-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 52 - 21- الإثنين 13/1/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والخمسون

1

تم النشر الإثنين 

13/1/2025



"حينما تفقد الثقة في شخص معين فلا مجال لاستعادتها مرة آخري، فاحذر أن تهتز ثقتك في نظر أحدهم، فبناء الثقة سهل، لكن من الصعب استعادتها وبناءها مرة آخري"


اتجه إلى المطبخ يبحث عن صفا لم يجدها مما جعل القلق يساور قلبه، خرج من المطبخ سريعًا متوجهًا إلي الأعلي فتح غرفة النوم وتفاجئ بصفا ووالدته.

تبسمت صفا بحب وقالت:

-إيه رأيك في المفاجأة دي؟

تنهد بإرتياح واتجه إلي والدته يضمها بحب ويقبل أعلي جبينها:

-أحلي مفاجأة طبعًا وحشاني يا سَت الكل.

تبسمت سلوي بهدوء وهي تربت علي ظهره بحنان:

-وإنتَ وحشتني يا قلبي عامل إيه؟

رد باختصار:

-الحمد لله.

استطرد بحذر:

-بابا معايا تحت يا ماما إيه رأي حضرتك دي فرصة حلوة تتكلموا سوا وتعيدوا حساباتكم من تاني ؟

انمحت الابتسامه من علي وجهها وتحدثت بهدوء:

-لأ يا ياسين أنا وأبوك كل شئ بينا انتهى.

صمت قليلاً وتسألت بحيرة وهي تحول بصرها تجاه صفا:

-صفا إنتِ كنتِ عارفة أن أحمد جاي ودي لعبة منك إنتِ وياسين؟

حركت رأسها سريعًا بلا وأردفت بصدق:

-لا والله يا ماما إطلاقًا ياسين ميعرفش أصلًا إني عديت علي حضرتك ولا إنك هتيجي معايا وأنا معرفش أن عمو هيجي مع ياسين.

أيد ياسين حديثها:

-بالظبط يا أمي وبعدين حضرتك أكبر من إني أحطك في موقف زي ده من دون علمك.

تنهدت بإرتياح:

-تمام يا حبيبي.

استطرد بإبانة:

-بس طالما ربنا شاء إنكم تبقوا موجودين في نفس الوقت ليه حضرتك متعتبريش أن دي إشارة إنكم تدوا لبعض فرصة تانية بابا بيحبك وإلي واثق منه كمان أن حضرتك بتحبيه ليه بقي نحارب في الحب ده؟

ردت باختصار:

-حب من غير ثقة ملوش لازمه يا ياسين أنا مبقاش عندي ثقة في أبوك ولا حتي حبه يا أبني من الأساس أحمد شخص أناني عايز كل حاجة تبقي في إيده هو وبس وعلي فكرة يا حبيبي واضح أوي إن أبوك ندمان علي حبه ليا وندمان على السنين إلي قضاها معايا وإلي عمله معاك إنتَ وصفا هو إلي مقدرش قلبه يعمله معايا المهم أنا همشي دلوقتي.             

❈-❈-❈

ظل يرمقها بعدم تصديق وهو يدافع عن والده باستماتة:

-لأ لأ يا ماما أكيد في حاجة غلط إنتِ فاهمة غلط أكيد.

تبسم بهدوء وردت:

-لأ بالعكس كلامي هو ده الصح يلا أنا همشي وهبقي أجي مرة تانية.

اتسعت مقلتيه بصدمة:

-نعم تمشي فين يا ماما؟ لأ لأ مش هيحصل مش هتيجي بيت إبنك وتمشي كده.

أكدت صفا علي حديثه:

-مينفعش يا ماما إنتِ عايزة تزعلينا منك ولا إيه ؟

تنهدت بنفاذ صبر وقالت:

-غصب عني بصراحة مش هقدر أشوف أحمد ولا أقعد معاه في مكان واحد.

اقترحت صفا:

-طيب حضرتك ممكن تخليكي هنا وأجيب لحضرتك غداء هنا مثلاً.

صمت قليلاً مفكرة:

-لأ متجبيش غداء مفيش داعي هفضل هنا في الاوضة وأنتوا أنزلوا ليه يا ولاد بس ميعرفش إني هنا سامعين ؟

نظر ياسين وزوجته إلي بعضهم وردا في نفس واحد:

-سامعين.

ألتفت ياسين إلي زوجته وقال:

-يلا يا صفا ننزل ليه دلوقتي وبعد ما يمشي ليا كلام تاني معاكِ يا ماما.

تبسمت بهدوء وردت:

-الكلام خلص خلاص يا حبيبي أنا وأحمد قصتنا انتهت ونزلت جملة الختام مبقاش في مجال نفتحها ياريت إنتَ إلي تفهم والدك يطلقني بهدوء بلاش محاكم يا حبيبي وتعب قلب.

تنهد بضيق وقال:

-هنشوف الموضوع ده بعدين يا أمي يلا يا صفا.

تحرك خارج الغرفة وصفا تتبعه وفور خروجهم من الغرفة تسأل بضيق:

-ممكن أعرف موبايلك مقفول ليه؟

ردت باختصار:

-فصل شحن.

زفر باستياء:

-ماشي يا صفا ربنا يعدي اليوم على خير هاتي الولد.

حمل الصغير منها بخفة بذراع والذراع الآخر طوق خصرها به وهبطوا الدرج سويًا.

❈-❈-❈

كان يجلس على مضض وما أن رأى ياسين يهبط مع تلك "الصفا" ولكن ما أن أبصر حفيده الحبيب نهض سريعًا يقترب من ياسين بقلب متلهف وآخذه منه يقبله بحب:

-قلب جدو إنتَ.

تجاهل صفا وتحرك يجلس بحفيده، نظرت صفا إلي زوجها وتحركت خلفه مرحبة به:

-أزيك يا أحمد باشا نورت البيت.

رد ببرود دون أن يكلف نفسه النظر لها:

-أهلاً .

تحدثت بحرج:

-طيب هروح أحضر الغداء بعد إذنكم.

غادرت صفا وجلس هو جوار والدته وتحدث معاتباً:

-بابا ممكن تكلم صفا بطريقة أفضل من كده لو سمحت ؟

تجهم وجه الآخر:

-هتعلمني أتعامل إزاي يا ياسين باشا ولا إيه ؟

تنهد ياسين بقلة حيلة وقال:

-لأ طبعاً يا بابا مش هعلمك تتعامل إزاي بس بردوا طريقتك مع صفا مش أحسن حاجة بعد إذنك.

تسأل متهكماً:

-رايح فين رايح تصالحها؟ وتقولها متزعليش من بابا الشرير؟

رد بنفاذ صبر:

-رايح أساعدها في تجهيز الأكل.

اتسعت مقلتي أحمد بصدمة:

-نعم نعم يا أخويا تساعد مين وتجهز أكل أيه ؟ أمال فين الخدامين إلي هنا؟

قلب عينيه بملل وأجاب:

-مفيش خدامين هنا؟

رد باختصار:

-لأ بعد إذن حضرتك.

تهكم قائلاً:

-هقول إيه ولا هستنى إيه من بنت الحواري بقي ياسين المحمدي بجلالة قدره يدخل المطبخ يحضر أكل آه يا ياسين بس صبراً أنا هقلع بنت الحواري دي من حياتك للأبد يا ياسين وهجيب إلي تستاهل تكون زوجة ليك وأم لحفيدي الغالي.

توجه بنظراته إلي حفيده الحبيب وقبل جبهته:

-قلب جدو إنتَ يا ناس ربنا يبارك فيك وتطلع كده عاقل وذكي زي جدو وتسمع كلامي أنا وبس.

❈-❈-❈

كانت تقف في المطبخ منهمكة في إعداد الطعام اقترب منها وتحدث بنبرة هادئة:

-متزعليش يا صفا حقك عليا أنا.

استدارت له وردت بحب:

-مفيش حاجة يا حبيبي أنا مش زعلانة أصلاً جاي المطبخ ليه محتاج حاجة ؟

رد باختصار:

-جاي أساعدك.

رمقته بعتاب وقالت:

-هو أنا طلبت منك مساعدة ؟ روح أقعد يا حبيبي وأرتاح بره مع عمو.

حرك رأسه نافياً وهتف بإصرار:

-لأ طبعاً هساعدك يلا أعمل إيه ؟

تنهدت بقلة حيلة وأشارت إلي الأطباق:

-خرج الأطباق علي السفرة.

أومأ بإيجاب:

-تمام.

حمل الأطباق وخرج بالفعل وبدأ في رصها علي السفرة أسفل نظرات أحمد المتهكمة.

بعد فترة.

كان يترأس أحمد السفرة وهو يحمل حفيده اقتربت صفا منه ورددت بحذر:

-هات الولد عن حضرتك عشان تعرف تأكل.

رد باختصار:

-لأ خليه في حضني هعرف أكل متشغليش بالك.

تنهدت بقلة حيلة وجلست جوار زوجها.

نظر أحمد إلي الطعام باشمئزاز:

-إنتَ بقيت تأكل من الأكل ده ياسين؟ فين الأكل الصحي بتاع زمان ؟

تحدث ياسين بهدوء:

-هو أكل عادي أه بس نسبة الدهون مش عالية يا بابا يعني صحي.

تهكم قائلاً:

-اه جايز بردوا.

انتهي العشاء الكارثي ونهض أحمد وجلس بحفيده وكذلك نهض ياسين برفقته بعد رفض صفا القاطع أن يساعدها في حمل الأطباق واهتمت هي بحملهم وتنظيف السفرة وإعداد القهوة لهم.



الصفحة التالية