-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 57 - 1 - الإثنين 20/1/2025

  

قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع والخمسون

1

تم النشر الإثنين

20/1/2025




"في ليلة وضحاها ينقلب كل شئ رأسًا على عقب، فلا تجعل الغرور يتملك منك وإنك من تملك زمام الأمور بين يديك فاحذر عندما ينقلب السحر علي الساحر"


أسبوعين مروا أنتهي فيهم أمير ونور من تجهيز عُش الزوجية بمساعدة ياسين وصفا، كما قام ياسين بشراء شقة لوالدته ووالدة صفا بالكمبوند الذي يقطن به برفقة زوجته وقام بتجهيزه علي أكمل وجه وقاموا بالانتقال إلي شقتهم الجديدة بعد إصرار من أبنائهم، كما عاد ياسين إلي عمله بالشركة مع والده من جديد، وتوالت الأيام الفاصلة عن فرح نور وأمير وها قد جاء اليوم المنتظر يوم زفاف.


"في فيلا ياسين وصفا"


تقف أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة من الميك أب التي أظهرت جمال وصفاء وجهها وأعطتها جمالاً فوق جمالها.


خرج من غرفة الملابس بعد أن إرتدي حلته وما أن وقع بصره عليها تقف أمام المرآة ترتدي دريس من اللون الأمر مسترسل علي جسدها بنعومة، أظهر مدي رشاقة وتناسق جسدها، أطلق صفيراً بإعجاب وهو يقترب منها يطوق خصرها ويجعلها تدور بين يديه:


-الجمال ده بتاعي أنا؟


 تبسمت بخجل وهتفت بدلال:


-بطل بكش أنا مش حلوة للدرجة يعني.


حرك رأسه بإيجاب قبل أن ينظر لها نظرة ذات معني ويضغط علي شفتيه بمغزي ويهتف بعبث:


-إنتِ فعلاً مش حلوة يا حبيبتي إنتِ بطل الأبطال يا قلب ياسين.


أشتعلت وجنتيها بخجل وابتعدت عنه بتهرب:


- بطل كلامك ده ويلا بقي كمل لبس أتاخرنا.


رمقته بعتاب واستطردت بإبانة:


-المفروض كنت أبقي مع نور علي الفكرة.


وقف جوارها يمشط شعره وتحدث باللامبالاة:


-وأظن حضرتك كنتِ معاها من الصبح يا دوب جيتي أتغديتي ولبسنا يا قلبي ها مودي جهز؟


أومأت بإيجاب وعقبت:


-أيوة فاضل أحط ليه البابيونة.


تبسم بحب وقال:


-لأ إنتِ هتربطي ليا الكرافت وأنا بقي هلبس البابيون لحبيب بابي.


تبسمت بحب وأشارت إلى عيونها:


-من عيوني يا حبيبي.


اتجهت إلي غرفة الملابس وعادت بعد دقائق وبحوزتها الكرافت الخاص به من اللون الأحمر لون الدريس الخاص بها والببيون الخاص بطفلها، اتجهت إلي زوجها ووقفت أمامه وتحدثت بحنان:


-ممكن لحظة سمو البرنس ؟


ألتفت لها وتبسم بحب:


-سمو الأمير ملك إيدك إنتِ يا قلب يا ياسين.


وقف أمامها وبدأت بوضع الكرافت حول عنقه وضبطها بنعومة.


"بص كده في المراية وقول رأيك يا حبيبي"


نظر إلي المرأة وتحدث بنبرة عاشقة:


-تسلم إيدك يا قلبي.


أخذ الببيون واتجه إلي الصغير وحمله من مهده بحنان ووضعها حول عنقه.


حذرته صفا بحذر:


-ياسين حبيبي خليها مريحة عشان ميتخنقش 


أومأ بتفهم:


-حاضر.


انتهي من وضعها وحملها بحنان وهو ينظر إلي زوجته بحب وتدراك قائلاً:


-أيه رأيك ناخد شوية صور بالماتشنج ده ؟


تبسمت بإتساع وهتفت بحماس:


-هو ده سؤال  موافقة طبعًا يا حبيبي.


اتجه إليها ووقف حاملاً الصغير بيد واليد الآخر تطوق خصرها بنعومة وبدأت هي بأخذ عدة لقطات سليفي لهم سويًا.


❈-❈-❈


في الفندق المخصص لحفل الزفاف وتحديداً في "جناح نور" وقف أمير يحملق بها مبهوتًا بجمالها الآخاذ بينما هي تقف خجلة، اقترب  منها وتحدث بعدم تصديق:


-إنتِ نور؟


رمقته بضيق وتسألت:


-لأ ضلمة إنتَ شايف أيه ؟


أتسعت مقلتيه بصدمة وقال:


-لأ حول ولا قوة إلا بالله وأنا إلي عمال أقول إيه الجمال والرقة دي أكيد مش نور أهو عم برعي ظهر.


تدخلت والدتها في الحوار قائلة:


-معلش يا حبيبي نصيبك كده يا أبني بس أعمل حسابك البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.


تهكم مازحًا:


-خلاص يا طنط أنا لبست وإلي كان كان بقي.


زفرت نور بضيق وعقبت:


-نعم نعم هتفضلوا تهزروا كده كتير.


رفع أمير يده بإستسلام وقال:


-خلاص خلاص يا وحش يلا بينا.


ردت مازحة:


-يلا بينا علي مارينا.


رمقها شذرًا وهتف متهكمًا:


-أهو ده إلي أنتِ فالحة فيه يا آخرة صبري يلا ننزل عشان الفرح يا حبيبتي.


هبطوا سوياً متشابكي الأيادي وسط تصقيفات حارة من المدعوين ونغمات الموسيقي الهادئة، وكان يقف ياسين وصفا ووالدتها ووالدة صفا وأحمد في انتظارهم بالأسفل.


بدأت فقرات الزفاف ونور وأمير وصفا وياسين يتراقصون طوال الزفاف حتي أنتهي الحفل برقصة سلو للعروسين والكابلزعلي أنغام الموسيقى الهادئة وفي نهاية الرقصة قام أمير بحمل نور وكذلك ياسين قام بحمل صفا وداروا بهم بسعادة كأن كل منهم يملك العالم بأكمله بين يديهم ومعلنين من ملك قلب كل منهم وتربع علي عرش قلبهم.


❈-❈-❈


استيقظ ياسين صباحًا علي بكاء صغيره فتح عينيه بصعوبة اعتدل بوهن علي الفراش، ونهض متجهاً إلي مهد صغيره وما أن رأه الصغير حتي صمت عن البكاء حمله برفق مغمغماً بحنان:


-قلب بابا سكت دلوقتي يا بكاش تعالي نشوف ماما فين يا قلب بابي شكلك جعان.


فتح الباب كي يغادر الغرفة وجد صفا أمامه مرتدية ملابسها الرسمية قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:


-إنتِ كنتِ فين ؟


ردت ببساطة:


-كنت بحضر الفطار.


نظر لها من أعلي إلي أسفل بتقييم وتدارك مستفهمًا:


-بتحضري الفطار وإنتِ كده ؟


تبسمت بخفة وعقبت:


-أصل أنا خارجة يا حبيبي هروح المستشفي.


رمقها بضيق وتسأل:


-من غير ما تقولي ؟


ردت بهدوء:


-كنت هقولك لما تصحي يا حبيبي أكيد.


تسأل بضيق:


-بجد ؟


تحدثت بهدوء:


-أولاً أنا مش راجعة الشغل لسه هرجع الأسبوع الجاي يا حبيبي وأكيد كنت هقعد وأتكلم معاك قبلها.


زفر بضيق وقال:


-ماشي يا صفا روحي النهاردة لما ترجعي هنتكلم.


تسألت بفضول:


-هو إنتَ رافض أني أشتغل ؟


رمقها بعتاب وأضاف بنبرة حادة:


-أكيد طبعاً لأ يا حبيبتي ايه الي بتقوليه ده يا حبيبتي ده شغلك مستقبلك بس محتاج نتكلم ونتنقاش في شوية حاجات تمام 


أومأت بإيجاب وهتفت بهدوء:


-تمام يا حبيبي حاضر هات مودي وروح إنتَ أجهز.


أنتبه إلي شئ وتسأل:


-إنتِ هتاخدي مودي معاكِ ؟


حركت رأسها يمينًا ويسارًا بنفي:


-لأ طبعًا هاخده فين هسيبه مع ماما ومامتك.


أومأ بإرتياح:


-ماشي تمام نوصله ليهم الأول وبعدين أوصلك في طريقي.


❈-❈-❈


هبطت الدرج بسأم عندما أخبرتها الخادمة بوصول من خطيبها الذي عاد من سفره قبل الزفاف بيومين إثنين، تهادت بخطواتها إلي المكان الذي يجلس به وجدته يجلس على أحد المقاعد وطفلاً صغيرًا يجلس في أحضانه، ما أن رأها نهض يستقلبها وفي يده طفله:


-أزيك يا فريدة أخبارك؟


تهكمت قائلة:


-أهلاً.


تجاهل ردها الفاتر ونظر إلي طفله وتحدث بحنان:


-زياد دي طنط فريدة.


مد الصغير يده ببراءة:


-أزيك يا أنطي.


مدت يدها وسلمت علي الصغير بحنان:


-الله يسلمك يا حبيبي عامل أيه ؟


رد ببراءة:


-الحمد لله وإنتِ يا أنطي عاملة إيه ؟


اتجهت بنظراتها إلي شريف وتسألت باهتمام:


-هو شكل والدته ؟


رد بهدوء:


-أيوة.


أومأت بإيجاب وتوجهت بنظراتها إلي الصغير وردت:


-الحمد لله يا زياد.


أشارت لهم أن يجلسوا، جلس شريف مرة آخري وطفله بأحضانه وجلست على المقعد المقابل تحدث معتذرًا:


-كان عندي شغل مهم جدًا ومع الأسف لسه مخلص إمبارح وحجزت طيارة ورجعت في نفس اليوم روحت جبت زياد وجيت ليكي أشوف لو ناقصك حاجة أنا كنت متابع مع صفوت بيه ومدام غدير كل حاجة.


تهكمت قائلة:


-المفروض حضرتك تكلم مين وتشوف إيه إلي ناقص مش كفاية دبستني في الجوازة السودة دي ؟


أشار إلي نفسه ومازحها قائلاً:


-أخص عليكي أنا أسود لا لا أنا مسمسم وأمور أهو.


زفرت بضيق وقالت:


-أنا مش بهزر علي فكرة.


صمتت قليلاً وتسألت بانتباه:


-وبعدين إنتَ روحت سألت ياسين عني ؟ إنتَ فاكر نفسك مين عشان تسأل عني ؟


عاد بظهره إلي الخلف بينما يده تداعب خصلات صغيره بحنان:


-أولاً أنا روحت لياسين عايز أعرف فيه نية للرجوع أولأ يا هانم أكيد لو عندي شك في سلوكك لو واحد في المية مش هفكر أتجوزك.


لا تدري لما شعرت بإرتياح من حديثه فأستطرد مستفهماً:


-ها في حاجة ناقصة؟


ردت ببرود:


-لأ كل حاجة خلصت.


تنهد بإرتياح وقال:


-كويس جدًا.


أخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:


-إحنا فرحنا بعد يومين أنا حابب تنسي حياتك القديمة وتكون صفحة وأتقفلت فريدة أنا عايزة زوجة وصديقة وأم لأبني ولأولادي إلي هيكونوا منك عارف أني ضغط عليكي في الأول بس عشان توافقي مكنش قدامي غير كده


الصفحة التالية