رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 58 - 1 - الأربعاء 22/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن والخمسون
1
تم النشر الأربعاء
22/1/2025
"ليس من المحذور أن تخطأ، فالبشر بطبعهم خاطئون، لكن إحذر أن تتمادي في خطأك، فهذا سيكون أصعب من خطأك في حد ذاته"
اتسعت إبتسامته لا يدري كيف يعشقها أكثر من هذا فهي قد باتت مستوطنة قلبه وعقله لا غيرها.
"يعني أفهم بس أحبك أكتر من كده إيه يا صفا ؟" فهميني لأن بجد مش عارف أحبك أكتر من كده إيه يا عمري؟
ردت بخجل:
-وأنا كمان مش عارفة.
لاح علي ذهنه سؤال فتسأل بحيرة:
-بس إنتِ كنتِ عارفة أني متجوز ومع ذلك قربتي مني ؟ قدر فريدة مكنتش سابتني كنتِ هتعملي إيه وقتها؟
تبسمت بهدوء وقالت:
-أكيد مكنتش هحاول أقرب منك من الأساس مش أنا إلي أخرب بيت أو أخطف راجل من مراته يا حبيبي بس من البداية كنت ملاحظة شد وجذب بين مامتك وفريدة بس قولت ده الطبيعي أن الحمي ومرات الإبن دائمًا مش علي وفاق غير أول مرة لما دخلت وشوفتك آول كلمة نطقتها وإنتَ في الغيبوبة كان إسم مراتك والصراحة ده كان صعب عليا أوي ووجع قلبي إن الشخص الوحيد إلي قلبي دق ليه ملك لغيري فقررت انسحب بالفعل بس بردوا أفضل متبعاك لغاية ما تقوم بالسلامة لغاية ما اكتشفت أن الحادثة سببت عمي فعلاً ويوم ما فوقت مراتك بدل ما تكون جانبك كانت وافقة مع والدها بيستفسروا من الدكتور هتفتح تاني ولا لأ حتي مكلفتش خاطرها تدخل تتطمئن عليه وقتها اتصدمت إنتَ إزاي بتحبها كده وإزاي هي باردة ومعندهاش مشاعر تجاهك كده! والأعجب بقي مش يستنوا حتي لما تخرج من المستشفى وتقف علي رجلك لأ عايزة تطلق ودلوقتي ووالدها بيطلب من والدك بكل دم بارد حسيت كمية بجاحة رهيبة اقسم بالله ولا شوفتها علي حد قبلهم أصلًا بس أبوك مسكتش وقعد يهدد زي ما بيعمل دائمًا.
قهقه بخفة وعقب قائلاً:
-ده العادي بتاع بابا يا صفا يعني بس إلي هيجنني بجد يعني الهانم واقعة في حبي آول مرة أبقي فايق فيها تمسكي في خناقي؟!
تهكمت بغيظ:
-لا والله إنتَ كائن مستفز أمك تعبانة وبطمئن عليك وجنابك تقولي فين فريدة مراتي فقعت مرارتي الصراحة ودي تترفد فورًا خاف خاف يا عيد ده إنتَ كنت هتشلني يا آخرة صبري والله أسكت علي أساس هتطردني من الجنة ؟!
ضيق عينيه متسائلًا:
-مممم ده إنتِ شايلة ومعبية في قلبك بقي لسه زعلانة من الموقف ده يا صفا؟
حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:
-لأ طبعًا أنا كنت مقدرة وضعك ولا والدك بقي وهو داخل عند دكتور عصام وبيبص ليا من فوق لتحت مش بيطقني من آول مرة شافني فيها أو خلينا نقول كل الطبقة إلي أقل منه بيستحقرهم مش أنا بس.
أومأ بإيجاب وقال:
-صح.
صمت قليلاً قبل أن يقول بحرج:
-أحم والصراحة يعني أنا كنت زيه بالظبط.
تبسمت بهدوء وردت:
-عارفة.
جحظت عيناه بصدمة وتسأل:
-عارفة وساكتة ومكملة عادي كمان ؟ مش فاهمك يا صفا الصراحة إنتِ كنتِ بتحاربي في معركة خسرانة.
ردت بثقة:
-ومين قالك إنها معركة خسرانة؟ لأ بالعكس معركة كسبانة لو رجعت بذاكرتك يا حبيبي لعلاقتنا من البداية هتلاقي كل حاجة ماشية بسلاسة يا باشا وعايزة انبهك لحاجة لو أتقابلت أنا وإنتَ في وضعك الطبيعي مكنتش هتحبني من الأساس أو حتي كان ممكن ألفت إنتباهك بس سبحان الله النصيب ربك لما يشاء بيفتح الطرق والأبواب.
أومأ بإيجاب:
-فعلًا عندك حق أنا بقيت أشكر ربنا أصلًا عشان أتعميت لأن ربنا نور بصيرتي لحاجات كتير أوي.
نهضت صفا بخفة وقالت:
-بس إنتَ كنت أعمي القلب يا يا حبيبي أنا كنت تائهة في قلب أعمي عن الحب عن التمييز بين الصح والغلط وما بين الخير والشر لكن الحمد لله ربنا نور بصيرتك قبل فوات الأوان.
❈-❈-❈
كانت تقف أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة لوجهها ولكن قطعها فتح الباب ودلوف والدتها.
قلبت عينيها بملل وتسألت:
-خير يا ماما في حاجة ولا إيه ؟
ردت بغيظ:
-يعني مش عارفة في إيه ؟
تنهدت بنفاذ صبر:
-لأ مش عارفة يا ماما خير في إيه ياريت تقولي لأني خارجة.
قطب جبينها بحيرة وتسألت:
-خارجة راحة فين ؟
ردت باختصار:
-خيلنا في موضوعك الأول يا ماما خير في إيه ؟
بنزق أجابتها:
-أبوكِ مش راضي يكلمني يا هانم من وقت إلي حصل وإلي زاد وغطي من ساعة ما نقل أوضة تانية كمان مش راضي يرجع أوضتي خلي وشي وحش قدام الخدم.
رمقتها فريدة بازدراء وقالت:
-يعني مشكلة حضرتك إن شكلك وحش قدام الخدم ومش مشكلتك إن بابا زعلان منك؟
زفرت بضيق وعقبت بإيضاح:
-أه طبعًا أبوكِ بيحبني وأكيد شوية وهيروق ويرجعلي من تاني بس لازم نحافظ على شكلنا الإجتماعي قدام الناس.
حركت فريدة رأسها بيأس وتحدثت بهدوء:
-بجد ؟ إلي فارق معاكِ شكلك الإجتماعي قدام الخدم وبالنسبة لبابا مسيره يرجع دي وجهة نظر حضرتك يا ماما ؟ طيب أحب أقولك يا حبيبتي أنسي لأنه أتغير خلاص معتقدش أصلاً إنه ممكن يفكر يرجع معاكِ زي زمان ونصيحة مني يا ست الكل حاولي ترجعيه ليكِ من تاني قبل فوات الأوان لأن كتر البعد بيعلم الجفا.
ردت الأخري بكبرياء:
-لأ طبعاً مش هيحصل أنا عارفة أبوكِ كويس وواثقة من كلامي وحبه ليا.
عاجلتها فريدة بسؤال :
-طيب وبابا بيحبك فعلاً إنتِ بقي يا تري بتحبيه ولا لأ؟
تحدثت غدير بكبرياء:
-أحبه ؟! ده غباء وضعف أن الست تحب جوزها لازم هو ال يحبك عشان يبقي طوع أمرك وخدي بالك ده إلي عايزاه تعملي مع شريف.
تهكمت فريدة ساخرة وأضافت:
-بجد ؟ إنتِ شايفة أن المفروض أن الراجل يبقي بيحب مراته أو بمعني أصح يبقي دلدول مراته هو ده الصح بالنسبة ليكِ يا ماما؟ ممممممم لأ وكمان عايزاني أتبع أسلوبك ده مع شريف زي ما سمعت كلامك قبل كده مع ياسين وكانت النهاية أني اطلقت مرتين وحياتي اتدمرت عايزاني أعمل كده مع إلي هتجوزه عشان أطلق للمرة التالتة وتبقي التالتة تابتة بقي صح كده؟
❈-❈-❈
أتسعت عين غدير مرددة بصدمة:
-قصدك أني أنا السبب في طلاقك من ياسين ؟
تبسمت فريدة بهدوء وردت:
-نصايحك العظيمة وتدخلك في حياتي يا ماما هو السبب.
حاولت غدير الدفاع عن نفسها بتلبك:
-لأ طبعاً إنتِ إلي قررتي تطلقي لما أتعمي كان ممكن تفضلي جنبه يعني مش أنا السبب في طلاق.
رمقتها فريدة بازدراء وقالت:
-بجد طيب ليه حضرتك منصحتنيش أفضل جنب ياسين وأن كده غلط والصح أبقي جنب جوزي ؟ ماما خلينا نقفل الكلام أحسن عشان أجهز وأخرج ورايا مشوار مهم.
تسألت الأخري بفضول:
-ويطلع فين المشوار المهم ومع مين ؟
ردت فريدة بنفاذ صبر:
-مع شريف وابنه.
شهقت غدير بصدمة:
-نعم نعم طيب شريف طبيعي ويبقي ده الصح إنك تخرجي معاه وتثبتي مكانتك لكن إبنه خارج معاكم ليه؟
اجابتها بنفاذ صبر:
-وميجيش معانا ليه يا ماما ؟
ردت بضيق:
-يا بنتي الولد ده مش إبنك ولا إنتِ أمه يعني الأساس إنك تحاولي تبعديه عن والده قدر الإمكان عشان الساحة تبقي مفتوحة ليكِ إنتِ لما تخلفي وإبنك يبقي هو الأساس والحاكم الناهي كمان.
سألتها بعدم فهم:
-يعني إيه أبعده قصدك إيه ؟
استطرت بإبانة:
-يعني تزني علي شريف يوديه أي مدرسة داخلية وتخلصي منه