-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 45 - 1 - الخميس 2/1/2025

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والأربعون

1

تم النشر الخميس

2/1/2025


"دائماً ما يكمن الفرح بداخل الحزن، عندما يواجهك الحزن فأعلم أن الفرح بات قريباً"


نظرت إلي والدها بتردد وردت بهدوء:

-موجودة بره مع أمير يا بابا.

أتسعت مقلتيه بعدم إستيعاب، وتدارك مستفهماً:

-أمير هو بره يا بنتي؟

أومأت بإيجاب، قبل أن تعض علي شفتيها بخجل وقالت:

-مكنتش عارفة أعمل أيه ولا بكلم مين محستش بنفسي غير وأنا بكلمه بعيط ليه عشان يجي يقف جنبِ.

تبسم بضعف وأشاد بإعجاب:

-أكيد طبعاً متأخرش وجه أمير راجل يا نور وبيحبك بجد خسرتيه يا نور مع الأسف.

ابتلعت ريقها بمرارة وأسترسلت بإضافة:

-وأنا كمان بحبه يا بابا والله العظيم بحبه بس غصب عني والله مش عارفه إزاي عملت كده معاه…..

قاطعها والدها بحزم:

-يا بنتي أنا فاهم كويس أوي أنتِ مَالك منّ وقت إلي حصل مع صفا من ياسين وأنتِ حاطه في دمَاَغك أن أي شخص غني هيبقي عايز يتسلي وبس طيب ياسين أهو رجع لصفا فعلاً وده كله كان تفسير غلط في غلط غير أمير أصلاً مختلف عن ياسين كمان قلبً وقالبًا ياسين أتولد ولقي المال موجود لكن أمير تعب عشان يقدر يوصل للمكانة إلي وصل ليها فهمتي الفرق يا بنتي أعقلي بقي وأكبري أنا لو عشت ليكي النهاردة مش هعيش بكره خايف أمشي وأسيبك لوحدك في الدنيا يا بنتي.

عاجلته بلهفة قائلة:

-بعد الشر عنك يا حبيبي ربنا يقومك بالسلامة ويخليك ليا يا حبيبي.

تبسم بمرارة وأجاب بمغزي:

-الموت مش شر الموت خير ونهاية محتومه أخرجي ونادي أمير أتكلم معاه يلا.

أومأت بإيجاب وتحركت عدة خطوات وتوقفت فجأة وهتفت بإرتباك:

-بابا أوعي تتحايل عليه يرجع ليا.

حرك رأسه بيأس وأضاف بنبرة حادة:

-أنا لسه بعقلي يا ست نور ومش أنا إلي أهين كرامة بنتي.

تحرجت من حديثه وغادرت سريعًا إلى الخارج، اقتربت منها والدتها وكذلك أمير، تسألت عايدة بلهفة:

-أبوگي كويس يا نور ؟

حركت رأسها بإيجاب وتبسمت:

-بخير يا ماما.

اتجهت بنظراتها إلي أمير وتحدثت ممتنة:

-شكراً يا أمير.

رمقها معاتبًا وأضاف بنبرة جادة:

-شكراً علي أيه ؟ ربنا يعلم معزة والدك عندي أزاي.

أومأت بتفهم وقالت:

-هو عايز يشوفك أدخل ليها بس بلاش تطول معاه هو المفروض يرتاح.

رد بإختصار:

-حاضر.

تخطاها ومر من جانبها متجهًا إلي الداخل، وما أن وقع بصره علي والد نور تألم قلبه ولكن رسم تظاهر بالمرح:

-حمد الله علي السلامة يا حاج كده بردوا تخضنا عليك يا غالي عايزة تشوفك غلوتك عندنا ولا أيه ؟

تبسم ممتناً وقال:

-الله يسلمك يا أبني منحرمش منك ولا من سؤالك.

صمت قليلاً يجمع شتات أفكاره، واستطرد معتذراً:

-أنا بعتذر من….

قاطعه أمير بحزم:

-مفيش حاجة تستدعي أن حضرتك تعتذر أولاً وثانياً حضرتك أكبر من إنك تعتذر لإبنك ولا إنتَ شايف أني مستحقش أكون إبنك ولا إيه ؟

نطق الاخيرة بمزاح، فتبسم الآخر ورد بفخر:

-ده شرف ليا أن أكون في مقام أبوك يا أبني إلي ربي راجل زيك يا أمير تسلم البطن إلي شالتك وتسلم الإيد إلي ربتك يا حبيبي.

رد أمير بهدوء:

-ربنا يرحمهم ويرحمنا.

آخذ نفس عميق يعبئ به رئتيه قبل أن ينطق بنبرة جادة:

-عمي أنا عارف إنه لا وقته ولا مكانه بس أنا بحب نور وعايز أتجوزها مش مجرد خطيبها وبس عايز أكتب كتابي عليها في أسرع وقت لو ينفع دلوقتي.

حاول الآخر التحدث لكن أكمل أمير بإبانة:

-أنا عارف حضرتك عايز تقول إيه بس أنا بحب نور ومتقبلها زي ما هي ومقدرش أعيش من غيرها هي شئ أساسي في حياتي.

تنهد بارتياح، واستطرد أمير برجاء:

-أنا عارف أن حضرتك تعبان بس لو ينفع نكتب الكتاب وحضرتك هنا بنتك مجنونة وممكن تغير رأيها في لحظة لكن حالياً أمان لو ينفع حضرتك عارف نور كويس هوائية وممكن تغير رأيها؟

حرك رأسه بإيجاب وقال:

-ينفع أوي يا أبني توكل علي الله وروح هات المأذون يا بني وتعالي.

تنهد بإرتياح وقبل جبين عزمي بفرح:

-شكراً يا عمي ريحت قلبي ربنا يريح قلبك هروح أجيبه ومسافة الطريق وأرجع بإذن الله مش هتأخر عليك.

أثناء خروجه نهضت نور بتلهف واتجهت إليه:

-بابا كويس؟

حرك رأسه بإيجاب وقال:

-أيوة كويس الحمد لله.

أومأت بامتنان:

-شكراً يا أمير بجد شكراً علي وقفتك جنبي شكراً علي كل حاجة حلوة قدمتها ليا في حياتي أسفة لو تعتبك معايا تقدر تمشي.

تجاهل حديثها والتفت إلى والدتها وتحدث بلطف:

-أنا رايح أجيب المأذون وجاي يا طنط.

اتسعت مقلتي الآخري ورددت بذهول:

-مأذون هو عمك هيطلقني ولا أيه ؟

كبت ضحكته سريعاً وقال:

-لأ لأ طبعاً يا طنط هو يقدر يعيش من غير حضرتك أصلاً ربنا يخليكم لبعض ويقوم لنا بالسلامة المأذون ده عشاني أنا ونور هنكتب كتابنا.

توجه بنظراته إلي نور وتحدث بمغزي:

-النهاردة هتكوني مراتي علي سنة الله ورسوله يا نور مسافة الطريق وراجع يا طنط بعد إذنكم.

غادر سريعاً بينما نظرت نور إلي والدتها بعدم تصديق:

-هو قال أيه ؟ هو راح يجيب المأذون فعلاً ؟

ضمتها والدتها بحنان وقالت:

-مبارك يا حبيبتي مبارك ربنا يتمم ليكم بخير يا رب العالمين.

❈-❈-❈

بعد مرور ساعة ونصف تجلس على المقعد المعدني تنظر أمامها للاشئ لا تصدق ما حدث منذ قليل هل عقد قرانها بالفعل علي أمير من لحظات؟ وأين بالمشفي؟ وولدها علي فراش الموت ؟! لو كان أحداً أخبرها يوماً أن هذا سيحدث يوماً ما كانت صدقت هذا.

بعد أن أوصل المأذون عاد وجدها تجلس على مقعد أمام باب الغرفة بمفردها آخذ نفس عميق واتجه لها جلس جوارها وتحدث بهدوء:

-مُبَارك يا عروسة.

ألتفت له بحيرة وتداركت مستفهمة:

-هو أحنا كتبنا الكتاب فعلاً ولا أنا بحلم ؟

تبسم بهدوء وعقب متهكماً:

-تحلمي؟ لأ يا نور أحنا كتبنا الكتاب وعلينا الجواب وبقيتي حرمنا المصون كمان.

رمقته بتردد وأردفت متسائلة:

-بعد كل إلي حصل أنا حاسة أني بحلم ؟

تبسم بهدوء وقال:

-لأ ده مش حلم ده حقيقة وخصوصاً بعد إلي حصل كان لازم نكتب الكتاب أنا وأنتِ بنحب بعض يا نور وإنتِ معندكيش ثقة فيا ولازم عشان نتخطي ده تكوني مراتي عشان لما نزعل سوا متخلعيش الدبلة وترميها في وشي تاني ها فاكرة؟ نور إنتِ لما كلمتيني كنت حاسس إني عاجز وأنا سامع صوتك بالحالة دي كنت هتجنن بقيت سائق وأنا قلبي بيتقطع عشانك كنت فاكر أني أقدر أعيش من غيرك بس حبك ساكن جوه قلبي ومقدرش أعيش من غيرك بحبك يا نور.

ظلت تحملق به بنظرات عاشقة وغمغمت بحب:

-وأنا بحبك يا أمير.

نهض أمير وتوقف أمام نور مردداً بعدم استيعاب:

-قولي تاني كده قولتي أيه ؟

ردت بخجل:

-قولت بحبك يا أمير إيه هي شغلانة؟

شحب وجهه وتحدث ساخراً:

-يا فرحة ما تمت خادها الغراب وطار يا نور ملحقتش أفرح بكلمة بحبك وجعفر ظهر يلا المهم أني سمعتها منك قبل ما أموت يا آخرة صبري.

تبسمت بخجل وقالت:

-هو أنا كان ميؤس مني للدرجة دي؟ أمير أنا عارفة أني مش حلوة أوي وكمان جد مش زي البنات الروشة و…

قاطعها بحزم:

-نور مش محتاجه تبرري حاجة أنا بحبك زي ما إنتِ وهفضل احبك مهما تعملي فيا.

❈-❈-❈

علم الجميع بعودة أمير ونور وعقد قرانهم رغم حزنهم علي ما أصاب والد نور ولكن فرحتهم بهذا الثنائي العنيد خففت من الحزن، بعد مرور شهراً كاملاً حدث فيه الكثير، تحسن والد نور وخرج من المشفي، والعلاقة بينما أمير ونور أصبحت أفضل عن زي قبل، كما خففت حدتها مع ياسين نوعاً ما من أجل أمير لا غير فكل ما يهمها الأن هو سعادته بالفعل فهو قد أثبت لها حبه بجدارة، ويتفنن في إظهار عشقه لها، كما انتهوا من تجهيزات شقة الزوجية وحددوا موعد الزفاف بعد زفاف "ياسين وصفا" مباشرة.

أما سلوي قد رفضت التنازل عن قضية الطلاق ومازلت مستمرة، وأحمد يحاول الإقتراب منها كي يقنعها بالتنازل عن المحضر، وطلب من ياسين التوسط بينهم لكن سلوي رفضت التدخل وأن هذا الأمر لا يعنيه حتي لا يحدث صدام بينه وبين والده، كما أنشغل أحمد عن ياسين وصفا فما يهمه الأن كسب ثقة سلوي والباقية تأتي.


الصفحة التالية