-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 82 - 1 - الجمعة 21/2/2025

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والثمانون

1

تم النشر الخميس

21/2/2025


" قبل أن تقول إلي غيرك عيبه عليك أن تنظر إلي نفسك آولاً"


حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهتفت بسخرية:

-لأ بجد ؟ ده ردك علي كل الكلام إلي أنا قُولته؟ أنا بجد مش عارفة أقُولك إيه غير إني ندمانة إني سمعت كلامك في يوم من الأيام أو حتي مشيت وراكِ في حاجة إنتِ بجد إنسانة زينا؟ مخلوقة مو لحم و دم؟ الصراحة أنا عندي شك بجد في الموضوع ده أنا بقيت أتكسف ما بيني وما بين نفسي إنك أمي بقيت أستعر إني أنادي ليكِ يا ماما من الأساس.

انتفضت غدير من مكانها ورفعت يدها إلي أعلي وقامت بصفعة صفعة مدوية جعلت الآخري تشهق وتتراجع إلي الخلف عدة خطوات ولكن لم تتوقف عن هذا الحد بل صاحت بانفعال:

-إخرسي يا فريدة إخرسي إنتِ ليكِ الشرف إن أنا أكون أمك في ألف واحدة غيرك تتمني تكون غدير المهدي بس ترد عليهم السلام مش تبقي أمهم أنا عملت إيه عشان كل ده؟ ها ردي ساكتة أنا كل إلي عملته وحتي آخر حاجة عملتها كنت برجع كرامتك وكرامتي من تاني بدل ما تشكريني علي إلي عملته معاكِ واقفة تتخانقي معايا وتبجحي فيا؟ بقي دي جزاتي في النهاية بنتي الوحيدة واقفة قصادي؟

وضعت يدها على وجنتها بصدمة وتسألت بصدمة:

-إنتِ عايزة تحمليني أنا نتيجة كل أخطائك؟ بجد أنا آخر إهتماماتك من الأساس يا ماما وحضرتك عارفة كده كويس أوي وحضرتك عملتي إلي عملتيه عشان ترجعي كرامتك إنتِ مش كرامتي أنا غير لو حد هان كرامتك من الأساس فالشخص ده هو إنتِ بلاش تلومي الناس علي أخطاءك وتعلقيها علي شماعة غيرك أنا عمري ما هسامح بابا في حياتي مش عشان أذاني أو سابني ليكُ تربيني لأ مش هسمحه عشان مقدرش يختار زوجة من البداية تصلح تكون أم من الأساس يمكن ربنا كان ليه حكمة إنه رأف بيكم ومخلفتوش غيري من الأساس عشان ميجيش طفل تاني يبقي مسخ مشوه زي.

صاحت غدير بعصبية:

-لأ بقي إنتِ إيه إلي حصل ليكِ شقلب حالك كده؟ مؤكد الحيوان إلي إنتِ أتجوزتيه هو إلي لعب في دماغك وقلبك عليا.

❈-❈-❈

ردت بدفاع:

-الحيوان إلي حضرتك بتتكلمي عنه بسببه حسيت إني بني أدمة بجد بسببه حاسة إني إنسانة ليا قيمة أنا تعبت بجد تعبت منك ومن حقد وكرهك لكل إلي حواليكِ دائمًا أي حد تشوفيه لازم طلعي عيب فيه المهم ميبقاش في شخص عدل من الأساس مع الأسف أنا مكنتش فاهمة حضرتك بتعملي كده ليه بس أنا فهمت دلوقتي إنتِ مريضة يا ماما عندك نقص في كل حاجة في حياتك عشان كده بتحاولي تداري النقص ده وإنتِ بطلعي عيوب في غيرك.

صقفت غدير ورددت ساخرة:

-بجد ؟ أنا عندي نقص ومريضة كمان هايل يا فريدة كملي قلة أدب وتكليل إتهامات لأمك أنا بجد مش مصدقة إنك إنتِ فري بنتي لأ إطلاقًا إنتِ واحدة تانية خالص غير بنتي إلي أنا ربتها أبوكِ والزفت ده عملوا فيكِ إيه؟ قلبوكي عليا؟ أنا غدير أمك إلي محبتش في الدنيا دي كلها غيرك إنتِ وبس وكل إلي عملته ده عشان بحبك يا غبية أفهمي.

ردت بنفي:

-لأ يا ماما أوبس أسفة يا غدير هانم حضرتك مش بتحبيني ولا بتحبي حد غير نفسك وبس بالنسبة ليكِ كل الناس عبيد وبس أنا بجد مصدومة فيكِ مش فاهمة إزاي كنت ماشية وراكِ زي الغبية.

تهكمت قائلة:

-بجد ؟ ممممممم طيب طالما أنا وحشة وشريرة أوي كده عايزة إيه مني دلوقتي جاية ليا ليه؟ مش خلاص أنا شريرة وقُولتي لأ بوگِ تسافري معانا ليه ما تخليكِ مع الباشا إلي إنتِ متجوزها ؟!

ابتلعت ريقها بمرارة وتداركت قائلة:

-حلو بإيدي إني أفضل جنبه هفضل جنبه لكن مع الأسف بسبب حضرتك بردوا وإلي عملتيه لازم أبعد أنا بدل ما هو إلي يطردني من حياته بعد ما يعرف حضرتك عملتي إيه أنا أه هسافر معاكم لكن مش هيجمعني بيكِ سقف واحد من تاني هروح أعيش مع عمتي إلي كانت السبب الآول إني أتغير وأبدأ أعيش صح وممتنة ليها إنها قدرت تفهمني إني حياتي القديمة كلها كانت غلط في غلط مجرد وهم في وهم مع الأسف.

كتفت الآخري يدها على صدرها وتحدثت بجمود:

-خلصتي كلامك؟ 

 ردت ببرودٍ:

-مع الأسف مهما أقول وأعيد مش هقدر أكفي وأفي كم العذاب إلي أنا عايشاه حاليًا وبسبب حضرتك إنتِ.

 هتفت الآخري بتحدي:

-وأنا بقي خلاص مش عايزة أسمع أي حاجة وأتفضلي يلا مع السلامة.

تبسمت فريدة يتهكم:

-مممممم أتفضل مع السلامة حضرتك بتطرديني يا غدير هانم؟ 

أومأت بإيجاب:

-أيوة بطردك يا فريدة لما تعرفي قيمتي وعملت إيه عشانك وترجعي بنتي القديمة بتاع زمان وقتها الكلام يبقي غير هتلاقي حضني وقتها مفتوح ليكِ في أقرب وقت وأنا واثقة إن ده هيحصل قريب أوي وأنا منتظراكِ لإن أنا وإنتِ شكل بعض في كل حاجة مش هتلاقي حد يفهمك ولا يحبك زي أنا.

مطت شفتيها وهتفت بثبات:

-أعتقد هتنظري كتير أوي يا ماما عشان إلي حضرتك بتقولي عليه ده يحصل لإن فريدة إلي حضرتك منتظراها وبتتكلمي عنها ماتت وأدفنت وأخدت عزاها كمان بعد إذن حضرتك يا غدير هانم.

تحركت فريدة من أمامها تاركة والدتها تنظر في آثرها بذهول هل هذه إبنتها فريدة التي لم تكن تجرأ أن ترفع بصرها في عينيها يومًا؟! مؤكد أنها في كابوس الأن ليست حقيقة بالتأكيد.

❈-❈-❈

في مكتب النائب العام كان يجلس "جاسر" يراجع قضية أمامه بتركيز شديد قاطعه طرق علي باب المكتب، جعلهُ يرفع نظره عن الأوراق ويأذن للطارق بالدخُول:

-أتفضل.

فُتِحَ الباب ودلف المساعد الخاص به وأغلق الباب خلفه وهتف بحماس:

-مفاجأة حصلت يا جاسر باشا.

تسأل بتلهُف:

-غير غدير وأحمد أتقابلوا؟

حرك رأسه نافيًا وأجاب بلهفة:

-بس عبير ردت علي أحمد فعلًا وهيتقابلوا النهاردة في المقطم وبقي معانا دليل مادي ضدهم لإنه بيبتزها بتسجيلات صوتيه ليهم وبيهددها تدفع مليون جنيه عشان يأمن نفسهُ ويسافر هو ومراته وعيالها زي ما هتعمل هي وجوزها  يا إما هيقدم التسجيلات دي للنيابة.

تبسم جاسر بحماس:

-حلو أوي أكيد طبعًا وافقت صح ؟

أومأ الآخر بإيجاب:

-أيوة يا باشا وقفت هيتقابلوا النهاردة في المقطم الساعة 11 بالليل.

عاد بظهره إلي الخلف وتحدث مفكرًا:

-مممم الموافقة معقولة لكن السرعة مش طبيعية مليون جنيه مش مبلغ سهل عشان تقدر تطلبه من جوزها أو حتي هي تسحبه من فلوسها لإن جوزها بالتأكيد هيعرف ويشك فيها رغم إني شاكك أصلًا إن جوزها عارف كل حاجة ومغطي كل حاجة كمان إلي يخليه عمال يصفي شغلهُ ويبيع بالخُسارة إنه عايز يهرب بره مصر.

تذكر الآخر شئ وقال:

-أه صح ظه في حجز فعلًا 3 تذاكر بكره لبره مصر.

قطب جبينه بحيرة وتسأل:

-لمين التذكرة الزيادة مش هو ومراته بس ؟

أجاب بتوضيح:

-التذكرة التالتة بإسم بنته حضرتك دي متجوزة دلوقتي شريف نصار كينج السيارات أكيد طبعًا حضرتك عارفهُ؟

أومأ بتأكيد:

-أه طبعًا أعرفُه مش بغير عربيتي غير من عنده إيه بس إلي رماه الرامية دي.

تحدث المساعد بحيرة:

-بس إلي أنا مش فاهمهُ هي ليه مسافرة معاهم ؟

رد جاسر بهدوء:

-أعتقد إنها عرفت إلي والدتها عملته وكده مفيش قدامها حل غير إنها تسافر معاهم في تفكيرها أكيد لو جوزها عرف مش هيقدر يكمل معاها وهتفضل هنا لوحدها المهم جهز قوة وخليها تستعد وكمان محتاجين سيارة إسعاف مجهزة بالكامل معانا الإتنين دول مش هيتقابلوا بالسرعة دي عادي مؤكد غدير بتفكر تخلص منه لو في نيتها تدفع فلوس كانت هتخليه يستني عليها شوية لغاية ما تقدر تجهز المبلغ من غير ما تلفت نظر جوزها هو أه ميعاد سفرها بكره بس سهل تحول ليه المبلغ من بره مصر.

أومأ بتفهم:

-معاك حق يا باشا بس لو جوزها عارف ما يتصرف هو مع الواد ده ؟

حك جبينه بخفة وعقب بإيضاح:

-زوجها شخص نضيف ومُسالم جدًا وواثق هو إلي إختار فكرة الهروب كمان مش هي.

انتبه إلي شئ وقال:

-فيه دكتور هيطلع مع عربية الإسعاف ولا لأ ؟طردتنا ضمن

تهكم الآخر ساخرًا:

-ما إنتَ عارف يا باشا بيرفضوا يطلعوا بيبقوا طوارئ في المستشفى بس.

زم شفتيه بعدم رضا وقال:

-خلاص تمام أنا هتصرف هتواصل مع دكتور بيجاد يطلع معانا بعربية إسعاف من عنده.

أومأ بتفهم وقال:

-تمام يا باشا أي أوامر تانية؟

الصفحة التالية