-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 46 - 1 - الخميس 2/1/2025

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والأربعون

1

تم النشر الخميس

2/1/2025


"وعندما يأتيك العوض، فأعلم أن ما مضي قد كان مجرد اختبار لك انتهي من حياتك، بعد أن توفقت به وبجدارة فهنيئاً لك يا رفيقي"


هبط الإثنين الدرج متشابكين الأيادي وذراعه الآخر يحمل طفله بحنان، وتهادوا الدرج علي أنغام الموسيقى في منظر بديع يدل علي مد العشق بينهم ومع وجود الصغير في أحضانه، ولكن لم تدوم حيرتهم عندما وصل العروسين إلي المكان المخصص لهم ساعد عروسه كي تجلس وبعدها جلس جوارها والصغير مازال بأحضانه، طلب المايك من المسؤول، وما هي إلا ثوان وأحضره له آخذه منه ونهض يتحرك فوق الاستيدج ويتحدث بثقة:

-مساء الخير يا جماعة متشكر جداً لتلبيتكم دعوتي وإنكم موجودين هنا النهاردة تشاركوني فرحي أنا ودكتورة صفا وتكونوا جزء من فرحتنا ده إلي أنتوا عارفينه.

توجه بنظراته إلي صفا واستطرد بحب:

-بس إلي أنتوا متعرفهوش أن أنا ودكتورة صفا متجوزين من سنة كاملة.

تعالت الهمهمات والتعجب من الجميع لكن تجاهل هذا وأكمل حديثه بثقة:

-أيوة متجوزين من سنة وربنا كرمنا بمحمد أبننا دكتورة صفا وقفت جنبي في الوقت إلي الكل أتخلي عني حبتني وأنا أعمي ومش بس كده لأ وافقت تتجوزني وأنا أعمي وكانت دائماً تقول ليا أنا الأعمي أعمي القلب مش أعمي البصر كنت شخص ضايع معندوش أمل في الحياة عملت حادثة وفقدت بصري زوجتي طلبت الطلاق من قبل ما أخرج من المستشفى كنت رافض العلاج رافض أشوف حد أو أعيش من الأساس لكن دكتورة صفا رفضت ده ووقفت جنبي خلتني أتخطي حالتي النفسية لأ ومش بس كده بقي عندي أمل في بكره كان أملي الوحيد في الدنيا أني أفتح مش عشان أرجع أشوف لا عشان أشوفها هي وبس أشوف الإنسانة إلي عايشة علي الأرض علي هيئة ملاك أه متستغربوش علي هيئة ملاك وهي ملاك فعلاً دكتورة صفا أتجوزتها قبل ما أعمل العملية ونظراً لحالتي طلبت نتجوز والأقربين بس إلي يعرفوا مش عايز أسمع كلام أو تعليق من حد في وضعي ده وفعلاً وافقت واتجوزنا وأنا سافرت وعملت العملية وفتحت بس كانت حامل في الأستاذ مودي فقررنا قرار مجنون أننا نأجل فرحنا لغاية ما ينور حياتنا ويحضر فرح بابي ومامي.

تحرك تجاه زوجته وساعدها أن تنهض وألتفت إلي الجميع وتحدث بفخر :

- النهاردة بقي أحب أعرفكم بدكتورة صفا مراتي.

اتجهت نظراته إلي صغيره بحب:

-والباشا الصغير إلي نور فرح بابا وماما "محمد ياسين أحمد المحمدي"

تعالت التصقيفات والتهنئة من الجميع، بينما نظرت صفا إلي زوجها بحب وفخر رغم أنها ليست الحقيقة كاملة ولكن يكفي أنها تزوجت رجلاً عاشق كهذا الرجل الذي أصبحت تعشقه حد النخاع.

اقتربت سلوي منه اخذت الصغير بين أحضانها مرتبه علي ظهره بحنان وغادرت بينما بدأ العروسين بأولي فقرات الزفاف الرقص سوياً.


عند صفا وياسين.


كانت تتهادي برقصتها وهي خجلة من نظرات الناس من حولها منهم الحاقد ومنهم السعيد رفع ياسين وجهها بأطراف أصابعه وتحدث بنبرة هادئة:

-حبيبي ماله؟

هتفت بخجل:

-حاسة نظرات الناس علينا.

تبسم بهدوء وقال:

-ودي حاجة أكيدة فعلاً نظرات الناس متبعانة وده العادي أكيد أنا العريس وحضرتك العروسة.

تبسمت بحب وهتفت بتوتر:

-تفتكر الناس تقبلت موضوع جوازنا قبل كده ولا كل واحد هيبني في عقله سيناريو عن قصتنا ؟

رفع كتفيه باللامبالاة :

-معرفش ولا عايز أعرف وأنا قولت إلي عندي إلي عايز يصدق هيصدق وإلي مش عايز ميصدقش عشان هو عايز كده مش هيصدق ريحي دماغك يا صفا قلبي كلام الناس ولا بيقدم ولا بيأخر كلام الناس مجرد تراهات تتداولها الألسن في كلتا الحالات هيتكلموا يبقي ليه نسمع ليهم من الأساس ليه نحط لكلامهم إعتبار أنسي يا صفا أنسي وخلينا في فرحنا اليوم الي أتمنناه كتير جه آخيراً أوعي تسمحي لحد يكسر فرحتنا.

❈-❈-❈

بينما في أحد الأركان يجلس مشتعل غيظاً من كل ما دار فقد كان هذا مخطته الذي يسعي إليه ألا وهو فضحها وسط أصدقائها القدامي ولكن فشل مخطته.

اقترب منه حارثه وتحدث بنبرة ذات معني:

-مالك يا باشا أوعي تكون فاكر إن الخطة كده باظت.

نظر له بحيرة وتدارك مستفهماً:

-ما هي كده فعلاً يا خفيف باظت بعد إلي ياسين قاله.

تسأل الآخر بمغزي:

-وأيه إلي يثبت أن كلام ياسين باشا صح وبعدين متنساش أن الفيلا فيها كاميرات وسجلت إلي حصل يوم ما ياسين باشا رجع أكيد الفيديو ده لوحده ينفي كلام ياسين باشا ما بالك بقي لما يعرفوا كمان أنها كانت عاملة نفسها ممرضة.

تبسم الآخر بإعجاب:

-هايل يا نصار هايل أوي إنتَ دماغك ألماظ.

رد الآخر بتفاخر:

-تربيتك يا باشا بس عندي استفسار صغير ليه حضرتك مصر أنه يطلقها حتي بعد ما الباشا الصغير نور بالعكس ده يخليك تتمسك به.

هتف بكره:

-صفا دي سبب كل المصايب إلي حصلت بيني وبين ياسين وهي سبب طلاقي من سلوي ولو كنت الأول مش متقبلها وشايف إنها نكره في حياة ياسين دلوقتي بقي أطيق العمي ولا إني أشوفها ولازم تطلع من حياتنا للأبد وحفيدي هيتربي معانا وفي حضننا أكيد مش هسيب حفيدي لجربوعة زي دي تربيه.

تحدث الآخر بحذر:

-بس يا باشا هي أم وحاضنة وحضانة الباشا الصغير من حقها.

رد أحمد بضيق:

-كسر حقها ده حفيدي أنا ومش هسمح ليها حتي أنها تشوفه من الأساس الفلوس تقدر تعمل كل حاجة يا نصار وأنا إلي معايا المال والنفوذ يبقي أنا إلي هقش أكيد.

صقف بإعجاب مطلقاً صفيراً:

-أستاذ ورئيس قسم يا باشا دماغك دي متكلفة.

❈-❈-❈

جلست سلوي وهي تحمل الصغير جوار والدة صفا وتنهدت براحة، ربتت الأخري علي ظهرها بحنان:

-الحمد لله أن ياسين عمل كده.

أومأت بإيجاب:

-عندك حق أنا مكنتش أعرف إنه هيعمل كده بس فعلاً كان أحسن قرار أخده.

اتجهت سلوي بنظراتها إلي والده وهتفت بشرود:

-أيوة أحسن قرار أخده احنا منعرفش إيه إلي جوه النفوس.

وجهت الأخري نظراتها تباعاً لما تنظر له وتسألت بحيرة:

-قصدك إيه أن أحمد بيه ممكن يعمل حاجة بس هو خلاص وافق علي الجوازة.

اتجهت بنظراتها إليها وقالت:

-أحمد مش من النوع إلي يغير رأيه وده إلي قلقني فعلاً.

تنهدت الاخري بقلق وقالت:

-ربنا يصلح الحال يارب العالمين ان شاء الله خير.

❈-❈-❈

يتراقص مع زوجته علي ألحان الموسيقى ويده ترسم لحنها الخاص علي خصرها ويضمها بلهفة خوفاً من أن يفقدها أو تبتعد عنه اقترب من أذنها وهمس بعشق ويديه تتحرك بنعومة علي خصرها بيد خبيرة كأنه يعزف لحن موسيقياً فوق خصرها أذابت قلب الآخري:

"هل تعلمين كم يليق عليك إسمك يا صفا القلب كأن هذا الإسم خلق من أجلك فقط لون عيناكِ التي تمثل لون العسل الصافي ونقاء قلبك وصفاءه الذي لم أراه لدي أي أنثي من نسل حواء، أصبحت متيم بصفاء عينك وصفاء قلبك وصفاء روحك فأدإنتِ لي الحياة والروح والفؤاد  يا صفا القلب ومالكته "


وعلي الطرف الآخر يتراقص أمير ونور وكلما أقترب منها أمير تراجعت إلي الخلف، زفر بحدة وقال:

-يا بنتي بتعملي إيه هفضل أجري وراكي كده الناس بتتفرج علينا؟

صاحت معترضة:

-وإنتَ عمال تقرل كده ليه من الأساس حضرتك؟ الناس تقول إيه يا محترم؟

تهكم ساخراً وعقب:

-إنتِ هبلة أحنا مكتوب كتابنا وربنا أجيب قسيمة الجواز أعلقها علي صدري هو إنتِ كل شوية تنسي ؟ طلعتي روحي يا بعيدة أقول فيكي إيه بس ربنا يهديكي يا آخرة صبري.

ردت ببرود:

-حتي لو لازم نحط مسافات ما بينا حتي لو ما بينا عيلين مش حتة كتب كتاب.

رفع رفع نظره إلي السماء شاكياً:

-يارب الصبر من عندك يارب خلاص هتجيب أجلي أرقصي يا أختِ أرقصي تحبي أروح أرقص لوحدي وإنتِ تروحي ترتاحي شوية أحسن أكون مضايق حضرتك ولا حاجة ولا مسبب ليكي إزعاج؟الصبر من عندك يارب.

ردت بإختصار:

-لأ مفيش داعي هرقص معاك وخلاص عشان شكلك ميبقاش وحش يا حبيبي .

تحدث ساخراً:

-حبيبك لأ كتر خيرك الصراحة تعبك معايا أنا معلش أسفين للإزعاج.

"لأ ولا يهمك يا وحش "

نطقتها مازحة مما جعل الآخر يشتاظ غضباً.

ومع انتهاء ألحان الموسيقي ضمها ياسين بقوة وقام بحملها ودار بها بحب ولهفة وهو يصيح بجنون:

"بحبك يا صفا القلب"

صقف الجميع متمنين لهم السعادة، مرت باقي الفقرات وبعدها غادر العروسين إلي عش الزوجية.

❈-❈-❈

لم تري عينيه النوم طوال الليل ظل جالساً جوارها يتأملها بحب وعينين تقطر عشقاً وقلباً بات متيم بها هي فقط، وكأن بها عزف عن ملذات الحياة.

تململت في نومها وبدأت تفتح أهدابها بنوم، حتي قابلها وجهه المبتسم:

-صباحية مباركة يا عروسة.

تخضب وجهها بحمرة الخجل وغطت وجهها باستحياء، تبسم هو بحب ورفع الغطاء عن وجهها وتحدث بحنان:

-أوعي تاني مرة تخبي وشك عني عايزة تستخبي يبقي في حضني أنا وبس سامعة ؟

نطق الأخيرة ببعض الحزم مما جعلها تردد بخجل:

-حاضر بس ممكن إنتَ تبطل حركاتك دي ؟

تبسم بخفة وعقب:

-حاضر يا قلب ياسين حاضر ممكن تقومي بقي وتفوقي عايزين نفطر ورانا سفر يا كسلانة.

اعتدلت في جلستها وتسألت بفضول:

-هنسافر فين ؟

رد بحب:

-هنسافر شرم يا قلب حبيبك نقضي أسبوعين ونرجع عشان فرح أمير وبعدها شوفي أي مكان نفسك تروحيه ونسافر سواء وبإذن الله نسافر عمرة المولد النبوي يا قلبي.

تبسمت بحب وهتفت بمرح:

-هو أنا قولت ليك إني بحبك أوي؟


الصفحة التالية