رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 59 - 1 - السبت 25/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والخمسون
1
تم النشر السبت
25/1/2025
"يحكي أن للعشق مذاهب، ولكل قصة حب وهوي حكايا، والرجال أوطان، ولكن منهم مذهبه الخاص وعالمه الذي يأخذك إليه، وينسج لكم حكايا في الحب والهوى تخلد ذكرها وتتناقلها الألسن، وتكتب في أساطير الحب"
بعد مرور يومين أقيم حفل زفاف شريف وفريدة وكان علي أكمل وجه كل شيء فيه تم بإختيارها هي.
"في فيلا صفا وياسين"
كانت تقف أمام المرأة تتألق في ثوبها الأحمر الناري وحجابها البسيط الذي أبرز جمال وجهها وضعت بعد لمسات الميك أب الهادئة علي وجهها.
"واو زي القمر يا قلبي"
نطقها ياسين بإنبهار وهو يأتي من غرفة الملابس مرتديًا حلة سوداء وكرافت من اللون النبيتي، اقترب منها وطوق خصرها هامسًا بحب:
-هو حبيبتي في العادي حلوة وزي القمر طبعًا بس ده ميمنعش أن جمالها زايد النهاردة بزيادة ممكن أعرف السبب؟
تهربت من نظراته وأجابت:
-لأ أنا زي ما أنا يا حبيبي إنتَ إلي بيتهئ ليك.
تبسم بخفة وعقب:
-بجد ؟ صفا إنتِ كتاب مفتوح قدامي يا حبيبتي يعني بلاش تفكري تلعبي معايا النهاردة فرح فريدة وشريف وأحنا رايحين نحضر حبيبتي خايفة لما أشوف فريدة أني أحن ليها أو أفكر فيها من تاني صح ولا غلط ؟
عضت شفتيها بحرج وقالت:
-أحم صح عرفت منين ؟
أغلق عينيه اليمني بغمزة خفيفة:
-عيب عليكي مش بقولك إنتِ كتاب مفتوح صفا إنتِ مش محتاجة تحلوي في عيني أكتر ما إنتِ حلوة يا عمري لأ إطلاقًا أنا بحبك يا حبيبتي مش بحب جمالك يا قلبي فهمتي؟ يعني مفيش داعي الجمال ده كله الناس تشوفه معايا ويقعدوا يتأملوا فيه الجمال ده أشوفه أنا وبس هنا و أتأمل فيه لوحدي بس أعمل إيه فيكي بقي وإنتِ حلوة كده منروحش الفرح؟ رغم أن عدم تواجدي صعب وهيثير الأقاويل وفي نفس الوقت مش حابب تخرجي وإنتِ حلوة كده.
صاحت بتلهف:
-لأ لأ نروح طبعًا مش بعد ده كله منروحش عشان خاطري يلا بقي بطل مبالغة مش حلوة أوي.
ابتعد عنها ورمقها بسخط:
-بجد مش حلوة ؟ إنتِ قمر وعشان ده كله تحديدًا مش عايز نروح يا حبيبتي.
ابتعد عنها وحك لحيته الخفيفة وتسأل بحيرة:
-بصي هو أنا شاكك في حاجة دي مش فكرتك صح؟ هو أه بتغيري بس دي مش دماغك دي دماغ نور صح؟ أنا واثق أن الأفكار المتخلفة دي متطلعش غير منها صح ولا غلط ؟
أومأت بالإيجاب:
-الصراحة أه عندك حق دي فكرة نور وعجبتني.
تبسم ساخراً، وتدارك مستفهمًا:
-الصراحة الله يعينك يا أمير علي ما إبتلاك بس عندي فضول بس أفهم حاجة هي في أيه ولا في أيه ؟ مش المفروض إنها في شهر العسل؟ قاعدة تخطط وتنفذ بجد؟
تبسمت بخفة وقالت:
-خلاص بقي سيبك من نور أنا جاهزة خلاص نمشي ؟
رد بقلة حيلة:
-ماشي يا آخرة صبري هنجيب مودي وأحنا راجعين ولا هنسيبه عند ماما ؟
مطت شفتيها بحيرة:
-والله ما عارفة الجو هيبقي برد وأحنا راجعين متأخر بفكر أخليه والصبح بدري نجيبه إيه رأيك؟
استحسن الفكرة وأيدها:
-عندك حق ده أفضل مش معاه غيرات زيادة واللبن والببرونة؟
أومأت بتأكيد:
-أه طبعاً يا حبيبي غير أن سايبة له هدوم وكمان علبة لبن وببرونة.
زفر بإستياء وقال:
-مش لو يسمعوا الكلام ويفضلوا معانا أفضل؟ بدل ما هما في شقة لوحدهم مش فاهم إيه لازمة البعد ده؟!
رفعت كتفيها بقلة حيلة:
-هما حابين كده خلينا نسبهم علي راحتهم أفضل المهم إنهم سوا علي الأقل ده مطمنا شوية وكمان جنبنا.
رد باختصار:
-تمام يلا بينا خلينا نخلص من أم الفرح ده.
❈-❈-❈
حفل زفاف أسطوري ولكن ليس مثل زفاف ياسين وصفا فكما وعدها وفي بوعده لا فرحها لن يحدث قبله ولم يتكرر مثله.
كانت تجلس جوار زوجها يتهامسون من يراهم من بعيد يظنهم عاشقان يتهامسان ولكن ما هما إلا شخصان يتعاتبان.
"الفستان مفتوح أوي يا فريدة"
ردت بهمس:
-إنتَ عارف أني مش محجبة يا شريف وقبلت بيا كده صح ولا غلط ؟
رد بهمس مماثل:
-صح وأكيد مش هغصبك علي الحجاب لازم يكون علي إقتناع منك شخصيًا بس لبسك يتظبط ياريت يا فريدة أنا مش هقبل أن نظرات الرجالة تنهش في مراتي فهماني علي أقل ألبسي مقفل.
حولت بصرها علي المعازيم من حولها وهتفت بهمس:
-أظن ولا ده وقته ولا مكانه عشان نتكلم الكلام ده يا شريف.
تنهد بضيق ورد:
-تمام هسكت حاليًا.
انتبهت الي شئ وتسألت باهتمام:
-صحيح زياد فين مش شيفاه؟
أجابها بهدوء:
-زياد مع الناني في بيت صديقي أحنا هنسافر بعد الفرح علي طول.
أومأت بتفهم:
-تمام.
كان صفوت يقف يستقبل المعازيم بسعادة غامرة والس جواره زوجته المصون رغم ضيقه من تواجدها جواره لكن تحلي بالصمت لن يسمح بشئ يعكر صفوه..
تبتسم من حين إلي المدعوين ولكن فجأة انمحت الابتسامة من علي وجهها وعلي مكانها العبوث والضيق ما أن أبصرت ياسين يدلف متشابك الأيدي مع تلك الحقيرة.
اقترب ياسين من صفوت وتحدث بهدوء:
-مبارك صفوت باشا.
تبسم الآخر ممتنًا:
-الله يبارك فيك نورتنا.
حول بصره إلي صفا:
-نورتينا يا مدام.
ردت بلباقة:
-نور حضرتك.
تحرك إلي الداخل وزوجته بأحضانه قاصدًا تجاهل تلك الغدير.
فور مغادرتهم صاحت غدير بانفعال:
-بيعمل إيه ده هنا ؟ إنتَ إلي عزمته؟
زفر أنفاسه بضيق وتدارك بتحذير:
-أولًا وطي صوتك يا هانم الناس حوالينا ثانيًا شريف إلي عزمه مش أنا وحتي لو أنا عزمته إنتِ مالك ؟ خليكي في حالك يا غدير وبلاش تفكري تعملي أي حركة متهورة من بتوعك وقتها متلوميش غير نفسك.
رمقته بحدة:
-إنتَ بتهددني يا صفوت؟
رد باختصار:
-أيوة ومش يهدد وخلاص لأ هنفذ كمان يا مدام الناس جاية ابتسمِ يا أم العروسة.
نطق آخر جملته بسخرية مما آثار إستفزازها:
-ماشي يا صفوت ماشي هسكت دلوقتي عشان فرح البنت يعدي علي خير.
❈-❈-❈
جلسوا علي إحدي الطاولات وكانوا محط أنظار الكثير فكيف لطليق أن يحضر زفاف طليقته والأدهي برفقة زوجته كأن الأمر لا يعينه كأن العروس غريبة عنه ولم تكن زوجته وتحمل إسمه في يومًا من الأيام.
نظر إلي زوجته وتسأل باهتمام:
-مالك يا قلبي سرحانة في إيه؟
ردت بهدوء:
-حاسة الناس كلها بتتفرج علينا وكمان بيستنكروا وجودنا هنا من الأساس.
تبسم بهدوء قبل أن يردف بتأكيد:
-ده أكيد فعلًا وجودنا مش طبيعي يثير الجدل والفضول كمان أطمني أحنا مش هنطول عشر دقايق ونقوم تسلم علي العرسان ونمشي أوك؟
أومأت بتفهم:
-تمام يا حبيبي.
منذ أن دلف ياسين وزوجته وهو يتابعهم بإمعان وينظر تجاه زوجته بتركيز يراقب نظراتها وانفعالتها يبحث بها عن حنين، اشتياق، حزن، ندم، لكن لم يجد سوي نظرات خاوية باردة كأن الأمر لا يعنيها.
قطع تأمله صوتها الهادئ:
-شايف إيه ؟
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-شايف إيه في إيه ؟
ردت باختصار:
-في عيوني إلي إنتَ مراقبها من آول ما ياسين دخل هو ومراته .
رد مبتسمًا:
-أعذريني لو ضايقتك بنظراتي بس كنت محتاج أطمئن عندك مانع؟
تسألت بفضول:
-وخلاص أطمنت كده؟
تنهد بإرتياح:
-أطمنت جدًا كمان يا حبيبتي.
قطع حديثهم اقتراب ياسين وصفا منهم.
نهض شريف مرحبًا بياسين بحفاوة:
-نورت يا ياسين بيه.
رد ياسين بمجاملة:
-نورك يا شريف بيه مبارك لحضرتك.
توجه بنظراته إلي فريدة التي تجلس كما هي:
-مبارك يا عروسة.
ردت بإقتضاب:
-الله يبارك فيك.
تحدثت صفا بهدوء:
-مبارك ليكم ربنا يتمم بخير.
رد شريف:
-الله يبارك فيكِ يا مدام.
رمقتها فريدة بهدوء وقالت:
-الله يبارك فيكِ.
آخذ ياسين صفا وغادروا الحفل بالكامل مما أراح فريدة التي اندمجت مع زوجها في فقرات الزفاف الممتعة.
وبعد الزفاف سافروا لقضاء شهر العسل في جزر المالديف بناءً على إختيارها قرر بينه وبين نفسه أن يفعل قصارى جهده كي يسعدها.