-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 43 - 1 - الأربعاء 1/1/2025

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والأربعون

1

تم النشر الأربعاء

1/1/2025



"ما أجمل من أن نحيا مع من نحب، وأن نسعد لسعادتهم، ونتألم لألمهم"


يجلس في السيارة شارداً بينما في الخلف تجلس سلوى تنظر اليه بإشفاق.

"أمير"

نطقتها سلوى بحنان.

التفت لها بهدوء ورد:

-نعم يا خالتو ؟

تساءلت بحزن:

-ليه كده يا أبني كل حاجة بالهداوة الأمور مش بتتاخد كده كل حاجة بالهداوة والعقل كمان أنت ونور بتحبوا بعض يا حبيبي.

ابتسم بمرارة واسترسل بإيضاح:

-هو أنا عملت أيه بالظبط يا خالتو ؟ نور جالها قلب تخلع دبلتي وترميها في وشي ؟ هو ده الحب ؟ تصدقي أنا بقيت بشك أن نور بتحبني أصلاً من الأساس.

حاولت التحدث بتبرير:

-يا حبيبي نور متقصدش هي متسرعة شوية حاول تتكلم معاها وبإذن الله هتروق وترجع ليك حاول تتكلم معاها كمان يا قلب خالتك.

تبسم بمرارة وأجاب:

-أتكلم معاها هو مين إلي غلط في مين ومين الي تداس كرامته هي الي أختارت ده ربنا يوفقها في حياتها مقدرش أقول غير كده نور مش بتحترمني يا خالتو ومع الأسف مش بتثق فيا ازاي أكمل أنا وهي ومفيش ثقة متبادلة ما بينا مع الأسف نور دائماً شايفة في علاقتنا ياسين وصفا نور شايفة أن نهاية علاقتنا هتبقي طلاق فعلاً زي ياسين وصفا نور أهو دلوقتي ياسين وصفا رجعوا لبعض والوضع بقى كويس هل هي هتفهم ده؟ شايفة أن عشان أنا راجل غني يبقي أكيد هطلقها انما لو اتجوزت شخص من مستواها كده مش هيطلقوا أنا مش فاهم إزاي هي دكتورة والعقلية دي أصلاً الزواج قسمة ونصيب مش بالفقر والغنى بس اقول ايه لله الأمر من قبل ومن بعد ربنا يهديها للصالح ليها ويرزقها بابن الحلال اللي هي شايفة أنه مناسب بالنسبة ليها وأنا ربنا يتولاني ويصبر قلبي بس واثق أن لو ليا نصيب فيها هترجع ليا بإذن الله ربنا هيسبب الأسباب ويجمعنا سوا.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انا بجد مش عارفه اقول ايه ربنا يهديكي يا نور ويقدم اللي فيه الخير يا رب العالمين مقدرش أقول غير ربنا يصلح الحال يا أبني بس كل حاجة بالتفاهم والعقل مينفعش الشد كده.

قطع حديثهم وصول ياسين وصعوده السيارة تحدث بحذر:

-أنت كويس يا أمير ؟

أبتسم الآخر بهدوء وقال:

-كويس وكويس جداً كمان هوصل خالتو وبعدين هوصلك.

تساءلت سلوى بقلق:

-ياسين أنت هترجع تقعد في الفندق تاني ولا هتبقي هنا مع صفا في البيت يا حبيبي؟

رد بهدوء:

-هبقي في الفندق يا ماما مينفعش أفضل هنا أحنا أه كتبنا الكتاب لكن الجيران متعرفش حاجه عن جوازنا الأفضل الفندق.

حركت رأسها نافية وعقبت برفض قاطع:

-لأ تقعد لوحدك ازاي كده أنت تجيب حاجتك وتيجي تفضل معانا حابة تبقى قدام عيني واطمئن عليك يا قلب أمك.

حاول الرفض لكن أردفت بحزم:

-سمعت قولت أيه يا ياسين أيه هتكبر أنت وهو عليا ولا أيه ؟ مش هعرف أحكمكم يا واد أنت وهو ؟

تنهد ياسين بقلة حيلة وقال:

-حاضر يا أمي حاضر.

اتجهت بنظراتها إلي أمير وتحدثت بحزم:

-وأنت تعقل شوية يا بيه انت ونور بتحبوا بعض وهترجعوا لبعض وسوق يلا مش عايزة كلام كتير شوية عيال هيمشوا كلامهم عليا.

نظر ياسين وأمير إلى بعضهم وكبتوا ابتسامتهم بصعوبة، وبالفعل بدأ أمير القيادة وعاد إلى جموده مرة آخري، كذلك شرد ياسين بحديث أمير عن حادثه هل مدبر بالفعل مثلما قال؟ ولكن من سيفعل هذا فريدة؟ هو علي يقين أنها لن تستطيع فعلها فإذا من فعلها ؟

❈-❈-❈

"في شقة صفا"

جلست جوار والدتها مرددة بحزن:

-أنا بجد مش مصدقة إلي حصل نور وأمير يسيبوا بعض ؟

تحدثت والدتها بحزن:

-والله ولا أنا يا بنتي بس نور فعلاً غلط الطريقة دي متنفعش هي مش محترمة أمير فعلاً ومصغراه يا بنتي وده مينفعش وإلي عملته النهاردة ميصحش.

ردت صفا بتبرير:

-مش هنكر أن نور متهورة فعلاً بس هي محتاجة وقت تهدي فيه بس هي بتحب أمير وان شاء الله يرجعوا لبعض.

استطردت والدتها بإيضاح:

-حتي لو رجعوا لبعض يا بنتي هيفضل إلي حصل بينهم النهاردة ده شرخ في علاقتهم حاولي تتكلمي مع علاقتها حالياً نور كانت خطيبته لكن لما يتكتب كتابهم وتبقي مراته معتقدش هيتقبل طريقة كلامها دي ووقتها مش هيبقي ده رد فعله بس وقتها هيبقى رده مختلف كرجل شرقي ميقبلش أن مراته تقلل منه الجواز مودة ورحمة يا بنتي مش شد وجزم فهماني؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-فهماكى يا أمي ربنا يهديهم لبعض.

❈-❈-❈

وصل أمير إلى قصر المحمدي، وتوقف بسيارته خارجاً، قطب ياسين جبينه بحيرة وتسأل:

-أيه يا أبني مش هتدخل معايا ولا إيه؟

حرك أمير رأسه نافياً وعقب:

-لأ ورايا شغل وكمان أكيد حابب تتكلم مع والدك ربنا يصلح الحال بينكم.

أومأ بتفهم وقال:

-تمام يا أمير بس ممكن تفكر في موضوعك أنت ونور تاني؟

تحدث بهدوء وقال:

-مفيش حاجة أفكر فيها من الأساس يا ياسين من الأساس أنا ونور مش هينفع نكمل مع بعض.

تسأل ياسين بتعقل:

-أتت بتحب نور يا أمير ولا لأ ؟

رد الآخر متهكماً:

-ده سؤال محتاج إجابة؟ أنا لو مكنتش بحب نور مكنتش هرتبط بيها من الأساس يا ياسين.

استطرد ياسين بمغزي:

-وطالما أنت بتحب نور هتقدر أزاي تكمل من غيرها ؟

آخذ نفس عميق يعبأ به رئتيه، واسترسل بإيضاح :

-أنا بحب نور يا ياسين لكن تفتكر هي بتحبني ؟ أنا عندي شك في ده إلي بيحب حد بيكبره، يحترمه، بيدور إزاي يسعده، نور لأ أيه خلاف بينا عايزة تنفصل عني كلمة سهلة بالنسبة ليها الإنفصال لو بتحبني فعلاً هتبقي آخر كلمة تخطر على بالها ياسين لو بتحبني إستحالة تفكر تزعلني طيب دلوقتي احنا على البر مستقبلاً لما نتجوز ؟ أو يبقي فيه بينا طفل الوضع هيبقى إيه ؟ نطلق أو هتاخد أبني وتمشي دائماً بتهرب وتسبني هي لو بتحبني زي ما أنا بحبها أو عايزاني زي ما أنت عايزها آخر كلمة ممكن تفكر تنطقها هي الانفصال ما بالك بقي اللي عملته النهاردة قدامكم كلكم وهي بتخلع الدبلة وترميها في وشي صدقني يا ياسين حسيت قلبي هو إلي اتخلع من مكانه مش مصدق إزاي يجي ليها قلب تعمل فيا كده وتدوس علي كرامتي كده.

هتف ياسين معتذراً:

-أنا أسف بجد يا أمير أنا السبب في كل ده حقك عليا بجد.

تهكم الآخر ساخراً وعقب:

-مين قال إنك أنت السبب لا طبعاً مش أنت السبب نور معندهاش ثقة فيا يا ياسين أو تقدر تقول عندها نقص مأثر علي شخصيتها.

نظر له الآخر مذبهلاً وسرعان ما انفجر ضاحكاً وسط صدمة الآخر:

-أسف أسف بجد حقك عليا بس كنت حاسس إن صفا إلي بتتكلم كده عشان هي دكتورة نفسية لكن أنت بقيت دكتور نفسي أمتي؟

تبسم أمير بهم:

-الأيام إلي مريت بيها كفيلة أنها تخليني دكتور نفسي الدنيا غدرت بيا كتير وأول ما حسيت أنها ضحكت ليا والأيام الحلوة هتبدأ مع الأسف سحبت كل حاجة مني.

ربت ياسين علي ظهره بمؤازرة وتدراك مستفهماً:

-طيب معلش فهمني ليه بتقول عندها عقدة أو قلة ثقة فيك مش ممكن أنت إلي شاكك في ده وخلاص ؟

تحدث أمير مفسراً:

-نور شايفة أن عشان أنا واحد غني يبقي مش بحبها من الأساس وعايز اتجوزها عشان اتسلي بيها فاكر لما طلقت صفا وحصل اللي حصل من وقتها وهي شايفة كده رغم أني اتكلمت معاها أكتر من مرة ووضحت ليها وعرفتها انى بحبها بس مع الاسف مش واثق في حبي ده فهمت يا صاحبي؟

تنهد بحزن وقال:

-فهمت بس أنت بتحبها هتكمل أزاي من غيرها أمير أنت قلبك معاها هي ومش هتقدر تكلم بعيد عنها فاهم قلب بقي ملكها هي وبس.

شرد الآخر وهتف بمرارة:

-الأيام قادرة تنسينا وتداوي جراحنا يا ياسين الأيام كفيلة بده.

تبسم ياسين ساخراً وأضاف:

-كنت قدرت أنا أكره صفا و أنساها وأنا فاكر أنها متجوزاني عشان فلوسي أسكت يا أمير أسكت وبلاش توجع قلبك علي الفاضي الحب مش بإيدنا.

رد الآخر بإصرار:

-ولا الفراق كمان بإيدنا.

هتف ياسين بحدة:

-لأ دلوقتي بإيدك يا أمير وأنت إلي بتوجع قلبك يا ابن الناس بإيدك فكر في كلامي كويس وهتعرف أني صح يلا هنزل أنا سلام.

هبط ياسين من السيارة بينما أدار أمير عجلة القيادة وبدأ يقود السيارة بذهن شارد.


الصفحة التالية