-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 51 - 1 - السبت 11/1/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والخمسون

1

تم النشر السبت

11/1/2025



"تشاء أنت من الأقدار قطرةً، ويشاء الله أن يهبك من الأقدار أجملها، لو عملت الغيب يا بن أدم لأخترت الواقع، طريقك ستعبره كما كتب لك، وليس كما ترغب أنتَ، وهو الخير لك، ولكنك لا تعلم"


زفر أحمد أنفاسه بضيق وقال:

-أنا مش قصدي إنك ترجع لفريدة خالص من الأساس يا ياسين إنتَ فهمت كلامي غلط.

جعد ياسين حاجبيه وتسأل بحذر:

-طيب لو ده مش قصد حضرتك قصدك إيه ؟

رد أحمد بتلهف:

-تبوظ الجوازة دي إنتَ عارف هي هتتجوز مين؟ لازم يا ياسين تعيش في عذاب من بعدك عشان تعرف قيمتك يا حبيبي وترجع ندمانة زي الكلبة.

قلب الآخر عينيه بملل وعقب قائلاً:

-بابا يا حبيبي يا أحمد باشا الله يبارك فيك أحنا مش هنستفاد حاجة لما ندمر حياتها زي ما قولت ليك هي صفحة وانتهت يا حبيبي تعيش حياتها بعيد عني ولعلم حضرتك هو قبل ما يتقدم ليها أصلا جه ليا وسأل لو فيه نيه أرجع ليها تاني بس أنا رفضت وقولتله أنها صفحة من حياتي وانتهت يا بابا أنا دلوقتي عندي مراتي وأبني بغض النظر عن إلي فريدة عملته معايا فهي كمان من حقها تكمل حياتها يا بابا.

اتسعت عين الآخر وصاح بصدمة:

-نعم نعم يعني جه يستأذنك ؟ وإنتَ عادي وافقت كده؟ أوعي تكون شكرت فيها كمان إنتَ عايز تشلني ؟

زفر ياسين بنفاذ صبر:

-بابا ريح دماغك لو سمحت وشيل فريدة من حسباتك الأفضل حالياً لحضرتك تحاول تصالح ماما وتراضيها مش تفكر إزاي ندمر حياة الناس.

تهكم أحمد بغيظ:

-والله أمك أنا عملت معاها البدع ناقص أعمل إيه تاني أطلع ليها فوق الشجرة ببوكيه ورد زي المراهقين أهو ده إلي ناقص؟ 

"وليه لأ يا بابا لو الفكرة دي هتخليها تصالحك إيه المشكلة"

نطقها ياسين ببساطة، مما جعل الآخر يشتاظ غضباً وهو يصيح بغيظ:

-نعم نعم بقي أنا أحمد باشا المحمدي أعمل الهبل إلي بتقول عليه ده؟ أنا ولا مركزي ولا سني يسمحوا بكده من الأساس وأقولك حاجة بقي أنا شاكك أن مراتك هي إلي بتسلطها كمان.

حرك ياسين رأسه بيأس:

-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصفا مالها أصلاً وتدخل نفسها ليه في مشاكل حضرتك إنتَ وماما ؟ أولاً بقي صفا عاقلة جداً يا بابا ولعلم حضرتك كمان أنا سامحتك عشان دي رغبتها هي يا بابا وهي إلي طلبت مني ده.

تهكم أحمد ساخراً:

-يا فرحتي مش مكسوف من نفسك وإنتَ بتقول سامحتك عشان مراتي ؟ بقيت جوز الست يا ياسين باشا؟

رمق ياسين والده بتحذير:

-بابا مسمحش لحضرتك تقول كده أنا بس حبيت أعرفك أن صفا بتحترم حضرتك جداً.

تجاهل أحمد حديثه وهتف بجدية:

-عايز أشوف حفيدي النهاردة.

تنهد ياسين بقلة حيلة ورد:

-تمام هجيبه لحضرتك بالليل.

تسأل أحمد بتلهف:

-ينفع يبات معايا ؟ 

تبسم بهدوء وقال:

-مودي لسه صغير يا بابا مش هينفع يبعد عن مامته كتير لما يكبر شوية هسيبه يبات مع حضرتك.

رد أحمد بغيظ:

-يا مين يعيش لما يكبر أنا رايح مكتبي أحسن ما أتشل.

غادر أحمد وتتبعه نظرات ياسين اليائسة من تفكير والده العقيم كان يظن أن المشاكل انتهت لكن لا والله علي ما يبدوا انها ابتدت للتو.

عاد بظهره إلي الخلف وتحدث ساخرًا:

-شكل كده الأيام الجاية هتبقي فل الفل.

❈-❈-❈

ما أن ابتعدت نور حتى ركزت صفا عيناها تجاه فريدة وتحدثت بهدوء:

-ممكن نتكلم بعقل شوية ممكن تنسي خالص أني مرات ياسين طليقك ونتكلم علي أساس أني واحدة غريبة عايزة مصلحتك ؟

رمقتها فريدة من أعلي إلي الأسفل ساخرة وتداركت مستفهمة:

-بقي إنتِ عايزة مصلحتي أنا ؟

حركت رأسها بإيجاب:

-أيوة يا فريدة وأتمني تسمعي كلامي اعتبريني واحدة غريبة متعرفهاش.

زفرت فريدة باستياء وقالت:

-عايز تقولي إيه ؟

ردت صفا بهدوء:

-أنا عارفة موضوع العريس إلي متقدم ليكي وعرفت من ياسين أنه شخص كويس ليه متديش لنفسك فرصة وكمان تدي للشخص ده فرصة العمر بيجري يا فريدة مش نفسك تبقي أم؟  مش نفسك تعيشي حياة مستقرة مع زوج كويس ؟ فريدة أنتِ محبتيش ياسين من الأساس لو كنتِ بتحبي ياسين مكنتيش سبيته في محنته يا فريدة إلي بيحب حد فعلاً بيتقبله بعيوبه قبل مميزاته لو كنت بتحبيه فعلاً كنت فضلتي جنبه كنتِ هتبقي إنتِ عكازه وعينه إلي بيشوف بيها.

حاولت فريدة مقاطعتها:

-ومين قالك إني محبش ياسين من الأساس؟ لأ طبعاً كنت بحب ياسين وهو كمان بيحبني ومعرفش الحب غير علي إيدي أنا كل حاجة كانت علي إيدي كل إلي إنتِ عيشاه مع ياسين ده أنا كنت عيشاه من قبلك كمان فاهمة كلامي ؟ يمكن إنتِ ياسين آول واحد في حياتك لكن بالنسبة لياسين هو العكس تمامًا يا حبيبتي إنتِ مش أول واحدة في حياته وطبيعي دائماً هيحصل مقارنة ما بيني وما بينك حتي لو ياسين مقالش المقارنة دي لكن ما بينه وما بين نفسه يقارن ما بينا يا صفا.

جاهدت صفا ألا تنفعل عليها وردت بنبرة هادئة:

-أولاً ياسين بيحبني يعني أنا مش أي واحدة في حياته غير أن حب ياسين ليا محي ذكرياتك من قلبه وللأبد وزي ما قولت ليكي شيلي ياسين من دماغك وخلينا نكمل كلامنا عنك أفضل من رأي توافقي وتبدأي حياة من جديد والأهم من ده المرة دي إنتِ إلي تمشي حياتك بمعني والدتك قبل كده كانت متدخلة في حياتك مع ياسين واعتقد لو هي مكنتش في حياتك يمكن كنتي خلفتي أنتِ وياسين طفل والطفل ده كان هيقدر يقربكم من بعض حتي لو محبتوش بعض كان هيخلق بينكم العشرة والمودة والرحمة لكن مع الأسف حياتك اتدمرت فعلاً آسفة أني بتدخل في حياتك بس حبيت أنبهك بلاش تخسري حياتك مرة تانية العمر بيجري بسرعة أوي بلاش العمر يعدي وأنتِ واقفة محلك سر ووقتها انتِ إلي هترجعي تندمي في وقت مينفعش فيه الندم مع الأسف بعد إذنك هروح أشوف صاحبتي.

غادرت صفا تاركة فريدة تفكر في حديثها وما لبثت أن نفضت رأسها وغادرت سريعًا.

❈-❈-❈

تحركت صفا بضع خطوات تفاجأت بنور أمامها رمقتها بعتاب وقالت:

-أه منك يا نور واقفة كده ليه ؟ مروحتيش تجربي الهدوم ليه؟

ردت نور بكيد:

-يعني بزمتك كنت أسيبك مع العقربة دي؟ قدر عملت حركة كده ولا حركة كده؟ كنت واحدة وضع الاستعداد يا حبيبتي عشان لو قربت منك ولا كلمتك كنت أهجم عليها واجبها من شعرها أم أربعة وأربعين دي.

تحدثت صفا بشرود:

-تعرفي إنها صعبانة عليا أوي يا نور دي ضحية أب وأم دمروا حياتها بدون وجه حق بجد بشفق عليها وواثقة أن وراء قناع القسوة والغرور ده فيه بنت ضعيفة وتايهه.

صقف نور وهتفت متهكمة:

-يا فرحتي بت يا صفا إنتِ جايبة البرود ده منين ؟ لأ بجد جايبة البرود ده منين وربنا أنا لو منك أجبها تحت رجلي وأنتف ريشها شعراية شعراية.

تبسمت صفا وأجابت:

-طيب الحمد بجد أني مش إنتِ يا نور وبعدين إنتِ ناسية حاجة مهمة أوي عشان كده عندي ثبات انفعالي.

تسألت نور ببلاهة:

-أنا ناسية حاجة هكون ناسية إيه يا آخرة صبري ؟

ردت صفا ساخرة وهي تضربها علي جبينها بخفة:

-أني دكتورة نفسية .

رفعت كتفيها باللامبالاة وهتفت بتريث:

-بقولك إيه يا صفا ولا نفسية ولا تقلية يا حبيبتي دي بت مستفزة ومش أي واحدة كمان يا قلبي دي ضرتك.

رمقتها صفا بتحذير:

-قصدك يا حبيبتي طليقة جوزي ولمي الدور يا نور وأقفلي موضوع ياسين ده وإلا والله هروح وأسيبك وأمشي.

رفعت نور يدها باستلام:

-خلاص خلاص هسكت المهم ايه رأيك في الدرس ده حلو فعلاً؟

أومأت بإيجاب وردت:

-ده سوال يا نور الفستان تحفة جدااااااااااااا علي فكرة لو مكنش حلو ومش عاجبني أكيد مكنتش هقول ليكِ تروحي تقسيه.

ردت نور ببلاهة:

-أنا أصلاً كنت فكراكي بطرقيني عشان تستفردي بالولية دي بس يا حسرة يا حبيبتي واقفة تنصحيها شكلك بتدوري علي زباين صحيح مش بتفكري تفتحي عيادة ؟

تبسمت صفا ساخرة وعقبت:

-عيادة مرة واحدة معملتهاش قبل ما اتجوز وأخلف هعملها. دلوقتي يلا يا حبيبتي يلا نشوف ورانا إيه.


الصفحة التالية