-->

رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 24 - 1 - الثلاثاء 18/2/2025

 قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة عفاف شريف


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر الثلاثاء

18/2/2025


"أحيانًا نحتاج إلى أن نغلق أبواب الماضي بلطف، لا لأننا نريد نسيانه، بل لأننا نستحق بداية جديدة. أن تُعطي قلبك فرصة أخرى للحب هو أن تؤمن بأن الجمال يمكن أن يُزهر مجددًا، حتى في أرض ظننتها جافة."


تميم مدحت العسلي 

❈-❈-❈

قلبه مريض بداء لا دواء له.

تهتز روحه وتحترق مع كل نظرة شفقة تحيط به. غصة تأبى أن تفارقه يومًا. هُدمت أحلامه دون سابق إنذار. كعود ثقاب سقط عمدًا في كومة قش، فظل يراقب روحه وهي تحترق... وبكل بساطة، ها هو يبدأ من جديد، كأن شيئًا لم يكن، تاركًا قلبه جانبًا يحترق في صمت... صمت قاتل.


كان يجلس على الفراش بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه بصعوبة، وبعد أن استغل خروج والده للصلاة، فبدأ ببطء وحرص كي لا يؤذي نفسه.

فجراحه لا تزال تؤلمه، لكن جراح جسده فقط هي ما تؤلمه.

وقلبه

وروحه

ألا يتألمان؟

بلا، والله، يتألمان.

بداخله الكثير، يريد ولا يريد، يود الهروب ولا يود.

بداخله الكثير يود قلبه البوح به، لكن بداخله يعرف أنه لا سبيل حتى بالبوح.

فالآلامه لن تنتهي.

كيف يحرق أحلامًا كان يسقيها كنبته كل يوم؟

حتى أصبحت شجرة كبيرة، جذورها منغرزة في أعماق قلبه المتعب.

لكن يظل السؤال يُطرح: إلى متى؟


هل سيفني المتبقي من عمره في كتاب أحرقت صفحاته ولم يتبقَ سوى الرماد؟

لم يكن هذا الضعيف يومًا، بل كان دائمًا قويًا رغم دواخله.

يرفض الضعف والانحناء.

لكن معها هي.

معها سلم راياته غافلًا أنه قد تصبح يوما العدو الذي يضع الرصاصة في قلبه دون قصد.

وكيف تقصد؟

وهي لا تعلم بحبه أصلاً.

غبي هو من أضاع الأيام منتظرًا الوقت المناسب،

فصدم بسرعة الواقع وقسوة الحياة.

أهي قسوة الحياة أم تأخره الغبي؟

هذا اللوم المستمر مؤلم.

أن تلوم نفسك على شيء لم تكن تفكر حتى في حدوثه،

فحدث ووقع بثقله فوق قلبك.

مؤلم.

والأكثر إيلامًا هو أنك مجبر على التخطي.


كان شاردًا صامتًا،

ولم يَرَ نظرات مدحت المحاطة به.

يعلم أنه سيعاني كثيرًا،

لكن بداخله إيمان أن تميم أقوى من هذا،

وأن بعد كل تلك الآلام،

فرحة كبيرة ستدق أبواب قلوبهم.

لذا تنفس بعمق،

وهو يرسم ابتسامة كبيرة على وجهه.

مُصدرًا صوتًا ليثبت وجوده وهو يدلف إلى الغرفة قبل أن يقول بتوبيخ وهو يراه وقد انتهى من ارتداء ملابسه: هتفضل طول عمرك عنيد، مش هتتغير أبدًا.

طالع تميم لثوانٍ قبل أن يرسم ابتسامة واهنة قائلاً بهدوء: محبتش أتعبك، كفاية تعبك كل الأيام اللي فاتت.

دي حاجة بسيطة، وأهو لبست وخلصت.

وتابع متسائلًا: هنمشي إمتى؟

أكد له مدحت وهو يخرج هاتفه رافضًا مكالمة حسام التاسعة وهو يقول: دلوقتي إن شاء الله، بس الدكتور يجي يطمنا للمرة الأخيرة، ونتوكل على الله.

ومع آخر كلمة، دلف الطبيب مبتسمًا بهدوء،

وقضى الوقت التالي في تفقد كل شيء خاص به.

وما إن انتهى حتى تحدث قائلا بهدوء: ما شاء الله، الوضع مبشر.

دلوقتي تقدر تروح البيت، مع الحفاظ طبعًا على الراحة والأكل والأدوية، والتغيير على الجرح وكل التفاصيل اللي اتكلمنا فيها،

وأهم شيء ممنوع الإجهاد.

مش همنعك ترجع لحياتك الطبيعية،

لكن بس إدي نفسك وجسمك وقت للتعافي،

وهتبدأ ترجع تدريجيًا.

والأهم من كده المتابعات،

ولو حصل أي مضاعفات، ضروري تيجي.

وممنوع الإهمال طبعًا.

أومأ له تميم بهدوء.

وبعد عدة دقائق أخرى من التعليمات، غادر الطبيب مع التمنيات بالسلامة.


ابتسم مدحت ابتسامة كبيرة أظهرت أسنانه قائلاً بسعادة:

اللهم لك الحمد. دلوقتي نقدر نروح.

أومأ له تميم بهدوء وابتسامة صغيرة.

وما إن وضع قدمه على الأرض حتى سأله مدحت بحاجب مرتفع: هتروح بالشراب؟

نقل تميم عيناه نحو قدمه قبل أن يبتسم بتذكر،

وقبل أن يميل ليرتديه،

كان مدحت قد جثا على ركبتيه،

متناولًا الحذاء ليلبسه إياه.

سحب تميم قدمه بسرعة ورفض وهو يتمتم بغضب: قوم يا بابا بتعمل إيه؟

رفع مدحت رأسه قائلاً بهدوء: إنت محسسني إنها أول مرة.

ما أنا ياما لبستك وأنت صغير.

هز تميم رأسه برفض قائلاً بهدوء:كنت يا بابا،

أنا كبرت خلاص .

إلا أن مدحت تابع وهو يسحب قدمه بإصرار:

وما زلت، إنت ابني.

هتفضل الطفل الصغير اللي كنت بلبسه وأحميه وأعمله كل حاجة مهما كبرت.

هيفضل ابني تميم الصغير في نظري ولو عمرك سبعين .

ابتسم له تميم بتأثر وهو يسمح له في النهاية،

وما إن انتهى حتى وقف ومدَّ له يده بابتسامة.

ليتلقفها تميم بهدوء،

مستندًا عليه،

مغادرين الغرفة

والمستشفى بأكمله.

وبداخل كل منهم الكثير من الألم،

مهما اختلفت الأسباب.

لكن يظل وجودهم سويًا

نعمة لن يقدرها سوى من كاد يفقدها.


❈-❈-❈

بعد مدة، تم الانتهاء من توزيع جميع الوجبات بنجاح وراحة، ليعودوا سريعًا قبل عودة تميم.

وبالفعل، تزامن وصولهم مع إجابة أبيه عليه بعد الكثير من المكالمات، يخبره بأنهم في الطريق وعلى وشك الوصول.

دلف كل من حسام وأنس إلى المنزل، فاسرعت آلاء قائلة بهدوء: خلصتو؟

أومأ لها قائلاً: الحمد لله، كله فرح ، كانت متيسرة جدًا، والحمد لله، الدعوات كانت تشرح القلب.

اللهم تقبل يا رب.

ابتسم الجميع بسعادة، والدعاء لا يترك ألسنتهم.

والجميع يفكر

ربما إطعام الطعام راحة وخير لهم قبل أي أحد.

إطعام الطعام رزق لا يعرفه سوى من ذاق حلاوة كل خطوة من خطواته، والفرحة بتحقيق دعاء طال كثيرًا.

لذا سارعت حور بالقول:طالما الحمد لله بما أنكم خلصتو، يبقى اطلعوا اجهزوا، عقبال اونكل مدحت ما يجي،

واحنا هنجهز السفرة ونحط الأكل بحيث كل حاجة تكون جاهزة مع وصولهم إن شاء الله.

هز حسام رأسه مؤيدًا،

وهو يسارع بالصعود ليستحم بسرعة،

يتبعه أنس بعد أن اطمئن على ملك.

والمتبقي يسارع بين تجهيز المتبقي من الطعام،

والانتظار بشوق وحنين لمقابلة تميم.

وأخيرًا، بعد الكثير...


❈-❈-❈

وبالفعل، بعد نصف ساعة، كان الكل يصطف في الأسفل في انتظار وصول تميم.

حتى الصغار ملؤهم الحماس لمقابلة الخال والعم تميم،

فهو يظل المفضل للجميع

مدلل صغار، وداعم الكبار.

فكان الجميع يجلس في ترقب وتوتر،

تحديدًا آلاء التي كانت تجلس وتتحرك كل ثانية والأخرى تنظر للباب،

قبل أن تتنهد بضيق،

جالسة بجانب ملك، تشدد على يدها بابتسامة.

وما هي إلا ثوانٍ واندفع صوت آية تصيح بحماس وفرح: خالو تميم جه!

خالو تميم جه يا مامي!

التفت الجميع يطالعون الصغيرة،

قبل أن ينتفض حسام بسرعة، تتبعه آلاء،

كل منهم يركض في اتجاه الباب.

فكان حسام الأسرع والأقرب، وهو يفتح الباب،

قبل أن يقف، يناظر هذا الواقف أمامه، بجانب أبيه، يناظرونه بابتسامة سعيدة.

اهتزت ابتسامته قبل أن يندفع نحوه، يحتضنه بحرص شديد،

وهو يربت على ظهره، مقبلاً كتفه، قائلاً بصوت متحشرج، يهمس باشتياق وسعادة:

نورت بيتك يا كبير، نورت الدنيا كلها،

ألف ألف حمد لله على السلامة يا حبيبي.

ربت تميم على ظهره بحنان كبير،

قبل أن تزيحه آلاء الباكية،

وهي تلقي بنفسها بين أحضانه،

لتنفجر بعدها في بكاء عالٍ كطفلة صغيرة.

تأوه بالم وهو يشدد من احتضانه،

مراقبًا اقتراب ملك وهي تشدد على بطنها برعب،

تبكي هي الأخرى.

ناظرها بحنان وشفقة، وهو يفتح لها الذراع الآخر.

ظلت تطالعه لثوانٍ،

قبل أن تدس نفسها هي الأخرى بين أحضانه،

باكية بكاء سعيد.

وما إن ضمهما بحنان واشتياق،

حتى أغمض عيناه،

يحبس دمعه، أبيًا حتى أن يحررها.

دمعة لا يجب أن تخرج أبدًا.


❈-❈-❈


اجتماع طال كثيرًا حتى صار حقيقة ملموسة،

بعد تناول الطعام في جو أسري دافئ،

وقد حل محله في مقعده الفارغ بدونه طويلًا.

جلسوا مجتمعين

تميم الممدد على الأريكة،

والباقين بأماكن متفرقة.

أتت حور تحمل عدة أكواب، لكل منهم طلبه الخاص،

خلفها آلاء بعصائر الصغار،

ومنير يحمل الفاكهة والمقرمشات.

جلست حور بجانب زوجها، تحمل الصغير شمس الذي غفت منذ قليل،

وآلاء بجانب تميم، والذي رفضت أن يجلس غيرها بجانبه،

سوى تميم الصغير المتشبث به، نائمًا على صدره بوداعه.

وكان مدحت يجلس مقابل تميم، يضم حفيدته مريم إلى صدره.

قبل أن يقول بهدوء، والفرحة تغمر قلبه:

طول السنة بكون بعد الأيام على معاد نزول كل حد فيكم،

وبعيش أنا وتميم شهور طويلة،

بيكون البيت هادي وساكت لدرجة أني ساعات بحس إنه ميت، مفيش فيه روح.

وروحه الدافئة راحت مع صاحبتها.

ومع دخول أول حد فيكم للبيت دي،

بيكون زي الشمس اللي بتطلع على أرض ضلمة بقالها كثير أوي.

ورغم العياط والصويت والدوشة والجري والصريخ،

وده بيجري، وده بيلعب، وده بيضرب،

والي أكيد أي حد مش هيحبها،

أنا بستناها،

والبيت ده بيحيى بيها،

بعيش في دفا وانتو فيه.

كان الجميع يطالعه بعيون سعيدة متأثرة،

ليتابع قائلاً بحنان وهو ينظر نحو حسام، ثم ينقل عيناه نحو تميم الصامت: يوم ما كلمتك تيجي القاهرة،

مسمعتش منك نبرة تردد واحدة،

مفيش حتى تفكير ثانية واحدة،

وفعلاً...

وتابع وهو ينقل عيناه عليهم واحدًا تلو الآخر:

جيتوا واحدًا وراء واحد،

بدون ما تهتموا بشغل ولا أي حاجة،

بدون أي تردد.

الكل كان هنا،

جمبي،

وجنب تميم،

كنتم سند ليّا لبعض.

صمت لوهلة قبل أن يردد باشتياق:

أمكم، الله يرحمها، كانت دائمًا تقولي

ازرع حب تلاقي حب،

زرعت خير في ولادنا، هتلاقي كل خير،

وهي زرعت،

بس يمكن الحصاد كان بيظهر قدام عينها بكل لحظة،

وقدام عيني،

وأنا شايفكم جنب وسند لبعض،

إنتوا قوة بعض.

مستحيل حد يئذيكم لو إنتوا سوا،

إيد واحدة،

حب وحنان واهتمام لبعض.

النهاردة إحنا متجمعين بفرحة خروج تميم،

لكن فرحتي الأكبر،

وأنا شايفكم حواليا عشان أخوكم.

أقدر أقولكم إني مش فارق معايا أسيبلكم فلوس ولا عقارات قد إيه.

أنا عارف إني سايب الأغلى من كنوز الدنيا كلها،

سايب اللي مش هيروح بالسنين.

وصمت ليكمل: سايبكم لبعض،

ده ورثي ليكم،

إنتوا ورثي في الحياة دي.

قالها والفخر يملأ قلبه،

فرغم انشغال كل منهم بحياته،

إلا إنهم يظلوا قلب واحد.

لذا تنهد بصمت وهو يفكر 

أنه والآن، قد حان موعد الرحيل.


❈-❈-❈

اقتربت ملك من والدها تضمه بقوة ليكمل هو حديثه، يضمها بحنان: وزي ما طلبت منكم تيجوا وسبتوا كل حاجة فعلاً وجيتوا، رغم انشغال كل واحد فيكم والمسؤوليات اللي وراه. أنا بطلب منكم دلوقتي كاب، ترجعوا لحياتكم اللي وقفت عشان اللي حصل.


وتابع وهو يشير إلى أبنائه وزوج ابنته ملك: كلكم وراكم شغل، والولاد وراها مدارس ودروس وتمارين، وكل واحد ليه أشغاله وحياته الخاصة اللي اتدربكت طبعًا بسبب اللي حصل. عشان كده، اللي مكسوف أو خلاص مدة وجوده بتخلص، أنا أكيد مش هقدر أخليه يخسر شغله أو يهمل في بيته عشاني.


قالها وهو يراقب عيني أمير المتهربة من عينه. إحنا بنتجمع هنا وقت ما بيكون متاح ليكم كل سنة، بنتجمع عشان أنتوا حابين ده. لكن طالما اتجمعنا في وقت مش مناسب للكل، يبقى لازم أنا اللي أقولكم ترجعوا لحياتكم.


وهيفضل البيت ده دايمًا مستنيكم، دايمًا وأبدًا.


قالها بحنان وصدق وهو يضم ملك التي ردت بحزن وهي تمسك يده قائلة: بس أنا مش عايزة أمشي وأسيبك يا بابي. أنا عايزة نقعد شوية كمان معاكم. أنتوا وحشني قوي. كمان تميم لسه راجع النهاردة. ملحقناش نقعد سوا خالص.


مسح على ظهرها بحنان قائلاً برفق: معلش يا حبيبتي عشان خاطر شغل جوزك، وكمان إن شاء الله تبقو تنزلوا على معاد الولادة، أو لو الموضوع صعب وقتها أنا هاجي إن شاء الله.


قالها وهو يشدد على يدها عندما لاحظ ارتعاش جسدها عند ذكر الولادة. صغيرته ما زالت متأثرة بما حدث لها، بل لا زالت مرتعبة من الفكرة نفسها.


كان تميم يراقب ملامح الجميع ويده تمسح على ظهر الصغير الساكن بين ذراعيه. كانت الجلسة رغم دفئها، إلا أن هناك شيئًا ينقصها، والبوح به لن يزيدهم إلا ألمًا. لذا همس بخفوت صادق والابتسامة تتشكل على وجهه قبل أن يقول: بابا عنده حق. أنا والحمد لله بقيت بخير، لكن أنا مش هقبل تتعطلوا عن شغلكم وحياتكم أكتر من كده. أنتو جيتوا عشان الحادثة اللي حصلت، ولله الحمد أنا بقيت بخير ورجعت البيت تاني. فابدأوا جهزوا نفسكم عشان ترجعوا لحياتكم، رغم أنكم هتوحشوني قوي.


قالها وهو يقبل الصغير تميم، والذي ردها له بسعادة.


تحدث حسام قائلاً بحزن: أنا الحقيقة مش حابب أسافر ولا أرجع وأسيبكم، لولا فعلاً إني مضطر أرجع عشان إجازتي بتخلص. مكنتش همشي أبدًا.


ربتت حور على يده تدعمه، فهي تعلم كم يصعب عليه بتلك المرة تحديدًا أن يغادر. ابتسم لها تميم قائلاً برفق: السنة طويلة إن شاء الله يا حسام. في أي وقت الموضوع يكون متاح ليك وتقدر تيجي وأنت مستريح من غير دربكة. خلي بالك إحنا هنا في انتظارك دايمًا. البيت ده قايم بيكم ومن غيركم ولا أي حاجة.


تبادل الجميع أطراف الحديث، ليقرروا بعدها أنه خلال عدة أيام سيغادروا واحدًا تلو الآخر. أنس وملك بعد زيادة أهله سيرحلون، وأمير ويارا غدًا سيكون يومهم الأخير. حسام وحور أيضًا سيغادرون بعد زيادة عائلتها.


والوحيدة التي لم تشارك في الحوار أو تبدي خططها كانت آلاء. كيف تخبرهم بخطة هي لم تضعها بعد؟ لن تتحدث، فليغادر الجميع اولا. لن تربك الوضع أكثر بوضعها. هي تريد أن تتخذ قرارها وحدها، ولم تكن ترى أو تردك حتي نظرات أبيها التي تلاحقها، وهو يقرر أنه قد كان وقت الحديث معها، حديث قد تأخر كثيرًا.

اكثر من اللازم.


الصفحة التالية