-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 26 - 2 الثلاثاء 4/2/2025

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

4/2/2025

رفع رشوان حاجبه الأيسر وهو متأكد تمام التأكد أن وراؤه سر كبير ولابد أن يكشفه، فهو سيتزوج ابنته حتى وإن كان زواج بناته جميعا كان من تدبير تلك الشبكة التي يعمل لديها إلا ورد التي يعتبرها أقرب بناته إليه فشعر بالضيق لمجرد شعوره أنها سيتم الزج بها بداخل تلك اللعبة:

-غريبة.


كلمة واحدة جعلت الآخر يشعر بالريبة فتابع حديثه:

-طيب قولت ايه يا معلم؟ موافق على طلبي؟


رد يحاوره:

-أنت أكيد عارف إنها فسخت خطوبتها من يوسف من قريب ومش عارف حقيقي إذا كانت مستعدة تتخطب بدري كده ولا ﻷ؟


رد الآخر وهو يطمس حقيقة معرفته الوطيدة برأيها:

-طيب اسألها يا معلم، يمكن الموضوع يكون عدى من ناحيتها خصوصا البنات في السن ده مشاعرهم بتكون متلخبطة.


جعد جبينه من تفسيره فهتف:

-يعني أنت موافق عادي تخطب بنتي وأنت عارف إن السن ده مشاعره متلخبطة، يعني ممكن انهارده توافق عليك وبكره ترفضك زي ما حصل مع يوسف بالظبط.


رد مبتسما:

-منا هعمل زيك يا معلم وبعد موافقتك طبعا هتجوز على طول مش هخطب واقعد سنين أكون نفسي يعني.


كم شعر بالأمر يحاك ضده ورغما عنه، هو متأكد تمام التأكد أن هناك أمرا ما بتلك الزيجة فبعد أن أمروه بفسخ خطبة ابنته من يوسف تأتي الأوامر الآن بقبول خطبتها من هذا الشخص الغريب، فدار الشك بقلبه وهو يعلم أحداث المشاجرة التي دارت بين فتحي وأنور بزمانه وعلم بوجود شخص يشبهه ففهم أن حمزة ربما يكون ابن اخيه إذن لماذا رفض زواج ابنته من يوسف ووافق الآن على زواجها من ابن اخيه.


انتبه لصوت حمزة:

-ها يا معلم؟ قولت ايه؟


هز رأسه مجيبا:

-ربنا يقدم اللي فيه الخير، أنا هسأل البنت وأشوف رأيها وابقى ارد عليك.


ابتسم بسعادة ووقف يصافحه بحرارة:

-متشكر جدا يا معلم وإن شاء الله الآنسة ورد توافق عليا.


غادر ولا زال رشوان ينظر في إثره وعقله يتلاعب به فأمسك هاتفه وتحدث مع شريكه وحماه:

-ايوه يا صفوت.


استمع له يرحب به:

-ايه يا ابو نسب خير؟


أجابه زافرا بضيق:

-بطل هزارك أنا مش فايقلك واسمعني كويس.


انتبه له الآخر فسأله:

-أنت فاكر لما عزام جه اشتغل عندي أول مرة قبل ما يكشف شخصيته وكان مسمي نفسه فتحي وعرفنا بعد كده إن له أخ توأم لما الراجل الصعيدي ده اتخانق معاه قدام الوكالة.


هز رأسه كأنه أمامه:

-ايوه ماهو وقتها قالنا إن له أخ واكل ورثه وعمل فيلم كده لحد ما خلص الشغل اللي كان جاي متخفي عشانه وقرر يكشف نفسه قدامنا.


صمت واستمع لصوت أنفاس رشوان العالية وهو يقول:

-تقريبا ابن أخوه نفسه الواد اللي اسمه حمزة اللي طلبت منك تشوفلنا حواره ايه، أنا كنت فاكره ظابط ومتخفي بينا بس واضح انه ابن فتحي الحقيقي، أخو عزام.


ضحك صفوت عاليا وهو يخبره:

-منا عارف.


صمت الآخر ولكن صوت أنفاسه كانت كفيلة بأن يعرف من يحدثه بمدى غضبه:

-بص، متتعصبش بس عليا، أنا كل مره بقولك إني بنفذ الأوامر وبس وأنت عشان جوز بنتي بضطر اعرفك حاجات مش المفروض أنك تعرفها.


صمت رشوان جعله يسترسل بحقيقة الأمر:

-طيب أنت أكيد فهمت إن عزام بيه جه هنا متخفي وانتحل شخصية أخوه الغلبان اللي ملوش لا في التور ولا في الطحين عشان يُسبك الدور علينا وعاش معانا 12 سنه متخفي عشان يفور الشبكة القديمة اللي حماك ابو ناهد كان ماسكها ويمسكك أنت الشغل وهو بيختبرك من غير ما تحس.


أكمل شرحه عندما وجد صمته قد طال:

-وكلنا عرفنا بوجود أخ لفتحي لما أنور الغبي ده عمل البوليكه بتاعته وقتها عشان افتكره متجوز على اخته، بس كلنا فهمنا إن التاني ده اخوه اللي هرب من عزام عشان ميقتلوش وانتحل شخصية واحد صعيدي وعاش واتجوز في الصعيد لحد التاني ما عرف مكانه من الغبي أنور وراح قتله.


تكلم صفوت ينبهه:

-انت سامعني يا رشوان؟


رد بإيجاز:

-أيوه ، كمل.


أكمل الآخر دون مماطلة:

-لما الولد ظهر في الحارة جتلنا أوامر نتابعه من بعيد لبعيد من غير ما يحس ولا نأذيه عشان نعرف إذا جاي صدفة فعلا لخاله ولا الحكاية فيها انتقام وحوارات، بس لحد دلوقت الولد معلهوش غبار وتحركاته كلها في السليم.


سأله رشوان بحيرة:

-ولما في قلق يكون جاي ينتقم من عمه، ليه عزام عايزني أوافق على جوازه من بنتي؟


حرك الآخر كتفيه بحيرة:

-معرفش، بجد معرفش وأكيد عزام وراه سبب، أنت عارفه زي التعبان ونابه أزرق ومستحيل يكون بيعمل حاجه من غير سبب.


أغلق عينيه يفكر وسأله:

-يعني انت معندكش معلومات تفيدني من ناحية حمزة ده؟ من امتى الشبكة دي بتوافق على دخول أغراب بينا؟


زفر بملل:

-يا رشوان الشبكة بتاعتنا في مصر البوص بتاعها عزام وطالما هو عايز كده هيبعت للناس اللي بره أسبابه وهم مش هيراجعو وراه، المهم عندهم الشغل يمشي زي الألف من غير مشاكل وتفضل الدايرة مقفوله من غير أغراب.


هز رأسه بتفهم فسأله الآخر:

-لسه مروحتش لماهيتاب؟


نفى بهمهمة بسيطة فابتسم الآخر:

-طيب روحلها انهاردة، عندها خبر بقالها يومين مستنية منك مكالمة ولا زيارة عشان تقولهولك.


تعجب وسأله:

-خبر ايه ده؟


رفض إخباره:

-يا سيدي روح وأنت تعرف، أهو منه تعرف الخبر ومنه تتصالحو بقى كفايه كده، وأنا أصل الموضوع وأديك اهو بتكلمني ولسه شايل منها.


أخبره أسبابه التي رآها منطقية:

-منا حسابي معاك لما افوق، إنما مشكلتي مع ماهيتاب أنها تخطت الحدود بينا والمفروض اللي بيني وبينها أنت ملكش دخل بيه مش تروح تسخنك عليا وتطلب منك توبظلي الجوازة، يعني بغض النظر أنت عملت ده لما هي طلبت ولا لما عزام طلب، بس في النهاية بنتك فكرت تخرب عليا جوازة أنا عايزها وده له عقاب عندي يا صفوت ومش هعديه بالساهل.


حاول تهدئته وإرجاؤه عما برأسه:

-طيب أجل زعل وعقاب وروحلها يمكن اللي عندها يشفع لها معاك، وابقى عدى عليا في محل الصاغة عشان المحل التاني متراقب عشان عايز اديك حاجات مهمة للعملية الجاية.


سأله ممتعضا:

-نفس الواد الظابط إياه برده اللي مراقبك؟


أومأ مؤكدا:

-هو، ماهو مش هيهمد غير لما يجيلنا أوامر بتصفيته، المشكلة إن الغبي مراقب خطوط المحمول بتاعتنا كلها، مش عارف إزاي واحد بدماغة دي شغال في الأمن الوطني.


رد رشوان معقبا:

-هيعرف منين إن معانا خطوط متأمنه وعليها تشويش، هو فاكرنا بتوع تهريب وبودرة وخلاص يا صفوت، ميعرفش اللي فيها.


ضحك عاليا وهو يكمل:

-بكره يتعلم ويعرف غلطه ده لو ما أخدناش فيه العزا.

❈-❈-❈

انهى عمله ووقف ينظر لأخيه وهو ينهي حساباته فشرد قليلا بنافذة منوزل حماه، فضحك حسين عندما وجد عينيه معلقة بتلك النافذة فضربه على كتفه ساخرا:

-ايه يا ابو على، حنيت ﻷيام زمان وشغل الحب من ورا الشباك ولا ايه؟


ابتسم بسمة ممتعضة وجلس على المقعد بعد أن أحضر له عامل المقهي تلك الأرجيلة:

-مش عارف، علاقتي بسهر هادية وكويسة اليومين دول ومع ذلك قلبي بيوجعني أوي ومش قادر اتخطى ملك.


ضغط حسين على أسنانه بغيظ:

-تاني ملك، أنت مش هترتاح غير لما رشوان يخلص عليك وامك تموت وراك، يا بني ارحمني وفكر في حياتك ومراتك اللي المفروض بتحبها.


نزلت عبراته رغما عنه فمسحها سريعا ولكن بعد أن فات الأوان ورآها أخيه:

-معقول غلطة واحده أغلطها أفضل عمري كله أدفع تمنها كده!


بوجه رافض حديثه عقب عليه:

-غلطه واحده؟ غلطات يا حسن مش غلطه.


رمقه الآخر بنظرة متعجبة فتابع حسين:

-معلش انت اخويا الكبير وكل حاجه بس أنا مضطر افوقك من اللي أنت فيه، أنت مغلطتش غلطه واحدة يا حسن أنت كلك غلط في غلط من أول ما خطبت سهر لحد دلوقت.


لمعت عينيه وهو يستمع لتفسيره:

-بلاش من وقت خطوبتك عشان عارفك هتقولي إن ملك ساعتها كانت في الإعدادية ومكنتش لا شايفها ولا حاسس بيها، بس أنت بعد كده بدأت تحسها وتحبها وفضلت تقاوحني وتقاوح امك وتقاوح مشاعرك وتتعمد توجعها وتبعدها عنك عشان خطوبتك من سهر، مع إن كان المفروض وقتها تفسخ الخطوبة بعد ما اتأكدت أنك محبتش سهر بالقدر اللي يخليك متشوفش غيرها عشان عارفك هتقولي لا يا حسين أنا بحب سهر.


لم يعقب عليه وسحب نفسا من أرجيلته ودفعه بقوة وحسين يكمل:

-يعني حبك لها مكانش كفاية وكملت عشان ايه؟ كملت عشان كنت رابطها بيك من وانتو صغيرين مع إن عادي جدا مشاعرك تتغير لما تكبر وتفهم الحب الصح، بس أنت اختارت تبيع مشاعرك وتبيع ملك عشان خاطر شكلك قدام أهل الحارة.


انتظره أن يبادله بالحديث ولكنه ظل جامدا فأضاف:

-وطبعا لحد كتب الكتاب وكلنا وقفنالك وقولنالك متستعجلش بس برده نفذت اللي في دماغك فكان المفروض كده خلاص تبعد بقى عن ملك وتخليك في مراتك لكن إزاي تعمل كده! تروح تشاغلها وتعترفلها بحبك عشان تسيب المعلم رشوان مع إنك عارف كويس أنها مغصوبة عليك فهي هنا استفادت ايه غير حسرتها على نفسها.


رمقه بنظرة غاضبة وهو يكمل:

-أنا لو مكانها هحس بإحساس وحش اوي لما الانسان اللي كانت بتتمناه يعترف لها بحبه بعد ما يتجوز وهي تتخطب لراجل مستحيل يسيبها إلا لو هو عاوز ده، يعني من الآخر حسرتها على نفسها وورتها أد ايه هي قليلة الحيلة ومتعرفش تتصرف، وبعد كل ده تتصرف صح وبعقل وتطلق سهر وتحاول تلاقي حل لملك! لأ طبعا متبقاش حسن، إنما تروح تتنيل وتدخل على سهر فتبقى الحكاية خلصانه يا حسن.


زفر دخان أرجيلته ونيران صدره أقوى من نيران الفحم الموقد أمامه:

-ولحد دلوقت أنا بشوفك في الرايحه والجايه توقف ملك وتكلمها مع انك بتنام في حضن مراتك كل يوم، فأنا نفسي أفهم أنت عايز من ملك ايه بعد كل اللي حصل وبقت مرات المعلم رشوان.


ترك الأرجيلة من يده ورفع رأسه ﻷخيه:

-كل اللي انت بتقوله صح بس مش عايز تسمع دفاعي عن نفسي؟


هز حسن رأسه فتكلم:

-انا كنت فاكر حبي لسهر كافي فعلا ﻷن طول الفترة اللي حبينا فيها بعض وعمري لا شوفت ولا حبيت غيرها ولا حتى ملك كنت حاسس بيها، أنا لما حسيت بملك انبت نفسي وقولت ازاي وأنت مربيها تبصلها البصه دي وتفكر فيها ودي خيانه ليوسف ولأمها اللي زي أمي، بس لحد موضوعها مع رشوان الزفت ده وانا مكنتش متخيل اني هتوجع كده، فانت بتحاسبني اني معرفتش اقرا نفسي صح لمجرد انكم قرتوني احسن مني؟ غلطي مع سهر كان شهوه، وصلحت غلطي واتجوزتها وخسرت كل حاجه فخلاص بقى متبقاش أنت والدنيا عليا وسيبني اتألم من غير صوت.


غادرا معا بعد انتهائهما من عملهما لمنزل والدتهما فاحتضنته بلهفة:

-كده برده يا حسن! أومال لو مكنتش بتيجي الحارة كل يوم عشان الدكان، دول خطوتين يا بني وتبقى عندي.


اعتذر مقبلا رأسها:

-حقك عليا والله يا امه بس كنت ببقى هلكان وجعان وسهر مبترضاش تاكل لقمه من غيري، بس انهارده هي عند اختها واديني جايلك أهو تأكليني بقى احسن بطني نشفت من الفراخ والبانية بتوع سهر.


ابتسمت وسحبته ليجلس على الأريكة:

-نص ساعه والاكل يكون جاهز يا حبيب امك.

الصفحة التالية