رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 44 - 1 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والأربعون
1
تم النشر الأربعاء
1/1/2025
"الطعنة التي أتتك غدراً دون أن تعلم، سترد غدراً دون أن تعلم"
كان يجلس في مكتبه واضعاً رأسه بين كفيه بحزن، أخرجه من حالته تلك رنين هاتفه، رفع رأسه ونظر إلى الهاتف وجد إسم والدة نور هو من يزين الشاشة، جذب الهاتف بتردد وقام بالرد:
-ألو.
عايدة:
-السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ازيك يا أبني عامل أيه ؟
أمير باحترام:
-وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله أخبار حضرتك إيه ؟
عايدة:
-بخير يا أبني طول ما أنت بخير أنا بتصل بيك عشان أفهم إيه اللي حصل النهاردة نور رجعت من بره ومنهارة من العياط إيه إلي حصل يا أبني طمني انت عارف معزتك عندي أنت وعمك عاملة إزاي يعلم ربنا أننا كنا بنعتبرك ابننا والله ومازلنا أنت زيك زي نور فهمني بس أيه إلي حصل وريح قلبي ربنا يريح قلبك يا أبني.
ابتلع غصة مريرة وقال:
-مفيش حاجة حصلت يا طنط أنا ونور أختلفنا وبس كده مفيش نصيب أنا بعتذر طبعاً لحضرتك ولعمي كمان أنا كان المفروض اجي لحد عندكم اعرفكم أو علي الأقل أكلمه علي التليفون بس حبيت نور تعرفكم وأنا هاجي بنفسي لغاية البيت عندكم واعتذر ليكم كمان حقك عليا بجد ربنا يعلم حضرتك وعمي بمثابة أب وأم ليا أقسم بالله بس النصيب كده ملناش يد فيه.
عايدة بإصرار:
-ماشي يا أبني بس عايزة افهم في ايه نور مموته نفسها من العياط ومش فاهمة منها حاجة طمني طيب ايه الي حصل عايزة اعرف أنتوا خلاص داخلين علي الفرح؟ طيب هي زعلتك مثلاً قولي وريح قلبي.
أخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:
-زي ما قولت لحضرتك يا طنط مفيش حاجة ونور مزعلنتنيش ولا حاجة نور إنسانة جميلة وناجحة وتستاهل إلي أحسن مني كمان ربنا يوفقها في حياتها يارب العالمين ويرزقها الأفضل مني كمان بإذن الله أستأذنك مضطر أقفل عندي إجتماع دلوقتي.
عايدة:
-ماشي يا أبني في رعاية الله ربنا يوفقك يا رب العالمين أنت تستاهل كل خير.
أمير:
-تسلمي يا رب العالمين يا ست الكل ربنا يبارك في عمر حضرتك .
أغلق الهاتف وألقاه أمامه بضيق ووضع رأسه بين كفيه وضغط عليها بقوة فهو يشعر أن رأسه ستنفجر في التو والحال لعل ضغطه هذا يقلل من حدة الآلم.
❈-❈-❈
بينما على الجهة الأخرى أغلقت الهاتف معه وهي تنظر إلى ابنتها نظرات ذات معنى:
-أيه رأيك يا دكتورة نور ؟ ده واحد مش بيحبك ؟ ده راجل مش كويس ردي عليا؟ ده رفض يفتح بوقه ويقول إلي حصل لأنه واثق ومتأكد انك أنتِ الغلطانة أنا اصريت أكلمه وقدامك يا نور عشان أكد ليكي إنك خسرتي يا نور خسرتي وخسارة كبيرة كمان أمير راجل محترم ويعرف ربنا وبيحبك قليل يبقي فيه راجل زيه موجود يا بنتي أحنا في زمن كثرة فيه الرجال ألقاب وقلة فيه الرجال أفعال وده راجل قولاً وفعلاً دلوقتي بقي العمل أيه ؟ هنقول لأبوكي أيه؟ أصل لو حكيتي لأبوكي عمايلك السودة يا قلب أمك معتقدش رد فعله هيعجبك.
هتفت بصوت متحشرج:
-بس أنا بحب أمير فعلاً يا ماما والله بحبه بس غصب عني مش بإيدي.
اتسعت عين الآخري بصدمة وتساءلت بعدم إستيعاب:
-نعم بتحبيه كده بتحبيه؟ يا شيخة أمال لو بتكرهيه هتعملي أيه ؟ معلش فهميني بس لو كده الحب آمال الكره أيه ؟ هتضربي الراجل بالجزمة ؟ خايفة من أيه ها خايفة من أيه ما تردي يا بت أنتِ ياسين رجع لصفا أدي حجتك بطلت وقلناها مراراً وتكراراً ياسين غير أمير ياسين غير أمير كله قالك نفس الكلام وحياة ربنا ناقص نعملها أغنية لحضرتك كمان بس تصدقي بالله هو خسارة فيكي الواد فلة اللهم بارك يستاهل ست ستك كمان أقولك أنا بنفسي هدور له على عروسة حلوة كده وزي القمر تدلعه وتعوضه عن المرار إلي عاشه مش بومة زيك منكدة عليه عيشته مش فالحة غير في حاجتين اتنين الطفح إلي عمالة تلغي فيه أنا حاسة أن مصر هتدخل مجاعة بسبب جنابك وغبائك والدبش ده الله يعينه كان مستحملك إزاي يا شيخة.
صاحت معترضة:
-أيه يا ماما إلي أنتِ بتقوليه ده ؟ حضرتك بتتريقي؟
تهكمت الأخري بغيظ:
-أهزر لا يا اخرة صبري بتكلم جد أنا عارفة أيه المصيبة السودة دي أنا مش عارفه أنتِ أزاي جبتي مجموع عالي ولا عارفة دخلتي طب وبقيتي دكتوره ازاي بجد انا حاسة اني قاعدة مع واحدة في حضانة أو واحدة متخلفة عقلياً بجد والله لكن أنتِ كشخص طبيعي لأ.
نهضت باستياء :
-أنا هقوم أحضر الأكل عشان الراجل الشقيقان قبل ما يرجع من الشغل يا حسرة هيرجع يتغم فيتغم على معدة مليانة أحسن وأنتِ قومي جهزي حاجة أمير كل الهدايا والشبكة كل حاجة تخصه الحاجة دي لازم ترجع يا بنتي.
تساءلت بحزن:
-يعني مفيش أمل يرجع ليا ؟
تبسمت ساخرة وعقبت:
-هو أنتِ متعرفيش ؟ مش أمل ماتت وأخدنا عزاها كمان ؟
صاحت بغيظ:
-ماما أنا بتكلم جد على فكرة ؟
ردت الأخرى ببرود:
-وأنا بتكلم جد على فكرة ما هو كان معاكي يا حبيبتي وفي إيدك أنتِ بقي طيرتي أهمدي بقي وانبطي ها سامعه أنبطي بكره بكره بقي يخطب ست ستك كمان أقولك على حاجة أنا بنفسي هحضر فرحه لا ومش بس كده لأ هفضل أرقص طول الفرح كمان .
اتسعت عيناها بصدمة وتسألت:
-ماما أنتِ بتهزري صح ؟ استحالة تكوني بتتكلمي جد أنتِ فرحانة فيا ده أنا بنتك حبيتك علي فكرة ؟
ردت بتشفي:
-لأ هو أنا مقولتش ليكي أنت ِ مش بنتنا ولقيناكي علي باب جامع قولنا نربيكي نكسب فيكي ثواب.
رمقتها باستياء:
-ماما الحكاية الهبلة دي اتقالت في كل البيوت المصرية اتهرست كتير يا ماما يعني مش هتخيل عليا وأنا دكتوره قد الدنيا.
رمقتها ساخرة وقالت:
-دكتوره ماشي يا ست الدكتوره شلاه يا ست الدكتوره بلا وكسة أنا شاكة أصلا إنك ساقطة ابتدائية .
❈-❈-❈
كانت جالسة على سجادة الصلاة وأمامها كتاب الله تقرأ ما تيسر لها من آيات الذكر الحكيم، قطعها رنين جرس الباب، صدقت الآية ونهضت بهدوء وهي تعدل من وضعية حجابها، فتحت الباب ولكن ما أن علمت هوية الطارق حتى انطفئ وجهها.
"هفضل واقف كتير مش هتدخليني"
نطقها أحمد باستياء، تنحت جانباً وفتحت الباب وأشارت له بالدخول:
-أتفضل.
دلف أحمد وسار عدة خطوات وبعدها توقف وألتفت لها انتظرها حتى أغلقت الباب ووقفت في مواجهته وكتفت يدها على صدرها وتحدثت بهدوء:
-خير يا أحمد ؟
ظل ينظر لها نظرات لا تستطيع تفسيرها أهي عتاب أم غضب أم إشتياق، لكن قطع هو حرب النظرات عندما تحدث بجدية:
-مش ناوية تعقلي بقي يا سلوي ؟
تبسمت ساخرة وعقبت مستفهمة:
-أعقل؟ هو حد قالك أني مجنونة؟ بعد العمر ده كله جاي تقول أني مجنونة يا سيدي شكراً كتر خيرك.
أشتاظ غضباً وصاح موبخاً:
-ممكن تبطلي طريقتك دي ؟ أنا بتكلم جد على فكرة.
ردت باختصار:
-وأنا كمان بتكلم جد يا أحمد أنا مش مجنونة.
تجاهل حديثها وهتف بصبر:
-طيب ماشي خلينا نتكلم بعقل أنا بحبك يا سلوى وأنتِ كمان بتحبيني ياسين وخلاص رجع لصفا وبقي عندهم بيبي صغير زي القمر أهو وأمير خطب وهيتجوز يعني كل حاجة اتحلت خلاص يا سلوى أتنازلي عن القضية بقي وأرجعي نوري بيتك أنا مش قادر أعيش من غيرك يا سلوى وأظن كل حاجة اتصلحت خلاص مبقاش غير حياتنا أحنا بس إلي محتاجة تتصلح وبس.