رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 22 - 2 - الأحد 9/2/2025
قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة عفاف شريف
الفصل الثاني والعشرون
2
تم النشر الأحد
9/2/2025
ابتلعت ريقها، وهي تلفّ وجهها ببطء، تنظر لجانب وجه عمر المتهجم الأحمر من شدة الغضب.
وقبل أن يتحرك مندفعًا نحو لوزة، كانت تمسك ذراعه تصرخ برعب: استهدي بالله يا عمر... دي قطة!
إلا أنه صرخ بعنف: دي كلت السمكة بتاعتي! انتي عايزة تجننيني؟!
أطبقت فمها تحاول منع ضحكة يائسة تريد التحرر، قبل أن تيتلع ريقها، وهي ترى التفاف رأس عمر نحوها، يحدجها بشر، قبل أن يقول من بين أسنانه: إنتِ بتضحكي؟!
لم تقدر أكثر على منع ضحكاتها، وهي تستند على صدره، تضحك بيأس، محاولة التوقف... لكنها لا تقدر، تكاد تسقط أرضًا من شدة هزل الموقف الذي تضعها لوزة المشاغبة فيه في كل مرة.
تأفف عمر بضيق، وهو يحاول إزاحة رأسها بخشونة وضيق، إلا أنها كانت تتشبث به أكثر، لكي لا تسقط أرضًا، حتى هدأت تمامًا، وهي ترفع رأسها، تتمتم بلهاث: مش قادرة! حرام اللي بتعملوه ده إنتو الاتنين والله!
ناظرها بقرف، لتبادله هي بنظرة خجل، وهي تقول مشيرةً إلى لوزة التي لم تعرهم أي اهتمام فعليًّا، مكمّلةً طعامها: شوف... هي جعانة إزاي؟! شوف قد إيه كيوت وجميلة!
ناظرها بغيظ، لتتابع هي: "معلش يا عمر... عشان خاطري سامحها المرة دي، دي حامل، وأكيد غصب عنها.
كاد أن يصيح بعنف ويأس، إلا أنها ردت بحماس، وهي تقترب، تنتشل الطبق الآخر: بص... في طبق كمان!
وتابعت بتأكيد: "وفي السمكة اللي كنت جايباهلها!
ناظرها عمر بغيظ، وهو يردد: يعني هي تاكل سمكتي، وأنا آكل سمكتها؟ بنت المفجوعة!
نقلت فريدة بصرها بينه وبين لوزة التي أنهت تناول كل ما في الطبق، وهي تريح جسدها برفق على المائدة، تناظرهم بملل من صوت صراخهم المزعج جدًا جدًا.
لم تتحمل فريدة أكثر، وهي تشاهد رد فعل عمر، لتنفجر ضاحكة بقوة، غير قادرة على التوقف... غير قادرة أبدًا.
ناظرها عمر بغيظ، لم يدم طويلًا، وهو يشاركها الضحك بيأس.
حسنًا... ربما لوزة ليست بذلك السوء!
ربما...
❈-❈-❈
كانت تجلس بجانب تميم، الذي يتناول طعامًا بسيطًا ومناسبًا لحالته الصحية، بعد ضغط كبير منها ومن أبيه عليه، لذا رضخ في النهاية مجبرًا.
وتميم الصغير يجلس على ساقه يشاركه الحساء بجوع. ضحكت بيأس وهي تمد يدها تدعوه للمجيء إليها قائلة بحنان:
تعالَ يا تيمو، أنا هجبلك مم.
سيب خالو يأكل عشان تعبان.
هزَّ رأسه نافيًا، متشبثًا بخاله، مشيرًا للحساء بجوع، كأنه يخبره أن يُكمِل إطعامه. ضحكت بيأس، وتميم يطعمه بحنان يفيض من بين عينيه.
وكان مدحت يجلس بجانب ابنته، يرتشف من كوب القهوة الورقي، قبل أن يقول بهدوء:
في ناس كتير أوي بعتت ورد يا تميم، بس أنا بعته على البيت.
أومأ له، وتابع قائلًا: معلش يا آلاء، حطي الورد ده في ميّه عشان ميدبلش.
قامت بسرعة تفعل ما يريد بصمت، لا تفهم سر تمسكه بتلك الباقة تحديدًا. هي حتى لا تعرف من أحضرها، وقد تأكدت أنها ليست من آسيا.
وعند تلك الخاطرة، فُتح الباب، وطلَّت آسيا من خلفه تردد برقة:هاي، أنا جيت.
❈-❈-❈
حسبنت آلاء داخلها، تكاد تمسك بالمزهرية وتُسقِطها فوق رأس تلك الضفدعه الخضراء.
هزَّ مدحت رأسه بيأس وهو يضع كوب القهوة، وقد فقد شهيته، أما تميم فلم يُعرها أي اهتمام، وهو يتابع إطعام الصغير بكل هدوء.
دلفت الغرفة تتهادى في خطواتها، ساحبة أحد المقاعد لتضعه بجانب تميم، قائلة برقة: مين البيبي الجميل ده؟
نظر إليها تميم الصغير بقرف. ابتسمت له بهدوء، وهي تميل برأسها لتداعب وجنته الصغيرة، وكل شيء بعدها حدث في غمضة عين!
لتشعر بيد صغيرة فولاذية، سريعة للغاية، تقبض على خصلاتها وتجذبها بشدة وقوة!
❈-❈-❈
انتفضت آلاء بسرعة، تقترب من الصغير محاولة تخليص خصلات العقربة من بين يديه، إلا أنه كان رافضًا بشدة، يجذبها أكثر!
صرخت آسيا بألم، وهي تحاول تخليص خصلاتها من بين يدي هذا الوحش الصغير. وعندما رفض تمامًا، كادت آلاء أن توبخه بشدة، أو حتى تضربه لكي يتوقف، إلا أن تميم أوقفها، ناظرًا إلى الصغير قائلًا بحنان، وهو يمسك يده بهدوء: سيب يا تيمو، يلا.
وبالفعل، ترك خصلاتها بهدوء.
ابتعدت آسيا بسرعة، تمسد خصلاتها بألم، وهي تمسح دموعها، تنظر إلى يد الصغير التي حملت بضع خصلات بالفعل، إثر جذبه القوي. وظلَّت تراقبه بعيون باكية غاضبة بشدة، وقبل أن تنطق بشيء تندم عليه، حملت حقيبتها وخرجت بسرعة من الغرفة باكية.
نظر مدحت إلى آلاء باستياء، قائلًا بضيق:
روحي وراها بسرعة يا آلاء واعتذري، عيب كده.
تأففت بعصبية وهي تسأله برفض: أنا مالي أنا؟
حدَّجها بغضب، فالتفتت تنظر إلى صغيرها، الذي خبَّأ وجهه في صدر خاله من نظراتها المتوعدة، ثم غادرت بسرعة لتلحق بـست الزفت، تقصد الحسن.
❈-❈-❈
كانت آسيا تقف في انتظار المصعد، تمسد رأسها، تتمتم ببضع العبارات المهينة لهم جميعًا، وتهز جسدها كله بعصبية.
وقبل أن تدلف إلى المصعد الذي وصل، أوقفها صوت آلاء وهي تقترب منها. ناظرتها آسيا بضيق لما حدث، قبل أن تقول: أنا آسفة على اللي حصل، بس تميم صغير، ومحدش بيتوقع تصرفاته. بعتذر جدًا.
ظلت آسيا تناظرها بضيق، قبل أن تقول بهدوء ورقة، وهي تفكر في استغلال الفرصة: مفيش مشكلة، ده زي ابني بالظبط.
ارتفع حاجب آلاء بشدة، وهي تستغفر ربها محاولة التحكم في ملامحها، قبل أن تبتسم لها ابتسامة صفراء، تهمس بخفوت: عن إذنك.
وعادت سريعًا إلى الغرفة، وخلفها آسيا تود حرقهم جميعًا... إلا تميم، حبيبها.
ودلفت إلى المصعد، تتحسس رأسها، يبدو أن الوصول إليه يتطلب الكثير من التضحيات... الكثير. قالتها لنفسها ببكاء، وقد خسرت معها عِدَّة خصلات من شعرها الغالي.
❈-❈-❈
دلفت إلى الغرفة، تنظر إلى تميم يلاعب ابنها، قبل أن تقترب منه قائلة باستحسان: عارف، رغم الموقف المُنيل اللي حطتني فيه...
وتابعت بابتسامة: بس جدع، ابن أمك صحيح!
أطلق الصغير ضحكاته، وهو يميل ليقبض على حجابها، إلا أنها تراجعت، تهز رأسها بيأس من هذا الصغير.
قبل أن تجلس، لاحظت باقة الورد الجديدة، ليخبرها تميم بهدوء: ابقي خرجِيها لو سمحتي يا آلاء، أو ابعتيها مع باقي الورد.
أومأت له بهدوء، وهي تتحرك لتفتح الباب بعد أن استمعت إلى صوت طرقات خفيفة.
عادت للخلف خطوات بسيطة، وهي ترى أمامها رجلًا يظهر عليه الرقي والاحترام، يطالعها بهدوء.
وقبل أن تنطق بحرف، أتى صوت تميم من الخلف قائلًا بود:
– أهلًا، أستاذ ياسر، اتفضل.