-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 62 - 1 - الإثنين 27/1/2025

  


قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والستون

1

تم النشر الإثنين

27/1/2025



"رفقًا بي أيها الحزن، فقد أستوطنت قلبي دون سابق إنذار، ولا تريد مفارقتي، فهون علي قلبي يا رفيقي، فالحزن بلغ ذروته ولا يوجد مكان لحزنًا آخر"


حل المساء وغادر أمير ونور ومع رفض ياسين تناول الطعام طوال النهار لم تجد صفا حلًا يوي أن تأخذ له الطعام إلي غرفته.


فتحت باب الغرفة واتجهت إلي الداخل وهي تحمل صينية الطعام، رمقها بضيق وقال:


-قولتلك مش عايز أكل يا صفا لو سمحتي خدي الأكل واطلعي بره .


تجاهلت رفضه وجلست جوراه علي الفراش وبيدها طبق وملعقة.


رفع حاجبيه متهكمًا:


-ممكن أفهم حضرتك بتعملي إيه ؟ شيفاني عيل صغير وهتأكليني بالغصب ؟


أجابته بعند:


-لأ مش عيل صغير بس رجعت ياسين القديم ويظهر إني لازم أرجع دكتورة صفا من تاني عشان أروض ياسين المغرور وأرجع ياسين جوزي من تاني.


تبسم بوهن وتسأل:


-بجد؟ تروضيني ؟ 


أومأت بإيجاب:


-أيوة لإن وضعك غير مقبول بالمرة يا ياسين سامع وضعك غير مقبول بالمرة كل ما يقابلك موقف تعلن الهزيمة وتستسلم هو ده الحل ؟ ياسين إنتَ مش مجرد شخص عادي لأ إنتَ شخص مسؤول عندك شركة محتاج تديرها والأهم عندك أم إنتَ الضهر والعكاز إلي ببتسند عليه وعندك زوجة إنتَ سندها وعندك ولد محتاج منك تاخد بإيده وتكبره لغاية ما يبقي راجل وقادر يواجه للدنيا لكن إنتَ كل إلي عملته هربت من كل حاجة وأعلنت الهزيمة وحابس نفسك عارفة إنك حزين علي والدك لكن بص للجانب الإيجابي أبوك كان جنبك خطوة بخطوة لغاية ما كبرت وبقيت راجل وكمان شاف حفيده في أطفال بتتولد وتتربي من غير أب ولا حتي أم.


تحدث بهدوء:


-صفا أنا عارف كويس أوي كل إلي إنتِ بتقوليه ده وعشان أقدر أتعامل وأمارس حياتي بشكل طبيعي من تاني محتاج هدنة يا صفا هدنة أعيد في حساباتي من تاني وإذا كان علي الأكل إلي مزعلك هأكل يا ستي بس عندي طلب أو رجاء صغير منك وأتمني توافقي ومتجدليش ممكن؟


أومأت بإيجاب:


-ممكن طبعًا أتفضل.


نظر لها قليلاً بتمعن قبل أن يقول:


-خليكِ إنتِ ومودي في أوضة تانية لوحدكم ممكن محتاج شوية وقت أبقي مع نفسي كفاية أوي إلي عرفتها النهاردة كمان موت والدي مش مجرد حادثة عادية لأ مدبرة يا تري مين ممكن يفكر يقتل بابا أنا هتجنن يا صفا بجد.


تنهد بقلة حيلة وقالت:


-حاضر يا ياسين زي ما تحب أما عن موضوع الحادثة ممكن تبقي قضاء وقدر صحيح أهل الناس إلي كانت معاه في العربية المفروض تروح ليهم تاخد بخاطره وبردوا تديهم مبلغ صغير غير كمان إنتَ من هنا ورايح ملزوم إنك تصرف عليهم يا حبيبي وتتكفل بيهم.


 رد بهدوء:


-تمام يا صفا هشوف الموضوع ده وهبعت أمير ليهم أي أوامر تانية ؟


أومأت بإيجاب:


-أيوة أهم حاجة.


تسأل بنفاذ صبر:


-حاجة إيه دي؟


ردت ببساطة:


-تأكل.


حرك رأسه بيأس ورد بنفاذ صبر:


-حاضر يا صفا هاكل عشان أخلص من زنك.


❈-❈-❈


ما أن أغلق باب الشقة ألقي المفاتيح علي الطاولة بعنف وصاح بانفعال:


-ممكن أفهم إيه الهبل إلي حصل النهاردة ده ؟ إزاي تقعدي تبصي لراجل كده يا هانم وإزاي أصلًا تتكلمي معاه وتسأليه يعني مش مكسوفة اعملي احترام لجوزك علي الأقل لكن إزاي لأ دكتورة نور هي دكتورة نور ويضرب أمير رأسه في أقرب حيط الراجل كان محرج مني يا هانم وبيرد عليكِ بالعافية وإنتِ ولا إنتِ هنا إيه هتفضلي ساكتة ما تنطقي ؟


جلست واضعة ساق فوق سوق وردت عليه ببرود:


-أولًا أنا محترمة ومتربية كويس أوي كمان وأظن إنتَ عارف ده وثانيًا أنا مغلطش ولا أجرمت أني سألت الراجل سؤال يعني.


طالعها بجمود وقال:


-بجد ؟ إنتِ شايفة إنك مغلطيش يا مدام؟ 


ردت بمكابرة:


-أيوة.


رمقها بعتاب وقال:


-يبقي أنا إلي غلطان إني قاعد أجادل معاكِ في كلام ملوش لازمة تصبحي علي خير.


❈-❈-❈


في شقة "بيجاد النعماني " بالقاهرة كان يجلس يحتسي القهوة برفقة شقيقه الأصغر "جاسر النعماني"


وضع جاسر فنجان القهوة علي المنضدة وتسأل بتذكر:


-صحيح تعرف دكتورة إسمها نور؟


قطب الآخر جبينه بحيرة وتسأل:


-نور مين؟ إسمها نور إيه طيب؟


رد جاسر بهدوء:


-مش عارف إسمها نور إيه بالظبط بس لاسعة الصراحة وزعلانة إنك محضرتش فرحها.


تبسم بيجاد وعقب بإبَانة:


-دكتورة نور عزمي بس إنتَ عرفتها منين أصلًا ولا قابلتها فين؟


أجابه بعملية:


-سمعت عن الحادث بتاع رجل الأعمال "أحمد المحمدي" ؟


أومأ بإيجاب ورد:


-أيوة طبعًا ماله وإيه دخله بدكتورة نور ؟


استطرد جاسر باستفاضة :


-أنا إلي ماسك القضية بتاعته كنا فكرنها قضاء وقضاء لكن تقرير البحث الجنائي أثبت غير كده العربية ملعوب فيها والفرامل مقطوعة يعني الحادثة بفعل فاعل مش قضاء وقدر أنا روحت أقدم التعازي وأتكلم بشكل ودي وهي كانت هناك تبقي مرات إبن خالته بس إيه فصيلة بجد فضلت مبحلقة فيا شوية وبعدين إنتَ أخو دكتور بيجاد وزعلانة إنه مجاش الفرح طيب إحنا في إيه ولا في إيه أنا حسيت جوزها شوية وهيجبها من شعرها أصلًا الله يعينه علي ما إبتلاه ده لو دي مراتي كنت وئدتها الصراحة لسانها مسحوب منها وطوله شبرين كمان ربنا يهديها.


انفجر ضاحكًا مرددًا بإيضاح:


-هي مش مجنونة ولا حاجة هي بس تلقائية بس مع الأسف تلقائيتها بتتفهم غلط ربنا يهديها لنفسها.


أومأ بإيجاب:


-عندك حق أما مرات ياسين المحمدي هي كمان شكلها هي كمان دكتورة كان أمير ده بيقول ليها دكتورة صفا.


صدم الآخر وردد بعدم تصديق:


-دكتورة صفا ؟ ما شاء الله يعني دكتورة صفا تبقي مرات ياسين المحمدي تستاهل كل خير والله إنتَ شوفت أهو نور وصفا أصدقاء الروح بالروح بس شتان بين دي وبين دي سبحان الله المهم بقي عرفتوا مين وراء الحادثة ؟


حرك رأسه نافيًا:


-لأ طبعًا لسه تحريات المباحث بدأت والمشكلة كمان إنه مش بيتهم حد ومفيش أعداء ليهم مع أن ده أكيد مش صح يعني رجال الأعمال دائمًا ليهم منافسين.


أيده بيجاد مؤكدًا:


-في دي عندك حق بس في فرق بين المنافسين والأعداء المنافس بيبقي المواجهة وجه لوجه أما الأعداء بيبقوا في الخفاء ودائمًا يضربوا في الضهر.


أومأ الآخر بإيجاب وقال:


-عندك حق فيه مقولة بتقول الأقربون آولي بالمعروف وآول الغدارين صحيح يوسف أخباره إيه بتشوفه؟


حرك رأسه بإيجاب:


-أيوة كويس الحمد لله.


ضحك بخفة وعقب:


-عندك مثلًا نورسيل مرات يوسف صورة طبق الأصل من نور الصراحة ودي بقي الله يعين يوسف عليها وعلي التعامل معاها.


نفي حديث شقيقه وتحدث بنبرة هادئة:


-لأ طبعًا فيه فرق نور شخصيتها كده تلقائية واخدة كل حاجة ببساطة فتحسها شوية مجنونة أما إلي وصل نورسيل للي هي فيه ظروفها فهمت إلي مرت به طول حياتها كوم وأنها تتحط علي باب مقبرة وسكينة باردة علي رقبتها بتدبحها دي كوم تاني واحدة غيرها كانت اجهضت من كتر الخوف أو لقدر الله أتجننت فدي بالتحديد منلومهاش علي حاجة أه بتحب يوسف أوي ومتعلقة به وغيرتها عليه غيرة جنونية ده لأن هو بالنسبة ليها كل حاجة الأب الأم الأخ الزوج فاهم طبيعي تبقي خايفة تخسره هو الأمان والسند وكل حاجة بالنسبة ليها خايفة تخسره وعندها حق في دي صعب بعد ما تلاقي الأمان تخسره وترجع تاني للخوف والضياع ربنا يخليهم لبعض ويبارك ليهم في أولادهم.


أمن جاسر علي دعائه:


-اللهم أمين يارب العالمين يلا هقوم أنا أمشي محتاج حاجة ؟


حرك رأسه نافيًا ونهض يودعه:


-لأ يا حبيبي سلامتك


الصفحة التالية