رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 56 - 1 - الإثنين 20/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس والخمسون
1
تم النشر الإثنين
20/1/2025
"ما أسوأ من الذل والإنكسار بعد أن كنت إنتَ سيد القرار أصبحت مثلك مثل غيرك من الراعية، احترس يا ابن أدم الأيام تدور في لمح البصر وتنقلب الآية بعد أن كنت إنتَ في الأعالي ستصبح تحت الأقدامِ "
كان يلج إلي شركته بغرور وكبرياء كأن ليس علي الأرض سواه لا يعلم أن من أعطاه كل شئ قد يسلبه منه في غمضة عين توقف فجأة ما أن رأي صفوت يغادر شركته اتجه إليه سريعاً وجذبه من ملابسه:
-إنتَ بتعمل إيه هنا؟ كلامي مجبش نتيجة معاك ولا إيه؟
أبعد صفوت يده وتحدث بهدوء:
-إهدي يا أحمد بيه احنا في الشارع وإلي حضرتك بتعمله ده ميصحش أي صورة للصحافة الصفراء الموضوع هيخرج من إيدينا وأنا وإنتَ عارفين كده كويس أوي نزل إيدك أحسن ونتكلم بعقل.
سحب الآخر يده بقوة من قبضة صفوت وتحدث بنبرة حادة:
-إيه إلي جابك هنا ؟ بتعمل إيه في شركتي يا صفوت ؟
رد باختصار:
-كنت جاي أعتذر لياسين عن الي حصل من مراتي إمبارح.
رمقه أحمد بعدم تصديق وعقب ساخرًا:
-لا والله بجد فاكر أني عيل صغير أنا عشان أصدق الهبل إلي بتقوله يا صفوت إنتَ عايز تفهمني أن مراتك مش قايلة ليك إنها هتعمل كده ؟ أو لعبة منك إنتَ ومراتك عشان تعملوا شوشرة لشركتي بس لأ عليا وعلي أعدائي فكر بس إنتَ أو مراتك أو بنتك حتي تلعبوا معايا تاني أو تقربوا من أبني بس مجرد تقربوا مش هرحمكم فاهم هدفنكم تحت رجلي أنتوا ولا حاجة انتوا مجرد حشرة أدوسها تحت جزمتي.
رمقه الآخر بازدراء:
-إنتَ إلي ولا حاجة يا أحمد يا محمدي إنتَ فاكر نفسك إيه؟ إنتَ مجرد عبد فقير ربنا فتحها عليه ورزقه من وسع ماشي تدوس وتخطط وتعمل مؤمرات دنيئة زيك دلوقتي إبنك فارق معاك مش ده إلي إنتَ دمرت حياته وخليته يطلق مراته إلي وقفت جنبه في محنته دلوقتي بقي بعد كل إلي عملته فيه شايف مراته تستاهل أنها تفضل معاه وياريت بتعترف بغلطك لأ نفس الغرور والعنجهية بتاعتك فلوسك مقوية قلبك متعرفش أن في غمضة عين ده كله يبقي سراب وتقع من برجك العالي علي جدور رقبتك .
صاح أحمد بجنون:
-إخرس أنا مش هقع سامع مش هقع ولا حد أصلاً يقدر يوقعني أنا مفيش حد أقوي مني سامع مفيش حد أقوي مني.
تهكم الآخر ساخرًا:
-بجد ؟ محدش أقوي منك ؟ طيب بالنسبة لربنا إلي خلق الخلق كلها مش أقوي منك إنتَ إنسان مريض يا أحمد يا محمدي من رأي تروح تتعالج وسيب كل واحد في حاله ولو حياة إبنك ممكن تدمر تاني أعتقد إنك إنتَ إلي هتدمرها بإيدك ومعتقدش النهاية هتعجبك إسمعها مني وخدها نصيحة فوق لنفسك وسيب كل حاجة تمشي بما يرضي الله سلام.
غادر صفوت دون أن يترك مجال للآخر أن يتحدث من الأساس.
❈-❈-❈
انطلق كالإعصار متجه إلي مكتب نجله ليري سبب تواجد هذا الحقير داخل شركته وكيف لياسين أن يستقبله من الأساس.
لم يعد ياسين مما جعلها تتململ في جلستها وتتحرك به يمينًا ويسارًا ولكن توقفت فجأة وتصنم جسدها ما أن فتح باب المكتب ودلوف أحمد الذي صدم من وجودها وصدم من اتخاذها مقعد نجله ؟!
انتفضت صفا من مكانها ووقفت بحذر وهي تكاد أن يغشي عليها من نظراته الحادة التي تصوب تجاهها كالسهام.
-"إنتِ بتعملي إيه هنا ؟ وفين ياسين وإيه إلي مقعدك مكانه من الأساس ؟"
"هتكون بتعمل إيه هنا يا بابا قاعدة مستنياني"
نطقها ياسين الذي حضر للتو وكان خلف والده مباشرة، ألتفت له وتسأل بحدة:
-بس دي مش إجابة باشا إيه الي يجبها الشركة معاك من الأساس وقاعدة علي مكتبك وكرسيك كمان ؟!
تجمعت الدموع في مقلتيها وحاولت كبتها بصعوبة حتي لا تنفجر باكية، أما ياسين فنظر إلي والده محذرًا:
-بابا صفا مراتي وشركتي شركتها وكل ما أملك رهن إشاراتها.
صاح أحمد بجنون:
-ده علي جثتي لما أبقي أموت أبقي قسم في ثروتي زي ما إنتَ عايز.
صرخته العالية جعلت الصغير يصرخ بفزع وينتفض في أحضان والدته.
صمت مضطرًا وهو ينظر إلي حفيده بقلق:
-الولد ماله ؟
رمقه ياسين بضيق وقال:
-ماله طبيعي يتسرع يا بابا من صوت حضرتك.
ضمت طفلها إلي أحضانها بحنان ولملمت أغراضها وتحركت من مكانها وهي تتحدث بكبرياء تحفظ ما تبقي من ماء وجهها:
-أنا هاخد الولد وأمشي يا ياسين.
أشار لها زوجها بعينيه وتحدث بنبرة أمرة لا تقبل النقاش:
-أقعدي يا هانم مكانك لو إنتِ هتمشي من هنا يبقي أنا همسي قبل منك ومش داخل الشركة دي تاني والمرة دي لو السماء انطبقت علي الأرض مش هرجع في كلامي.
تجهم وجه الآخر وتسأل:
-إنتَ بتهددني يا ياسين ؟
رد ياسين بهدوء:
-ولا عشت ولا كنت أني أهددك يا بابا بس هي تبقي مراتي وكل حاجة تخصني تخصها والموضوع ده غير قابل للنقاش أصلاً.
زفر الآخر بضيق وقال:
-خلاص يا أبني خلاص أنا متعصب وعلي آخري عايز أعرف صفوت كان بيعمل إيه هنا بالظبط ؟
رد بإتذان وهدوء:
-أنا روحت لحضرتك المكتب أصلاً عشان نتكلم في الموضوع ده مكنتش لسه وصلت تعالي نتكلم في مكتبك أفضل.
أومأ أحمد علي مضض:
-طيب هسبقك حاول تهدي الولد وحصلني.
غادر سريعًا بينما توجه ياسين إلي الداخل واقترب من زوجته التي ما نظر لها بأسف حتي أطلقت الصراح لدموعها الحبيسة أن تخرج من مقلتيها أصبحت هي تبكي والصغير يصرخ.
وقف بينهم حائراً وتحدث ممازحًا:
-يعني المفروض أسكت مين دلوقتي إنتِ ولا مودي؟
ردت بصوت متحشرج:
-روحي لوالدك يا ياسين ومتتأخرش عليا عايزة أروح ممكن؟
مسح علي وجهه بضيق:
-حاضر يا حبيبتي وإنتِ حاولي تهدي.
❈-❈-❈
جلس علي مقعده وهو يضرب كف بكف ويحدث حاله بجنون:
-يعني الحقير ده وعارف هفعصه إزاي؟ حتة العيلة بنت إمبارح قاعدة علي المكتب وبتتمرجحي علي الكرسي يا فرحتي يا أنا يا خيبتي التقيلة هي عاملة ليه عمل البت دي؟ كل ما أحاول أبعده عنها هو يلزق فيها أكتر وأكتر بس لأ أنا مش هسكت صبرك عليا يا صفا يا بنت هي أمها اسمها إيه دي كمان يا حسره أنا ولا عارف إسم أمها ولا إسم أبوها هو هفتكر إزاي .
قطع حديثه مع نفسه دخول ياسين الذي وقف أمامه يرمقه بغضب وعتاب.
زفر أحمد بضيق:
-هتفضل واقف كده زي خيال المأتة أقعد نتكلم بعقل وراجل لراجل.
تهكم ساخرًا
-بجد ؟ نتكلم راجل لراجل ؟ بابا أحنا أتكملنا في موضوع صفا كام مرة؟ أظن كتير صح وأظن حضرتك بقيت عارف أهمية صفا في حياتك طيب ماشي مش بتحبها ولا قادر تتقبلها حاول عشاني متتعاملش معاها خالص ولا تكملها من الأساس بس بلاش كل ما حضرتك تشوفها تتخانق معاها وتجرح فيها بالشكل ده دي أم حفيدك وأم أحفادك الجايين.
كل ما قاله لم يعير انتباهه ولكن مع آخر جملته صاح بصدمة:
-نعم أم أحفادك الجايين ؟ هي حامل ولا إيه هي لحقت ؟ إنت متجوز أرنبة ولا إيه!
أتسعت مقلتي الآخر بصدمة وتسأل:
-في ايه يا بابا مالك انفعلت كده ليه ؟ لأ مش حامل وحتي لو حامل إيه مشكلة حضرتك ؟
تنهد بارتياح شديد ورد ببرود:
-أقعد خلينا نتكلم في المهم يلا.
إمتعض وجهه بضيق وردد بغيظ:
-أقعد أتكلم في المهم ؟ وبالنسبة للي حصل مع مراتي مش مهم؟
زفر بنفاذ صبر وردد بإستياء:
-خلاص يا سيدي عرفتك أنها مراتك مصر كلها عرفت أنها مراتك تحب أعلق يافطة علي باب الشركة صفا مرات ياسين؟
حرك رأسه بيأس وتحدث بنبرة هادئة:
-لأ يا بابا بس لو سمحت حاول تتعامل مع صفا كويس لو مش عشاني علشان خاطر حفيدك إلي واثق إنك بتحبه.
رد باختصار:
-طيب حاضر صفوت كان بيعمل إيه هنا؟
أجاب باختصار:
-جاي يعتذر عن الي مراته عملته وعرفت إنك روحت ليه بابا لو سمحت الموضوع ده خلص خلاص وانتهى وأوعي تفكر يا بابا تروح لجوز بنته وتقول حاجة خلينا نبعد عنهم وهما يبعدوا عنا.
تحدث ببراءة:
-الله مش المفروض أنصح الراجل وأقوله حقيقة الناس الي هيناسبها؟
اتسعت عينه مرددًا بعدم تصديق:
-نعم نعم بابا يا حبيبي إنتَ ناوي علي أيه بالظبط ؟ اهدي كده أحنا ملناش دعوة بحد لو سمحت جاءً ؟
زفر بإستياء ورد:
-ماشي حاضر هسكت خالص حلو كده؟
رمقه ياسين بعدم تصديق وعقب قائلاً:
-مممم رغم أني مش مقتنع بس ماشي هصدقك بعد إذنك.
أوقفه أحمد بتلهف:
-ممكن تجيب الولد يقعد معايا شوية؟
تحدث بهدوء:
-الولد عمال يعيط من الصوت إلي سمعه خليها مرة تانية بعد إذنك