفاسه بضيق وقال:
-صفا أتمني الكلام ده يتقفل نهائي لو سمحتي أنا لا راجل شهواني ولا عيني زايغة الحمد لله أنا بحبك ومش عايز غيرك وكون أني حابب راحتك ده شئ ميزعلش أحنا مش عايشين في شقة صغيرة لأ فيلا كبيرة عريضة إزاي هتقدر تقومي لوحدك غير مسؤولية الولد كمان يا صفا وعلي العموم أنا أسف ومش هتدخل في الموضوع ده تاني وقت ما تحبي حد يساعدك وقتها إنتِ اطلبي وواثق أن ده هيحصل أكيد بس قدام شوية لما المسؤولية تزيد.
أجابته بتحدي:
-لأ مش هحتاج أنا قدها وقدود.
حرك رأسه بيأس ورد:
-ماشي يا حبيبتي ربنا يقويكي ويهديكي عليا يا مجننة قلب وعقل ياسين.
أكمل قيادة السيارة وتوقف أمام منزل نور وتسأل باهتمام:
-انتوا هتروحوا فين؟
ردت بهدوء:
-لأ كفاية عليك كده يا حبيبي روح إنتَ شغلك وأحنا هنتصرف.
أومأ بتفهم ووضع يده في جيبه وأخرج فيزا ومد يده لها:
-اتفضلي خلي دي معاكي.
رمقته بحيرة:
-أعمل بيها إيه دي؟
تهكم قائلاً:
-أتصوري جمبها يا حبيبتي و أبقي رجعيها، انتِ عايزة تشليني يا صفا وحياة ربنا خدي يا ماما شوفي لو حبيتي تجيبي حاجة براحتك.
ردت باختصار:
-معايا فلوس.
رمقها شذراً وتحدث محذرًا:
-صفا إنتِ مراتي وكل جنيه هتصرفيه فهو ملزوم مني أنا اتفضلي.
أخذتها على مضض:
-شكراً.
لاحظ ياسين نور تهبط من العقار التفت إلي صفا بضجر:
-يا ساتر يارب أنا بجد مش عارف أمير هيعيش معاها إزاي ربنا معاه.
رمقته بعتاب وقالت:
-حرام عليك والله نور دي قمر وملاك كمان.
أضاف مصححًا:
-قصدك هلاك.