رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 49 - 1 - الأربعاء 29/1/2025
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع والأربعون
1
تم النشر يوم الأربعاء
29/1/2025
السعادة لا توصف بكلمات، السعادة شيء ملموس، حينما تتغلغل داخلك، فاعلم تمام العلم بأنها سوف تطفو بأثرها على وجهك وفي إشراق الملامح، مهما حاولت اخفاءها او ان تدعي العكس، تظل مكشوفا امام الجميع .
هذا هو التعبير الدقيق لحالتهما الان، بعد العودة من رحلة العسل التي قاما بها بزيارة عدة بلدان حول عالم، ما بين الثلوج والجو الرومانسي، أو البلدان الاستوائية ومرح الشواطيء والاستمتاع بها.
وقد كان في انتظارهما نجوان ومعها الطفلان الصغيران، عائشة وآدم، والذي ركض على شقيقه فور ترجله من السيارة مقلدًا عائشة التي سبقته في احتضان شقيقتها، ليضمه إليه باشتياق شديد، هذا الصغير الذي اكتشف انه قطعة منه ولكن كانت تائهة عنه.
- يا حبيب اخوك انت، عامل ايه يا بطل؟
- انت قولت بنفسك بطل، يعني هكون ايه
- بطل الابطال طبعا.
علق بها رياض ردا على شقيقه، يقبل رأسه وجبهته، قبل ان تنتقل عيناه نحو والدته الحنون، التي وقفت تراقب ترحيب الصغيران في انتظار دورها هي الأخرى، لتفتح ذراعيها بعد ذلك للأثنان، ابنها وزوجته بهجة التي كانت تضمها بقوة:
- وحشتيني اوي، وحشتيني اوي يا نوجة، كان نفسي اوي والله تبقي معانا السفرية دي، كانت ناقصاكي اوي.
ضحكت نجوان توجه الكلمات نحو ابنها الذي طارت منه الكلمات في غمرتها الحانية، تشاكسه:
- بتقولك كانت عايزاني وسطكم، هي البنت دي مالها؟
تبسم بصدق في رد على تلميحها:
- وحشتيها يا ماما، زي ما وحشتي ابنك كمان اكتر، اكتر والله.
واكمل مشددًا بضمته لها:
- المرة الجاية بقى لازم تبقى معانا .
- وخدوني انا كمان معاكم.
قالها إيهاب الذي أتى قادمًا لاستقبالهما هو ايضا، ليأخذ دوره بعد ذلك في الترحيب والمزاح معهما قبل أن ينتقلا إلى داخل المنزل
❈-❈-❈
بعد قليل كانت معه داخل غرفتها الجديدة، تتأمل العقد الجديد في رقبتها بانبهار لا يتوقف كلما وقعت عينيها عليه، وهو منشغل في تبديل ملابسه وحديث يدور بينهما:
- ماما نجوان مستغربة على رجعتنا، شكلها كانت متوقعة نقعد شهر بجد.
- انتي بتقولي فيها
تبسم يخاطب انعكاس صورتها في المرأة:
- قسما بالله، لولا بس الشغل وتلميحات كارم اللي مبتخلصش لكنت عملتها ولا كفتني سنة حتى، حد يشبع من العسل يا عسل .
قال الأخيرة يقبل وجنتها ، قبل ان يتناول الفرشاة ليصفف شعر رأسه، فضحكت هي معقبة على قوله :
- والله من غير حلفان ومن غير ما تقول كمان مصدقاك.
قهقه متفهمًا بعباراتها ليحاوطها من الخلف هذه المرة بذراعيه، يهمس بجوار اذنها بإغواء:
- هتنكري ان انتي كمان كنتي مبسوطه؟ قولي لا لو عندك الجرأة .
ضحكت متأثرة بدغدغته لها، وقد وصلها مغزى كلماته، لتجيبه بمراوغة:
- انا كنت مبسوطة طبعا عشان الفسحة والتلج والبلاد الغريبة اللي زورناها مش عشان اللي في دماغك ال.......
قطعت بضحكة صدحت بصوت عالي منها، وقد زاد من دغدغدته ليحملها من امام المرأة متوعدًا:
- طب عشان اللي في دماغي دا بقى، أنا مش هسيبك النهاردة.
صارت لا تستطيع التوقف عن الضحك رغم رجاءها وتنبيهيها ايضا وهو يذهب بها ليضعها فوف الفراش:
- يا رياض متبقاش مجنون، كارم اللي مستنيك في المصنع ده، هيجي يولع فينا لو اتاخرت عليه اكتر من كدة .
- خليه يجي يولع وهو يزود علينا بجو الاكشن كمان.
قالها ليدفن وجهه في تجويف عنقها، يداعبها ويقبلها أيضا، مستمتعًا بمرحها وشقاوتها المحببة بعدما أزالت عنها كل الحواجز القديمة، فلا تبخل عليه بعشقها بل تعطيه من قلبها وبسخاء، وهو لا يقصر في اقتناص الفرص، حتى قطع عليهما طرق الباب وصوت الدادة نبوية من الخارج:
- يا رياض باشا، يا بهجة هانم، نجوان بتقولكم الاكل جهز عشان تتغدوا معاهم .
خرج صوته مجبرا يجيبها، قبل ان يطالع تلك الشامته بنظرة متوعدة:
- ماشي يا دادة روحي انتي واحنا جاين وراكي اهو
انصرفت المرأة فتوجه لها بقوله:
- لولا بس وجود إيهاب اخوكي، والله ما كنت سيبتك النهاردة.
ردت تضحك بصخب:
- متشكرين يا سيدي، كلك زوق
❈-❈-❈
دلف إلى المنزل عائدا من عمله، يضع أكياس المشتريات التي ابتاعها على الطاولة، وعيناه تبحث يمينا ويسارًا ، يداعبه الأمل خلف هذا السكون الغريب، ان يجد ضالته، في رحيل تلك المرأة التي لم تغادر منزله حتى الآن رغم مرور ما يقارب الشهر على ولادة طفله.
زاد الأمل بداخله بعدما طل برأسه نحو الطرقة المؤدية إلى المطبخ والمرحاض ليتجه مباشرة نحو غرفته، يدفع الباب بغتة دون استئذان:
- هي والدتك مشيت يا أمنية.....
وكانت المفاجأة له، حينما وجدها امامه جالسة على الفراش بجوار زوجته تفعل شيئا ما، مما أثار الحرج بأمنية التي اجفلت في البداية لكن سرعان ما تداركت لتحاول التلطيف بارتباك:
- ااا حمد الله على السلامة يا عصام، انت رجعت من الشغل؟ ماما بتغير ليونس أصلها حممته من شوية واحنا كنا قافلين الباب عشان الهوا، ممكن بقى تدخل وتقفله.
ابتلع ريقه بشيء من الإحباط قد أصابه لينفذ ويغلق الباب بعدما دلف إلى الداخل، قائلا بفتور:
- وماله، حموم الهنا ان شاء الله، خليني اشوفه بقى.
قالها متجها نحو جهة الصغير من الفراش والذي رفعته نرجس اليه بغفلة وعدم فهم:
- حميناه وعطرناه وبقى زي الفل كمان، خد شيل ومتع نظرك بالقمر، الله اكبر عليك يا قلب ستو ، قمر يا ناس قمر .
تناوله منها بضيق يكتمه، سرعان ما تلاشى تدريجيا مع رؤية طفله التي أدخلت في القلب انتعاشًا، بتلك الرائحة المسكية التي تتسلل إلى رئتيه، ليلثم الوجنة المكتنزة بوله مردفًا:
- يونس باشا،. حبيبي يا حضرة الظابط الصغير
استشفت أمنية الامر بذكائها لتخاطب والدتها التي تتابع ببلاهة وبغير وعي:
- حضري الغدا لعصام يا ماما، تلاقيه راجع جعان.
- هاا، حاضر من عنيا، بس دا ميعاد الغدا فات عليه كتير معقول لساته مأكلتش؟
- اه يا حماتي لساتي مأكلتش، ياريت بقى تلحقيني.
قالها بشي من الغيظ، يجبرها على التحرك سريعًا تبدي استجابتها:
- يا خويا بعد الشر عليك من الجوع، حالا هحضرلك
وخرجت تاركة الباب مفتوحًا، ليسارع هو بإغلاقه، ثم الالتفاف نحو زوجته بنظرة تفهمها جيدا، ولكنها تدعي العكس باستفسارها:
- ايه مالك بتبصلي كدة ليه؟ لو عايز حاجة اخلي امي تعملهالك ولا تحب اندها؟ ياماما.......
قطعت مجبرة حينما حطت كفه الكبيرة تغلق فمها بتهديد:
- بوقك دا لو انفتح باي كلمة تاني هخلص عليكي يا امنية، ولمي نفسك ها، لمي نفسك.
اومأت رأسها بتخوف منصاعة لأمره، لتظل صامته حتى بعد ان رفع كفه عن فمها، ليتمكن هو بوضع الطفل داخل مهده، ثم يميل نحوها بغيظ متسائلا:
- على فكرة انا جيبت اخري، ايه بقى؟ اقولها في وشها بالصريح عشان تفهم .
تحرك قليلًا ليخلع عنه ملابس العمل، فعضت هي بأسنانها على شفتها السفلى تبرر على تردد:
- ما هي قاعدة وبتساعدني يا عصام، قلب الأم بقى، خايفة على الجرح من الحركة.
القى بالقميص الذي خلعه عنه يغيظ يلقيه أرضا ويرمقها بسأم من تلك الجملة المتكررة:
- نعم يا اختي، انتي لسة برضو ماسكة فيها الجملة دي وانتي معدية العشرين يوم دلوقتي واكتر ، انتي عايزة تحرقي دمي صح؟
برقت بهلع حينما طل عليها بجذعه العاري وطاقة التحفز تفوح منه، لتلطف بقولها:
- احرق دمك ليه يا حبيبي بس؟ أنا يدوب بوضح ، ما هو لو كنت انت رضيت من الاول ان اولد عندها مكنتش هتاخدها على اعصابك كدة، واحب افكرك بس ان جرح القيصري دا حاجة مش هينة وبتاخد وقت وو.....